الأثاث الصيني في البيوت المصرية

أشرف عثمان في معرض للأثاث بمدينة قوانغتشو الصينية

الأثاث الصيني في البيوت المصرية
                  محمد الشربيني

تصميمات فريدة متميزة، أشكال مختلفة ذات ألوان مبهرة، تسليم في الموعد. إنه الأثاث الصيني الذي دخل بيوت المصريين في الريف والحضر، وبخاصة بيوت الطبقة فوق المتوسطة.

انتشار ظاهرة بيع الأثاث الصيني في أماكن كثيرة، سواء في القاهرة أو في المحافظات المصرية الأخرى، دفعنا للقيام بجولة في المتاجر التي تستورد هذا الأثاث وتبيعه، دون غيره. يقع معظم هذه المتاجر في الأحياء الراقية بالمدن. في واحد من تلك المتاجر، بنفق الجلاء على نيل القاهرة، التقينا مع السيد أشرف حسن عثمان، صاحب المتجر المكتظ بالأثاث المكتبي والتحف الخشبية ومناضد التلفزيون والطاولات وخزانات الكتب والمكاتب الخشبية ذات الأشكال البديعة والكراسي الخشبية المتعددة الأنواع، ومنها كراسي مزودة بأجهزة تدليك وغيرها من الأنواع ذات مخادع الرأس المختلفة.
قال السيد أشرف عثمان: "ازدهرت تجارة الأثاث الصيني في الأسواق المصرية وأصبح يحظى بثقة المستهلك، وهذه سمة رئيسية للمنتجات التي تجمع بين  الحرفية التقليدية والتكنولوجية من جهة، والخبرة العالمية من جهة أخرى."
وعن أسباب استيراده للأثاث الصيني دون غيره، قال إنه زار كوريا الجنوبية وتركيا بغرض تنويع مصادر بضاعته إلا أنه وجد بغيته في الصين فقط، لأسباب  كثيرة، منها التشطيب الجيد. وأضاف: "متجرنا يتمتع بميزة جيدة، فالبضاعة جاهزة للتسليم فورا. ويتميز المنتج الصيني بقوة تغليفه فهو يتحمل النقل والشحن لمسافات طويلة، مع أن معظم قطع  الأثاث مزودة بقطع من الزجاج."
وقال أشرف عثمان إن متجره يوفر للعميل اختيارات متنوعة، من حيث الأشكال والأسعار، مع إمكانية تسليم البضاعة في نفس يوم زيارة العميل للمعرض. ويتميز الأثاث المكتبي الصيني بالبساطة والأناقة والذوق الرفيع. وتوجد مكاتب للموظفين رباعية أو سداسية الشكل تتيح لأصحاب الشركات توفير أماكن لعدد كبير من الموظفين في أماكن لا تتسع للمكاتب ذات الحجم الكبير، هذا بخلاف توفر كراسي الاسترخاء (شيزلونج) التي ترضي أذواق كثير من المستهلكين. وقال إنه بعد نجاح تجربة استيراد وبيع الأثاث المكتبي الصيني، يقوم حاليا بتجهيز معرض على مساحة كبيرة لعرض الأثاث المنزلي الصيني، بعد أن زار معرض قوانغتشو (كانتون) الصيني في شهر يونيو 2011 ووجد هناك عروض أسعار تناسب كافة الطبقات. وقال إن الصينيين يتميزون بالالتزام بالمواعيد والمواصفات، من حيث نوعية الأخشاب والألوان والجودة والسعر. وقال إنه زار الصين أكثر من عشر مرات لحضور معارض الأثاث في قوانغتشو، التي يوجد فيها عدد كبير من ورش ومعارض الأثاث في منطقة واحدة. ومما يساعد على ذلك وجود رحلة طيران مباشرة بين القاهرة وقوانغتشو ووجود مطاعم تقدم مختلف أنواع المأكولات في قوانغتشو.

وفي أحد فروع المتاجر الكبرى بحي مدينة نصر في القاهرة، التقت مع السيد وائل عماد الدين، مدير الفرع. قال إن شركته لها أحد عشر فرعا في أنحاء مصر، مضيفا أن معظم عملاء شركته هم من عاشوا لفترة خارج مصر، وربما منهم من عرف الأثاث الصيني خلال وجوده بالخارج مما يدفعهم إلى اقتنائه في مصر. وأوضح وائل أن ثمانين في المائة من الأثاث في معرضه أثاث صيني، والباقي مستورد من تركيا والبرازيل والولايات المتحدة الأمريكية. وقال: "نحن نستقبل عامنا العاشر في تجارة الأثاث الصيني المستورد؛ سواء الصالونات أو الأنتريهات أو القطع الصغيرة. والمعرض فيه أيضا غرف النوم الكبيرة والمتوسطة الحجم، بأسعار متفاوتة. والغالبية العظمى من رواد المتجر الجٌدد يفضلون شراء الأثاث الصيني. وهناك ميزة نقدمها للعميل وهي شراء القطع التي يريدها من الغرفة دون الالتزام بشراء كل مشتملاتها. أكثر ما يباع هنا الصالونات والأنتريهات. الأثاث الصيني منافس حقيقي للمنتج المصري، فهو يتمتع بامتيازات عديدة يعرفها العميل، فهو بمثابة قطع أثرية جميلة يتزين بها المنزل المصري."

وعن العمر الافتراضي للأثاث الصيني، قال وائل عماد الدين إن ذلك يعتمد على طريقة استخدامه. وعموما، الأثاث الصيني متين.
داخل المعرض، التقينا مع عميل اسمه خالد عبد الله، قال إنه جاء لشراء أنتريه صيني.
وقالت إحدى السيدات إنها تشتري الأثاث المستورد منذ أكثر من خمسة عشر عاما، ولديها صالون صيني يتميز بالمتانة والصلابة.
وفي أحد متاجر الأثاث المكتبي بمنطقة المهندسين، قال السيد أحمد حسن، وهو صاحب مكتب وساطة للأوراق المالية إنه سيشتري مكتبا رباعيا يتسع لأربعة موظفين، خاصة أن المكان في شركته ليس كبيرا. وقال إن أحد زملائه نصحه بشراء الأثاث الصيني لمتانته.