التبت تتحدث عن نفسها
التبت تتحدث عن نفسها
تقع منطقة التبت جنوب غربي هضبة تشينغهاي- التبت وتبلغ مساحتها أكثر من مليون ومائتي ألف كيلومتر مربع، وهي أقل منطقة من ناحية الكثافة السكانية في الصين. عاصمتها، لاسا، مكان مقدس للبوذيين اللاميين إذ يوجد بها قصر بوتالا الذي يرجع تاريخه إلى أكثر من 1300 سنة.
كان النظام الاجتماعي والسياسي في التبت القديمة إقطاعيا، أبرز ملامحه وجود طبقتين؛ ملاك العبيد والعبيد. كانت طبقة ملاك العبيد يمثلون نحو 5 % من سكان التبت. أما العبيد فكانوا يمثلون 95% من سكان التبت. كان حكام التبت القدامى يقيمون المحاكم والسجون العمومية، وكان للرهبان الكبار وأصحاب السلطة سجونهم الخاصة، يمارسون فيها التعذيب بأبشع صوره. كانت حياة العبيد مثل الموت، وأشد سوءاً.
في الثالث والعشرين من مايو سنة 1951 تم تحرير التبت سلميا، وفي سنة 1959، بدأت الحكومة الشعبية تطبيق سياسة الإصلاح الديمقراطي في التبت، وفي سبتمبر سنة 1965 أقيمت رسميا منطقة التبت الذاتية الحكم. ومنذ تلك السنوات تغيرت التبت كثيرا، وتحول أهلها من أقنان لا يملكون من أمر أنفسهم شيئا إلى سادة لأرضهم ومصيرهم. لم يعد التعليم حكرا على فئة قليلة من التبتيين وإنما صار متاحا للجميع، في ظل سياسة "تعميم التعليم" التي تطبقها الحكومة الصينية. لم تعد التبت منطقة نائية معزولة عن العالم، بعد مد خطوط السكك الحديدية والطرق البرية والجوية إليها. صار أبناء التبت يشاركون في صنع سياسة الدولة من خلال ممثليهم في المجلس الوطني لنواب الشعب والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني.
برغم كل ذلك، مازال البعض يتحدثون عن الاضطهاد الديني والعرقي في منطقة التبت وعن طمس الهوية الثقافية للتبتيين، فهل تصدق تلك المزاعم برغم الحقائق الواضحة أمامنا وضوح الشمس في نهار مدينة لاسا؟