جولة لي كه تشيانغ في أوروبا
نقطة انطلاق جديدة للعلاقات الصينية- الأوروبية

قام رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ في الفترة من التاسع إلى الثامن عشر من أكتوبر سنة 2014 بجولة أوروبية شملت ألمانيا وروسيا وإيطاليا.

تعاون سياسي واقتصادي أوثق بين الصين وألمانيا

ألمانيا هي أكبر شريك للصين في أوروبا من حيث التجارة والاستثمار والتعاون التكنولوجي، وقد تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين مائة وستين مليار دولار أمريكي في عام 2013.

وصل رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ إلى برلين في التاسع من أكتوبر سنة 2014 في زيارة استغرقت ثلاثة أيام إلى ألمانيا تلبية لدعوة من المستشارة الألمانية انجيلا ميركل. وخلال الزيارة ترأس السيد لي مع السيدة ميركل المشاورات الحكومية الصينية- الألمانية، كما التقى بالرئيس الألماني يواكيم جوسك وشهد توقيع أكثر من عشر اتفاقيات وتعاقدات بين الحكومتين.

وضعت الصين وألمانيا في العاشر من أكتوبر خطة عمل مفصلة بجهود ملموسة لصياغة شراكة أوثق في المجالين السياسي والاقتصادي.

وقد وصف كل بلد البلد الآخر بأنه "أهم شريك تعاون في منطقته"، واتفقا على الحفاظ على تبادل الزيارات الرفيعة المستوى والتواصل الوثيق من خلال القنوات الثنائية والمتعددة الأطراف.

وأكدت الحكومتان على أن آلية التشاور الحكومي التي أقيمت في 2010 لعبت دورا هاما في تعزيز التعاون الثنائي، واتفقتا على أنه يتعين إجراء المشاورات مرة كل عامين من حيث المبدأ.

ومن أجل تعزيز التنسيق في السياسة الخارجية والأمن، قرر الطرفان إطلاق حوار استراتيجي سنوي حول الشؤون الدبلوماسية والأمنية، مع بدء أول جلسة في العام القادم.

وفي الوقت نفسه، اتفق الطرفان على إجراء مشاورات منتظمة حول القضايا الإلكترونية من أجل تعزيز الثقة المتبادلة والتعاون في مجال الأمن الإلكتروني، حيث ستعقد الجولة القادمة من المشاورات الإلكترونية الثنائية في بداية العام القادم في الصين.

كما أعربت الحكومتان عن دعمهما التعاون في مواجهة عمليات المراقبة وحماية الاتصالات الإلكترونية.

وعلى الصعيد الاقتصادي، قالت الوثيقة إن الصين وألمانيا ملتزمتان بالتوصل إلى اتفاقية استثمار صينية- أوروبية بأهداف كبيرة تعمل كأساس للمفاوضات من أجل اتفاقية تجارة حرة بين الصين والاتحاد الأوروبي في المستقبل.

كما رحبت الدولتان بتمديد مشروع خط التجميع النهائي للطائرة A-320 في مدينة تيانجين بشمالي الصين لعشر سنوات إضافية وتحويل خط تجميع تيانجين إلى خط إنتاج للطائرة A-320 اعتبارا من 2018.

كما ستدعم الصين وألمانيا بعضهما البعض في التكنولوجيا والتمويل من أجل تحويل وتحديث إمدادات الطاقة، وستشجع الدولتان الحوار والتعاون بين الحكومتين والشركات من الطرفين.

وأكدت الدولتان أيضا على أهمية مشروع "صناعة 4.0" بالنسبة للتنمية المستقبلية لاقتصادي الصين وألمانيا. وأشارت الدولتان إلى أنه يتعين على الشركات القيام بدور رائد في تدعيم العملية بدعم سياسي من الحكومتين.

كما تم الاتفاق على إقامة حوار حكومي حول هذا المشروع بين الطرفين. كما قرر البلدان إجراء المزيد من أنشطة التعاون النظامية والاستراتيجية بالتركيز على الصناعات المستقبلية، بما فيها السيارات الكهربائية ونظام التحكم الذكي في الطاقة وإمدادات المياه ومعالجة مياه الصرف.

