مقالات من

أهم الموضوعات/الصين(مقالة خاصة): الصين تركز في تنميتها على إسعاد شعبها في ال5 سنوات المقبلة


بقلم ربان بو دوه من

بكين 2 مارس 2011 (شينخوا) اذا الشعب يوما أراد "السعادة" فلا بد ان يستجيب القدر. تولي الحكومات على مختلف المستويات في عموم الصين اهتماما بالغا بإسعاد المواطنين من خلال استفادتهم من التنمية الاقتصادية والاجتماعية السريعة، وذلك بتحديد خطط وأهداف التنمية في السنوات الخمس المقبلة التي تعد مرحلة حرجة لتنمية الصين الاقتصادية والاجتماعية وتحولاتها .

وفي ظل التضخم وارتفاع أسعار السلع داخل السوق المحلية الصينية في الوقت الراهن، يشعر بعض الناس بعبء ثقيل في حياتهم اليومية ويشكون من التباطؤ في رفع الرواتب تماشيا مع زيادة حجم الاقتصاد , حتى قال بعضهم بلهجة مازحة " إنني ساكون سعيدا اذا ارتفع راتبي مثلما ينمو الناتج المحلي الإجمالي للمدينة."

--التحول من دولة غنية الى شعب غني

اهتمت الحكومة الصينية اهتماما كبيرا بقضايا معيشة الشعب خلال العشر سنوات الأولى من القرن الحالي ، سعيا وراء تحسين مستوى حياة الشعب ليستفيد من منجازات التنمية والإصلاحات في الضرائب الزراعية والرسوم المدرسية ونظام الضمان الاجتماعي بالإضافة لنظام الصحة، ما لقي ترحيبا اجتماعيا واسعا.

ويرى الخبراء أنه حان الوقت للصين لحل المسائل التي تهم الشعب بكل جدية مع وصول اقتصاد البلاد الى مرحلة معينة، مشيرين الى أن الصعوبات ستزداد فيما يخص تحسين الهيكل الاقتصادي وتوازن البنية الاجتماعية في المرحلة التي ينمو فيها نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي من 3000 دولار أمريكي الى 10000 دولار أمريكي وفقا لخبرات الدول الأخرى .

وفي هذا المنعطف ، يشرع شعب الصين بطلب ارتقاء مستوى الحياة وتحسين جودتها، ولتلبية هذه التوقعات، أكدت حكومة الصين تكرارا على أهمية زيادة شعور الشعب بالسعادة ,ووضعت تحسين معيشة الشعب في موقع مهم للغاية في السنوات الخمس المقبلة لتبعث رسالة ايجابية تعبر عن عزم الحكومة المركزية ترقية مستوى التنمية وتنويع مجالاتها .

ستُعقد الدورة السنوية لكل من المجلس الوطني لنواب الشعب والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني اللتان تعدان أهم مؤتمرين وطنيين، في يومي 3 و 5 مارس هذا العام على التوالي، حيث سيجتمع آلاف من نواب الشعب وممثلي الأحزاب ليناقشون موضوعات متنوعة متعلقة بالتشريع والاقتصاد ومعيشة الشعب. وقبل ذلك، عقدت مؤتمرات محلية مؤخرا بصورة متعاقبة في عموم البلاد للاستعداد .

وفي البيانات الصادرة عن هذه المؤتمرات، كانت كلمة "السعادة" تستخدم بكثافة، اذ تعتزم معظم الحكومات المحلية على إعطاء الشعب الاحساس بالسعادة وتحسين معيشته فضلا عن رفع دخل المواطنين لتحقيق التوازن بينه وبين نمو اقتصاد البلاد . وعلى سبيل المثال صار إنشاء مدينة سعيدة ورفع مؤشر سعادة المواطنين من الأهداف الأولى لحكومات مدينتي ووهان بوسط البلاد وتشونغتشينغ بالغرب ومقاطعتي قوانغدونغ بالجنوب وشاندونغ بالشرق.

--الحكومات المحلية تعطي إشارة طيبة

حققت مدينة ووهان -- باعتبارها احدى المدن الكبرى بوسط الصين -- نموا كبيرا, اذ ارتفع حجم اقتصادها من 300 مليار يوان الى 500 مليار يوان (من 45.51 مليار الى 75.85 مليار دولار أمريكي) خلال السنوات الخمس الماضية، ولكن المشاكل والصعوبات في الإسكان والتوظيف والموارد التعليمية والصحية وغيرها لا زالت قائمة وبعيدة من ان تنال رضى الشعب , اذ تعوق شعور الشعب بالسعادة.

