الدورة الثالثة لمنتدى التعاون الصيني- العربي في مجال الإعلام
قوه شياو يونغ، نائب الرئيس التنفيذي للمؤسسة الصينية للنشر الدولي، يلقي كلمة في افتتاح الندوة.
الدورة الثالثة لمنتدى التعاون الصيني- العربي في مجال الإعلام
وسائل الإعلام في خدمة الاقتصاد والتجارة
عقدت بمدينة قوانغتشو في مقاطعة قوانغدونغ الصينية الدورة الثالثة لندوة التعاون الصيني- العربي في مجال الإعلام، خلال الفترة من الثالث والعشرين إلى السادس والعشرين من إبريل 2012. شارك في هذه الندوة، التي عقدت تحت شعار"دور الإعلام في تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي الصيني- العربي"، مسؤولون حكوميون في مجال الإعلام من الصين ومن الدول العربية ومن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، إضافة إلى خبراء في الإعلام والاقتصاد والتجارة وممثلون لشركات صينية وعربية.
في كلمته أمام الندوة، قال السيد قوه شياو يونغ، نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة الصينية للنشر الدولي، إن اختيار "دفع التعاون الإعلامي لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والدول العربية" عنوانا لدورة هذا العام يستدعي إلى الذاكرة البدايات الأولى للتواصل بين الصينيين والعرب. وأضاف: "لقد كانت التجارة المحطة الأولى التي انطلقت منها مسيرةُ العلاقات الصينية- العربية منذ آلاف السنين، كما كان التبادل التجاري أول وسيط إعلامي ربط بين الطرفين. لم تكن قوافلُ التجارة عبر طريقِ الحرير البري وطريقِ البخور البحري تحملُ منتجاتٍ وبضائعَ فحسب، بل كانت تلعب دورا إعلاميا، يؤدي بدوره إلى مزيد من تعزيز التبادل الاقتصادي والتجاري بين الجانبين. ونشير هنا إلى ما كتبه التاجرُ العربي سليمان عن الصين، وإلى رحلات البَحّار الصيني تشنغ خه، التي كانت في مُجْمَلِها رحلاتٍ إعلامية دبلوماسية عززت التبادل التجاري بين الصينيين والعرب." ونوه المسؤول الإعلامي الصيني إلى الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في دفع التبادل التجاري والاقتصادي بين الصين والدول العربية، مشيراً إلى أن مجلة ((الصين اليوم)) كان لها الفضلُ في إلقاء الضوء على المراكز التجارية الصينية- العربية الهامة في كلا الجانبين. كما أكد على دور الإعلام الإلكتروني، وبخاصة المواقع الإلكترونية الصينية المهتمة بالتجارة. وقال إن المجموعة الصينية للنشر الدولي دشنت قبل أكثر من عشر سنوات الطبعة العربية لموقع ((شبكة الصين))، الذي يلعب دورا بالغ الأهمية في متابعة تطورات التبادل التجاري والاقتصادي بين الجانبين الصيني والعربي ويوفر لدوائر الأعمال العربية قاعدة بيانات قيّمة لممارسة التجارة والاستثمار في الصين.
وقدم قوه شياو يونغ اقتراحا من ثلاث نقاط لدفع دور الإعلام في تعزيز التبادل التجاري والاقتصادي الصيني- العربي، وهذه النقاط الثلاث هي، أولا: تنظيم دورات متبادلة في الصين والدول العربية للإعلاميين والمحررين الاقتصاديين في وسائل الإعلام العربية والصينية؛ ثانيا: إنشاء قاعدة بيانات اقتصادية وتجارية حول مجالات التجارة والاستثمار للإعلاميين لدى الجانبين الصيني والعربي؛ ثالثا: التنسيق مع الأجهزة المعنية بالاقتصاد والتجارة والاستثمار في الجانبين لإصدار دليل إعلامي سنوي باللغتين الصينية والعربية يكون متاحا للإعلاميين.
وفي كلمته أمام الندوة، قال د. طارق عبد القادر، رئيس وفد الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في الندوة: "إن الصداقة التقليدية بين الدول العربية والصين تعتبر أساساً للتعاون بينهما، خاصة وأن الطرفين يتمتعان بتجارب للتعاون على الساحة الدولية، وتربطهما العديد من المصالح المشتركة. وقد تحولت التبادلات التجارية بينهما تدريجيا من ممارسة التجارة إلى الاستثمار على أساس المنافع المتبادلة." وأكد عبد القادر على أن الدول العربية حريصة على تعزيز صداقتها وتبادلاتها مع الصين في كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقال السيد على كامل الدباغ، الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية ورئيس وفد بلاده في الندوة: "إذا كان النجاح والتقدم الذي حققه منتدى التعاون العربي- الصيني عبر مسيرته في المجالات المختلفة قد عكسا الأرضية الصلبة التي ترتكز عليها العلاقات التاريخية التي تجمع العالم العربي بجمهورية الصين الشعبية، فإن ذلك يضع مسؤوليات جسيمة على كاهل المؤسسات الإعلامية، وعلى الدور الذي ينبغي أن يقوم به الإعلام في دفع وتوسيع مجالات هذا التعاون المشترك، لتشمل مجالات عديدة أخرى كالاقتصاد والأعمال والاستثمار والثقافة والفنون وتعزيز الصداقة والمجتمع المدني والبيئة والطاقة وغيرها، بهدف بناء منظومة متكاملة أساسها تنوير الرأي العام المتفاهم لخدمة الأمن والاستقرار والتنمية، والتطلع نحو مستقبل أفضل للجانبين." ودعا الدباغ الصين إلى زيادة منح التدريب المقدمة للمؤسسات الإعلامية العربية وتبني نشر الثقافة العربية للشعب الصيني من أجل توسيع دائرة الاهتمام بالقضايا العربية.
