"زيارة الصين" حلم يتحق بعد خمس عشرة سنة
صورة جماعية للفائزين مع رئيسة القسم العربي بغذاعة الصين الدولية تشانغ لي (اليسار)
"زيارة الصين"
حلم يتحق بعد خمس عشرة سنة
عبد القادر حسن عبد القادر، مواطن مصري جاوز عمره الخمسين بسبع سنين. عاشق للصين وثقافتها وفنونها وآدابها. السيد عبد القادر، مشارك نشيط في أي فعاليات لها علاقة بالصين تقام داخل أرجاء وطنه. وقد ظلت "زيارة الصين" حلما يراوده منذ خمس عشرة سنة، حتى تحقق الحلم في شهرديسمبر سنة 2011، عندما فاز برحلة إلى الصين في مسابقة معلومات حول الصين نظمتها "إذاعة الصين الدولية" بالتعاون مع جريدة "الوفد" المصرية.
((الصين اليوم)) ذهبت إلى السيد عبد القادر حسن بعد عودته من بكين، وأجرت معه الحوار التالي:
((الصين اليوم)): كيف استقبلت خبر فوزك برحلة إلى الصين؟
عبد القادر حسن: في الحقيقة، كان يوم معرفتي بخبر فوزي برحلة إلى الصينّ شديد الغرابة، فقد كان المطر يسقط بغزارة، والتيار الكهربائي في بيتي منقطعا، وكانت بطارية تليفوني المحمول تحتاج إلى إعادة شحنها. ولكن سبحان الله، رن التليفون في حوالي الساعة العاشرة مساءً، وعلمت بخبر فوزي برحلة سفر إلى الصين. كان أهل بيتي جميعا قد ناموا، فالجحو بارد والكهرباء مقطوعة عن قريتي كلها، ولكنهم سرعان ما استيقظوا جميعا فور سماع خبر فوزي برحلة الصين. استقبلنا كلنا الخبر بكل فرحة وسهرنا يومها حتى الصباح، لدرجة أننا نسينا أن الكهرباء منقطعة وسادت البيت أجواء دافئة ً بفرحة أهل المنزل كلهم. هذا اليوم لا أنساه على الإطلاق أنا وأسرتي لأنه كان خبرا سعيدا لي شخصياً، وقد نهضت وتوضأت وصليت ركعتين شكراً لله ولأهل منزلي عموماً وأهل قريتي الذين عندما علموا في اليوم التالي جاءوا ليهنئونني.
((الصين اليوم)): كيف كانت انطباعاتك عن الصين قبل الزيارة، وكيف رأيتها خلال الزيارة؟
عبد القادر حسن: أنا أستمع إلى إذاعة الصين الدولية منذ خمسة عشر عاماً، وأعرف عنها وعن معالمها الكثير، وسمعت عنها وعن سحرها الخلاب من خلال زملائي في رابطة فرسان العصر للصداقة العربية- الصينية الذين زاروا الصين قبل ذلك أيضا، مما حفزني للاهتمام أكثر ببرامج الإذاعة المختلفة وبمسابقات الإذاعة التي تقيمها منفردة أو بالتعاون مع جهات أخرى، لعل وعسى أن أنال شرف زيارة الصين. وبالفعل حدث ما كنت أتمناه ونلت هذا الشرف العظيم الذي لا يناله سوى المجتهدين.
ولكن صدق من قال: ليس من سمع كم رأى. بالفعل كان ما شهدته غير ما سمعته. منذ أن وطأت قدماي إمطار بكين، دهشت لما رأيت، وكانت دهشتي تداد يوما بعد يوم، كلما زرت مكانا سياحيا أو أثريا هناك.
المزارات السياحية مبهرة للغاية. تسلق سور الصين العظيم، أحد عجائب الدنيا السبع شيء مبهر للغاية، مدينة سوتشو رائعة وبلدة ووشي تفوق الوصف، المركز المالي الدولي بشانغهاي تحفة معمارية عبارة عن بناية من مائة طابق، أرضية وسقف كل طابق من الزجاج. يا الله، ما هذا الجمال! ما هذه التقنيه العالية الجودة!
هذا كله جعلني أستمتع بهذة الرحلة الشيقة التي نسيت فيها برودة الجو ودرجة الحرارة الاقل من الصفر ومشقة السفر من القاهرة إلى بكين.
((الصين اليوم)):ماذا تقول للشباب المصري بعد زيارتك الصين؟
عبد القادر حسن: أقول للشاب المصري الذي تتاح له فرصة السفر إلى الصين، لا تفرط في هذة الفرصة الذهبية لأنك سترى هناك بعينيك ماضي وحاضر ومستقبل الصين، وستستمتع بسياحة الصين كثيراً وستكون في وسط أهل الصين الطيبين الذين يتشابهون كثيرا مع الشعب المصري في العادات والتقاليد، وستحس أنك في وسط أهلك وأحبائك هناك فهنيئاً لك بزيارة الصين.
