بتصديق من
جينيس.. فيتشنغ مدينة شعارها الخوخ
قاو يان وليو هوان تشي


تقول موسوعة
جينيس للأرقام القياسية إن مدينة فيتشنغ، الواقعة في قلب
مقاطعة شاندونغ، وتحتل رقعة مساحتها 1277 كم مربع هي "أكبر
بستان للخوخ في العالم" حيث تبلغ المساحة المزروعة
بالخوخ فيها 100 ألف مو (16704 فدان)، والحقيقة أن
الخوخ الذي تنتجه هذه المدينة له اسم مشهور يتجاوز حدود
الصين.
فيتشنغ، المدينة لها تاريخ
عريق، وقديما كانت تسمى "دولة فيتسي" أي دولة
أبناء قومية في، ففي فترة أسرة تشو الغربية (القرن 11 – 771
ق.م) قطنها أبناء في.
خوخ
بوذا
يرجع تاريخ زراعة "خوخ
فيتشنغ" في المدينة إلى ما قبل أكثر من 1100 سنة، ويشتهر
هذا النوع من الخوخ بثمرته الكبيرة وطراوة لبه اليانع والنكهة
الجيدة، وكان في أسرتي مينغ وتشينغ، يقدم جزية للبلاط الإمبراطوري
وقد أسموه أيضا "خوخ فوهتاو (بوذا)".
في أنواع الخوخ العادية يكون
وزن الخوخة الواحدة 200 جرام تقريبا. وزن الواحدة من خوخ
فيتشنغ يكون 350 جراما تقريبا، وبعضها يتجاوز 900 جرام،
وهذا ما يجعله جديرا بلقب "ملك الخوخ"، والفضل
في ذلك يرجع لظروف المناخ والمياه والتربة الفريدة في فيتشنغ.
ليس من سماته جمال الشكل فقط بل الأهم هو قيمته الغذائية
العالية والرائحة الذكية.
وفيتشنغ تنتج الخوخ على مدار
الفصول الأربعة، ويبلغ إجمالي كمية الإنتاج السنوي 50 مليون
طن من "خوخ فوهتاو" و"prunus persica var nectarina
فيتشنغ" والخوخ العسلي الخ من الأنواع التي تحمل العلامة
التجارية "شيانله"، كما تنتج عصير ونبيذ
ومنقوع "خوخ فيتشنغ" الخ. يصدر خوخ فيتشنغ ومنتجاته
إلى أكثر من عشرين دولة ومنطقة مثل اليابان وكوريا الجنوبية
ودول جنوب شرقي آسيا الخ.
في
عام 1995 منحت الدولة فيتشنغ لقب "موطن خوخ فوهتاو
في الصين"، وفي عام 1996 كان خوخ فيتشنغ من الفواكه
الرسمية في الدورة الحادية عشرة للألعاب الآسيوية، وفي عام
1994 حصل على الجائزة الذهبية في الدورة الأولى للمعرض الوطني
للمنتجات الزراعية والجانبية المشهورة والخاصة والممتازة
والنادرة في مجال التشجير والبستنة، وفي عام 1999 حصل على
تقدير "المنتجات ذات العلامة التجارية المشهورة"
في المعرض الزراعي الدولي الصيني و"الجائزة الكبرى"
للفواكه والخضار في معرض كونمينغ الدولي للبستنة.
زهور الخوخ باتت تمثل عنصر
جذب سياحي لفيتشنغ، ففي ربيع العام الحالي، مع تفتح زهور
الخوخ على مساحة 100 ألف مو أقامت فيتشنغ الدورة الأولى
لمهرجان سياحة زهور الخوخ، تكريسا لهدفها في "دعوة
رجال الأعمال وجذب الاستثمارات وتطوير السياحة وتوسيع التأثير
وتنشيط الاقتصاد باستخدام زهور الخوخ".