وفي الوقت نفسه، اتفقت الدولتان على اغتنام فرصة مشاركة الصين في معرض ((سيبت)) 2015 في مدينة هانوفر الألمانية لتعميق التعاون في مجالات مثل إنترنت الهاتف النقال وإنترنت الحوسبة السحابية والبيانات الضخمة.

اتفاقات صينية- روسية في مجال الطاقة والسكك الحديدية الفائقة السرعة

وصل رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ بعد ظهر الثاني عشر من أكتوبر إلى روسيا في زيارة رسمية استمرت ثلاثة أيام.

وفي الثالث عشر من أكتوبر وقع البلدان على مجموعة من اتفاقات التعاون تتراوح من التمويل والاستثمار إلى الطاقة والقطارات الفائقة السرعة.

وقد شهد رئيس مجلس الدولة السيد لي ونظيره الروسي ديمترى ميدفيدف التوقيع على ما يقرب من أربعين اتفاقية بعد عقد الاجتماع التاسع عشر لرئيسي وزراء الصين وروسيا.

وتغطى الوثائق، التي تشمل اتفاقيات حكومية وتعاقدات للأعمال أيضا، التجارة والتبادلات بين الشعبين والتكنولوجيا المتقدمة والملاحة بالأقمار الصناعية وتبادل العملات والجمارك.

وقال لي خلال المحادثات مع ميدفيدف إن الاجتماعات المتكررة بين قادة البلدين تدل تماما على أن العلاقات بين الصين وروسيا علاقات استراتيجية ومستقرة وطويلة الأجل. وأن مواصلة تعزيز التعاون الثنائي سوف يحقق المنفعة لكلا الاقتصادين الصاعدين الكبيرين وللسلام العالمي والتنمية بوجه عام.

وقال السيد ليإن الصين مستعدة للعمل مع روسيا فى ترجمة شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بينهما إلى المزيد من ثمار التعاون العملي، وأن الصين ترغب في تعزيز التعاون مع روسيا في مشروعات الاستثمار الكبرى في مجالات مثل التعدين والصناعة الكيماوية والزراعة وتشييد البنية الأساسية.

وقد حافظت الصين على وضعها كأكبر شريك تجاري لروسيا خلال الأربعة أعوام الماضية. وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 2ر89 مليار دولار أمريكي في العام الماضي، ومن المتوقع أن يصل إلى مائة مليار دولار أمريكي بحلول 2015.

وقال لي إن الصين مستعدة أيضا لدفع إقامة ممر للنقل الفائق السرعة في منطقة أوراسيا يربط بين بكين وموسكو، وإن الأولوية الحالية يجب أن تكون هي السكة الحديدية الفائقة السرعة بين موسكو و كازان.

وفيما يتعلق بالتعاون في مجال الطاقة، قال لي إن بكين سوف تعمق التعاون مع موسكو في مجال الطاقة النووية والطاقة بطريقة متكاملة تغطي الصناعات الأولية والوسطى والمتقدمة.

جدير بالذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الجارين العملاقين التي أقيمت قبل خمسة وستين عاما، وصلت حاليا إلى "أعلى نقطة في تاريخها" مع تبادل الزيارات العالية المستوى وزيادة التجارة والاستثمار وزيادة عدد المشروعات الكبيرة بينهما.

ومن ناحيته قال ميدفيدف إن روسيا ترغب في تعزيز الاستثمارات الواسعة النطاق بين البلدين ودفع التعاون مع الصين في مجالات تتضمن البنية الأساسية للنقل والطيران.

تعاون صيني- إيطالي في الأمن والقانون والابتكار

وصل لي كه تشيانغ إلى روما في الرابع عشر من أكتوبر في زيارة رسمية إلى إيطاليا تلبية لدعوة رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي.

وقال لي فور وصوله إلى هناك إن الصين وإيطاليا- وهما مهدان ونموذجان ممتازان لحضارات الشرق والغرب- لديهما مزايا كامنة وأساس صلب للتعاون الثنائي.

