حكم وإدارة شي جين بينغ
في نقابة الصحفيين بمصر

الندوة التي نظمها الفرع الإقليمي لمجلة ((الصين اليوم)) في الشرق الأوسط، بالتعاون مع المركز الثقافي الصيني بالقاهرة لم تكن مجرد فعالية لمناقشة الكتاب الذي صدر مؤخرا بعنوان "شي جين بينغ.. حول الحكم والإدارة"، وإنما حدث كشف عن شغف وتطلع النخبة والعامة في مصر لمعرفة الصين. جاءت الندوة مثل المطر الذي ينزل في الوقت المناسب، ذلك أن عيون المصريين في تلك الأيام كانت مصوبة نحو الصين بمناسبة زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لبكين.

الندوة التي أقيمت مساء السابع عشر من ديسمبر عام ألفين وأربعة عشر، حملت عنوان "الحكم والإدارة..رؤية صينية واستفادة مصرية"، وتحدث فيها الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر الأسبق، وسفير الصين لدى مصر سونغ آي قوه، وحسين إسماعيل نائب رئيس تحرير الطبعة العربية لمجلة ((الصين اليوم))، والكاتب والمفكر الأستاذ شوقي جلال، والدكتور عبد العزيز حمدي رئيس قسم اللغة الصينية بجامعة الأزهر، والدكتور ناصر عبد العال الأستاذ بقسم اللغة الصينية في جامعة عين شمس، والمستشار السياحي السابق لمصر لدى الصين.

وقد سبق الندوة معرض صور قدم لمحات من تاريخ الصين الجديدة منذ تأسيسها عام 1949 حتى يومنا هذا، فكان خلفية ضرورية لفهم الأفكار التي تضمنها كتاب "شي جين بينغ.. حول الحكم والسياسة".

وقد بدأ حسين إسماعيل الندوة مقتبسا قول الرئيس شي جين بينغ: "الصين تحتاج إلى معرفة العالم أكثر، كما أن العالم يحتاج إلى معرفة الصين أكثر". وأضاف: "إن مصر اليوم تحتاج إلى معرفة الصين أكثر من أي وقت مضى، فمصر الجديدة تنفتح على القوى الكبرى في العالم، والصين تعتبر مصر شريكا رئيسيا لها في المنطقة العربية وأفريقيا. ومن هنا تأتي أهمية هذه الندوة للاقتراب من رؤية القيادة الصينية للحكم والإدارة وللعلاقات الدولية، والتي يحويها كتاب شي جين بينغ حول الحكم والإدارة."

وقال الدكتور عصام شرف، إن الكتاب يكشف عن رؤية ثاقبة للقيادة الصينية الجديدة في سياساتها الداخلية وعلاقاتها الخارجية. وقال: "العولمة الحالية شرسة ولا تضع الإنسانية في محورها، وتهدف إلى إلغاء الآخر والمبادئ الإنسانية العامة غائبة فيها"، داعيا إلى عولمة جديدة رحيمة وإنسانية تتخلص من الآثار السلبية وتتبناها الدول ذات الحضارة القديمة، وفي مقدمتها الصين ومصر. وأضاف: "سياسات الصين الخارجية تعتمد على الدبلوماسية، وليس القوة وتؤمن بالتعايش رغم الاختلاف، وكذلك إعلاء دولة القانون ومحاربة الفساد. ونحن نحتاج الآن مصر الحضارة، التي تستمد قوتها من الحاضر والماضي"، مشددا على أن تكون الثقافة هي الأساس في العلاقة بين مصر والصين.

وقال سفير الصين لدى مصر سونغ آي قوه: "كتاب شي جين بينغ.. حول الحكم والإدارة، يسجل الكلمات والمقالات الهامة التي ألقاها الرئيس الصيني شى جين بينغ خلال الفترة ما بين  نوفمبر 2012  ويونيو 2014، وأجاب في هذا الكتاب بشكل معمّق عن التساؤلات النظرية والواقعية الكبرى التي تواجه الصين حول التنمية في ظلّ الظروف التاريخية الجديدة، ويبلور بشكل مفصّل أفكار وممارسات القيادة الحالية فيما يتعلق باستراتيجيات الحكم والإدارة، فيمكن القول إن هذا الكتاب نافذة على الصين المعاصرة ومفتاح للإجابة عن كل التساؤلات حول نجاح الصين." وأضاف: "في السنتين الماضيتين زار الرئيس الصيني ثلاثين دولة تقريبا، وأوضح خلال زياراته جوهر أفكار وفلسفة السياسة الخارجية الصينية. وقد أكد في هذا الكتاب على أن الصين ستتمسك بإرادة لا تتزعزع بالتنمية السلمية، ولن تسعى إلى الهيمنة والتوسّع. وأشار إلى أن التنمية السلمية اختيار استراتيجي للصين، اختارته وفقا  لمصالحها الأساسية وتيار العصر. والنهضة المتزايدة للصين تجلُب للعالم العديدَ من الفرص ولا تمثل تهديداً. تحرص الصين على مشاركة جميع دول العالم في فرص التنمية والازدهار المشترك. والصين ترفع عاليا راية السلام والتنمية والتعاون والكسب المشترك، وتسعى إلى تعزيز التعاون الودي مع جميع دول العالم وتنجز الواجبات والالتزامات الدولية المنشودة، وتدعم القضية السامية للسلام والتنمية مع جميع شعوب العالم." 

وتناول الدكتور ناصر عبد العال بالتحليل محاور التنمية الاقتصادية في الصين وفقا للرؤية التي يطرحها كتاب ((شي جين بينغ.. حول الحكم والإدارة)) والتي تشمل تعميق الإصلاح بشكل شامل ودفع التنمية الاقتصادية. بينما استعرض الأستاذ شوقي جلال رؤية الرئيس شي جين بينغ لبناء دولة يحكمها القانون، ودولة اشتراكية قوية ثقافيا، مبينا الأسس التي تقوم عليها منظومة العدالة الاجتماعية في الصين، وتوفير سند أخلاقي قوي لتحقيق حلم الصين.

واختتم الدكتور عبد العزيز حمدي الندوة باستعراض الجوانب التي يمكن الاستفادة منها في مصر من الرؤية الصينية وخبرة الصين المتراكمة خلال أكثر من ثلاثين عاما منذ تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح.

هذا وقد تم إهداء نسخ من كتاب ((شي جين بينغ   حول الحكم والإدارة)) لعدد من كبار الشخصيات والمفكرين والإعلاميين والمتخصصين الذين حضروا الندوة.