في ذكراها ال 55
العلاقات المغربيةـالصينية....صداقةٌ
راسخة و آفاقٌ مشرقة
بمناسبة الذكرى ال 55 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين و المملكة المغربية، أجرت مجلة الصين اليوم حوارا خاصا مع سعادة سفير المملكة المغربية لدى جمهورية الصين الشعبية، السيد جعفر العلج حكيم و فيما يلي نص المقابلة التي خصنا بها.
*سعادة السفير:
1- يصادف هذا العام الذكرى السنوية الـ 55 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين والمغرب، هذه العلاقات التي شهدت تطوراً كبيراً على مختلف الاصعدة والمجالات.
س- هلا قدمتم لنا عرضاً موجزاً لأبرز المحطات الدبلوماسية بين البلدين حتى الآن؟ وكيف تنظرون لأهمية الدور الدبلوماسي كأساس لعلاقات أكثر ديناميكية وتميزاً على المستوى الدولي؟
ج: تاريخياً، تمتد العلاقات المغربية الصينية لزمن بعيد، وخاصة، بعد زيارة الرحالة المغربي المشهور ابن بطوطة إلى الصين خلال أواسط القرن 14 الميلادي. لكن هذه العلاقات تطورت بشكل مضطرد نظراً للأهمية الكبيرة التي أولاها جلالة الملك الراحل محمد الخامس للصين، في إطار السياسة الخارجية للمملكة، والتي تمثلت أساساً في الاعتراف بإعلان تأسيس جمهورية الصين الشعبية وإقامة علاقات دبلوماسية في سنة 1958. وشهد العام 1963 انطلاقة نوعية للعلاقات الثنائية إثر زيارة رئيس الوزراء الصيني السابق السيد تشو آن لاي إلى المغرب،والتي كرّست تزكية العلاقات الودية بين البلدين.
وعلاوة على ذلك، تعتبر المملكة المغربية ثاني دولة إفريقية أقامت علاقات دبلوماسية رسمية مع جمهورية الصين الشعبية، حيث عرفت علاقات التعاون الثنائي بعد ذلك نمواً كبيراً وتطوراً مزدهراً شكلاً ومضموناً، قوامها الاحترام المتبادل ومراعاة المصالح المشتركة، لتتوالى بعدها الزيارات المتبادلة على مستوى عال، كان من أهمها زيارات الدولة المتبادلة والمتتالية التي قام بها كل من جلالة الملك محمد السادس إلى الصين سنة 2002، وفخامة الرئيس الصيني السابق هو جين تاو للمغرب سنة 2006، حيث تعتبر هاتين الزيارتين الساميتين من أبرز المحطات الدبلوماسية والسياسية بين البلدين الصديقين.
وبالتزامن مع ما يعيشه البلدان الصديقان هذه السنة من الذكرى الـ 55 لإقامة العلاقات الدبلوماسية، فإنهما سيعملان على اغتنام هذه المناسبة التاريخية لتفعيل علاقاتهما وتعزيزها على جميع المستويات وتمتين أواصر تعاونهما لتحقيق طموحاتهما المشتركة في جميع المجالات الحيوية.
أما فيما يتعلق بأهمية الدبلوماسية كأساس لعلاقات أكثر تميزاً وديناميكية، فإنها تحظى بدور متميز لتحسين وتعزيز العلاقات على المستوى الدولي، باعتبارها وسيلة أساسية لتطوير العلاقات الودية بين مختلف الدول، ولمعالجة المسائل الخارجية ذات الطابع الدولي والإقليمي التي يتم من خلالها تسوية النزاعات الدولية والتوفيق بين مصالح الدول وآرائها بهدف إحلال السلام والاستقرار الدائمين.
2- كانت المملكة المغربية من أولى الدول التي اعترفت بجمهورية الصين الشعبية، واتخذت مند البداية موقفاً سياسياً واضحاً انطلاقاً من مبدأ "صين واحدة" ورفض التدخل في الشؤون الداخلية، وشهد العام 1958 زيارة أول وفد مغربي للصين بعد أشهر قليلة من استقلال الصين.
