في تنمية شينجيانغ المواطن أولا!

 

لي قوه ون

       سيكتمل في غرة أكتوبر سنة 2010، مشروع كابوتشي المركزي للمياه لمحافظة ووتشيا التابعة لولاية قزيل صو الذاتية الحكم لقومية القرغيز، بمنطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم الذي يخدم أكثر من عشرين ألف مواطن في ريف وحضر المحافظة. في أول أكتوبر سنة 2008، تم تهجير أفراد اثنتين وخمسين أسرة من قرية سيموهانا في محافظة ووتشيا، إلى بيوت جديدة مقاومة للزلازل، بعد أن نجوا من زلزال بقوة 8ر6 درجات بمقياس رختر تعرضت له قريتهم في الخامس من أكتوبر في تلك السنة. كان آى شان جيانغ، البالغ من العمر اثنتين وخمسين سنة، يسكن في كوخ قديم بمنطقة تيانشان بمدينة أورومتشي، ولكنه يعيش حاليا في بيت جديد، بل وحصل على وظيفة في مصلحة حماية البيئة. شرعت محافظة شوجني في وضع الخطط التمهيدية لتطبيق"الاقتصاد الريفي"، وتعتزم تنفيذ ثلاثة مشروعات لتدبير أكثر من خمسة آلاف فرصة عمل للسكان المحليين وذلك من خلال جذب الاستثمارات للمجمع الصناعي بها.

يحدث ذلك في شمال وجنوب جبل تيانشان بشينجيانغ، حيث تغيرت ظروف حياة الناس من كافة القوميات في المنطقة الذاتية الحكم. ويرى كثيرون أن الاستثمار في مثل هذه المشروعات التي تحقق مصلحة المواطن أكثر جدوى من تشييد البنايات العالية.

جدير بالذكر أنه خلال المنتدى الوطني للعمل الذي عقد في شهر مايو هذه السنة، كانت الإشارات واضحة لاعتبار تحسين ظروف حياة جميع أبناء القوميات نقطة الانطلاق الرئيسية لكافة الأعمال والهدف النهائي لها، استنادا إلى حقيقة أن توحيد قلوب الجماهير وحكمتها وقوتها وتوفير القوة المحركة الدائمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في شينجيانغ لا يمكن أن يتحقق إلا بالمعالجة الناجعة للمشاكل التي تواجه المواطنين في حياتهم.

لقد أضحى تحسين مستوى معيشة المواطن يتصدر أولويات جهود تحقيق التنمية والاستقرار الدائم لمنطقة شينجيانغ. إنه هدف يسعى له المواطنون والكوادر في المنطقة. يقول مدير مكتب الأكفاء المتخصصين بقسم التنظيم والإدارة للمنطقة: "معظم مشروعات دعم شينجيانغ التي تمولها المقاطعات والمناطق الأخرى تهدف بشكل أو بآخر إلى تحسين معيشة أبناء الشعب."

مياه شرب نقية

في محافظة ووتشيا التابعة لولاية قزيل صو الذاتية الحكم لقومية القرغيز، كان السكان حتى وقت قريب يشربون من مياه نهر قريب، بدون معالجة. اليوم، وبفضل مشروع مولته العام الماضي مدينة داليان بمقاطعة لياونينغ، تأتيهم حتى بيوتهم مياه الشرب النقية من الثلوج التي تغطي جبالا تقع على مسافة بضعة كيلومترات. تورهان بك، البالغ من العمر واحدا وأربعين عاما، وأحد المستفيدين من المشروع يقول: "الآن نحصل على الماء بمجرد فتح الحنفية."

الظروف الطبيعية في بعض مناطق شينجيانغ قاسية، وبسبب الجفاف الشديد ظلت مياه الشرب مشكلة مزمنة مستعصية. يقول سونغ شي هاي، نائب مدير المجموعة القيادية لسلامة مياه الشرب الريفية في شينجيانغ: "كان المزارعون والرعاة يشربون المياه من الحفر، الأمر الذي يؤدي إلى إصابتهم بالأمراض المعدية، وغيرها من الأمراض".

