باودينغ مدينة الأنفاق القروية والبوابة الجنوبية للعاصمة

مدينة باودينغ، في مقاطعة خبي، التي تقع على مسافة مائة وأربعين كيلومترا من العاصمة بكين، تعني الترجمة التقريبية لاسمها "حماية العاصمة". بفضل موقعها الجغرافي المتميز اكتسبت باودينغ أهمية عسكرية واسترتيجية عبر العصور. وقد ورد في السجلات التاريخية أن الطرف الشمالي من باودينغ كان ساحة معركة تشولو، ثاني معركة في تاريخ الصين، والتي دارت بين هوانغ دي والزعيم القبلي تشي يو. كما أن باودينغ هي موطن جينغ كه، وهو شخصية أسطورية يقال إن ولي عهد مملكة يان، يان دان، كلفه باغتيال ينغ تشنغ، ملك مملكة تشين، الذي أصبح لاحقا أول إمبراطور للصين (221- 210 ق.م)، وأن ولي العهد يان دان ودعه على ضفة نهر ييشويه في باودينغ. كانت المدينة أيضا مسرحا للعديد من الأحداث التاريخية خلال حرب مقاومة الغزو الياباني، ومنها قصة الأبطال الخمسة من جبل لانغيا، وأنفاق حرب المقاومة.

كانت باودينغ مقرا للعديد من الأباطرة، ومنهم الإمبراطور ياو الأسطوري في الصين القديمة، وليو بَي مؤسس إمبراطورية شوهان، وتشاو كوانغ ين مؤسس أسرة سونغ. وتحتضن المدينة مقابر تشينغ الغربية للأباطرة يونغ تشنغ، جيا تشينغ، داو قوانغ وقوانغ شيوي.

في هذه المدينة، التي تجمع بين ثقافة السهول الوسطى وثقافة المروج، تراث ثقافي غني، ومنه مثلا كتاب ((شوي جينغ تشو)) الذي كتبه لي داو يوان حول الأنهار و الجغرافيا، وغيره من السجلات التاريخية الصينية، وما كتبه قوان هان تشينغ في رائعته (ثلوج منتصف الصيف)، ورواية وانغ شي فو (قصة حب في القاعة الغربية)، والعديد من الروائع الثقافية والكنوز الأدبية الصينية.

يعود تاريخ هذه المدينة العريقة إلى عهد أسرة هان الغربية (206 ق.م- 24 م)، وقد أصبحت باودينغ في وقت لاحق عاصمة تشيلي (مقاطعة خبي حاليا). ومنذ عام 1669 (السنة الثامنة لعهد الإمبراطور كانغ شي)، ظلت باودينغ مركزا سياسيا ودفاعيا وثقافيا حيويا لما يقرب من 300 عام.

تاريخها القديم وإرثها الثقافي العريق، يجعل منها مدينة تاريخية وثقافية تتمتع بموارد سياحية وافرة. تضم باودينغ سبعا وأربعين موقعا ثقافيا وأثريا على المستوى الوطني، وثلاثة آلاف وخمسمائة من الآثار الثقافية غير القابلة لنقلها، وثلاث حدائق جيولوجية وطنية، وموقع وطني سياحي هام، فضلا عن خمس متنزهات وطنية للغابات.

مكتب الحاكم العام في تشيلي

مازال في باودينغ اثنان وسبعون "يامَن"، أي مقر الحكم الإقطاعي في الصين القديمة، منها مقر الحاكم العام لتشيلي الذي يعد صورة مصغرة لفترة حكم أسرة تشينغ، ويمتلئ بالشواهد التاريخية المتكاملة، والذي أُُنشئ في عام 1729، (السنة الثامنة لعهد الإمبراطور يونغ تشنغ)، وكان مقر القيادة العليا في مقاطعة تشيلي. وخلال 182 عاما، عمل فيه أربعة وسبعون حاكما عاما، خدموا تسع وتسعين فترة إدارية لهم، ومن أبرزهم شأنا تسنغ قوه فان ولي هونغ تشانغ ويوان شي كاي. وكان لي هونغ تشانغ الأطول فترة خدمة من بينهم، حيث استمرت ولايته 25 عاما، سيطر خلالها أيضا على الشؤون الداخلية والخارجية للبلاط الإمبراطوري.

بُني مقر الحاكم العام لإدارة تشيلي على مساحة ثلاثة آلاف متر مربع، وفقا للوائح معمارية دقيقة وصارمة لتلك الفترة. تمتد المباني الرئيسية على طول محور مركزي، بما في ذلك القاعة الرئيسية ، ومقر الإقامة الرئيسي الفخم، والمقرات الرئيسية الشبيهة بالجنائن.

