العدد 4 إبريل (نيسان) 2002

شوط كبير في طريق التبادل الإعلامي الصيني العماني

بدعوة من وزارة الإعلام العمانية قام في الفترة ما بين 25 يناير و3 يناير وفد إعلامي صيني نظمه مكتب الإعلام لمجلس الدولة الصيني بزيارة لسلطنة عمان. ضم الوفد أعضاء من  وكالة أنباء شينخوا وصحيفة الشعب اليومية وصحيفة تشينا ديلي وصحيفة النور اليومية  ومحطة التلفزيون المركزية وإذاعة الصين الدولية ومجلة الصين اليوم. الوفد هو أول وفد إعلامي صيني على هذا المستوى الرفيع يزور السلطنة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. لقي الوفد استقبالا حارا وحفاوة عظيمة من الأصدقاء العمانيين حيث تقابل مع مسئولين كبار منهم رئيس مجلس الدولة ووزير الإعلام ووكيله ووكيل وزارة الخارجية ووكيل وزارة الصحة ورئيس مجلس بلدية مسقط ورئيس جامعة قابوس ونائب رئيس سوق المال بمسقط ووكيل وزارة السياحة ورئيس غرفة الصناعة والتجارة، وقد أتيحت للوفد فرصة التعرف عن قرب على الإنجازات العمانية في كافة المجالات وتبادل الرأي والخبرة مع  زملائهم العمانيين في حقل الإعلام.. ففاق نجاح الزيارة ما كان متصورا.

وكما قال  رئيس الوفد نائب مدير الشؤون الدولية بمكتب الإعلام  وانغ قوه تاي في مقابلته مع صحيفة عمان إن الوفد لا يريد فقط أن يرى التغيرات التي طرأت على عمان، بل يريد أن يكتشف أسباب حدوث هذه التغيرات.

وكانت نتيجة هذا الاكتشاف أن كل أعضاء الوفد أحسوا بأن سبب حدوث هذه التغيرات يعود إلى السياسة الصائبة التي ينتهجها صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد الصائب والتي تتفق مع الواقع العماني، وتفعيلا لقول جلالته "إن خطتنا في الداخل أن نبني بلدنا ونوفر لجميع أهله الحياة المرفهة والعيش الكريم، وهذه غاية لا يمكن تحقيقها إلا عن طريق مشاركة أبناء الشعب في تحمل المسئولية ومهمة البناء. ولقد فتحنا أبوابنا لمواطنينا في سبيل الوصول إلى هذه الغاية، وسوف نعمل جادين على تثبيت حكم ديمقراطي عادل في بلادنا في إطار واقعنا العماني العربي وحسب تقاليد الإسلام الذي ينير لنا السبيل دائما".

وخرج الوفد الصيني بانطباع أن عمان قد اجتازت مرحلة البدايات الصعبة وأسست ركائز بناء عمان الحديثة، فافتتحت المدارس والمستشفيات وشقت الطرق، لذلك وجد الوفد عمان حديقة نظيفة ومتحضرة بين الجبال الجرداء والصحراء المترامية.

عندما انخفضت أسعار البترول انخفاضا كبيرا عام 1998 نجح الاقتصاد العماني في تجاوز فترة الانخفاض والتكيف مع ذلك عبر الإجراءات التي تم اتخاذها للحد من الإنفاق وزيادة موارد القطاعات غير النفطية، وبذلك بدأت عمان الخطة الخمسية السادسة من 2001 إلى 2005.

قال وكيل الإعلام للوفد الصيني إن هدف هذه الخطة يتركز على المجالات التالية:

أولا، تحقيق التوازن الاقتصادي بين الدخول والنفقات والعمل على ترشيد الإنفاق وتنمية وتطوير الإيرادات النفطية.

ثانيا، توفير إطار اقتصادي كلي مستقر بالعمل على زيادة قدرة الاقتصاد الكلي وعلى تحويل أصوله من النفط والغاز والأصول المالية إلى أصول متجددة منتجة حتى تنخفض نسبة مساهمة النفط في الناتج المحلي الإجمالي إلى نحو 9% في عام 2020 بدلا من 5ر32% عام 1995 وسيسهم الغاز الطبيعي بنسبة 10% من الناتج المحلي عام 2020.

ثالثا، تعزيز التنويع الاقتصادي لمصادر الدخل من خلال تنمية القطاعات الإنتاجية القابلة للتصدير وزيادة ارتباط الاقتصاد العماني بالاقتصاد العالمي وتنمية قطاع خاص كفء وفعال وتشجيعه للقيام بدور أكبر في الاقتصاد الوطني.