وأكدت السيدة هدى المزاريقي، وكيل أول وزارة الإعلام المصرية، ورئيسة وفد مصر في الندوة، على أن العلاقة بين التجارة والإعلام ليست وليدة اللحظة، وإنما تضرب بجذورها في عمق تاريخ العلاقات العربية- الصينية، التي بدأت بالتجارة عبر طرق برية وبحرية ربطت بين الأمتين العظيمتين عندما كانت القوافل تحمل النحاس من مناجمه في شبه جزيرة سيناء وتقطع الطرق عبر بابل وآسيا الوسطى مرورا بالهند ووصولا إلى الصين، وعندما كانت البضائع الصينية تصل إلى مدينة الإسكندرية لتُنقل منها إلى أوروبا ومناطق الجوار الأفريقية. لم تكن تلك القوافل تحمل سلعا تجارية فحسب، وإنما حملت معها ثقافات وعادات وتقاليد ومعارف وأخبارا من وإلى تلك البلدان، فكانت أفضل جهاز إعلامي بين الشعبين العربي والصيني. وقالت: "إن الإعلام له دور هام في تكوين الصورة الذهنية للفرد في كافة المجالات، ومنها التجارة والاستثمار. ومع السيولة والتدفق اللا محدود للمعلومات في الفترة الأخيرة، لابد من إيجاد مصادر معلومات موثوق بها تجنبنا الانزلاق إلى الانسياق وراء مصادرالمعلومات المضللة، عن قصد أو غير قصد. وقد عانينا نحن في مصر، خلال الفترة التي تلت ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، وحتى الآن، من الصورة الإعلامية غير الدقيقة التي تحملها بعض وسائل الإعلام حول الوضع الاقتصادي والأمني لمصر، وهي صورة فيها كثير من المبالغة والتهويل." واقترحت المزاريقي إنشاء موقع إلكتروني عربي- صيني، لتوفير مادة إعلامية صادقة وموثوق بها وحقيقية للأوضاع الاقتصادية والتجارية وظروف الاستثمار في الدول العربية وفي الصين، وإنشاء آلية تبادل للإعلاميين المعنيين بالتجارة والاقتصادي من خلال منتدى التعاون العربي- الصيني وعلى المستوى الثنائي بين كل دولة عربية والصين.
وأكد عبد الله بن صالح السعدي، سفير سلطنة عمان لدى الصين، أن الحضارتين العربية والصينية تتمتعان بتاريخ عريق، وقدمتا عبر العصور إسهامات لا تمحى لتقدم الحضارة الإنسانية. وقال: "الهدف من هذه الندوة هو ترجمة مضامين تلك العلاقة التي ترجع إلى زمن بعيد، عبر واحد من أهم المجالات الإنسانية، وهو الإعلام، كونه أهم الوسائل في مخاطبة المجتمعات الإنسانية." وقال محمد صالح العمري، مساعد المدير العام للشؤون الصحفية في وكالة الأنباء الأردنية (بترا): "في ظل المتغيرات العالمية، وما نشهده من تحالفات وتكتلات إقليمية ودولية باتت ضاغطة ومؤثرة في كل الاتجاهات، فإن ذلك يتطلب من الجانبين العربي والصيني التعاون والتنسيق المستمر بهدف الاستفادة من موجودات الطرفين واستثمارها لتتكامل المصالح المشتركة، وتنعكس بالتالي على الشعوب وتسهم في عملية الاستثمار الفاعل والمنتج وتحارب البطالة والفقر ومعوقات عملية التنمية الشاملة."
وقال زين العابدين بو عشة، رئيس وفد الجزائر في الندوة، إن التطور الكبير للتكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال، ومنها الشبكات العنكبوتية (الإنترنت) مرجعية تعريفية، إذ كلها متاحة في جميع ميادين التعليم والاتصال والتوثيق والنشر والتجارة.
وقال د. عبد العزيز بن صالح بن سلمة، وكيل وزارة الثقافة والإعلام السعودية: "إذا كان الاقتصاد والتجارة بمثابة القاطرة التي تجر وراءها بقية جوانب العلاقات بين الصين والدول العربية، فإن وسائل الإعلام تمثل نقاط الضوء التي تنير طريق هذه القاطرة، وتسهم في تعزيز الفهم لدى شعوبنا بما تم تحقيقه من تقدم في مسيرة تلك العلاقات، كما أنها تضطلع بدور هام في إتاحة الفرصة للمشاركة بالتغطية الإعلامية والرأي والتحليل لنشاطات وفعاليات هذا التعاون الاقتصادي، وتصحيح ما يطرأ على هذا التعاون الاقتصادي من جوانب خلل وقصور من خلال النقد البناء والمسؤول."