س- كيف انعكس تأثير إقامة وتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين على تطور العلاقات السياسية بين قيادتي البلدين؟
ج: كما أسلفتكم بالذكر، فالموقف السياسي المغربي كان واضحاً وإيجابياً بخصوص قضية وحدة التراب الصيني ومبدأ "الصين الواحدة". فالمغرب يرفض دائماً التدخل في الشؤون الداخلية للدول، انطلاقاً من مبادئ ميثاق الأمم المتحدة. أما بخصوص دور العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في تطوير العلاقات السياسية بين قيادتي البلدين، فيجب الإشارة أولاً إلى تميز العلاقات الدبلوماسية بين الصين والمغرب ومنذ إقامتها بالصداقة والتفاهم والاحترام المتبادل، فيما أسهمت الزيارات الرفيعة المستوى المتبادلة بين قيادتي البلدين بترسيخ علاقات سياسية أوثق، ما انعكس بالتالي على واقع العلاقات الثنائية حالياً وما تشهده من تنسيق ودعم متبادل دولياً. وفي هذا الإطار تحديداً، فقد تم إطلاق آلية مهمة للتشاور السياسي تعمل بشكل متميز ومنتظم بين وزارتي خارجية البلدين الصديقين. فضلاً عن الجهود المشتركة لتعزيز التعاون بينهما على كافة الصعد، ما أسهم بارتقاء العلاقات الثنائية حالياً لمرحلة متقدمة من التعاون البناء سواء على المستوى السياسي أو الدبلوماسي أو الاقتصادي أو الثقافي.
3- نظراً للبعد الجغرافي الكبير بين البلدين الصديقين، مرت العلاقات الاقتصادية بمراحل مختلفة، وكانت دون المستوى الذي يليق بعمق الصداقة التي تجمع بين البلدين، لكنها تشهد خلال السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً، لاسيما من قبل الشركات الصينية التي تستثمر في مجالات عدة في المغرب، كالفوسفات والثروة السمكية والزراعة والكهرباء والنقل الخ...
س- ما هي أبرز المجالات التي تنشط فيها الشركات الصينية في المملكة المغربية، وكيف أسهمت السياسات الاقتصادية المغربية في توفير مناخ استثماري آمن من شأنه تعزيز مستوى العلاقات الاقتصادية بين البلدين الصديقين؟
ج: تنشط الشركات الصينية في المملكة المغربية في مجالات متعددة ومختلفة، وعلى رأسها، قطاع الاتصالات والبنى التحتية والمعادن والصيد البحري. وفي المقابل، فإن المغرب على استعداد كامل لتعزيز وتوسيع الشراكة بين البلدين لتشمل القطاعات الأخرى الحيوية المفتوحة للاستثمار والتي يمكن أن توفر فرصاً أفضل لرفع مستوى الإنتاجية في ظل ما تشهده المملكة حالياً من نمو وتطور سريع.
اقتصادياً، تشهد السياسات الاقتصادية المغربية توجهاً جاداً لتوفير مناخ استثماري آمن، من خلال وضع قوانين ملائمة لتطوير علاقاته مع شركائه البارزين، ومن ضمنهم الصين، لإبرام اتفاقيات للتبادل الثنائي أو الإقليمي، إلى جانب متابعة تحرير اقتصاده وتسهيل الإجراءات وتأمين أفضل حماية للقطاع الخاص من خلال سلسلة قوانين تحسن شروط الاستثمار الخارجي بالمملكة.
وفي نفس السياق، يحتويالإطار القانوني حاليا بين البلدين على ما يزيد عن 130 اتفاقية، حيث يشهد التعاون الاقتصادي الثنائي اتجاهاً تصاعدياً باستمرار، إذ تعتبر الصين ثالث أكبر مزود ومصدر للمغرب. لكن ضعف مستوى صادرات المغرب نحو الصين أدى لظهور عجز تجاري ضخم عند المغرب، فكان لا بد من انتهاج سياسة اقتصادية لجذب الاستثمارات الصينية المباشرة للمغرب. وعليه بدأت عدة شركات كبرى صينية مؤخراً بالاستثمار في المغرب مثل”Shanghai Deep Sea Fisheries” ،Technologies” “Huawei، شركة “ZTE”، الشركة الصينية للأشغال “covec”، شركة شمال الصين للصناعات “NORINCO”، شركة “Sinhydro”، الشركة الصينية للمياه والكهرباء، “CWE” ،” و اللائحة طويلة... وذلك يعود لعوامل عدة أبرزها الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي ينعم به المغرب، ونسبة النمو المقدرة بـ(5٪) خلال العشر السنوات الماضية رغم الأزمة العالمية، والسيطرة على التضخم (أقل من 2٪)، وإدخال عدة إصلاحات لتحسين مناخ الأعمال وأمنها.