 الفلوريد والزرنيخ والأملاح الزائدة والتلوث والأمراض الجرثومية، مشاكل خطيرة تؤثر على صحة مزارعي ورعاة شينجيانغ. هذه المشاكل ومعها مشكلة مياه الشرب ظلت لفترة طويلة عائقا أمام تخلص المناطق المعوزة من الفقر. وبفضل الجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة المركزية وحكومة المنطقة الذاتية الحكم زاد الاستثمار في مشروعات مياه الشرب بالمنطقة، وتحققت إنجازات ملموسة في مسألة المياه والوقاية من الأمراض التي تسببها.

حسب السيد سونغ، تم في المنطقة بناء ألفين وتسعمائة واثنتين وأربعين محطة تنقية مياه، ومد أنابيب مياه طولها سبعة وثمانون ألفا وثمانية وعشرون كيلومترا حتى نهاية سنة 2009، توفر مياه الشرب النقية لثمانية ملايين وسبعة عشر ألف مواطن هناك. وحسب ((خطة تنقية المياه الريفية في شينجيانغ 2010 - 2013)) سيتم توفير مياه الشرب المعالجة الآمنة لأربعمائة وثلاثة وستين مليونا ومائة وسبعين ألف مواطن، وسيرتفع متوسط نصيب الفرد من الاستثمار في مياه الشرب من خمسمائة وستة وخمسين يوانا إلى سبعمائة يوان.

ووتشيا من المحافظات الفقيرة في الصين، ومن معالم فقرها "نهر المياه السوداء" الذي يقع على مسافة بضعة كيلومترات منها ويمدها بالماء. أخذ النهر اسمه من اللون الأسود لمياهه بسبب كثرة المعادن بها. لا تطابق هذه المياه المواصفات القياسية الوطنية حتى بعد عدة عمليات ترسيب لها في خزانات.

يقول لي يي، وهو من سكان المحافظة، إن سُمك التكلسات في أنابيب المياه ببيته كان يصل إلى عشرة سنتمترات.

من أجل تحسين نوعية المياه الصالحة للشرب ومياه الاستخدامات والري، بدأ في شهر يونيو سنة 2008 العمل في مشروع كابوتشي المركزي للمياه باستثمار أربعة وثمانين مليونا ومائتين وثمانين ألف يوان (الدولار الأمريكي يساوي 8ر6 يوانات) من المحافظة. وستكتمل هذا المشروع في أكتوبر السنة الجارية.

يؤكد دوان وانغ بياو، كبير مهندسي مكتب إدارة مشروع كابوتشي، أن نوعية المياه ستتحسن بشكل واضح بعد ترسيبها الطبيعي في مركز المياه ثم معالجتها في محطة المياه، وأن الأمراض ستقل وستتحسن صحة الفلاحين والرعاة بعد أن تصلهم مياه الشرب المطابقة للمواصفات.

يقول أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني في مكتب الري بولاية ييلي الذاتية الحكم لقومية القازاق، واسمه عزت: "الموارد المائية في شمالي شينجيانغ أفضل  مما في جنوبي المنطقة، ولكن مشاكل عديدة بدأت تظهر في السنوات الأخيرة، مثل طول موسم الجفاف وتوسع تأثيره."

أضاف عزت: "إن ولاية ييلي مشكلة مياه الشرب في ولاية ييلي لم تحل نهائيا بعد وما زال بعض المواطنيين يعتمدون على سحب المياه بالجِرار وبالاعتماد على القوة البدنية. يبلغ عدد الفلاحين والرعاة في الولاية مليونا وستمائة وأربعين ألفا، يحصل منهم على مياه الشرب المطابقة للمواصفات تسعمائة وستة وأربعون ألفا وثمانمائة فرد، يمثلون 57% من إجمالي السكان، ومازالت ست قرى وبلدات لا تصلها مياه الحنفية. ولا يستخدم مائتان وعشرون ألفا من ستمائة وتسعين ألف فرد من الفلاحين والرعاة المياه المطابقة للمواصفات. ولا تصل مياه الشرب لمائتين وثمانية وعشرين ألف مواطن بالمنطقة، إلى المستوى المطلوب بسبب الجفاف الموسمي وغيره من المشاكل. ومن المتوقع حل مشكلة مياه الشرب لأكثر من ستمائة وتسعين نسمة من الفلاحين والرعاة بحلول سنة 2013.

