محتويات العدد 8 أغسطس (آب)  2003

بينما كان معظم أهل بكين يلزمون مدينتهم بسبب الالتهاب الرئوي الحاد (السارس)، اختار أكثر من عشرين شابا وفتاة من أبناء العاصمة الصينية أن يغادروا مدينتهم إلى جزيرة تسمى ميدان MEDAN  تقع على مقربة من سومطره بإندونيسيا. الرحلة لم تكن بهدف السياحة وإنما الغوص في مياه هذه الجزيرة الصغيرة النائية التي يرتادها قلة من السائحين؛ فهم يعتبرون الغوض هناك يقربهم من الفردوس .. في غوصهم

المجموعة من أعضاء نادي الغواصين ببكين الذي يضم في عضويته 200 فرد من الجنسين. كانت السفرة متعبة حقا؛ فمن طائرة إلى سفينة إلى سيارة أو أتوبيس. ولكن كل هذا يهون في سبيل اكتشاف مكان للغوص في تلك الأيام التي أغلقت فيها بكين كل متنفس للسباحة والغوص بسبب السارس. قبل فترة السارس كان النادي ينظم مثل هذه الرحلات الخارجية عدة مرات سنويا إلى جانب الرحلات الداخلية،  فقد سافروا إلى  داليان  وتشينغداو ويانتاي كثيرا للتدرب على الغوص في البحر هناك. في غوصهم

الغوص الذي نتحدث عنه هنا ليس مثل غوص السائحين في مدينة سانيا بجزيرة هاينان، حيث يقدم لهم مرشد بعض الإرشادات حول الغوص ويدربهم لمدة نصف ساعة فقط، ثم يجربون الغوص في البحر مع المرشد. الوضع هنا يختلف فكل فرد في هذه المجموعة  يحمل شهادة CUA-CMAS في الغوص، كما أنهم أصحاب أعمال أخرى. في غوصهم

 روح الجماعة في غوصهم

شانغ جيه، وهو شاب من أعضاء النادي قال إن كل الغواصين يحتاجون إلى تبادل فحص التجهيزات مع زملائهم قبل الغوص، وقال أيضا إن الفرد الذي يغوص بمفرده يشعر بالخوف تحت الماء حتى في حوض السباحة. لكن هذا الخوف يتلاشى تماما إذا كان معك ولو زميل واحد. السعادة تتضاعف عندما تجد زميلا يرافقك بل تبادله المسؤولية عن الحياة في بيئة غريبة.  قال مدير النادي تان شياو لونغ: عندما نخرج في رحلة، نطبق نظام AA، النادي هو منظم النشاطات فقط، وليس له أي مصلحة تجارية، وأعضاء النادي ينتمون إلى مختلف الفئات، منهم الأطباء والمحامون ومرشدو مكاتب السفر، كلهم يحاولون تقديم تسهيلات لنشاطاتنا. في غوصهم

سفر الغوص أكثر متعة في غوصهم

تنظيم رحلة الغوص ليس عملية سهلة. هدف الغوص التسلية، وليس المخاطرة بالحياة، الغوص هواية، ولكل مشارك في الرحلة عمله الرسمي، فلا ينبغي أن يؤثر الغوص في أعمالهم. إذا كانت رحلات الغوص تقصد خزانات المياه الكبيرة بضواحي بكين أو السفر إلى هاينان وتشينغداو وداليان وغيرها من المدن داخل الصين تكون برامجها بسيطة نوعا ما، وتنظيمها أسهل، لكن السفر إلى خارج البلاد من الأمور المعقدة. في غوصهم

ليس التعقيد فقط، بل التكاليف كبيرة أيضا. لكن أكبر ميزة أن يذهب أعضاء النادي إلى تلك الأماكن التي قليلا ما يرتادها الناس، فيمكنهم، إلى جانب تجربة مشقة الطائرات والسيارات والسفن، أن يتمتعوا بعادات وتقاليد البلدان الأخرى، فيكفيك أن تبتهج عندما ترى أشعة الشمس والشواطئ الرملية التي نادرا ما تجدها في شواطئ المدن السياحية الكثيفة السكان. مثلا في جزر سملان بتايلاند، بعد أن تغوص في الماء لأكثر من 50 مترا، يراك الذين على السفينة، وأنت أيضا ترى أسفل السفينة بوضوح من الماء. لذلك قررت ألا أضيع أي فرصة للسفر مع قبيلة الغواصين. في غوصهم

أسماك قبيحة‌؟  أيضا نحبها في غوصهم

أقام هؤلاء الغواصون موقعا لهم على الإنترنت ليعرضوا فيه صور رحلاتهم، وأكثر ما يجذب في هذا الموقع تلك الصور الفوتوغرافية التي يلتقطونها في قاع البحر. قالوا لي إن سعادة الغوص هي أنك ترى ما لا يراه الآخرون على البر؛ تراها أنت وزملاؤك، فتشاطرون المتعة وتزداد السعادة. في غوصهم

"هل الغوص في المياه مخاطرة؟ في المياه أنواع كثيرة من الأحياء، قرأت كتابا حول هجوم الأسماك البحرية على الغواصين، وتوجد في البحر الثعابين البحرية والأسماك على شكل الثعبان التي تخاف منها النساء كثيرا." في غوصهم

سألتهم... "من يخاف!" قالوا بفخر، " لا يوجد فرق بين رجل وامرأة من الغواصين، النسبة بين الجنسين متوازنة في نادينا. نحن مثل الكيانات الضخمة في البحار، تخاف منا الأسماك. ولا تصيبنا ولا تهاجمنا حتى  سمك القرش؛ إذا لم نهاجمه طبعا." وقالت فتيات دلالهن غير خاف "لا نخاف! لكن بعض الأسماك شكلها قبيح حقا، والثعبان البحري يبدو مخيفا عندما يفتح فمه الكبير، لكنك تجد أشياء غريبة وجميلة بل ساحرة. عندما اشتركنا في الامتحانات للحصول على شهادة الغوص، تعلمنا بعض المعلومات حول الأحياء في البحر. ولأننا نحب الغوص في البحر لذلك كان ولا يزال لنا اهتمام خاص بها. كل الحيوانات، في البر أو في البحر، لا تبادر بالهجوم على الإنسان إلا إذا أصابها الإنسان أو أزعجها. عندما كنا نتدرب على الغوص، تعلمنا كيف لا نزعجها بل لا نزعج النباتات في البحر أيضا. في غوصهم

أفراد قبيلة الغوص يتفقون على أن هدف الغوص في البحر هو رؤية تلك المناظر والأحياء التي لا يمكننا أن نراها في الأيام العادية، وليس لإزعاجها. في غوصهم

إذن ما الذي يميز قبيلة الغواصين في المدينة عن الآخرين؟ قالوا أولا، إن فهمهم للأسماك أكثر من كل الآخرين. ثانيا، يشعرون بالألفة عندما يرون زي الغوص. ثالثا، لديهم حساسية عالية تجاه كلمة "ضغط الهواء"،لأنه يؤثر في غوصهم. رابعا، فهمهم لكلمة "المتر" أعمق، لأنها ذات علاقة بسعادتهم وحياتهم أيضا. في غوصهم

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

مجتمع يتغير

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.