العدد الأول من عام 2002
 

السبعينيات: من غياهب الظلمات إلى فجر الضياء

خلال فترة السنوات العشر بين عامي 1972 و1981 وقعت أحداث هامة هزت المجتمع الصيني.  وبعد إسقاط " عصابة الأربعة" عام 1976 بدأت الصين تجرى تغييرات هزت العالم كله مع تقدم دنغ شياو بينغ عام 1978 بسياسة الإصلاح والانفتاح التي تدفع المجتمع الصيني إلى طريق التنمية الجديد.

رحيل ماو تسى تونغ مؤسس الجمهورية

أقامت بكين عاصمة الصين مراسم تعزية للرئيس الراحل ماو دامت من 11 - 17 سبتمبر عام 1976، وحضرها ما يتجاوز 300 ألف شخص من أوساط الحزب والجيش والحكومة، والعمال والفلاحين والجنود وغيرهم من أفراد الشعب.

في شاوشان - مسقط رأس الرئيس ماو- أقامت الجماهير هناك حفل تأبين للرئيس ماو، حيث انحنى الحاضرون أمام صورته تعبيرا عن تعزيتهم.. والمسنون الذين قضوا أيام طفولتهم مع الرئيس ماو عادوا إلى الماضي.. حيث كان الرئيس ماو الشاب يعمل في جمع الحطاب، وفي الرعى وفي الحراثة وفي تجفيف الحبوب..

في أيام الثورة القاسية، غادر الرئيس ماو موطنه شاوشان وقصد مختلف الأماكن في الصين ينشر الأفكار الثورية بين جماهير العمال والفلاحين. وفي فترة الحرب الثورية الأهلية الأولى، دفع الرئيس ماو أبناء الشعب في شاوشان الى الطريق الثوري، وأنشأ بنفسه فرع شاوشان - من أوائل فروع الحزب الشيوعي الصيني.فقام أهالى شاوشان تحت قيادة هذا الفرع بنضالات باسلة خلال عشرات السنين. وبعد التحرير أيد الرئيس ماو مبادرة أبناء الشعب بشاوشان في التقدم على الطريق الاشتراكي تأييدا حارا، كما وجه إليهم خطابا من بكين. وفي عام 1959 عاد الرئيس ماو الى شاوشان، حيث صافح جماهير الفلاحين وتحدث معهم بمنتهى الود..

من مقال" حنين الشعب للرئيس ماو" العدد 11- 12 عام 1976

رحلت سونغ تشينغ لينغ عام 1981. ففقدت الصين برحيلها زعيمة بارزة لدولتها، وفقد العالم إمراة بارزة كان لها حضورها الإيجابي في كثير من المحافل الدولية. وبالنسبة لمجلة الصين اليوم فقد ففقدت كذلك مؤسستها ومربيتها. ووفاء لذكراها نشرت مجلة الصين اليوم عددا خاصا جمع المقالات التي كتبها عنها مسؤولو الدولة ومشاهير الشخصيات في أوساط المجتمع بما فيها مقال كتبته السيدة دنغ ين تشاو التي جمعتها بسونغ تشينغ لينغ صداقة دامت عشرات السنين..

في شتاء عام 1921جاء بك السيد صون يات صن إلي ميناء تيانجين خلال رحلتكم الى الشمال، فهرعنا إلى استقبالكم على سطح السفينة، ورأينا السيد صون يات صن - رائد الثورة العظيم المستمر في نضالاته العنيدة سعيا لاسقاط حكم أسرة تشينغ الإقطاعي وتحقيقا للاستقلال والحرية والديموقراطية في الصين- يلوح بيده تحية لجمهور المستقبلين.. وأنت أيتها المحاربة الثورية الباسلة تقفين إلى جانبه..

في بكين عام 1925 ظهرت يا سيدتي بين الجموع الغفيرة المرافقة لجنازة السيد صون يات صن، ترتدين ملابس سوداء وحجابا أسود، ولم أرك يومها تبكين بل كانت خطواتك أكثر ثباتا على طريق الثورة الصينية..

انخرطت في القضية الثورية منذ ربيع عمرك. وتزوجت من السيد صون يات صن برغم معارضة أسرتك. لقد عشت في الصين شبه الإقطاعية وشبه المستعمرة عيشة قاسية، تواجهين فيها نفوذ الأسرة الإقطاعية وتهديدات حكم الكومينتانغ الرجعي، وبرغم ذلك واصلت النضال بمفردك.. إنك بحق محاربة ثورية عظيمة كما وصفك الرفيق شو آن لاى قائلا: سونغ تشينغ لينغ هى " أثمن الكنوز في الصين"..