وفي المقابل أنشأ المغرب مؤسسات مختصة كالوكالة المغربية لتنمية الاستتمارات المكلفة بإقامة فضاء لاستقبال المسثثمرين وتوجيههم ومواكبة مشاريعهم والعمل على تبسيط وتسهيل أعمالهم.
4- يتمتع المغرب بموقع استراتيجي مميز، فضلاً عن وفرة الموارد الطبيعية الغنية، ما يجعل من البلاد مقصداً لكبرى الشركات الاستثمارية العالمية الراغبة في الاستفادة من هذه المميزات.
س- ما هي أبرز الخطط الحكومية المغربية المستقبلية في المجال الاقتصادي، للتعزيز من مكانة المغرب اقتصادياً وزيادة انفتاحه، بهدف تحسين المستوى الاقتصادي من جهة، وزيادة المشاركة والفعالية في الاقتصاد العالمي؟
ج: تتلخص الأسباب الرئيسية لاستهداف المغرب كوجهة استثمارية في عدة نقاط من بينها:
الموقع الاستراتيجي التنافسي للتصدير، الذي يتيح الولوج إلى سوق تضم أكثر من مليار مستهلك؛ والنمو الملحوظ الذي يشهده مقارنة مع بلدان الجوار في ظل الأزمة المالية العالمية الخانقة؛ فضلاً عما استثمره المغرب منذ أكثر من عقد في البنى التحتية بمعايير دولية (ميناء طنجة المتوسطي الذي يعد أكبر وأعمق ميناء إفريقي وشبكات الطرق وسياسة السماء المفتوحة، الاتصالات الخ..؛ وصولاً لتكلفة اليد العاملة المنخفضة.
أما بخصوص الاستراتيجية الشمولية لانفتاح وتعزيز مكانةالمغرب اقتصادياً، والتي يوليها صاحب الجلالة ملك المغرب اهتماما بالغا، فقد رافق كل المبادرات والإنجازات، تنفيذ عدة مشاريع كبرى مثل مخطط المغرب الأخضر لتسهيل تطوير الزراعة الحديثة، ومخطط الطاقة الشمسية المغربية لتنمية الطاقات المتجددة ورؤية 2020 لتشجيع السياحة، ورؤية رواج 2020 لتطوير قطاع التجارة والتوزيع، وغيرها من الاستراتيجيات والخطط التي وفرت مناخاً أمناً لجلب الاستثمارات الأجنبية بصفة عامة.
5- رغم العلاقات الاقتصادية المتميزة بين البلدين الصديقين " الصين والمغرب"، لكن الحضور المغربي في السوق الصينية ما زال دون المستوى المطلوب، رغم ما توفره الصين من مناخات استثمارية مميزة، وسياسات اقتصادية تشجيعية للاستثمار الخارجي.
س- ما هي أسباب غياب الشركات المغربية عن السوق الصينية الضخمة، وهل هناك اتفاقيات مستقبلية للعمل على تجاوز هذا الوضع، لنشهد حضوراً أقوى للشركات المغربية؟
ج: في الحقيقة، ليس هناك غياب تام للشركات المغربية في السوق الصينية، لكنها قليلة ومحدودة نوعا ما مقارنة مع الشركات الصينية المتواجدة بالمغرب. يتركز عمل الشركات المغربية بالصين في بعض المدن الصينية في قطاعات مختلفة من بينها التداول، نقل وشحن الشاي، النسيج والسيراميك، والخزف الصيني، والشوكولاتة والحلويات في شنغهاي والنبيذ والخدمات المصرفية. وبهدف تنويع المبادلات التجارية المغربية الصينية، تم فتح فرع للبنك المغربي للتجارة الخارجية (BMCE) سنة 2000 في بكين، كما تم فتح مكتب تجاري للهايبر ماركت المغربي "مرجان" في شنغهاي سنة 2010.