فيتشنغ
مدينة زراعية تقليدية كبيرة، ويحتل عدد الفلاحين حوالي80%
من إجمالي عدد سكانها البالغ 950 ألف نسمة، وتحافظ على خصائصها
الذاتية في مجال التصنيع الزراعي، وتتقدم غيرها في مقاطعة
شاندونغ، بل في الصين في مجال تطوير المنتجات الزراعية العضوية،
وبها قاعدة للمنتجات الزراعية العضوية مساحتها 115 ألف مو،
وقد حصلت ثمانية من منتجاتها على شهادة الأغذية الخضراء
على مستوى الدولة والمقاطعة.
حاليا تشكلت فيها خمس صناعات
رئيسية هي الحبوب والفواكه والخضار وزراعة التوت وتربية
دود القز وتربية المواشي والدواجن، وقد سجل 32 نوعا من المنتجات
الزراعية والجانبية لها علامة تجارية خاصة، ومنها 11 نوعا
حددته الدولة والمقاطعة من المنتجات ذات العلامة التجارية
المشهورة، وحصلت الخضروات العضوية على مساحة 8000 مو على
شهادة OCIA (الجمعية
الدولية لتحسين المحاصيل العضوية) كما حصل 10 آلاف مو من
المساحة المزروعة بالزنجبيل الأخضر على شهادة وزارة الزراعة
و60 ألف مو من الفواكه والخضروات الخضراء على شهادة مديرية
الزراعة للمقاطعة.

الاستثمار ورجال الأعمال
أولا
يقول ليو وي دونغ، عمدة المدينة،
إن حكومة فيتشنغ بدأت خلال السنوات القليلة الماضية تطور
الفكر الإبداعي وطرح صيغ جديدة للإصلاح ومن أبرزها دعوة
الحكومة لرجال الأعمال وجذب الاستثمار وتطوير الصناعة والاقتصاد
غير الحكومي وتصنيع الزراعة الخ، ولكن في المقام الأول جذب
رجال الأعمال الاستثمار ودفع الإصلاح.
خلال السنوات
القليلة الماضية عرفت الأماكن الأخرى بالصين، بل في العالم،
ظروف الاستثمار لفيتشنغ معرفة جيدة، لأن حكومتها دأبت على
دعوة رجال الأعمال وجذب الاستثمار وهيأت المناخ لأبناء المدينة
للسير على نفس الدرب. في عام 2001 دخلها 595 مشروعا
بالاستثمار المشترك و التعاوني، واستخدمت 08ر9 مليون دولار
أمريكي من الاستثمار الأجنبي، وفي عام 2002 من المتوقع أن
يكون نصيب الفرد بها من الاستثمار الأجنبي 1200 دولار أمريكي،
وتجاوزت قيمة الاستثمار الأجنبي المستخدم بالفعل 10 ملايين
دولار أمريكي.
يقول ليو وي دونغ إن ظروف
الاستثمار والسياسات التفضيلية لفيتشنغ تجذب الشركات لتستثمر
فيها، مثلا تسيطر شركة مينغتيان ببكين على أسهم شركة آسيده
للصناعات الكيماوية بفيتشنغ لتدفع تسجيلها في البورصة باستثمار
100مليون يوان وتدمج وتشتري وتنظم شركة لونغدا بشاندونغ
شركة ليويلونغ للأغذية بفيتشنغ، وقد أنقذ الاستثمار عددا
من الشركات المتعثرة والأجهزة المتعطلة بفيتشنغ، وتشكل بعض
الشركات الكبيرة والمملوكة للدولة والشركات المحلية بفيتشنغ
مجموعات اقتصادية إقليمية تدريجيا، مثلا تبني فيها شركة
شيهنغ للفولاذ الخاص مشروع إنتاج مليون طن من الفولاذ ومليون
طن من المنتجات الفولاذية باستثمار 1ر1 مليار يوان، وتقيم
شركة فيتشنغ للمعادن مشروع الألمنيوم بالتحليل الكهربائي
باستثمار 2ر1 ملييار يوان، وهذا يمثل قوة دافعة كبيرة لهذه
المدينة.