رابعا، تنمية الموارد البشرية العمانية وزيادة كفاءتها عبر النهوض بسياسات التعليم العام والجامعي والتأهيل والتدريب المهني وتعزيز دور المرأة في سوق العمل وإعداد كوادر قادرة على التعامل مع التقنية الحديثة.

خامسا، تنفيذ سياسات التخصيص لتشجيع القطاع  الخاص سواء ببيع حصة الحكومة في عدد من المشروعات أو باشراك القطاع الخاص في تمويل عدد من المشروعات التي يتم إنشاؤها..

هذه الأهداف هي النهضة الشاملة التي يشهدها المجتمع العماني حاليا.

لقد وجد الوفد الإعلامي الصيني هذه النهضة في مختلف المجالات وفي التعليم والصحة وحماية البيئة بصورة خاصة.

في لقائه مع  رئيس جامعة السلطان قابوس أدهش أعضاء الوفد أن عمان التي كانت بها مدرسة ابتدائية واحدة يدرس فيها 50 تلميذا فقط قبل عام 1970، بها هذه الجامعة التي يدرس بها وحدها 10500 طالب وطالبة. أنشئت الجامعة عام 1986 وأصبحت الآن صرحا أكاديميا رفيعا ومركزا للتعليم وإعداد الكوادر الوطنية المؤهلة، وارتفع عدد الطلاب من نحو 500 طالب وطالبة عند إقامتها إلى 10500 طالب وطالبة حاليا بالإضافة إلى طلاب الدراسات العليا في الدبلوم والماجستير. وأقامت الجامعة علاقات تعاونية أكاديمية مع بعض الجامعات العالمية، منها جامعة بكين بالصين.

إلى جانب ذلك تعمل الجامعة لمواكبة العصر، فتستعد بإقامة تخصصات التمريض والمعلوماتية تلبية لحاجة المجتمع العماني. لذلك يمكن القول أن تطور التعليم العماني أفضل دليل لتطور المجتمع العماني.

وقد أدرك الوفد أن سبب تحقيق النهضة الشاملة لعمان يعود إلى الاهتمام البالغ بحماية التراث وتعظيمه بفضل فكرة صاحب الجلالة السلطان قابوس وهي "إننا حين نعمل ونخطط للتطور المادي والاجتماعي لبلدنا يجب أن نضع نصب أعيننا حقيقة وهي أن قوتنا لا تكمن في الازدهار المادي وحده، بل لأن قوتنا الحقيقية تكمن في التراث العماني العريق وشرائع ومبادئ ديننا الإسلامي الحنيف.

هذا الاهتمام لم ينعكس فقط في حماية المواقع الأثرية وتطوير الأعمال الفنية اليدوية التقليدية وتفضيل العمانيين الزي العماني التقليدي، بل ينعكس أيضا في حمايتهم للبيئة، لأنهم عرفوا أن أرضهم متوارثة من أجدادهم. وأقام السلطان قابوس جائزة السلطان قابوس لصون البيئة التي تعتبر أول جائزة عربية يتم منحها على المستوى العالمي في مجال حماية البيئة.

ونظرا لجهود السلطنة في مجال حماية البيئة والتقدير الدولي الواسع لتلك الجهود تم اختيار السلطنة من بين الدول العشر الأكثر اهتماما وعناية بالبيئة على المستوى الدولي، كما استضافت عمان عام 1996 اجتماعات مجموعة العمل الدولي الخاصة بطائر الحباري إذ تعد عمان واحدة من أهم محطات الهجرة السنوية لهذا الطائر. وفي عام 1998 عقد بمسقط اجتماعات الدورة الخامسة لمنظمة الحيتان تقديرا لدور السلطنة في مجال حماية الحيتان في المياه العمانية.

والجدير بالإشارة أن السلطنة والصين تربطهما علاقات تاريخية منذ أكثر من ألفي عام، حيث بدأ الصينيون يعرفون عمان القديمة عندما زارت السفينة صحار مدينة قوانغتشو (كانتون) قبل أكثر من ألف عام. لقد كان وعد أعضاء الوفد الإعلامي الصيني لأصدقائهم العمانيين هو أن ينقلوا لأبناء شعبهم، بل وكل شعوب العالم الحقيقة والواقع الجديد لسلطنة عمان.

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

الصين والعالم العربي

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.