في القاعة الرئيسية، حيث رمز السلطة الإقطاعية، كان الحاكم يمارس الأعمال الإدارية الرئيسية ويقيم الاحتفالات الكبرى. وفي القاعة الرسمية الثانية، كان يجتمع بالمسؤولين من المناطق والوحدات الأخرى ويناقش ويستعرض معهم مختلف القضايا. وفي مقر إقامته الرئيسي الفخم، كان الحاكم يتسلم التقارير ويبحث الشؤون اليومية ويدقق الوثائق. أما المقرات الرئيسية الشبيهة بالجنائن، فكانت مخصصة لمعيشة الحاكم وعائلته. المثل الصيني القديم يقول "إن مقر الحاكم العام يصف نصف تاريخ أسرة تشينغ"، وهذا ليس فيه مبالغة، بل حقيقة تصف فخامة هذا المقر.

مقابر أسرة تشينغ الغربية

 تضم محافظة ييشيان بمدينة باودينغ التابعة لمقاطعة خبي، على بعد مائة وعشرين كيلومترا جنوب غربي بكين، أضرحة مقابر أسرة تشينغ الغربية، وهي مجموعة من القبور من ذلك العهد، تعتبر التوأم لمقابر أسرة تشينغ الشرقية. هذه المقابر هي الأكثر أهمية وقيمة تاريخية في الصين. في عام 2000 تم إدراجها في قائمة التراث الثقافي العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو). تضم أربعة عشر قبرا إمبراطوريا دفن فيها ثمانون فردا من العائلات الإمبراطورية. وهي تشمل أضرحة الرقود الأبدي لأربعة أباطرة هي: ضريح تايلينغ للإمبراطور يونغ تشنغ، وتشانغلينغ للإمبراطور جيا تشينغ، ومولينغ للإمبراطور داو قوانغ، وتشونغ لينغ للإمبراطور قوانغ شيوي. تحيط بهذه المقابر تلال خضراء من كافة الجهات، وتتربع بهدوء على سهل منبسط. وعلى مساحة نحو ثمانمائة كيلومتر مربع من التلال، تمتد غابة فسيحة من أشجار الصنوبر والسرو العريقة تغطي بظلالها الدروب المتعرجة بين المقابر. كل شجرة يعود تاريخها لأكثر من ثلاثمائة وأربعين سنة، وهي بذلك الأكبر والأقدم من نوعها في شمالي الصين. وفي أضرحة تلك المقابر، أكثر من مائة نصب حجري تتدثر بين الأشجار. وقد بنيت تلك النصب وفقا للأساليب المعمارية لتلك الفترة من تاريخ الصين. ومن الملاحظ أن أضرحة الأباطرة هي الأكبر، تليها أضرحة الإمبراطورات ثم المحظيات، وهكذا. وجدير بالذكر أيضا أن أسطح أضرحة الأباطرة والإمبراطورات مغطاة بالقرميد الأصفر المزجج، بينما الأضرحة الأخرى مغطاة بالقرميد الأخضر. بدأ إنشاء هذه الأضرحة في عهد الإمبراطور يونغ تشنغ، الذي خرج عن المألوف ورفض أن يُدفن في مقابر تشينغ الشرقية. ويرى البعض، بدون دليل ملموس حتى الآن، أن هذا الإمبراطور الذي أقصى إخوته واغتصب العرش ظلما أراد أن لا يُدفن بجوار والده الإمبراطور كانغ شي، بمقابر تشينغ الشرقية. بينما يعتقد آخرون أن يونغ تشنغ، باعتباره إمبراطورا حكيما وعظيما، لم يكن يرغب بأن يكون أقل شأنا من الآخرين، حتى في دفنه. وحيث أن أضرحة الأسلاف كانت تحتل المكان الأفضل في مقابر تشينغ الشرقية، اختار يونغ تشنغ أن يبني أضرحة جديدة، في جانب آخر. لكن ابنه، الإمبراطور تشيان لونغ، اختار أن يدفن في مقابر تشينغ الشرقية، وأمر بأن يتم الدفن لاحقا بالتناوب بين المقبرتين الشرقية والغربية، رغم أن أمره لم ينفذ بانتظام.

