تبادل خبرات تعليم الصينية في البلدان العربية

جانب من المشاركين في المؤتمر

تبادل خبرات تعليم الصينية في البلدان العربية

أقيم في الثالث من مارس 2012، بجامعة عين شمس المصرية، المؤتمر الدولي الأول لتبادل خبرات تعليم اللغة الصينية في البلدان الناطقة بالعربية. حضر المؤتمر العديد من أساتذة اللغة الصينية في الجامعات المصرية و المراكز الخاصة لتعليم اللغة الصينية. في كلمته بحفل افتتاح المؤتمر، قال سفير الصين لدى مصر سونغ آي قوه: "إن فعاليات هذا المؤتمر وتطوير تعليم اللغة الصينية للمصريين سوف تساعد على مزيد من التواصل المصري الصيني، حيث إن اللغة هي مفتاح التعارف بين الشعوب وثقافتهم وحضارتهم وتاريخهم. وهذا المؤتمر يساعد على تحديد المشاكل التي تواجه أساتذة اللغة الصينية وعرض أرائهم الخاصة في كيفية مواجهة تلك المشاكل."

خلال المؤتمر، تقدم العديد من أساتذة اللغة الصينية المصريين والصينيين بأوراق بحثية، سوف يتم جمعها في مجلد واحد يكون ذا فائدة عامة لدارسي اللغة الصينية وأساتذة اللغة الصينية. في ورقته البحثية تناول الأستاذ الدكتور حسين إبراهيم، أستاذ اللغة الصينية بجامعة عين شمس، الكلمات الصينية الجديدة التي تظهر باستمرار مع تطور الحياة العملية والتكنولوجية في العالم، والتي يحتاج دارسو اللغة الصينية إلى معرفتها، مطالبا بدمجها في المناهج الدراسية لكي تكون المناهج متطورة وحديثة، وهذا يستوجب الكثير من الجهد للإلمام بهذه الكلمات وإضافتها للمناهج العلمية في الجامعات. وتحدثت الدكتورة وانغ تشنغ فو، أستاذة اللغة الصينية بجامعة القاهرة، في ورقتها عن المقاطع الصينية وكيفية تكوينها، مشيرة إلى أن المقطع الصيني يكون شكله غالبا مشابها للشيء الذي يعبر عنه في الحقيقة، مستشهدة في ذلك بالرمز الصيني "" الذي يعني "ينظر"، موضحة أنه يتكون من جزأين، الأعلى يشبه يد الإنسان والأسفل هو جزء من كلمة "عين" باللغة الصينية. و قالت إن المرء عندما يريد أن ينظر إلى شيء فإنه في العادة يضع يده فوق عينيه ليدقق النظر. أما ورقة الدكتور حسنين فهمي، مدرس اللغة الصينية بجامعة عين شمس، فكانت حول السياحة والآثار والمناطق الأثرية في مصر، حيث شرح بعض الآثار مثل تمثال الكاتب في الأسرة الفرعونية الخامسة، وهي من  الصور المعروضة بالمتحف المصري. وقال إن مهنة "الكاتب" كان لها دور في الحياة الفكرية والثقافية في مصر القديمة.

