شهادة من البوذا الحي السابع
ولد البوذا الحي السابع دروكانغ توبتن كيدروب في محافظة ناغتشو بمنطقة التبت الذاتية الحكم الذاتي. ويعد البوذا الحي أكثر المراتب البوذية قداسة في هضبة شمالي التبت، وهو ينتمي إلى طائفة القبعة الصفراء (غيلوغ) البوذية. يرجع تاريخ مرتبة البوذا الحي إلى البوذا الحي الأول دروكانغ قبل أكثر من 380 سنة.
أزهى مراحل التطور اB $BPe#kmR^eD!w7fn8Q!5Hh#w4qv9Oلديني
في عام 1958، عقدت مراسيم تنصيب البوذا الحي في محافظة ناغتشو. في ذلك الوقت، كان عمر دروكانغ توبتن كيدروب ثلاث سنوات. كانت هذه المراسيم هي الأولى من نوعها بعد تأسيس الصين الجديدة، فأولتها الحكومة المركزية الصينية اهتماما بالغا، فكانت أكثر مراسيم تنصيب البوذا الحي فخامة في التاريخ.
في مارس عام 1959، بدأ الإصلاح الديمقراطي في منطقة التبت الذاتية الحكم، فتم إلغاء نظام العبودية الإقطاعي الذي تجسد في الجمع بين الدين والسياسة، فتحرر ملايين الأقنان وبدأوا حياة جديدة. كان دروكانغ توبتن كيدروب شاهدا على هذا الإصلاح التاريخي.
قال دروكانغ توبتن كيدروب: "قبل الإصلاح الديمقراطي في منطقة التبت، كان الإقطاعيون الذين لا يتجاوز عددهم 5% من سكان التبت يسيطرون على كل الأراضي الزراعية والمراعي تقريبا في التبت، ويمتلكون كل المواشي، بل ويمتلكون العبيد والأقنان الذين لا يجدون اللباس الدافئ والطعام الكافي. كان الإقطاعيون يسخرون هؤلاء العبيد لخدمتهم ويقتلونهم كما يشاءون. كان العبيد يشكلون أكثر من 95% من عدد سكان التبت ولكنهم لا يمتلكون شيئا من وسائل الإنتاج، ولا حريتهم الشخصية."
بعد الإصلاح الديمقراطي، تغيرت التبت في المجال الديني. قال دروكانغ توبتن كيدروب: "التغير الأول، هو أن التبتيين نالوا حرية الاعتقاد الديني. في السابق، لم تكن في التبت حرية عقيدة حقيقية، وكان من لا يعتنقون دينا يتعرضون لضغوط اجتماعية من مختلف النواحي. وبالنسبة لمجتمع يتمتع بحرية الاعتقاد الديني فعلا، ينبغي ألا يفرض ضغوطا على من يعتنقون أو لا يعتنقون دينا. التغير الثاني، هو تنفيذ نظام فصل الدين عن السياسة في إدارة المجتمع، الأمر الذي أدى إلى تطور البوذية تطورا سليما. الآن، تنفذ السياسة الوطنية للقوميات والأديان في منطقة التبت بشكل جيد، وتتنوع النشاطات الدينية اليومية لجماهير التبت من مختلف القوميات، وفي كل أسرة متدينة محراب تمثال البوذا واللوازم الدينية اليومية المختلفة، ويستطيع البوذا الحي والرهبان تلاوة الأسفار المقدسة، كما يمكنهم الانخراط والتواصل مع الجماهير". يرى دروكانغ توبتن كيدروب أن هذا يعكس حرية الاعتقاد الديني، وأن الحالة الدينية في التبت في أفضل مراحل تطورها عبر التاريخ.
منطقة التبت بها حاليا أكثر من ألف وسبعمائة موقع للنشاطات الدينية، ويبلغ عدد الرهبان البوذيين والراهبات حوالي ستة وأربعين ألفا، وبها أكثر من مائتين وثمانين بوذا حي، وهي بذلك تحتل المرتبة الأولى في هذا المجال بالعالم.
دروكانغ توبتن كيدروب، باعتباره أكثر بوذا حي قداسة في شمالي التبت، يدير أحد عشر معبدا بوذيا ويتمتع بمكانة عالية بين معتنقي البوذية. عندما تحدث عن رسالته، قال إن البوذا الحي هو البوذا الذي يعيش حيا في الدنيا، فعليه أن يخدم المؤمنين بكل إخلاص.
تعزيز التبادلات مع الأوساط البوذية
مع مرور الزمن، انتشرت البوذية وعُرفت على نطاق واسع. يتجول دروكانغ توبتن كيدروب في مناطق الصين الداخلية وهضبة تشينغهاي – التبت، كما سافر إلى خارج الصين عدة مرات، فقد زار ميانمار وتايلاند وماليزيا واليابان وأستراليا وفرنسا وألمانيا والسويد وبلجيكا وغيرها من الدول.