التاريخ الرائع في جبل لانغيا

 تقع المنطقة السياحية الرائعة لجبل لانغيا في مدينة باودينغ، على مسافة خمسين كيلومترا من محافظة ييشيان. اسم الجبل يعني أسنان الذئب، لأن قممه تشبه أسنان هذا الحيوان. ورغم أن هذا الجبل مجهول للأجانب، يعرفه معظم الصينيين لروعة منطقته ولتاريخه العريق. هذا الجبل يحمل ذكرى خمسة جنود أبطال تمكنوا من كبح تقدم القوات اليابانية الغازية، في وقت إخلاء المدنيين من المنطقة. بعد أن نفدت ذخيرتهم، قام الجنود الخمسة بتدمير بنادقهم، ثم قفزوا من الجبل ليلقوا حتفهم. أضحت قصتهم المأساوية موضوعا للعديد من اللوحات والأفلام. وهناك متحف عند سفح الجبل يروي الكثير من قصة هؤلاء الأبطال، إضافة لوجود برج يخلد ذكراهم، ينتصب على قمة الجبل. إن روعة منطقة هذا الجبل وما حوله من غابات سرو وصنوبر وخضرة وارفة تجعل المرء يسبح في عالم خيالي بديع. الكهوف الكارستية والأعمدة الكارستية الصاعدة والهابطة، والتشكيلات الصخرية الأخرى، تضفي المزيد من الجمال على المنطقة، حيث تشكل وحدة طبيعية جمالية متكاملة تماما. هذا الجبل مكون من ست وثلاثين قمة، تقسم طبيعيا إلى خمس مجموعات. ترتفع أعلاها، وهي قمة ليانهوابان، وتعني بتلة زهرة اللوتس، نحو ألف ومائة وخمسة أمتار فوق سطح البحر. وبسبب المنحدرات الشاهقة والوعرة لهذا الجبل بجانبيه الشمالي والغربي، والطبيعة التضاريسية النادرة، يصعد السياح إلى قمة الجبل عبر الممرات الجنوبية والشرقية. الصعود لقمة هذا الجبل شيء رائع حقا، إذ يوفر نظرة بانورامية نادرة فوق منطقة رائعة الجمال.

حديقة يهسانبوه الوطنية

تقع الحديقة بين جبال يانشان وجبال تايهانغ، وهي مشهورة بفضل مناظرها الطبيعة الساحرة وما تحتويه من آثار تاريخية عريقة هامة. أخذت الحديقة اسمها من ثلاثة أقسام طوبوغرافية يمكن التعرف عليها بسهولة؛ وهي العلوية والوسطى والسفلى، حيث يزداد ارتفاع الشمال الغربي شيئا فشيئا، بينما ينخفض ارتفاع الجنوب الشرقي تدريجيا بصورة قليلة. هذه المنطقة محاطة بسلاسل جبال مميزة بالأجرف الشاهقة والكهوف الكارستية. وهناك العديد من غابات الصندل يعود تاريخها لأكثر من ألف سنة. وبالإضافة لهذه الجماليات الطبيعية الرائعة، هناك العديد من الحيوانات البرية تعيش في أودية هذه المنطقة.

تعرضت المنطقة للعديد من التحركات الأرضية الهائلة، وبرزت هذه التشكيلات الطبيعية خلال فترة تاريخية جيولوجية تمتد لنحو ثلاثة مليارات سنة في شمالي الصين، الأمر الذي يجعل من يهسانبوه كتابا تاريخيا جيولوجيا ومتحفا جيولوجيا طبيعيا يعتبر كنزا ثمينا للباحثين في هذه المجالات. تمتد هذه الحديقة الوطنية على مساحة ستمائة كيلومتر مربع، وتعتبر حديقة غابات وطنية، وحديقة جيولوجية عالمية، تضم ست مناطق سياحية رئيسية رائعة، وأكثر من مائتي منطقة منظرية طبيعية. وبفضل ما تحتويه من مناظر طبيعية وتضاريس نادرة، تعتبر فردوس أحلام الكثير من زوارها.

يتدفق نهر جيويما لمسافة خمسة وثلاثين كيلومترا بهذه المنطقة الجميلة، حيث تشكل قمم التلال والجداول الرقراقة وقطعان الماشية والرعاة، لوحة طبيعية حيوية في غاية الروعة، تجتذب آلاف الزوار. وحول ضفاف النهر، بيئة هادئة جميلة تحتضن آلاف الزوار خلال فصل الصيف الحار، حيث يتمتعون بقوارب تتهادى فوق مياه النهر، بجانب ضفافه البديعة. وبفضل هذه البيئة النادرة، تم بناء العديد من المرافق السياحية الجميلة لاستقبال الزوار، لا سيما خلال الصيف الحار.

جبل بايشي

يرتبط الجبل في الأذهان بالصخور السوداء، ولكن جبل بايشي، أخذ اسمه من صخوره البيضاء. تشكلت صخور الجرانيت قبل مائة مليون سنة، ورفعت صخور الدولوميت المكونة قبلها بمئات ملايين السنين، لتشكل قمة جبلية ومنطقة في غاية الجمال. اكتشفت العديد من التشكيلات الأرضية المتنوعة في أنحاء الصين، ومنها مثلا جبال تشانغجياجيه بمقاطعة هونان، والتي تشتهر بغاباتها على قممها الرملية. وهناك غابات الحجر الجيري بمقاطعة يوننان. أما جبل بايشي بمدينة باودينغ فيمثل أحد نماذج الجبال الرخامية. 