ويشير مسح أجرته حكومة ووهان شارك فيه نحو 40 ألف شخص الى أن رفع الدخل وتسهيل السفر والمواصلات إضافة الى تحيسن الإسكان أصبحت اهم مطالب المواطنين الملحة والرئيسية.

وتنوي مدينة ووهان تحقيق مضاعفة إجمالي الإنتاج المحلي إبان فترة الخطة الخمسية الثانية عشرة الجارية (2011-2015) تزامنا مع تحقيق تغيرات كبيرة لمعيشة الشعب في كافة المجالات.

وقال تانغ ليانغ تشي عمدة ووهان بالنيابة إن المدينة ستركز على خدمة الشعب وإنشاء مدينة شعبية سعيدة انطلاقا من ضمان معيشة الشعب وتحسينها، مؤكدا على إدراج بناء "ووهان السعيدة" ضمن الأهداف الرئيسية في فترة الخطة الخمسية الجارية حاليا.

وأكد روان تشنغ فا أمين لجنة الحزب الشيوعي في المدينة " نستهدف تلبية رغبات الشعب في الحياة السعيدة وإمدادهم بالمرافق العامة وجعلهم يشعرون بالأمان والاطمئنان والضمان حتى يحصلون على السعادة والحرية والكرامة بجهودنا وعزمنا ."

بالإضافة الى ووهان، يُطرح شعار بناء "مدينة سعيدة" من قبل عدة حكومات محلية وينتشر على مختلف وسائل الإعلام والمواقع على الإنترنت ، ما استلفت أنظار الجماهير على نطاق واسع في البلاد .

وأعلنت مقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين أن "تحسين معيشة الشعب بصورة ملحوظة " هو من الأهداف الرئيسية في السنوات الخمس المقبلة، و يشمل ذلك رفع دخل السكان في المدن والأرياف وخفض معدل البطالة واكمال نظام الضمان الاجتماعي واقامة المزيد من المرافق العامة فضلا عن تيسير الوسائل لتحقيق مطالب الشعب و الخ.

ووعد وانغ يانغ أمين لجنة الحزب الشيوعي بالمقاطعة أن حكومة المقاطعة ستشكل آلية خاصة لخدمة الشعب بصورة حقيقية، "والشعب سيحس بالسعادة والدفء اذا عملنا من أجله فعليا".

أما في مقاطعة شاندونغ بشرق الصين، خفضت الحكومة المحلية الهدف المحدد لنمو الناتج المحلي الإجمالي للأعوام الخمسة المقبلة الى 9% من 13.1% للسنوات الخمس المنصرمة، بينما رفعت الهدف لزيادة الدخل القابل للصرف لسكان المدن والدخل الصافي لسكان الأرياف بـ10% سنويا، وقد يزداد الدخل لسكان الأرياف على نطاق أكبر، ما يعتبر التوقع الأعلى في هذا الصدد في السنوات الأخيرة.

وأعرب جيانغ دا مينغ حاكم المقاطعة في تقرير عن الأعمال الحكومية أنه يعتزم على تعزيز توزيع الدخل الاجتماعي ويسعى وراء تماشي زيادة دخل السكان مع تنمية الاقتصاد وتزامن رفع الأجر مع ارتقاء نسبة الإنتاج في غضون الخمس سنوات القادمة.

وأضاف أن زيادة دخل السكان لم يكن مجرد امر متطلب من قبل الحكومة المركزية فقط ، بل هو يحقق أيضا آمال الشعب لمستقبل مشرق وحياة سعيدة، مؤكدا أن "تحقيق هذه الأهداف ليس أمرا سهلا ويتطلب من الحكومات المحلية على مختلف المستويات بذل جهود كبيرة وتنفيذ إجراءات قوية".

وفي جنوب غربي الصين، تعهدت حكومة مدينة تشونغ تشينغ بان تكون المدينة من المناطق التي يشعر مواطنوها بأكبر سعادة خلال خمس السنوات المقبلة، وفي ظل ذلك، تخطط المدينة أن ترفع الدخل الفردي للفلاحين بمقدار الضعف ودخل المواطنين الحضريين بنسبة 75% بحلول عام 2015، وأدرجت المدينة مهمة تعديل معامل جيني للتفاوت في الثروة الذي يقيم الهوة بين الأغنياء والفقراء ضمن خطة الحكومة, وجعلت نتيجة تضييق هذه الهوة عنصرا مهما في تقييم أداء مسؤولي الحكومات المحلية، ما يعد التجربة الأولى من نوعها بين مدن البلاد .

 

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)

  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني:
kailuofenshe@yaoo.com.cn