في زياراته الخارجية، يواجه دائما سؤالا حول كيفية تكيف البوذية التبتية مع تطور المجتمع في العصر الحديث. وهو يعتقد أن العقيدة البوذية ليست في حاجة إلى إصلاح، ذلك أن جوهر البوذية هو الشفقة والرحمة، والمعيار الذي يحكم المعتنق للبوذية هو عدم الإضرار بأي نفس، وما يميز البوذي هو الامتناع عن الشر ذاتيا، وهدف البوذية هو إنقاذ جميع الكائنات، وهذه الأفكار تظل متوافقة مع المجتمع الحالي.
تنفذ الصين السياسة الدينية التي تتمثل في حرية الاعتقاد الديني وتعايش مختلف الأديان معا. تشتمل البوذية على ثلاث طوائف هي: البوذية التبتية (اللامية) والبوذية الصينية، وبوذية بالي. وقد زار دروكانغ توبتن كيدروب كل المعابد الرئيسية للبوذية الصينية تقريبا داخل الصين، إيمانا منه بأن خبرة وتجارب البوذية الصينية في مختلف المجالات جديرة بأن تدرسها البوذية التبتية وتستفيد منها. وخلال زيارته إلى معبد بوتوه الجنوبي في مقاطعة فوجيان، درس كيفية تنظيم النشاطات البوذية الخيرية وإدارة المعبد وتربية الرهبان الشبان ورفع مستوى الثقافة للرهبان الشبان وأحوال التثقيف البوذي في ذلك المعبد. قال إنه استفاد من ذلك كثيرا ونشأت صداقة عميقة بينه وبين المعلم البوذي شنغ هوي هناك.
قال دروكانغ توبتن كيدروب: "أبدى المعلم البوذي شنغ هوي اهتماما كبيرا بمنطقة التبت والبوذية التبتية. وعندما وقعت كارثة الانهيارات الثلجية المدمرة في محافظة ناغتشو، بمنطقة التبت، أرسل المعلم البوذي شنغ هوي تبرعات بلغت قيمتها مائة ألف يوان (الدولار الأمريكي يساوي 2ر6 يوانات). وبعد ذلك، زار منطقة التبت وساعد في بناء مدرسة في ناغتشو، وساعد الطلاب الفقراء ماليا، وهو مستمر في ذلك حتى الآن".
قال أيضا إن البوذية التبتية والبوذية الصينية وبوذية بالي، أسسها جميعا ساكياموني وجوهرها المشترك هو حب الوطن والدين والدفاع عن الوطن ونفع الشعب.
إعداد الأكفاء
في عام 1993، انتخب دروكانغ توبتن كيدروب عضوا في المجلس الوطني الثامن للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، وتولى منصب عضو اللجنة الدائمة للمجلس العاشر والحادي عشر والثاني عشر.
حول مشاركة الشخصيات الدينية الصينية في شؤون الدولة، يعتقد دروكانغ توبتن كيدروب أن لها معنيين: الأول المشاركة في الحياة السياسية الوطنية باعتبارهم مواطنين، والثاني المشاركة في الحياة السياسية الوطنية باعتبارهم ممثلي الأوساط الدينية.
خلال الإحدى والعشرين سنة الأخيرة، طرح دروكانغ توبتن كيدروب، باعتباره عضوا بالمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني مقترحات حول حماية الثقافة البوذية التبتية وتعزيز بناء الجودة الذاتية للأوساط الدينية وتعزيز حماية الحيوانات البرية في منطقة التبت الذاتية الحكم وغيرها من الاقتراحات. واهتمت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بهذه الاقتراحات اهتماما بالغا، واتخذت الإجراءات المعنية بسرعة، ما يشعره بعظمة رسالته.
باعتباره رئيس معهد البوذية بمنطقة التبت الذاتية الحكم، طرح دروكانغ توبتن كيدروب في السنة الجارية مشروعا حول تعزيز بناء معهد البوذية وتربية الأكفاء في المجالات الدينية. يرى أن موضوعات الدراسة التقليدية في المعاهد البوذية أحادية ولا تواكب التنمية السريعة للاقتصاد والمجتمع حاليا، فاقترح أن يكون هناك أسلوب تعليم يجمع بين النظرية البوذية التقليدية والمعلومات الثقافية التكنولوجية الحديثة من أجل رفع مستوى كفاءة الرهبان والراهبات في كافة النواحي.
قال دروكانغ توبتن كيدروب: "يرجع تاريخ البوذية التبتية إلى آلاف السنين. وقد ظل هدف البوذية التبتية هو حب الوطن والدين والدفاع عن الوطن ونفع الشعب. وفي التاريخ، قدم اللاما العظيم تسونغ كابا والدالاي الخامس والعديد من البانتشن لاما السابقين وغيرهم من الرهبان البارعين وأجيال من البوذا الحي من مختلف المذاهب البوذية مساهمات عظيمة في المحافظة على وحدة الوطن وتعزيز تضامن القوميات. أحمل عبء مناصب كثيرة الآن، ودائما مشغول كل يوم، غير أنني سعيد، وأعمل على نشر العقيدة البوذية ونفع كل المخلوقات الحية".