إن التحول من شرب مياه الآبار والحفر إلى مياه الحنفية النظيفة يعد تغيرا كبيرا في حياة الفلاحين والرعاة في شينجيانغ.

بيوت تقاوم الزلازل

يقول عادل موسى، البالغ من العمر ستة وعشرين ربيعا ويعيش في قرية سيموهانا: "بدون البيوت المقاومة للزلازل التي شيدت بمعونة حكومية ما كان ممكنا أن أنجو من زلزال 2008، فقد انهارت كثير من البيوت المبنية بالطوب اللبن."

يقع جبل تيانشان شمالي وجنوبي شينجيانغ في منطقة حزام زلزالي، ويعلم الجميع في شينجيانغ أن البنايات المقاومة للزلازل تكون وحدها الآمنة عندما تقع أي هزة أرضية. عندما تعرض مكان قريب من القرية لزلزال قوته 8ر6 درجات على مقياس رختر في الخامس من أكتوبر سنة 2008، صمد أكثر من تسعة آلاف وأربعمائة منزل في محافظة ووتشيا أمام اختبار قاس، ولم يسقط أي منها، ولم تقع خسائر في الأرواح والممتلكات.

يعيش في بلدة جيقن ألفان ومائتان وواحد وثمانون شخصا. يقول نائب رئيسها، قوه يونغ، إنه تم بناء مائة وثمانين بيتا مقاوما للزلازل في بلدة جيقن، منها ستون بيتا أعيد بناؤها في مكان جديد بمساعدة داليان وحملت اسم "قرية داليان الجديدة" باستثناء اثنين وخمسين في قرية سيموهانا.

يشعر تورهان بك، ابن قرية شاتسي الذي جاوز الأربعين بسنة واحدة، بسعادة غامرة في بيته الجديد الذي تبلغ مساحته اثنين وستين مترا مربعا. يقول: "انتقلنا إلى بيوت جديدة بفضل مساعدة الحكومات على مختلف المستويات لنا في بنائها وتزويدها بالمياه والكهرباء. كما قدمت مدينة داليان جهاز تلفزيون لكل بيت. بلغت تكلفة كل بيت به حظيرة مواشي، مثل بيتي، ستين ألف يوان، دفعت منها ثمانية آلاف يوان فقط."

يدرس ولدا تورهان بك، في مدرسة إعدادية تعفي طلابها من رسوم الدراسة وتتحمل الحكومة نفقات إقامة وطعام الطلاب. يصل الدخل السنوي لأسرة تورهان بك من بيع الغنم والصوف ما يقرب من عشرة آلاف يوان. وعلى الرغم من بعض متأخرات أقساط البيت، يشعر تورهان بك بالتفاؤل التام. يقول: " في قريتي عشر عائلات مهنتها هي الرعي، وفي موسم الفراغ من الرعي نذهب للعمل في حاضرة الولاية لكسب المال."

تتعرض ولاية ييليهكتارسك الذاتية الحكم في شمالي شينجيانغ لكوارث الثلوج دائما، فقررت حكومة الولاية تشييد منازل ملائمة، باستخدام أموال مشروعات إعادة الإعمار بعد الكوارث. وهكذا تم حل مشكلة إقامة المنكوبين وإنشاء قرى جديدة وتنفيذ مشروعات أخرى تحقق الاستفادة القصوى من الأموال.

قال تانغ شياو رونغ، رئيس مكتب البناء بولاية ييلي الذاتية الحكم لقومية القازاق: "المعونة لا تكفي وحدها لدعم الفلاحين والرعاة لبناء بيوتهم، ولابد من تدبير أموال من مشروعات أخرى".

وفقا للإحصاء، من سنة 2004 حتى سنة 2009، بلغ إجمالي حجم استثمارات الولاية تسعة وسبعين مليارا وأربعمائة وخمسين مليون يوان، وتم تشييد منازل مقاومة للزلازل لمائتين وستة وستين ألف مواطن.