((الصين اليوم)): يقال إن في السفر سبع فوائد، فماذا استفدت من زيارتك للصين؟
عبد القادر حسن: استفدت الحنين إلى الوطن والأهل، ومعرفة حضارة الصين وثقافتها عن قرب. عرفت معنى وقيمة الصبر، فقد كانت هذه أول مرة أسافر فيها مثل هذه المسافة الطويلة. تعرفت على أصدقاء جدد من الصين ومن الأردن. دخلت ستوديوهات إذاعة الصين الدولية في بكين، وهذا كان شيئا بعيدا كل البعد عن خيالي، ولكنه تحقق. رؤية أحد عجائب الدنيا السبع، وهو سور الصين العظيم، والذي سمعت وقرأت عنه الكثير. تعلمت الاهتمام والدقة في المواعيد.
وقالت كريمة رفعت، التي فازت أيضا بالجائزة الكبرى لمسابقة إذاعة الصين الدولية وسافرت إلى الصين، إن رحلتها للصين كانت حلما، تحول إلى حقيقة من الصعب أن تمر مرورا عابرا في الذاكرة. وأضافت: "رأيت شعبا طيبا جادا في عمله، مستعدا لبذل جهود جبارة من أجل اعلاء شأنه، وشأن بلاده. وقد تعرفت خلال الزيارة على مدينتي بكين العاصمة، وشانغهاى، أكبر مدن جمهوريه الصين الشعبية من حيث عدد السكان. ونظرا لأن شانغهاي قاعدة صناعية شاملة وتتمتع بأكبر الموانئ في الصين، فقد احتلت مكانة هامة في اقتصاد البلاد بصناعاتها الرئيسية؛ التعدين وصناعة الآلات والسفن والكيماويات والإلكترونيات والمقاييس والصناعة الخفيفة والغزل والنسيج. كما تشهد التجارة والأعمال المصرفية وخدمات النقل البحري فيها حركة كبيرة أيضا. شانغهاي دائما متعة للتجول ويمر بها نهر هوانغبو، وهو رافد لنهر اليانغتسي، ثالث أطول أنهار العالم بعد نهر النيل ونهر الأمازون. يعتبر نهر اليانغتسي شريانا رئيسيا للمواصلات النهرية، يربط بين شرقي وغربي البلاد، ويسمى بالمجرى المائي الذهبي. شانغهاي مدينة حديثة، ويتجلى ذلك في هندسة مبانيها، وتزخر بالعديد من المعالم السياحية والثقافية. والمدينة فيها أكثر من 4500 ناطحة سحاب، يبلغ ارتفاع أعلاها 488 متراً."
وقال المهندس أحمد خليل، الفائز بالجائزة الكبرى لإذاعة الصين الدولية والذي سافر إلى الصين: "جمهوريه الصين الشعبية بها ثالث ورابع أعلى ناصحة سحاب في العالم، وهما مركز التجاره الدولي فى هونغ كونغ وبرج المال العالمي في شانغهاي، الذي يبلغ ارتفاعه 492 مترا ويقع في منطقة لوجياتسوي في بودونغ، ويطل على نهر هوانغبو. يتكون البرج من مائة طابق فوق الأرض ويمكنك من الطابق الأخير مشاهدة المدينة الساحرة المبينية بشكل منظم ومتناسق كقطع ألعاب المكعبات.
الطابق الأخير أرضيته زجاجية، بحيث يمكنك المشي عليه ورؤية المدينة من تحت قدميك. لقد انبهرت حقا بتلك الأرضيات. وفي أول الأمر انتابني شيء من الخوف، ثم بعد ذلك قررت السير عليه. حقا إنها متعة أن ترى المدينة تحت قدميك.
وعندما تنظر من أعلى البرج ترى المدينة كاملة ونهر هوانغبو، وهو يشق المدينة ويعبر بمياهه الشفافة بين الأبراج والقصور والمنشآت والحدائق. إنها مدينة الرقي والحداثة، وقد أبهرتني بكل ما فيها."
وتعتبر شانغهاي من أكثر المدن المتطورة من حيث المواصلات براً وبحراً وجواً. حيث يوجد بها أكثر من أربعين شركة طيران صينية وأجنبية، تشغل حوالي 300 خط جوي تبدأ جميعها من شانغهاي. ومن معالمها التي أبهرت بها العالم حديقة "يويوان"، ومعناها حديقة "البهجة"، وتعود إلى القرن السادس عشر الميلادي، وأعيد ترميمها سنة 1956، وهناك حديقة "سحب الخريف الأرجوانية"، وحديقة "هونغكو".