 من مقال دنغ ين تشاو بعنوان " تحيات للرفيقة سونغ تشينغ لينغ" المنشور في العدد الخاص لذكرى سونغ تشينغ لينغ أغسطس 1981

زلزال تانغشان

في يوليو من عام 1976 فوجئت مدينة تانغشان في الصين بزلزال خطير، لقي فيه 240 ألف شخص مصرعهم. ولكن الصينيين رفضوا الخضوع أمام تحديات الطبيعة بل انبروا يخوضون ضدها معارك صارمة.. وفيما يلى ننشر مقتطفات من بعض الأخبار التى كتبها المراسلون في مجلة الصين اليوم من مواقع الزلزال:

في صباح 28/7/1976 فوجئت مدينة تانغشان بوقوع زلزال خطير، فخلال مدة 23 ثانية تحولت هذه المدينة التى دام بناؤها أكثر من مئة سنة الى أطلال، ولم يبق فيها مبنى واحد سليم من المبانى السكنية والمستشفيات والمناجم والمدارس والمرافق العامة..

وسرعان ما بدأت أعمال الإنقاذ والإسعاف والأرض لم يهدأ ارتعاشها بعد. وأرسل الرئيس ماو وفدا تفقديا إلى تانغشان برئاسة رئيس مجلس الدولة هوا قوه فنغ إلى تانغشان. وقد شارك في أعمال الإنقاذ والإسعاف أكثر من أربعين ألف شخص من العسكريين والعاملين في مجال الطب. فقاموا بنقل مواد الإسعاف بالطائرات العسكرية، ونقلوا المياه العذبة بالسيارات، وعملوا على انقاذ ونقل الجرحى والأطفال الذين أصبحوا أيتاما الى مناطق أخرى، وأزاحوا المبانى المنهارة، وبنوا مساكن مؤقتة.. وبفضل التدابير الاسعافية الفورية المناسبة، لم يحدث أي مرض وبائي في المنطقة المنكوبة..

 من مقال " .. بعد حدوث أخطر زلزال في العالم.." بقلم أبشتاين العدد 10 عام 1980

أول حب

مع تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح منذ عام 1978 دخلت الصين مرحلة تطور جديدة، وعاد الزواج  والحب من جديد الى سابق عهدهما في الحياة الاجتماعية الصينية.

نشرت صحيفة بكين اليومية في 26/7/1978 مقالة بعنوان "روابط الحب"، سجلت سيرة حب بين الشابة تشانغ والشاب وانغ بمصنع انتاج الأدوات القياسية في بكين. فلقيت هذه المقالة  صدى قويا من القراء في بكين وخارجها.

وبدعوة من عصبة الشبيبة بمصنع تشونغون للأجهزة الكهربائية في بكين، ألقت الشابة تشانغ بهذا الصدد محاضرة خاصة للعمال الشباب..

وفي أكتوبر 1978 نشرت مجلة" أكتوبر" الأدبية رواية " موقع الحب" التى ألفها ليو شين وو فحظيت هى الأخرى بإقبال واسع من القراء الشباب، وبعثوا إلى المجلة رسائل كثيرة تعبر عن عواطفهم ورغباتهم في الحب.. وفيما يلى مقتطفات من تلك الخطابات:

قالت ليو شو مينغ من بكين: عرفت الحب من خلال قراءة روايات الحب في طفولتى، وبرغم أننى لم أكن حينذاك أفهم المعنى العميق للحب، إلا أننى شعرت بأن الحب يسعد من يحصل عليه.. ومن خلال مطالعة مقالة" روابط الحب، عرفت ما هو الحب الحقيقي..

قال تشن جه فانغ، ضابط من قانسو: إن الحب بين تشانغ ووانغ يدل على أن الحب الحقيقي لا يؤثر في عمل الشباب وإنما يشجع نحو الأفضل، كما قال قارجى، الأديب الروسي المشهور: إن السعادة بدون حب ليست سعادة حقيقية؛ وإن الحب الحقيقي يشجع الإنسان على العمل بصورة أفضل..

واليوم تظهر الأخبار والمقالات والروايات والمسرحيات التى تصف الحب عبر الصحف والبرامج الإذاعية والتلفزيونية والمجلات.. وتلقى ترحيبا كبيرا ومدحا حارا من قبل الشباب.

 من مقال " حديث عن الحب " بقلم يو يوى ون العدد 1 عام 1979

 

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 


 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.