حاليا، ترى في مناطق الزراعة والرعي في شينجيانغ صفوفا من البيوت بلون واحد تنتشر في وديان وواحات صحراء غوبي، وهي من إنجازات مشاريع تحسين مساكن المواطنين في المنطقة ورفع مستوى حياتهم.

في نهاية عام 2009، بلغ عدد سكان المنطقة الذين انتقلوا للعيش في بيوت مقاومة للزلازل أكثر من تسعة ملايين وثمانمائة ألف نسمة.

صورة جديدة في منطقة الأكواخ

مازال بعض سكان الحضر في شينجيانغ يعيشون في بيوت قديمة مبنية بالطوب اللبن معرضة للانهيار، كما يعيش كثير من الفلاحين والرعاة، خاصة في مدينة أورومتشي، في أكواخ عشوائية.

يقول آرزي كول أحمد، الموظف بمكتب مشروع إصلاح منطقة أكواخ بحي تيانشان بأورومتشي: "سيتم إصلاح بيوت الطوب اللبن القديمة في منطقة الأكواخ بتكلفة ثلاثين مليار يوان خلال خمس سنوات، اعتبارا من سنة 2010. ومن المتوقع أن ينتقل أكثر من مائتي ألف شخص إلى بيوت جديدة كاملة المرافق، ويبدءون حياتهم الجديدة بعد خمس سنوات."

يجري حاليا في منطقة تيانشان، تنفيذ ثمانية مشروعات لإصلاح مناطق أكواخ تغطي تسعمائة وثمانية وثلاثين ألفا ومائتي متر مربع، منها أكواخ على مساحة ستمائة وأحد عشر مترا مربعا ستتم إزالتها.

آنيوار إبراهيم، رئيس دائرة عمل الجبهة المتحدة التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والعضو الدائم للجنة منطقة تيانشان المسؤول عن مشروع إصلاح منطقة الأكواخ، قال إن منطقة الأكواخ تقع في قلب المدينة وهناك بنايات حديثة تشبه ناطحات السحاب تحيط بهذه الأكواخ القديمة، مما يؤثر على تناغم وانسجام حياة المقيمين فيها، ويؤدي إلى ظهور مشاكل اجتماعية مثل القمار والمخدرات، ومن الضروري إصلاح المنطقة التي صارت مثل ورم خبيث يجب استئصاله.

قال آنيوار إبراهيم: "تقدم الحكومة لسكان الأكواخ ثلاثة اختيارات: الأول ، إنشاء تجمعات سكنية في مناطق أخرى، ثم نقل المواطنين إليها. الثاني، تقديم معونات للمواطنين لاستئجار مساكن في أماكن أخرى، حتى يتم إصلاح المنطقة ويمكنهم العودة إليها. الثالث، تعويض المواطنين حسب سعر الأرض. وتجري أعمال التخطيط حاليا بشكل سلس، وقد وصلنا إلى مرحلتي النقل والإزالة."

كان السيد آي شان جيانغ، وهو من أبناء قومية هان، يسكن مع أفراد أسرته الثمانية، في بيت صغير من طابق واحد مساحته تسعة وثمانون مترا مربعا بناه بنفسه دون سند ملكية في منطقة هيجياشان للأكواخ. انتقل الرجل ليقيم مع أسرته في بيت جديد مساحته خمسون مترا مربعا بسند ملكية خاصة، قدمته له الحكومة، إضافة إلى بيت آخر مساحته أربعون مترا مربعا لسكن فقط بلا ملكية.

قال آي شان جيانغ: "البيت الجديد أفضل من القديم لأنه مزود بالماء والكهرباء والغاز، غير أنه صغير نسبيا بسبب كثرة أفراد عائلتي." بيئة التجمعات السكنية الجديدة نظيفة ومرتبة، ومزودة بكافة المرافق بما في ذلك  المياه والكهرباء والاتصالات والتلفزيون الكابلي.

