محتويات العدد 11نوفمبر (تشرين الثاني)  2003 

هل يعود سارس؟

إعداد: د. عبير عبد العزيز

وباء الالتهاب الرئوي الحاد المعروف باسم سارس اختصارا والذي قتل وأصاب المئات حول العالم مازال ماثلا في الأذهان يخيف الملايين في منطقة شرق آسيا، حيث كان الانتشار الأول للوباء، وفي كل أنحاء العالم، فالكل يخشى أن ينتقل سارس إليه بطريقة أو بأخرى، وتتزايد هذه الخشية مع اقتراب فصل الشتاء، فهل يعود سارس؟ بحملة للتطعيم

لكي نجيب عن هذا السؤال نقول إن سارس قد يعود؛ فالعلماء يؤكدون أن سارس لم يذهب بغير رجعة وأنه قد يكون كامنا يتحين الفرصة المناسبة للظهور مرة أخرى. ويقول د. هيتوش أوشيتاني، قائد فريق منظمة الصحة العالمية المكافحة سارس إنه يعتقد أن فيروس سارس لم تتم إبادته تماما، فما زالت حالات قليلة موجودة، فقد توفيت إحدى عشرة سيدة في تورنتو في شهر أغسطس، وهناك احتمالات كبيرة أن الفيروس ما زال موجودا في الحيوانات ومن ثم فإن فرصة انتقاله للإنسان ما زالت قائمة. بحملة للتطعيم

إذن كيف سيكون الأمر سيئا إذا عاد سارس؟ بحملة للتطعيم

في تقديرهم لمدى السوء إذا عاد سارس يعتقد العلماء وفقا لتقرير أعدته مجلة "فار إيسترن إيكونومك ريفيو" أنهم وإن كانوا لم يستطيعوا منع أول إصابة بسارس فقد يستطيعون منع  انتشاره، ويعتقدون أن سارس، إذا ظهر مرة أخرى، سيكون إقليميا ومحدودا بشرط ألا يكون ظهوره بين مجموعة بشرية لا تمتع بالوعي الصحي الكافي. ولا شك أن إجراءات الحجر الصحي تمنع انتقال الفيروس من إنسان إلى آخر. ويعتقد د. ميلك بيريز، أخصائي الميكروبيولوجي بجامعة هونغ كونغ أن انتقال فيروس سارس لا يكون بسرعة انتقال الأنفلونزا حيث أنه ليس من السهل انتقاله في أطواره الأولي. بحملة للتطعيم

ولكن إذا عاد سارس متى يعود؟ بحملة للتطعيم

يعتقد البروفيسور رالف باريك، الأستاذ بجامعة نورث كارولينا والذي قضى عشرين عاما في دراسة الفيروسات التاجية (Coronavirus) والتي ينتمي إليها فيروس سارس أن هناك نظرية واحدة تقول إن سارس يختفي بتغير الجو والفيروسات الأخرى ذات تركيب الحامض النووي الأحادي (RVA) مثل فيروس الأنفلونزا تختفي في الصيف لكي تظهر في الشتاء، والسبب هو أن هذه الفيروسات تكون أكثر استقرارا في الدرجات المنخفضة من الحرارة والرطوبة والأشعة فوق البنفسجية في الشتاء، والتي يكون فيها الناس في تجمعات وداخل بيوتهم. بحملة للتطعيم

ولكن إذا كان سارس فصليا فإن هذا يساعد في شرح سبب عدم التحكم في سارس الذي حدث في تورونتو في مارس وإبريل، ولماذا اختفي في مايو ويونيو في الصين، وربما هذا أيضا يدعو إلى القلق بأن الوباء الجديد كان وباء تمهيديا عبارة عن موجة تبشيرية مثلما حدث مع وباء الأنفلونزا في ربيع 1917، وكان هذا بمثابة البداية لوباء آخر في 1918، ونتج عن ذلك وفاة 20 مليون نسمة حول العالم. بحملة للتطعيم

على الجانب الآخر: يعد شهر فبراير قمة الإصابة بالأنفلونزا ولكن سارس لم تصل الإصابة به إلى القمة حتى شهر إبريل وهذا يخالف نظرية الفصول لذلك لا يمكن لأحد أن ينكر عودة المرض. بحملة للتطعيم

ولعل ما قيل سابقا قد زاد القلق من تأكيد عودة سارس، ولكن إذا عاد سارس في هذا الشتاء كيف يمكن وقفه؟؟ بحملة للتطعيم

إذا كان الحيوان حاملا للفيروس، وهذا ما أشار إليه بحث نشرته مجلة ساينس جورنال الأمريكية في الرابع من سبتمبر  لمجموعة من الباحثين من جامعة هونغ كونغ ومركز شنتشن للسيطرة على الأوبئة والوقاية منها، حيث  كشف عن أن الخريطة الوراثية والتحليلات المقارنة للفيروسات التي فصلوها عن  Paguma Larvata تؤكد أن هذا الحيوان يحمل 99.8% من التجانس مع فيروس سارس المكتشف بالإنسان. إذن من المستحيل منع انتقال الفيروس للإنسان، ولكن إذا استطاع الباحثون أن يكتشفوا كيف ينتقل الفيروس من الحيوان إلى الإنسان لأول مرة ثم حاولت الهيئات الصحية المعنية منع حدوث ذلك عن طريق وجود نظام صحي، وفحص حيوانات التربية وهو مازال معمولا به في بر الصين الرئيسي وهونغ كونغ وسنغافورة . بحملة للتطعيم