وخلال زيارته إلى إيطاليا، وهي شريك هام للصين في أوروبا وعضو هام في الاتحاد الأوروبي، اجتمع لي مع الرئيس الإيطالي جيورجيو نابوليتانو ورئيس الوزراء ماتيو رينزي وقادة إيطاليين آخرين. كما التقى لي ورينزي بقادة الأعمال في كلا البلدين وحضرا مؤتمر "أسبوع الابتكار الصيني- الإيطالي".

وخلال زيارة لي، أصدرت الصين وإيطاليا إعلانا مشتركا ووقعتا على عشرين اتفاقية وعززت الدولتان الاستثمارات والتعاون بين شركاتهما الصغيرة ومتوسطة الحجم.

وقد صرح السيد لي في الرابع عشر من أكتوبر بأنه مع تقدم العولمة الاقتصادية والمعلوماتية، فإن جميع دول العالم بحاجة إلى العمل سويا لتحقيق مضاعفة المعرفة والقيمة من خلال التعاون في الابتكار من أجل حل مشكلات التنمية وتعزيز الازدهار المشترك.

وقد تعهدت الصين وإيطاليا في الخامس عشر من أكتوبر بتعزيز التعاون في مجموعة من المجالات تشمل الأمن وتنفيذ القانون لتعزيز العلاقات الثنائية. جاء هذا التعهد في إعلان مشترك صدر خلال زيارة السيد لي إلى إيطاليا.

وذكر الإعلان أن البلدين يتفقان على الاستعداد لتعزيز التعاون في مجالات مثل العدل وتنفيذ القانون والأمن وحكم القانون ومكافحة الجريمة والإرهاب على أساس احترام الاختلافات في أنظمتهما الاجتماعية والقانونية.

وأضافت الوثيقة أن الدولتين اتفقتا أيضا على تعميق التعاون في مجالات العلوم والابتكار التكنولوجي في محاولة لتحقيق المنفعة المشتركة والنتائج لصالح الجانبين.

وأشارت الوثيقة إلى أن الصين وإيطاليا قد توصلتا إلى اتفاق حول تعزيز التعاون في خمسة مجالات تحظى بأولوية تتراوح ما بين الحفاظ على الطاقة وحماية البيئة إلى الأمن الغذائي والطيران والفضاء.

جدير بالذكر أن هذا العام يصادف الذكرى السنوية العاشرة لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وإيطاليا، وقد وصلت علاقاتهما إلى مرحلة هامة تربط بين الماضي والمستقبل.

كما اتفقت الصين وإيطاليا في السادس عشر من أكتوبر على تعزيز التعاون في الابتكار بالتأكيد على مجالي العلوم والتكنولوجيا.

وركز رئيس مجلس الدولة الصيني ونظيره الإيطالي على التوافق خلال مؤتمر عقد في إطار عمل برنامج "أسبوع الابتكار بين الصين وإيطاليا".

وأعرب لي في كلمته عن استعداد بلاده لتعزيز التعاون في الابتكار مع إيطاليا، بما في ذلك إقامة محطة لتوليد الطاقة ضمن عدة مجالات من بينها العلوم والتكنولوجيا والتصميم الصناعي والتصنيع. وأشار إلى أن البلدين وقعا سلسلة من اتفاقيات التعاون خلال زيارته بالإضافة إلى الابتكار في العلوم والتكنولوجيا.

وأكد رينزي من جانبه على الطبيعة الاستراتيجية للتعاون الإيطالي- الصيني، وحث الشباب في البلدين على تعزيز التبادلات وتنفيذ التعاون في الابتكار بفاعلية من أجل بناء مستقبل مشرق للعلاقات الثنائية.

خلال زيارة لي كه تشيانغ لإيطاليا، افتتح اجتماع آسيا- أوروبا (آسيم) العاشر في مدينة ميلانو بإيطاليا في السادس عشر من تحت عنوان "الشراكة المسؤولة للنمو والأمن".

وقال رئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبوي خلال الاجتماع، إن الجانبين بمقدورهما توسيع التعاون بينهما في مجالات عدة مثل الموارد المالية وتضييق فجوة التنمية والتصدي للمشكلات العالمية.

وقد قبلت القمة، التي استمرت يومين، رسميا كازاخستان وكرواتيا عضوين فيها، ما يجعل آسيم منتدى قوي النفوذ يضم 53 عضوا.