تحصل أسرة آي شان جيانغ على الضمان الاجتماعي للحد الأدنى للمعيشة نظرا لمرض زوجته، كما دبرت له الحكومة عملا في مصلحة حماية البيئة، ويحصل شهريا على راتب ألف وخمسين يوانا.

يقول آنيوار إبراهيم إن بعض البنايات التجارية والمتاجر والمستشفيات ورياض الأطفال وغيرها من المرافق ستقام في التجمع السكني، إضافة إلى العمارات العالية لاستقبال ساكنيها الجدد."

يعتقد الموظف آرزي كول أحمد أن منطقة هيجياشان ستصبح منظرا جديدا بعد ثلاث أو خمس سنوات.

فرص عمل تحقق دخلا أفضل

 

تم تحديد أكثر من مائة وعشرين مشروعا في المجمع الصناعي بمحافظة شوله جنوبي شينجيانغ، توفر أكثر من خمسة آلاف فرصة عمل. بدأ العمل بالمجمع في شهر مارس سنة 2006، بدعم من مدينة دونغينغ في مقاطعة شاندونغ. يقول تسوي تشي يوان، مدير إدارة الاستثمار ومدير لجنة إدارة المجمع: "كل مشروع استثماري يدخل إلى المجمع يوفر من عشرين إلى ثلاثين فرصة عمل، ومن الممكن أن يوفر كل مشروع أكثر من مائة فرصة، بعد مؤتمر العمل المركزي في شينجيانغ."

ومن أجل تلبية احتياجات المصانع من العمالة، تقوم محافظة شوله ببناء قاعدة لتدريب وتطوير المهارات المهنية، خاصة تدريب العاملين للمصانع. يقول تيان خه ده، وهو كادر من مدينة دونغينغ يساعد شينجيانغ ويشغل منصب نائب الأمين العام لمحافظة شوله: "المشروع باعتباره مشروعا شاملا يجمع بين المدارس المهنية وتطوير المهارات، يمكن أن يستوعب ثلاثة آلاف وخمسمائة شخص."

المجمعات الصناعية التي توفر فرص العمل للسكان المحليين، مثل مجمع شوله، ليست كثيرة في جنوبي شينجيانغ. تقول وانغ نينغ، رئيسة أكاديمية الاقتصاد والعلوم  لمنطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم: "لا يمكن حل مشكلة التوظيف إلا بتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة بشكل سريع. ولا يمكن توسيع مجالات التوظيف إذا تأخر نمو الاقتصاد، خاصة الصناعات الخفيفة. ومشكلة التوظيف تؤثر على الاستقرار الاجتماعي."

تطبق محافظة شوله أسلوب" الاقتصاد الريفي" منذ سنة 2008 من أجل زيادة العوائد الزراعية ودخل الفلاحين، وتقدم ثلاثة مشروعات خاصة وفقا لحالة الأرياف في المحافظة.

يعتبر تطبيق "الاقتصاد الريفي" في قرية خاسمة ببلدة بارن نموذجا في المحافظة. تزرع أسرة بادام أتسز الخضروات في صوبة بلاستيكية مساحتها ثلاثمائة وستون مترا مربعا، ولديها حظيرة مواش مساحتها ثمانون مترا مربعا، بالإضافة إلى منزل جديد مقاوم للزلازل، تكلف خمسة وثمانين ألف يوان تقريبا، لم يستطع رب الأسرة دفعها كاملة فقدمت له الحكومة قرضا ميسرا ومعونات مالية قدرها اثنان وثلاثون ألف يوان.

يزرع بادام أتسز في صوبته الطماطم في أكثر من موسم. ومع زيادة دخله من بيع الغنم، يمكن أن يصل دخل أسرته السنوي لعشرة آلاف يوان. هذه "العشرة آلاف يوان" تأتي في إطار ثلاثة مشروعات تهدف إلى تحقيق زيادة قدرها عشرة آلاف يوان لكل أسرة من خلال تعزيز تنمية "الاقتصاد الريفي"، يقوم المشروع الأول على تطوير تربية الشتلات في الصوبة وبناء منطقة لتربية الماشية. أما المشروعان الآخران، حسبما قال تيان تشونغ خه، فهما "زيادة الدخل عشرة آلاف يوان" عن طريق تعديل الهيكل الزراعي، و"زيادة الدخل عشرة آلاف يوان" عن طريق نقل العمالة الريفية.