سياحياً، فقد عرف الاطار القانوني بين البلدين التوقيع سنة 2006، على مذكرة تفاهم بين المغرب والصينلتنظيم الرحلات السياحية. وتم فتح فرع ببكين للمكتب الوطني المغربي للسياحة (ONMT)، والذي وقّع سنة 2007، على اتفاقية مع مكتب السياحة لمحافظة غوانغدونغ الصينية. كما تعمل السفارة على تشجيع ومساعدة العديد من الشركات المغربية ورجال الاعمال الراغبين بإقامة أعمال تجارية أو اقتصادية أو استثمارية في الصين، وهنا نشير إلى قرب افتتاح رحلة طيران مباشرة بين البلدين لتشجيع رجال الأعمال المغاربة والصينيين للولوج أكثر فأكثر للسوق الصينية والمغربية على السواء.
6 - تجربة الصين التنموية تستحق لأن تكون مثالاً يحتذى به بالنسبة للدول الساعية لتحقيق خطوات مؤثرة على طريق التنمية، حيث حققت الصين توازناً فريداً بين التنمية الاقتصادية والاستفادة من الموارد الطبيعية والبشرية المتاحة.
س- ما هي أبرز مجالات التعاون بين الجانبين في المجال التنموي، ولاسيما من حيث تبادل الخبرات وإقامة الدورات التدريبية المتخصصة، لتعميم الاستفادة من التجربة الصينية الغنية والناجحة في هذا المجال؟
ج: شهد التعاون في المجال التنموي تطورا ملموساً، كما تم توسيعه ليشمل العديد من القطاعات كقطاع الصحة الذي شهد إرسال فرق طبية صينية سنويا الى المغرب، مند سنة 1975. حيث وصل عددها حاليا حوالي 137 بعثة طبية تشمل 1500 طاقم طبي متخصص بهدف تدريب المهنيين المغاربة وبناء عدة مستشفيات وتوفير بعض المعدات الطبية.
وتعمل اتفاقية التعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، التي أبرمها المغرب مع الصين في 26 ابريل 2006، على تطوير تبادل الخبرات والمعلومات والتعاون المباشر بين مؤسسات التعليم العالي لكلا البلدين، وكذا تنظيم مشترك لعدة مؤتمرات وندوات وتعبئة الموارد وغير ذلك.
وتنظم الصين في نفس السياق، عدة دورات تدريبية سنويا لصالح كبار المسؤولين المغاربة والدبلوماسيين ورجال الاعمال كما توفر مساعدات تقنية بغية تبادل الخبرات في العديد من المجالات، من بينها الفلاحة والصيد البحري والاتصالات السلكية واللاسلكية والصناعة والمناجم.
كما يعمل الطرفان على مواصلة تشجيع التجارة والاستثمار والمشاركة الفعالة في المعارض والندوات التجارية والاستثمارية المقامة بالبلدين؛ وتشجيع الاستثمارات المتبادلة وتعزيز التعاون في مجال دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
7 - بعد أن انتهجت الصين سياسة الإصلاح والانفتاح، وما شهدته من طفرة اقتصادية هائلة أوصلتها إلى وصافة الاقتصاد العالمي"مؤقتاً"، كان المغرب أحد الوجهات المميزة بالنسبة للاقتصاد الصيني الخارجي، وأسهمت الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى في زيادة زخم هذه العلاقات؟
س- كيف تنظرون إلى مستقبل العلاقات الصينية-المغربية في المجالين الاقتصادي والتنموي، وأثر ذلك على الشعبين الصديقين؟
ج: هناك رغبة مشتركة بين قيادتي البلدين لتنويع الشراكة القائمة،لإعطاء دفعة جديدة لمجالات التعاون التقليدي، كما سيتم توسيع مجال الشراكة لتشمل مجالات جديدة، بما فيها التكنولوجيات الجديدة للمعلومات والاتصالات، والطاقات المتجددة. وفي نفس الإطار، سيعمل الطرفان على تعزيز التجارة الثنائية وتكثيف الاتصالات لتشجيع الاستثمار والمشاريع والمعارض المشتركة على مختلف الصعد.
