الجيل الجديد من العمال الريفيين

أضواء المدن تخطف أبصارهم

الجيل الجديد من العمال الريفيين

 أضواء المدن تخطف أبصارهم

   

بات من غير الممكن التمييز، اعتمادا على المظهر أو الملبس، بين الشباب الذين يأتون من الريف للعمل بالمدن وبين الشباب من أبناء المدن، فكلهم يتسمون بالأناقة ويحملون الهواتف النقالة ويضعون في آذانهم سماعات الموسيقى، ويأكلون في مطاعم مكدونالدز، ويتجولون في المتاجر والحدائق. لكن الأمر يختلف إذا نظرنا إلى الفئتين من زاوية العمل والسكن والخدمات الطبية والتعليم. القادمون الريفيون، سواء من الشباب أو الكهول أو المسنين، مضطرون بحكم طبيعة أعمالهم وأجورهم وظروف حياتهم الأخرى بالمدن، أن يسكنوا إما في مسكن المصنع في مواقع العمل، أو في مساكن بسيطة يسـتأجرونها بأنفسهم. ويواجهون مشاكل توظيف العمل والتأمين الطبي وضمان الشيخوخة والضمان الاجتماعي وغيرها. وفي الآونة الأخيرة، عادت مشكلة الهيكل المزدوج، التي كانت سائدة وبارزة بين الحضر والريف للظهور مرة أخرى في المناطق الحضرية.

تشير معطيات المصلحة الوطنية للإحصاءات، إلى أنه في نهاية سنة 2009 كان عدد العمال الريفيين في الصين 230 مليونا، منهم 150 مليونا يعملون خارج مواطنهم، و6ر61% منهم تتراوح أعمارهم بين 16 و30 سنة. هؤلاء العمال مورد بشري مهم في الصين، ويعمل معظمهم في القطاعات الإنتاجية والخدمية.

ترى الحكومة الصينية أن الجيل الجديد من العمال الريفيين يمثلون فئة جديدة في المجتمع الحضري تستحق الاهتمام، ولهذا أدرج هذا الموضوع في جدول أعمال الحكومة، لأول مرة، في بداية هذه السنة. ورغم  أن أفراد الجيل الجديد من العمال الريفيين يرغبون في أن يكونوا "العمال الجدد" أو "أهل المدينة الجدد" بل "ذوي الياقات البيضاء"، لكن مازالوا يحملون بطاقات التسجيل المدني الريفية التي لا تسمح لهم بالتمتع بالعديد من خدمات الرعاية الاجتماعية في المدن. في الوقت الحالي، تسعى الحكومة على مختلف المستويات والمؤسسات الاجتماعية لمساعدتهم على الإقامة الدائمة والاستقرار في المناطق الحضرية.