في سنة 2007، برزت قضية الأسر التي لا يوجد بين أفرادها من يعمل بدخل ثابت أو يواجه أفرادها مشكلة في التوظيف لانخفاض مستوى تعليمهم وضعف مهاراتهم المهنية أو لأسباب أخرى.

وقد أكد تشانغ تشون شيان، أمين لجنة الحزب بمنطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم، في أحد المؤتمرات على ضرورة تسوية مشكلة الأسر التي لا يوجد بين أفرادها من يعمل بدخل ثابت خلال ثلاثة أشهر. وطالب بضرورة حل المشكلة بشكل فعلي في غضون 24 ساعة منذ ظهورها.

التعليم بلغتين والاهتمام بالأطفال

هناك دعوات مستمرة لجميع أبناء القوميات في الصين، بضرورة تعلم لغات بعضهم البعض، مع وضع اللغة الصينية الفصحى على قمة الاهتمامات. أصبح تعلم اللغات أمرا حيويا وضروريا يساعد المواطن في الحصول على فرصة عمل أفضل.

نور بكري، رئيس منطقة شينجيانغ الذي كان مسؤولا عن التعليم لعدة سنوات، أعرب عن اعتقاده بأن أبناء الأقليات في شينجيانغ، باعتبارهم أعضاء في الأسرة الصينية الكبيرة، لايمكنهم الاندماج في الصين والعالم إلا إذا أتقنوا الصينية الفصحى.

في منطقة الأقليات، من المهم أن يتقن الكوادر بعض لغات الأقليات. قال لي شياو شيا، نائب مدير أكاديمية الاقتصاد والعلوم  لمنطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم: "هذا يسهل على الكوادر القيام بالأعمال في مناطق الأقليات."

تشهد الصين إقبالا متزايدا من أبناء الأقليات العرقية على التعليم بلغتين، لغة قومية هان ولغة القومية نفسها، وتزداد الحماسة لاتقان الصينية الفصحى (لغة هان). وإذا كان المثل يقول إن التعلم في الصِغَر كالنقش على الحجر، فإن مرحلة الطفولة هي أفضل وأيسر المراحل للدراسة. حسب الخطة، ستساهم الحكومة المركزية بثلاثة عشر مليارا وتسعمائة مليون يوان، وحكومة شينجيانغ بمائة وثمانية وعشرين مليون يوان لتطوير تعليم أبناء الأقليات بلغتين قبل الالتحاق بالمدارس. وفي الوقت الحاضر، يتلقى أكثر من مائتين وأربعة وستين ألف طفل في شينجيانغ التعليم بلغتين.

تدرس نور زاتي ابنة الخمس سنوات في روضة أطفال للتعليم بلغتين في محافظة شوله، تقرأ نور زاتي وتكتب اسمها وعمرها والعديد من الكلمات البسيطة باللغة الصينية، إضافة إلى قراءة أغاني الأطفال ومعلومات عن الصحة والعمل وأشياء أخرى تدرسها حاليا في الروضة.

يتدرب الأطفال على كرة السلة في الملعب خارج الروضة، وفي حجرة الدرس، يردد بعض الأطفال الأناشيد والبعض الآخر يلعبون، فقد ألفوا هذا الجو اللطيف.

آنا كول هداب، العضو الدائم للجنة الحزب الشيوعي لمحافظة شوله ومدير مكتب الإعلام بها، قال إن عدد الأطفال في روضة التعليم بلغتين 13169 طفلا. وقد تم تعميم التعليم بلغتين للأطفال في جنوبي شينجيانغ أولا.

وتشير التوقعات إلى أن نسبة التحاق الأطفال برياض الأطفال التي تعلم بلغتين ستصل إلى 85% من إجمالي عدد رياض الأطفال في شينجيانغ خلال فترة من ثلاث إلى خمس سنوات قادمة.

سوق في شينجيانغ

في روضة للأطفال