تنموياً، يطمح البلدان لتعزيز السلام والاستقرار والأمن العالمي لتوفير الظروف المواتية لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، إذ يؤكدان التزامهما المشترك في إطار منتدى التعاون الصينى الافريقى على ترسيخ شراكة مربحة بين افريقيا والصين والمضي قدما في إجراءات السلم والأمن، لتعزيز التنمية المستدامة للقارة الأفريقية. كما يعملان في إطار منتدى التعاون العربي الصيني على تعزيز إنجازات الشراكة الاستراتيجية بين الدول العربية والصين وتكثيف الدعم المتبادل، وضمان استمرارية الحوار بين الثقافات.
8 - بعيداً عن حديث الأرقام والاقتصاد، فإن العلاقات المتبادلة في المجال الاجتماعي لها تاريخ طويل ومميز ولاسيما في المجالات الثقافية والتعليمية.
س- هلا قدمتم لنا لمحة عن واقع التعاون والتبادل بين الصين والمغرب في المجال الاجتماعي والتعليمي، وما هي أبرز النشاطات التي تقوم بها السفارة المغربية في الصين، ومدى تفاعل الجمهور الصيني معها؟
ج: مند بداية مهمتي كرئيس للبعثة المغربية بالصين في يناير 2009، حرصت بعناية على تطوير العلاقات الثقافية بين بلدينا الصديقين، وقمت بتعاون مع الأستاذ الجامعي السيد Li Ruo Hong، على انشاء جمعية ابن بطوطة للصداقة المغربية الصينية في أكتوبر 2009، لتعزيز التعاون الثنائي بما فيها الثقافية، لترسيخ جسور التقارب رغم البعد الجغرافي وخدمة مصالح البلدين والشعبين الصديقين.
وفي أواخر سنة 2009، تم بنجاح إنشاء معهد Confucius بجامعة محمد الخامس بالرباط، ما دفع لإنشاء معهد مماثل بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء سنة 2012 ودراسة مشروع آخر بجامعة محمد ابن عبد الله بفاس.
وفي سنة 2010، شارك المغرب كذلك في المعرض العالمي لشنغهاي بجناح مستقل، كما شارك المغرب على مستوى وزير الثقافة المغربي في معرض الفنون العربية الذي تم انعقاده في كل من بييدجين وشانغهاي مصحوبا بفرقتين موسيقيتين قدمتا مقاطع رائعة من الفن الشعبي المغربي، حيث لاقت المشاركة المغربية اهتمام بالغا من طرف الجمهور الصيني. كما قامت السفارة بتنظيم أسبوع الفيلم المغربي في صيف 2010. للتعريف بالسينما المغربية للجمهور الصيني الذواق، ما سلط الضوء على ضرورة تعزيز نقاط التلاقي بين الشعبين الصديقين رغم البعد الجغرافي.
وبتعاون وثيق بين السفارة و جامعة الدراسات الدولية ببكين وجامعة محمد الخامس بالرباط تم تنظيم الدورتين الأوليتين لندوة التبادل الثقافي والتعليمي بين الصين والمغرب (نونبر 2011 واكتوبر2012)، بمقر الجامعة الصينية ببكين، كما ستنظم الدورة الثالثة خلال شهر اكتوبر 2013، والتي تتزامن هذه السنة مع الذكرى 55 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية المغربية الصينية.
وعلى هامش المنتدى الوزاري الثقافي الصيني الأفريقي، المنعقد ببكين في 18 و 19 يونيو 2012، تم التوقيع على اتفاقية إنشاء متحف للشاي بمدينة الصويرة المغربية باعتبار المغرب أول مستورد للشاي الاخضر الصيني في العالم. فضلاً عما يتمتع به المغرب من طقوس مشابهة لنظيرتها الصينية حول شرب واستعمال الشاي.
كما شاركت السفارة في الطبعة الثانية للمعرض الدولي للكتاب الذي نظم ببكين ما بين 15 و21 سبتمبر 2013، والذي يمثل ملتقى ثقافيا وتعليميا بمشاركة عدة بلدان من أوروبا وأمريكا اللاتينية و أوقيانوسيا و أمريكا الشمالية. وفيه عرضت السفارة المغربية ملصقات للمعالم والمدن التاريخية المغربية، كما تم توزيع كتب باللغتين الانجليزية و الصينية لرسم صورة سياسية واقتصادية وثقافية وسياحية للمملكة.
