التبت الحقيقية
التبت الحقيقية
بدأ اهتمام الغرب والعالم بالتبت بعد نشر رواية "الأفق المفقود" في سنة 1933، للكاتب الأمريكي جيمس هيلتون. والحقيقة أن السيد هيلتون لم يزر التبت، وإنما استوحى روايته من كتابات عالم النبات الأمريكي جوزيف روك الذي عاش في منطقة التبت من عام 1922 إلى عام 1949.
حتى الآن، كثيرون ممن يكتبون عن التبت لم يزوروا التبت، وكثير مما يقال عن التبت مجرد أوهام وخيالات. الجهل بالتبت وظروفها والتغيرات التي شهدتها مازال مستمرا، وتجسد ذلك عندما عادت التبت، مرة أخرى، إلى واجهة المشهد الإعلامي في الفترة الأخيرة مع تناقل وسائل الإعلام المختلفة لحوادث انتحار عدد من الرهبان البوذيين الشبان بإشعال النار في أنفسهم. تسابقت وكالات الأنباء ووسائل الإعلام لبث صور الرهبان البوذيين، وتلقفت القوى الانفصالية لزمرة الدالاي لاما هذه الحوادث للحديث عن الاضطهاد العرقي والديني والانقراض الثقافي في منطقة التبت.
الحقيقة التي ينبغي أن يعلمها الجميع هي أنه لا وجود لأي نوع من الاضطهاد للتبتيين في منطقة التبت أو في مناطق الصين الأخرى. لقد شهدت التبت، منذ تحريرها سلميا في سنة 1951، تنمية غير مسبوقة في تاريخها، فقد بلغ إجمالي الناتج المحلي لمنطقة التبت الذاتية الحكم 583ر60 مليار يوان، بزيادة قدرها 9ر93 ضعفا مقارنةً مع سنة 1959. وتهدف التبت، خلال السنوات الخمس المقبلة، إلى زيادة معدل نمو إجمالي الناتج المحلي لها بأكثر من 12%، وزيادة متوسط الدخل الصافي للفرد من الفلاحين والرعاة بنسبة أكثر من 13% سنويا.
وتحرص الحكومة الصينية على الحفاظ على آثار التبت وحمايتها، فقد أعادت افتتاح أكثر من ألف وسبعمائة معبد بوذي بعد إصلاحها وتجديدها. ومنذ ثمانينات القرن الماضي بلغت تكلفة إصلاح وتجديد قصر بوتالا ومعبد ساجيا ومعبد داتشاو سبعمائة مليون يوان، تحملتها الحكومة المركزية الصينية.
تسعى الصين إلى الحفاظ على ثقافات أقلياتها العرقية، ومنها ثقافة أبناء توجيا الذين ليس لهم لغة مكتوبة وإنما يسجلون تاريخهم وتاريخ قوميتهم اعتمادا على المنسوجات المطرزة، هذا الفن الذي أعادت السيدة ليو داي أه، إحياءه وتطويره في محافظة لونغشان بمقاطعة هونان فكرمتها الدولة واحتفت بها.
الصين التي تعزز التواصل بين أبنائها من مختلف القوميات، تحتضن الدول والمناطق المجاورة لها في منتدى بوآو الآسيوي، الذي يقام سنويا في بلدة صغيرة بمقاطعة هاينان، وكان موضوع دورته لهذا العام، والتي عقدت في أوائل شهر إبريل، هو بحث كيفية حفاظ الاقتصادات الآسيوية على تنميتها المستدامة في ظل عدم اليقين المحيط بالاقتصاد العالمي. وفي أواخر نفس الشهر، كانت مدينة قوانغتشو على موعد مع الدورة الثالثة لمنتدى التعاون الإعلامي بين الصين والدول العربية، والتي كان موضوعها "دفع التعاون الإعلامي لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والدول العربية". شهدت هذه الدورة العديد من الآراء البناءة التي يمكن أن تعزز التعاون الإعلامي الصيني- العربي، فقد اقترح السيد قوه شياو يونغ، نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة الصينية للنشر الدولي، تنظيم دورات متبادلة في الصين والدول العربية للإعلاميين والمحررين الاقتصاديين في وسائل الإعلام العربية والصينية؛ وإنشاء قاعدة بيانات اقتصادية وتجارية حول مجالات التجارة والاستثمار للإعلاميين لدى الجانبين الصيني والعربي؛ وإصدار دليل إعلامي سنوي باللغتين الصينية والعربية يكون مرشدا للإعلاميين الصينيين والعرب أثناء تغطياتهم الإعلامية للنشاطات والفعاليات التجارية والاقتصادية المتبادلة.