السؤال الرابع هو كيف يمكن أن توقف الوباء؟ بحملة للتطعيم

يقول البروفيسور رالف باريك إنه مما لا شك فيه أن الهيئات الصحية تفهم الآن أن العزل التام للمرضى، والأشخاص المتصلين بهم يعد أمرا حيويا لوقف انتقال العدوى ويعتبر عزل مرضى السارس عن مرضي الأنفلونزا أمرا هاما في هذا الشتاء، فلا يزال لا يوجد اختبار تشخيص سريع يحدد حالات الإصابة بين  التجمعات البشرية التي تعاني من قلة المرافق الأساسية للصحة العامة لأن هؤلاء الناس يكونون عادة فقراء أو معزولين جغرافيا، لذلك لا يكون لديهم الوعي الكافي لحماية الصحة لذا فإنهم يصبحون مستقبلين للمرض ولا بد من عزلهم، وقد استند البروفيسور رالف باريك في كلامه إلى ما حدث في جنوب الصين حيث كان الموطن الأصلي لسارس. ونقاط الفحص الصحي على المنافذ الحدودية يمكن أيضا أن تقلل انتشار الوباء على المستوى الدولي. وعلى الرغم من أن الصين وهونغ كونغ أخرجتهما منظمة الصحة العالمية من قائمة المناطق الموبوءة فإنهما مستمران في تطبيق إجراءات الحجر الصحي للقادمين والمغادرين، مثل قياس درجة الحرارة، كما أن العاصمة الصينية بكين أصدرت في 12 سبتمبر لوائح بإقامة نظام لإنذار الطوارئ الصحية من ثلاث مستويات للوقاية من عودة سارس. بحملة للتطعيم

ولكن هل هناك علاج لسارس؟ بحملة للتطعيم

يقول د. هيتوش أوشيتاني: بعد حوالي 8000 حالة إصابة بسارس لا يوجد حتى الآن معيار لعلاج سارس ولكن هناك بعض الدروس التي تعلمناها، وبعض الاكتشافات التي حدثت. فأثناء الارتباك الذي ساد في فترة انتشار الوباء الأولى لم يكن الأطباء قادرون على إجراء التجارب المحكمة، والتي تجري بطريقة العينة العشوائية على المرضى والتي هي مطلوبة للفهم الحقيقي للعلاج. بحملة للتطعيم

ولكن بتسلسل العلاجات عرف الأطباء بعض  الأنواع التي تمكنهم من إقامة نظام جديد. ففي هونغ كونغ نتج عن مزج Ribivirin، وهو دواء لعلاج الفيروسات وkaletra ، وهو دواء لعلاج الإيدز  إنتاج مثبط protease يمنع الفيروس من تكرار نفسه، والذي بدوره يمنع بداية المرض. بحملة للتطعيم

حاول الأطباء في سنغافورة علاج الفيروس عن طريق Interferon والبرويتنات التي تمنع إصابة الخلايا السليمة وتوقف تكاثر الفيروس، ولكن العلاج المتكرر بـRibivrin أدى إلى تكسير كرات الدم الحمراء والذي بدوره أدى إلى مرض يسمى الأنيميا الدموية، وحدث ذلك خاصة في مستشفيات تورنتو التي تعطي كميات كبيرة من هذا الدواء للعلاج. وفي الصين أمكن التوصل إلى بعض الأدوية بالجمع بين الطب التقليدي الصيني والطب الغربي. أيضا استخدم Steroids في العلاج لكي يجعل الجسم يقاوم مهاجمة الفيروس للرئتين، ولكن فقط في المراحل المتأخرة من الإصابة بسارس حيث أنها تطيل من المدة التي يحتاجها الفيروس للتكرار. بحملة للتطعيم

بعد استخدام دم المرضى الذين تم شفاؤهم ومعرفة الخريطة الوراثية لفيروس  CORNO  بدأت بعض المعامل في إنتاج دواء جديد يقاوم سارس، بعض هذه الأدوية أُعدت لكي تغير من الحامض النووي للفيروس والأخرى تبطئ من عملية تكرار الفيروس بينما الأخرى تعمل على زيادة الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم لمحاربة سارس. بحملة للتطعيم

كيف إذن تحمي نفسك إذا عاد شارس؟ بحملة للتطعيم

على الرغم من الأبحاث العلمية الجديدة على سارس فإن النصائح التي يقولها الأطباء تبدو مألوفة فالناس يجب أن يلبسوا الأقنعة في المستشفيات وعيادات الأطباء التي حدث فيها العدوى بسارس آخر مرة. ولعلنا نعلم أنه يمكن أن يحدث التباس بين سارس والأنفلونزا لذلك لا بد أن توفر الهيئات الصحية في آسيا لقاح الأنفلونزا لتعطيه أولا للعاملين في مجال الصحة ثم كبار السن وبقية الناس، وقد بدأت العاصمة الصينية بكين بحملة للتطعيم ضد فيروسات الأنفلونزا منذ منتصف سبتمبر. بحملة للتطعيم

كاتبة المقال: طبيبة أخصائية ميكروبيولوجي بالمعامل المركزية لوزارة الصحة المصرية. بحملة للتطعيم

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

ساحة الحوار

دور القوي الأجنبية في الشرق الأوسط بعد غزو العراق وردود فعل دول الإقليم

هل يعود سارس؟

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.