دخلت الصين عالم السكك الحديدية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، عندما أنشأ رجل أعمال بريطاني سنة 1865، خطا للسكك الحديدية طوله خمسمائة متر لتشغيل قطار بخاري صغير بغرض الترفيه والعرض. وفي سنة 1876، أنشأت شركة بريطانية خط ووسونغ- شانغهاي الحديدي لنقل الركاب والبضائع. وكان خط السكة الحديدية بين قرية قاوبيديان في بكين والمقابر الإمبراطورية الغربية في محافظة ييشيان بمقاطعة خبي هو أول سكة حديدية أنشأها الصينيون بأنفسهم، لتسهيل سفر أفراد بلاط أسرة تشينغ (1644-1911) الإمبراطوية إلى المقابر لتأدية الطقوس وتقديم القرابين لأسلافهم.

انتقلت الصين من عصر القطار البخاري إلى قطار الديزل والقطار الكهربائي، وصولا إلى القطار السريع والقطار الفائق السرعة. وزاد طول خطوط السكك الحديدية من نحو واحد وعشرين ألف كيلو متر سنة 1949، عندما تأسست الصين الجديدة، إلى مائة وواحد وعشرين ألف كيلو متر في سنة 2014.

في يناير عام 2004، أجاز مجلس الدولة الصيني ((الخطة الوطنية المتوسطة والطويلة المدى لشبكة السكة الحديدية))، التي حددت إنشاء شبكة خاصة لقطارات الركاب السريعة طولها أكثر من اثني عشر ألف كيلومتر، كما اعتمد سياسة "استيراد التقنيات المتقدمة والتعاون مع الخارج في التصميم والإنتاج وإبداع الماركة الصينية".

 صارت القطارات وسيلة النقل الأكثر تفضيلا عند الصينيين. القطار الفائق السرعة بين مدينتي بكين وتيانجين، والذي بدأ تشغيله في أغسطس عام 2008 استعدادا لأولمبياد بكين، يقطع المسافة بين المدينتين وطولها مائة وخمسة عشر كيلومترا، في نصف ساعة فقط. ومن أجل راحة مستخدمي القطارات الفائقة السرعة، أصدرت شركة السكك الحديدية بطاقات سفر شهرية للمسافرين تتيح لحامليها ركوب القطارات مباشرة. يستخدم هذه البطاقات حاليا أكثر من سبعين ألف فرد. وحاليا، تبلغ مسافة تشغيل القطارات السريعة في الصين سبعة عشر ألف كيلومتر، ويبلغ عدد ركاب القطارات السريعة أكثر من تسعمائة مليون راكب سنويا.

في نهاية ستينات وبداية سبعينات القرن الماضي، بدأ الصينيون في إنشاء السكك الحديدية خارج بلادهم، عندما قررت الصين بناء أكبر مشروع مساعدة خارجية قامت به حتى الآن، وهو خط السكة الحديدية بين تنزانيا وزامبيا، الذي بدأ التخطيط له في مايو عام 1968، وبدأت الأعمال الإنشائية في أكتوبر عام 1970، وتم إنجازه في عام 1976. واعتبارا من عام 2012، شرعت الصين في تنفيذ استراتيجية توجيه القطارات السريعة الصينية إلى الخارج، وبدأت أعمال استبدال الأنظمة الرئيسية لقطاراتها السريعة بأنظمة مصنوعة في الصين. وصارت الشركات الصينية تنافس الشركات العالمية في إنشاء السكك الحديدية في الخارج.

في الأول من يوليو عام 2015، انطلق أول قطار شحن دولي من مدينة كونمينغ حاضرة مقاطعة يوننان، إيذانا ببدء خدمات الشحن الدولي المباشر بالسكك الحديدية بين يوننان، في جنوب غربي الصين، وأوروبا. وفي الرابع عشر من نفس الشهر، انطلق أول قطار شحن دولي بين مدينة هاربين عاصمة مقاطعة هيلونجيانغ، بشمال شرقي الصين، وأوروبا.

السكك الحديدية الصينية تربط بين شعوب العالم.