وتضمن المؤتمر حلقات نقاش حول المجالات المختلفة لتدريس اللغة الصينية، شارك فيها أساتذة اللغة الصينية المصريون والصينيون، ومنها حلقة نقاش حول "طرق تدريس اللغة الصينية للأجانب"، التي أدارها كل من دكتور تشانغ ليانغ شي والأستاذة الدكتورة رحاب محمود، رئيسة قسم اللغة الصينية بجامعة القاهرة، والتي قدمت ورقة بحثية حول تعليم اللغة الصينية للأجانب والصعوبات التي تواجه الطلاب الأجانب أثناء دراسة اللغة الصينية وما تتطلبه دراسة اللغة الصينية لتحسين مستوى دارسيها الناطقين بالعربية. كما عقدت حلقة نقاش حول "الدراسات اللغوية"، أدارها  الدكتور تشانغ يوا خوا والدكتورة آسيا أحمد، وحضرتها الأستاذة الدكتورة نينيت نعيم، رئيسة قسم اللغة الصينية بجامعة عين شمس والعديد من معلمي اللغة الصينية في المركز الثقافي الصيني بالقاهرة ومعهد كونفوشيوس بجامعة القاهرة، حيث نوقشت الدراسات اللغوية الخاصة باللغة الصينية مثل القواعد اللغوية والصوتيات. أما الحلقة النقاشية حول "الأدب"، فقد أدارها الدكتور ني تشي جوان والدكتور طارق الفرماوي، وتناولت دراسة الأدب الصيني في الجامعات المصرية وكيفية تدريس الأدب الصيني للأجانب. شارك في هذه الحلقة الدكتور تشو هوا، مدرس اللغة الصينية في جامعة القاهرة، الذي قال إن دراسة الأدب الصيني الكلاسيكي صعبة بالنسبة للأجانب، وطالب بتدريس الأدب الصيني الحديث فقط لأنه أكثر سلاسة. واقترح الدكتور حسن رجب، أستاذ اللغة الصينية في جامعة عين شمس، تدريس الأدب المقارن، حيث أن المقارنة بين الأدباء الصينيين والمصرييين والربط بينهم وبين أعمالهم يسهل على دارسي الأدب الصيني الحصول على كثير من المعلومات و الاحتفاظ بها وعدم نسيانه. وفي الحلقة النقاشية حول "الترجمة"، والتي أدارها الأستاذ الدكتور لي شينغ جيون، رئيس معهد كونفوشيوس بجامعة القاهرة، والأستاذ الدكتور وحيد السعيد، أستاذ اللغة الصينية بجامعة عين شمس، بمشاركة العديد من الأساتذة الصينيين والمصريين و طلاب الماجستير و الدراسات العليا، قدمت الدكتورة ماجدة الصوفي ورقة بحثية حول "التورية" وكيفية ترجمتها في اللغة الصينية، مشيرة إلى أن التورية تستخدم كثيرا في اللغة العربية، فكثير من الكلمات العربية تحمل معنيين؛ ظاهر وخفي، ولابد أن تترجم الكلمة بمعناها الخفي وليس الظاهر أحيانا، ولهذا يجب على المترجم أن يكون أكثر وعيا بالمعاني الخفية للكلمات حسب سياق الجملة التي يترجمها. وقالت إن كلمة "لباس" وردت في القرآن الكريم في عدة آيات بأكثر من معنى: ((ولباسهم فيها حريرا "الحج 23")) وهنا كلمة "لباس" تعني الملابس أي يلبسون الحرير. و((هن لباس لكم وأنتم لباس لهن"البقرة 187"))، وهنا كلمة "لباس" تعني السكن أي هن سكن لكم وأنتم سكن لهن. و((ولباس التقوى ذلك خير"الأعراف  26"))، وهنا كلمة "لباس" تعني لباس التقوى أي الحياء.

في مقابلة خاصة مع ((الصين اليوم))، قالت د. نينيت نعيم، رئيسة المؤتمر، إن هذا المؤتمر حظي بإقبال كبير من أساتذة اللغة الصينية المصريين والصينيين و طلاب الماجستير و الدراسات العليا، مشيرة إلى أنه أول مؤتمر من هذا النوع تنظمه جامعة عين شمس بالتعاون مع المكتب التعليمي بالسفارة الصينية، وقد كان فرصة جيدة جدا لتبادل الخبرات واللقاء بين الأساتذة الصينيين والمصريين. وقالت  د. ماجدة الصوفي إنها سعدت كثيرا بتقديم ورقتها البحثية حول كيفية ترجمة التورية من اللغة العربية إلى الصينية، فقد وجدت مناقشات قوية ومتخصصة في الترجمة من طلبة الدراسات العليا الذين أصبح لهم فكر وآراء مميزة ونظرة ثاقبة لكيفية الترجمة بدرجة عالية من المهنية والدقة. وقال الدكتور حسين إبراهيم، أحد منظمي المؤتمر، إن المؤتمر تم الترتيب له منذ أكثر من شهر، وتشكلت له لجنة منظمة عقدت العديد من الاجتماعات للتحضير له. وقال: إن المناقشات في حلقات النقاش كانت مفيدة ومثمرة. وعن ورقته البحثية قال إنه تناول المفردات الجديدة في اللغة الصينية التي تحتاج دائما إلى تحديث، وأهمية إضافة مواد جديدة للمناهج لمساعدة الطلاب في التعرف على تلك المرادفات الجديدة.

وقال د. وحيد السعيد إن أهم فعاليات المؤتمر كانت حلقات النقاش التي كانت بمثابة "مطبخ" المؤتمر حيث شهدت مناقشات لقضايا واقعية، ومنها الترجمة، حيث وضعنا مجموعة من التوصيات الأساسية تتعلق جميعها بكيفية النهوض بتدريس مادة الترجمة في جامعات ومعاهد مصر.
وأبدت الدكتورة آمال كمال، أستاذة اللغة الصينية بجامعة عين شمس، والدكتور حسن رجب، إعجابهما بحلقة النقاش حول الأدب الصيني، التي شهدت اقتراح الدكتورة جان إبراهيم بتدريس الأدب المقارن ضمن المناهج التعليمية، واقتراح الدكتور حسن رجب بتدريس التاريخ الصيني مع مقارنته بالتاريخ المصري،  والأدب الصيني ومقارنته بالأدب المصري وإقامة ندوات أدبية للتعريف بالأدباء الصينيين.