وبفضل هذا ازداد الدخل السنوي
من المبيعات الصناعية لفيتشنغ 30% في عام 2001، وفي الوقت
نفسه تتطور بسرعة صناعات الكيماويات والغزل والنسيج والإلكترونيات
والتصنيع الآلي وتصنيع المنتجات الزراعية، وبها 40 شركة
باستثمار أجنبي، تتجاوز قيمة صادراتها السنوية 100 مليون
دولار أمريكي، ومنها شركة بها أكبر جهاز لإنتاج حامض الفورميك
في آسيا، وأكبر مصنع لإنتاج Universal coupling والمضخة
المائية للسيارات في الصين، وفي الوقت نفسه يتطور اقتصاد
فيتشنغ غير الحكومي بقوة، وقد تشكلت فيها مجموعة من الشركات
الركائزية والمناطق الحدائقية في هذا المجال، وفي العام
الماضي تجاوز استثمار اقتصادها غير الحكومي في ستة مشروعات
10 ملايين يوان.
طرق مفتوحة على العالم
تتغير ملامح فيتشنغ وظروف
المواصلات بها كل يوم. كانت في الماضي تعتبر مكانا نائيا،
ولكن الآن مواصلاتها سهلة، ويجتازها طريق جينغفو السريع
وأربعة طرق عامة على مستوى المقاطعة، وتقطع السيارة المسافة
منها إلى جينان وللسكة الحديدية جينغهو وجينغكو في أقل من
ساعة، وتتصل بالطريق السريع جيتشينغ وجيتشنغ وجينغهو والطريق
العام للدولة 104 بجوانبها، ويرتبط الطريق العام على الدرجة
الأولى من تايآن إلى فيتشنغ الذي يجري بناؤه الآن بالطريق
السريع جينغهو شرقا، وبالطريق السريع جيتشنغ غربا، وتمتد
السكة الحديدية الفرعية للسكة الحديدية جينغهو من الشرق
إلى الغرب في داخلها، وتجتازها الطرق العامة الرئيسية الثلاثة
على مستوى المقاطعة.
فيتشنغ مدينة جديدة حديثة
انتقلت إلى موقعها الحالي في عام 1980، والآن بها منظومة
صناعية حديثة على نطاق كبير نسبيا، ويصل الفاكس الدولي والهاتف
الدولي المباشر والطريق الإسفلتي والهاتف الآلي المبرمج
إلى كل القرى التابعة لها، ويصل الغاز الفحمي والتدفئة والتلفزيون
الكبلي إلى كل بيت في داخل المدينة، ومع التحسينات المتواصلة
للمنشآت الأساسية بها ستصبح السياحة وسيلتها في دعوة رجال
الأعمال وجذب الاستثمار.
لقد تشكلت لفيتشنغ معالم
المدينة الحديثة بصورة أولية، وفي الوقت نفسه يرتفع مستواها
في مجال العلوم والتعليم باستمرار، وهي منطقة نموذجية لتعميم
الإنجازات العلمية والتكنولوجية لمقاطعة شاندونغ، ويبلغ
إجمالي مساحة منطقة استثمار التكنولوجيا العالية والجديدة
7ر10 كيلومتر مربع، وهي منطقة للاستثمار وبها الكثير من
مشروعات "شينغهوه" (برنامج الشرارة) على مستوى
المقاطعة.
فيتشنغ لها علاقات تعاونية
اقتصادية وتجارية مع أكثر من 50 دولة ومنطقة مثل الولايات
المتحدة وبريطانيا وألمانيا واليابان وروسيا وكوريا الجنوبية
ودول جنوب شرقي آسيا وهونغ كونغ وتايوان الخ، ولها علاقات
تعاونية اقتصادية وتكنولوجية حميمة مع أكثر من 270 معهدا
وجامعة وجهازا للبحث العلمي وشركة كبيرة ومتوسطة في الصين،
وتربطها علاقات صداقة مع 7 محافظات ومدن صينية مثل مدينة
شيشان وغيرها ومحافظة Yamanashi
اليابانية.