تعليمياً، شهدت المبادلات الودية الثنائية بين الجامعات الصينية والمغربية ازدهارا كبيرا من حيث تبادل عدد كبير من الأساتذة والطلبة، وإبرام اتفاقية للتعاون الثقافي والعلمي بين البلدين لتقوية الروابط و رفع مستوى التعاون في هذا المجال.
وبهدف تقوية وبناء جسور التعاون بين البلدين، نرى ضرورة التفكير في تعزيز تبادل الزيارات الثقافية المشتركة، وتنظيم ندوات لغوية بالصين لفائدة الطلبة الباحثين والمترجمين. وانفتاح الصين على الثقافة المغربية لإغناء وتنويع التبادل الثقافي لخدمة التقدم والسلام العادل والدائم.
وهنا أغتنم هذه الفرصة لأعبر عن ارتياحي الكبير للمجهودات المبذولة من طرف الطلبة المغاربة المتواجدين بالجامعات الصينية، بدعم من السفارة ومشاركتهم في كل التظاهرات الثقافية الهامة لتمتين وتعزيز العلاقات المغربية الصينية في المجال الثقافي والتعليمي.
9- يلعب قطاع الإعلام دوراً محورياً من خلال رسالته الإنسانية في زيادة التعارف والتلاقي بين مختلف شعوب العالم، وقد ازداد تأثير هذا الدور مع اتساع وتعدد مجالات الفضاء الإعلامي.
س- كيف تنظرون لأهمية دور الإعلام في تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين الصديقين من جهة،
وما هي أبرز مجالات التعاون والتبادل الإعلامي "المرئي والمسموع والمقروء" بين البلدين؟
ج: بالتأكيد، للاعلام دور حيوي وهام لخدمة وتعزيز العلاقات الثنائية عبر العديد من المحاور وتسليط الضوء على جوانب العلاقات وإبراز الفرص المتاحة لتطويرها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتبادل الخبرات وتعزيز جسور التواصل بين شعبي البلدين، وهنا قامت السفارة المغربية باتخاد العديد من المبادرات ومن بينها تنظيم مقابلات صحفية مع وسائل الإعلام والمجلات والصحف الصينية وبث الأفلام الوثائقية عن المغرب، والتي تم نشرها في القنوات المحلية.
واضافة الى ذلك، فان وكالة الأنباء المغربية (MAP)و نظيرتها الصينية (XINHUA) يتمتعان بعلاقات ممتازة وتربطهما اتفاقية للتعاون في المجال الاعلامي، حيث تم اعتماد ممتلي كلا الوكالتين بعاصمتي البلدين. كما تتميز ايضا الشركة المغربية للإذاعة و التلفزة SNRT) (و تلفزيون الصين المركزي (CCTV)بعلاقات جيدة في اطار اتفاقية التعاون الموقعة بينهما و أستغل هذه الفرصة لأشكر المبادرات التي اتخذتها CCTV و التي تثمثل في أنتاج عدة أفلام وثائقية حول المدن المغربية ونشرها على القنوات الصينية.
10- في نهاية اللقاء، كلمة أخيرة لمجلة " الصين اليوم" .
ج: أشكر مجلة" الصين اليوم" لإتاحة هذه الفرصة لاعطاء قرائها نظرة مختصرة عن علاقات الصداقة والتفاهم والتعاون المتميزة التي تربط المغرب والصين والتي انتقلت من مجرد تعاون في قطاعات متفرقة إلى شراكة استراتيجية بين البلدين تؤطر وتوجه التعاون الثنائي في مختلف المجالات وأخيرا اود ان أذكر مرة اخرى أن التعاون الإيجابي بين البلدين في كل المجالات سواء سياسيا او اقتصاديا او ثقافيا يعكس إرادة قيادتي البلدين اللذين توافقا على توطيد روابط التقارب والتعاون بينهما بما يعود بالخير والفائدة على الشعبين الصديقين.