وقال د. رضا الكزدغلي، رئيس وفد تونس في الندوة، إن التأكيد على استراتيجية التكوين المكثف للإعلاميين وكل العاملين في الإنتاج الإعلامي، ووضعهم في مناخ من التكوين المستمر الذي تفعله المؤسسات الإعلامية، هو جانب من الحل لدعم دور الإعلام في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية.
وقد أصدرت الندوة بيانا ختاميا أكد على أهمية الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في تعزيز التبادل الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية، وأوصى البيان بأهمية تكثيف التعاون الإعلامي الصيني- العربي لخدمة القضايا المشتركة للجانبين.
((يمكن نشرا الجزء التالي إذا كانت هناك مساحة، أما إذا لا توجد مساحة فلا ننشره))
على هامش الندوة
زار المشاركون في الندوة معرض الصين للواردات والصادرات بمدينة قوانغتشو (كانتون)، ومسجد هوايشنغ (الشوق إلى النبي) بالمدينة التي يؤمها كثير من التجار العرب، وخاصة خلال دورتي الربيع والخريف لمعرض الصين للواردات والصادرات سنويا.
المشاركون الرئيسيون من الجانب الصيني
وانغ تشونغ وي، نائب رئيس مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني؛
قو شياو يونغ، نائب الرئيس التنفيذي للمؤسسة الصينية للنشر الدولي؛
جيانغ وي تشيانغ، مدير إدارة الشؤون العرقية بمكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني؛
وو تشون هوا، منسق ندوة التعاون الصيني- العربي في مجال الإعلام بوزارة الخارجية الصينية؛
لي شياو بينغ، نائب مدير إدارة غربي آسيا وأفريقيا بوزارة التجارة الصينية؛
تساو يين، نائب مدير إدارة التعاون الدولي بالهيئة الصينية العامة للإذاعة والسينما والتلفزيون؛
وانغ جيوي يي، مدير القسم الدولي برابطة الصحفيين لعموم الصين؛
تشن مين، رئيس قسم الاتصالات الدولية بالمجلس الصيني لتنمية التجارة الخارجية؛
تشانغ يونغ، نائب مدير قسم التبادلات الخارجية بصحفية ((الشعب اليومية))؛
هان سونغ، نائب مدير قسم الشؤون الخارجية بوكالة أنباء شينخوا؛
لي تشونغ يانغ، نائب مدير عام القنوات باللغات الأجنبية في محطة التلفزيون الصيني المركزية؛
وانغ قوانغ جيان، مدير مركز البث لمنطقة غربي آسيا وأفريقيا بإذاعة الصين الدولية.
رؤساء الوفود من الجانب العربي
طارق عبد القادر، مدير إدارة الرصد والإنتاح الإعلامي، جامعة الدول العربية؛
محمد صالح العمري، مساعد المدير العام للشؤون الصحفية في وكالة الأنباء الأردنية (بترا)/ الأردن؛
صالح أحمد راشد النعيمي، مدير مكتب المجلس الوطني للإعلام/ الإمارات؛
رضا الكزدغلي، كاتب دولة ومستشار لدى رئيس الحكومة مكلف بالإعلام والاتصال/ تونس؛
فوزية بوحاميدي، مديرة فرعية مكلفة بالتكوين والتعاون في مجال الإعلام بوزارة الإعلام/ الجزائر؛
على برخت، مدير تحرير جريدة ((الأمة))/ جيبوتي؛
عبد العزيز بن صالح بن سلمة، وكيل وزارة الثقافة والإعلام للإعلام الخارجي/ السعودية؛
بدر الدين أحمد إبراهيم، أمين أمانة الإعلام/ السودان؛
على كامل الدباغ، الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية/ العراق؛
سالم بن عوض النجار، نائب رئيس مكتب الإعلام بمحافظة ظفار/ سلطنة عمان؛
تيسير حسين محمد حسين، مدير عام إدارة الإنتاج الإعلامي في وزارة الإعلام/ فلسطين؛
رجب أحمد عبد القادر، مساعد المدير العام للإعلام بوزارة الداخلية والإعلام/ جزر القمر؛
ساير فلاح العنزي، مدير إدارة المكتب الفني/ الكويت؛
لور سليمان، مديرة الوكالة الوطنية للإعلام/ لبنان؛
طارق مفتاح محمد الشيباني، مسؤول بمكتب الإعلام بوزارة الخارجية/ ليبيا،
هدى علي السيد المزاريقي، وكيل أول وزارة الإعلام/ مصر؛
عبد الله لخايا، مدير الدبلوماسية العامة بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون/ المغرب؛
أعمر ولد بوحبيني، مدير التعاون والعلاقات الخارجية بوزارة الاتصال/ موريتانيا؛
إسماعيل محمد المعبري، نائب رئيس الدائرة الإعلامية بوزارة الخارجية/ اليمن.
.