يبلغ ارتفاع الجبل ألفين وستة وستعين مترا، ويقع عند الطرف الشمالي لسلسلة جبال تايهانغ، حيث تلتقي حدود سهل شمالي الصين، وهضبة اللوس (التراب الأصفر) وهضبة منغوليا الداخلية. هذا الجبل مقسم لجزئين بارتفاع ألف وأربعمائة متر فوق سطح البحر. تسطع قمته الرئيسية رونقا وجمالا يشبه زهرة اللوتس. هذا الجبل وبيئته منطقة سياحية جميلة تشمل خليطا متكاملا من الماء والخضرة والتلال والأزهار والتشكيلات الصخرية والأرضية الفريدة. من بين أروع مناظره، مشهد الغيوم البيضاء وهي تتهادى فوقه وفوق التلال، لتشكل لوحة شاعرية جاء وصفها في أحد كتب التاريخ كما يلي: "السحب البيضاء تحلق فوق جبل بايشي، والغيوم تسبح فوق التلال البديعة هنا وهناك." بين هذه المشاهد الفريدة المكتسية بألوان الأشجار المتنوعة، يبدو جبل بايشي عالما خياليا كما في الأحلام، حيث لا يرى المرء إلا الجمال الطبيعي ولا يسمع إلا موسيقى الطبيعة الساحرة.

أنفاق رانتشوانغ الحربية

رانتشوانغ، في السهل الأوسط لمقاطعة خبي، قرية عادية يقطنها ثلاثة آلاف نسمة. ولكن خلال حرب المقاومة ضد الغزو الياباني صنع المحليون أعجوبة من خلال حفر أنفاق تحت الأرض لدحر الغزاة الأشرار. ومنذ ذلك الحين، أخذت القرية تشع مثل نجم على خريطة الصين. مرت سبعة عقود، ومازالت أنفاق تلك القرية محفوظة جيدا كما كانت في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي، مذكرة الناس بتلك الفترة القاسية من الحرب. في أواخر ثلاثينات القرن العشرين، وبعد أن غزت القوات اليابانية الصين، لم يكن لشمالي الصين حول ولا قوة أمام تلك القوات المجهزة جيدا بالسلاح والآليات، وكانت قرية رانتشوانغ من ضمن المناطق الشمالية التي طالها الغزو الغاشم. في منتصف شهر يونيو عام 1939، طوقتها القوات اليابانية المعتدية ثم اقتحمتها وقتلت ثلاثة عشر قرويا، وجرحت أحد عشرا واعتقلت أحد عشر آخرين. حرقت القوات المعتدية أكثر من سبعمائة دار وسلبت القرية، فيما أخذ يُعرف لاحقا بمذبحة الخامس عشر من يونيو.

أينما يوجد احتلال توجد المقاومة. لم يدخر القرويون جهدا في الدفاع عن قريتهم، فقاموا أولا بحفر خنادق تحميهم وتحمي ممتلكاتهم. وتحت قيادة وتوجيه لجنة الحزب الشيوعي الصيني بالقرية، طوروا أساليب مقاومتهم، وأخذوا يحفرون المزيد من الحفر والأنفاق ذات المدخلين وأكثر لتربط قريتهم بما حولها. تلك الأنفاق وطريقة بنائها، أظهرت حكمة السكان المحليين الذين أخفوها جيدا بين الجدران والكثبان والأدغال والمساكن. وتجلت الحكمة في ربط تلك الأنفاق ببعضها البعض ومع الآبار الارتوازية للحصول على مياه الشرب، ووجود فتحات تهوية يتنفسون منها الهواء النقي، ثم جعلوا لها فتحات سرية بأماكن مخفية مرتبطة مع بعضها البعض، داخل وخارج الأنفاق، لتمكنهم من رصد تحركات العدو الغازي، ثم مباغتته على حين غرة.

في الحقيقة، هذه الأنفاق كانت موجودة في كل قرية من قرى السهل الأوسط بمقاطعة خبي. وخلال فترة الحرب، امتدت سلسلة هائلة من تلك الأنفاق بطول نحو اثني عشر ألفا وخمسمائة كيلومتر. في عام 1950، استقبل موقع أنفاق رانتشوانغ وفودا من ستة وثلاثين بلدا، أشادوا بتلك الإنشاءات الفريدة. ثم أخذ مئات آلاف السياح من داخل الصين وخارجها يزورونها كل عام. حتى الآن، بلغ عدد زوارها نحو عشرة ملايين فرد/ مرة. إضافة لهذا، تم تصوير أكثر من عشرة أفلام، فيها أبرزها فيلم (حرب الأنفاق) الذي يروي قصة من وحي هذه الملاحم النضالية.

هذه هي مدينة باودينغ ذات التاريخ العريق والطبيعة الساحرة، تنمو وتتطور وتتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقا.