محتويات العدد 5 مايو (آيار) 2003

ال((تاريخ العلاقات الصين ية العربية))ال

تأليف: قوه ينغ ده

ترجمة: تشانغ جيا مين

(بقية الباب الرابع)

و"يحرم الخمر والموسيقى" و"تقاليدهم أن يصلّوا لـ(Tian) (الله) ويحرموا على أنفسهم الميّتة والدم ولحم الخنزير، ومن عادتهم أن يمسحوا الشعر بزيت السمسم" و"أن يحرموا لحم الخنزير والكلب" و"تقاليد التازيان أن يتعطلوا عن العمل يوم الجمعة" كل هذه الأقوال من دو هوان قد جاءت وصفا دقيقا للتقاليد والمحرمات الإسلامية.المصدر السابق

و"…أن تجري المحاكمة عندهم دون إقحام أقرباء الجاني في القضية"، فهذا يعني أن المحاكمة لا تشرك أهل الجاني وأقرباءه في تبعية الجريمة التي ارتكبها ابنهم أو قريبهم. إن ((مذكرات في ديار الغربة)) قد تناول في بضعة أسطر فقط ما يخص الإسلام من أركان الإيمان والصلاة والصيام والحج وما كان يتبع حينذاك من التقاليد والمبادئ الأخلاقية، ولكن "لم تتناول ذلك أية كتابة أخرى قبله أو بعده بين السجلات التاريخية في عهدي تانغ وسونغ" (1). وذلك يدل على الأهمية البالغة التي يحملها ((مذكرات في ديار الغربة)) في تاريخ العلاقات الصينية العربية. لذلك يمكن القول بأن ظهور هذا الكتاب يعتبر حدثا هاما يستحق الثناء والتقدير.المصدر السابق

وبعد ((مذكرات في ديار الغربة)) صدر ((كتاب تانغ --- سجل داشي)) بطبعتيه القديمة والجديدة و((أحاديث بينغتشو)) بقلم تشو يوى، و((دليل ما وراء الجبال الجنوبية)) بقلم تشو تشيو فى، و((سجل البلدان)) بقلم تشاو رو كوه، و((نوادر الكلام وغرائبه)) بقلم يويه كه، وقد وردت في جميع هذه المؤلفات أحاديث عن أصول الإسلام، ولكن ليس بينها أي كتاب يضاهي ((مذكرات في ديار الغربة)) اتساعا ووضوحا. وبعد ستمائة سنة من ذلك كتب وو جيان في العام التاسع من فترة تشى يوان (1349) مقالة تحت عنوان ((زيارة لمسجد تشينغجينغ))، فقال "إن هذا الدين يرى أن كل شيء يعود إلى (Tian) (الله) الحق الذي لا شريك له، فيقدس المسلمون (Tian) بمنتهى الخشوع، لكنهم لا يتخيلون له صورة فيعبدوها، إنما يصومون شهرا في السنة حيث يستحمون ويبدلون ثيابهم، إضافة إلى أدائهم الصلاة باتجاه الغرب (الكعبة) وتلاوة القرآن كل يوم". أما (Tian) فلا شبه له في السماء المرئية على الإطلاق، فبدا معنى (Tian) في مقالة وو جيان أقرب إلى الصحة منه في عبارة "أما المرء (المسلم) فمهما كانت منزلته يصلّ لـ(Tian) (الله) خمس مرات في اليوم"، وعبارة "تقاليدهم أن يصلّوا لـ(Tian)" وغيرهما من العبارات الواردة في ((مذكرات في ديار الغربة)). وفي نهاية عهد أسرة مينغ ومطلع عهد أسرة تشينغ نشر وانغ داى يوى وتشانغ تشونغ ووو تشون تشى وما تشو وليو تشى وغيرهم من علماء الإسلام أنواعا متعددة من الأعمال في الترجمة والتفسير حيث عرفوا أبناء شعبنا بالإسلام تعريفا ممنهجا ومفصلا، وحينذاك كان قد مضى على صدور ((مذكرات في ديار الغربة)) لدو هوان نحو تسعمائة سنة.المصدر السابق

3- تطور الإسلام في الصينالمصدر السابق

كان لدخول الإسلام إلى الصين وتطوره فيها ارتباط وثيق بالمسلمين الذين هاجروا إلى الصين من أرض التازيان وغيرها من البلاد، وتمسكهم بإيمانهم الصادق في الصين. ومن ثم كان الإسلام لا يفرض نفسه على أبناء الشعب الصيني، ولا يحمل على الكونفوشية، فوقف حكام الصين من الدين الإسلامي والمسلمين موقفا وديا مما أوجد مناخا لتطور الإسلام في هذا البلد العظيم أيضا.المصدر السابق

هجرة المسلمين إلى الصين في عهد أسرة تانغ والمرحلة الأولى لنشر الإسلام في الصين المصدر السابق

كان كثير من المسلمين في عهد أسرة تانغ يسكنون في تشانغآن عاصمة الصين ويانغتشو وكانتون والزيتون وهونغتشو وجزيرة هاينان ومقاطعتي سيتشوان ويوننان وغيرها من الأماكن، وكان معظمهم تجارا. ونورد فيما يلي بعض المعلومات عما سبق ذكره من أحوالهم:

1) اكتشف في عام 1980 من بقايا قبور أسرة تانغ المتواجدة في شوقانغ شمال مدينة يانغتشو أثر إسلامي ذو قيمة عظيمة، وهو زمزمية من الخزف المطلي باللون الأخضر مكتوب عليها "الله أكبر".المصدر السابق

2) في العام الثاني من فترة تشى ده من عهد سو تسونغ (757) آزر الجنود التازيان أسرة تانغ في تهدئة تمرد آن لو شان. وفي العام السابع عشر من فترة تشن يوان من عهد ده تسونغ (801) حدث لدوبيلو أحد القواد الكبار عند وى قاو المفوض العسكري في جياننان غربي سيتشوان أن باغت مركزا محصنا في التبت، "فوقع دا بن أسيرا في يده، واستسلمت له قوات يوى شى كانغ والجنود التازيان والأمير التبتي، وبلغ عددهم عشرين ألف رجل" (2). ومن المرجح أن بعض الرجال التازيان من القوتين السابق ذكرهما قد بقوا في الصين.المصدر السابق

3) وفي عهد أسرة تانغ كان القرصان البحري فنغ رو فانغ المقيم في جزيرة هاينان يهجم كل عام على سفينتين فارسيتين أو ثلاثا، فيستولي على شحناتها ويستعبد من فيها من التجار" (3). والسفن الفارسية هنا يقصد بها تلك السفن التي جاءت من الخليج الفارسي. ومن المفروض أنه كان هناك كثير من المسلمين بين أولئك الفارسيين والتازيان في تلك السفن. وقد وصل أولئك المسلمون الأوائل إلى جزيرة هاينان مختطفين على هذه الصورة. المصدر السابق

4) ذكر الكتاب العربي المروزي في كتابه ((الخواص الطبيعية للحيوانات)) أنه نتيجة للاضطهادات التي تعرضت لها الشيعة في السلوقية هرب عدد من مسلميها إلى الصين، واستقروا في جزيرة وسط نهر عظيم عام 749 (4). وكانت هذه الجزيرة مواجهة لميناء تجاري، فراح هؤلاء المسلمون بعد أن أقاموا في الجزيرة لفترة من الزمن، يعملون تجارا وسطاء بين الصينيين والأجانب. وبالرغم من أننا لم نستطع أن نعثر في مصادر تاريخ الصين على شيء من المعلومات الخاصة بهذا الحدث، إلا أن ذلك يعتبر من الاحتمالات غير المستبعدة تاريخيا.المصدر السابق

كان المسلمون العرب المقيمون في الصين في عهد أسرة تانغ يتمتعون بالحرية الدينية، وكانوا يلجأون إلى القانون للفصل في دعاويهم، ففي كانتون " وكل الحاكم الصيني إلى أحد المسلمين حلّ الخصومات بين المسلمين في هذه المنطقة، وذلك تنفيذا للمرسوم الخاص الصادر عن سلطان الصين. فكلما حلت مناسبة صلى هذا المسلم بجميع إخوانه وألقى فيهم خطبة، ودعا دعاء لسلطانهم. ولم يثر التجار العراقيون اعتراضا على أي حكم أصدره هذا الرجل في حدود صلاحيته، إذ كانت أحكامه متفقة مع العدالة ومع كتاب الله عز وجل وأصول الشريعة الإسلامية" (5). ونتيجة لمعاملة حكومة تانغ المسلمين معاملة حسنة واحترامها لعقيدتهم استوطن الصين عدد غير قليل من المسلمين العرب الذين كانوا يسمون "المقيمين في تانغ"، ويرجح أنهم بنوا الكثير من المساجد التي كانت مراكز لنشاطاتهم الدينية الدائمة في الصين.المصدر السابق

تطور الإسلام في عهد أسرة سونغ وظهور عدد هائل من المساجد المصدر السابق 

جذبت سياسة أسرة سونغ ولا سيما سونغ الجنوبية في التجارة الخارجية عددا كبيرا من المسلمين من دولة داشى إلى الصين لممارسة التجارة، واستوطن كثير منهم في الصين جيلا بعد جيل حتى أطلق عليهم "الأجانب الصينيو المنشأ" و"الأجانب الذين يعيشون في الصين منذ خمسة أجيال". وجدير بالذكر أنه وجدت نساء بين المسلمين القادمين إلى الصين، وأن بعض أهل كانتون كانوا يدعون المرأة الأجنبية (Pusaman) (6). وهي اللفظة المقابلة لـ(Bussurman) التي يرجع أصلها إلى لفظة (Musulman) أي المسلمة.المصدر السابق

وكان أغنى التجار الأجانب الذين قدموا الصين وأعلاهم مكانة وأكثرهم تأثيرا في التجارة الخارجية التجار المسلمين التازيان، إذ كان لهم أحياء سكنية خاصة ومقابر عامة لأمواتهم، وكانوا يعيشون بحرية، محتفظين بكافة العادات والتقاليد الخاصة بهم، و"كانوا في حي الأجانب بكانتون يختلفون عن الصينيين في الملبس ويتفقون معهم في المأكل، غير أنهم ما زالوا يحرمون على أنفسهم لحم الخنزير كما أنهم لا يأكلون من المواشي إلا إذا ذبحوها بأنفسهم" (7). ولممارسة نشاطهم الديني بنوا الكثير من المساجد، أشهرها مسجد هوايشنغ في كانتون ومسجد شنغيو ومسجد تشينغجينغ في الزيتون ومسجد شيانخه في يانغتشو ومسجد هواجيويه في شيآن ومسجد فنغهوانغ في هانغتشو ومسجد نيوجيه في بكين.المصدر السابق

ومسجد هوايشنغ (مسجد الحنين إلى النبي) يسمى أيضا مسجد هوايشنغ قوانغتا (مسجد الحنين عند مئذنة النور) أو مسجد شيتسى (مسجد الأسد)، وقد حكى أنه بني في عهد أسرة تانغ، ويقدر أن زمن بنائه لم يتأخر عن عهد أسرة سونغ. وفي الركن الأمامي الأيسر لهذا المسجد تنتصب مئذنة تدعى مئذنة النور، يبلغ ارتفاعها ستة وثلاثين مترا، وتطل على المدينة برمتها.المصدر السابق

ومسجد شنغيو (مسجد الأصحاب)، ويقع في شارع تونغهواى في جنوب شرقي مدينة الزيتون، وعلى الحائط الخلفي من هذا المسجد عند نهاية الممر المبلط نقوش تدل على أنه بني عام 400 هـ، وهو التاريخ الذي يصادف العام الثاني والثالث من فترة دا تشونغ شيانغفو في عهد الإمبراطور تشن تسونغ من أسرة سونغ الشمالية (10091010). وفي عام 710 هـ (13101311) قام أحمد بن محمد القدسي (؟) الشيرازي بمشروع هندسي لتجديد هذا المسجد وتوسيعه.المصدر السابق

أما مسجد تشينغجينغ (مسجد الخلوة) فمتأخر عن مسجد شنغيو من حيث تاريخ بنائه، إذ بني في جنوبي مدينة الزيتون على يد نجيب مزهر الدين السيرافي في العام الأول من فترة شاو شينغ من عهد أسرة سونغ (1131). وفي العام التاسع من فترة تشى تشنغ في عهد أسرة يوان (1349) تهدم نتيجة الحرب التي دامت إلى أواخر أيام يوان. وحينذاك كان الشيخ برهان الدين يتولى شؤون المسجد بصفته (Shesilian) (8)، وكان إماما واسع الاطلاع ورجلا يجمع بين الكفاءة والفضيلة. وكان يتمتع بصحة جيدة برغم بلوغه المائة والعشرين سنة من العمر. وقد أفاد ((سجل منطقة تشيوانتشو)) أنه عاش مائة واثنتين وأربعين سنة، و"أنه من مواليد (Chazhelimian) في المحيط الهندي، وجاء إلى تشيوانتشو أي الزيتون مع أحد الرسل إلى الصين في فترة هوانغ تشينغ ليقدم الهدايا للإمبراطور، وأقام في شارع بايبو. وكان مسلما، فأبقاه أهل الزيتون إماما بالمسجد الذي أنشئ في شارع شاوشينغ" (9). و(Chazhelimian) هي مدينة كازرون الحالية في إيران. وفترة هوانغ تشينغ تصادف الفترة الواقعة ما بين عام 1312 و1313. وهذا يفيد بأن الرسول الذي جاء الشيخ برهان الدين معه قد أوفدته إلى الصين دولة المنغول الالخانية الواقعة في غربي آسيا. أما برهان الدين هذا فقد ورد ذكره في ((رحلة إبن بطوطة)) بأنه رجل كازروني الأصل وإمام معروف في مدينة الزيتون، وله زاوية خارج المدينة لا تقام فيها صلاة الجمعة (10).المصدر السابق

ومسجد شيانخه (مسجد الكركي)، ويقع في شارع البوابة الجنوبية بمدينة يانغتشو اليوم. وقد بني في العام الأول من فترة ده يو في عهد أسرة سونغ (1275) على يد بهاء الدين الذي ينحدر من المناطق الغربية، وأعيد بناؤه في العام الثالث والعشرين من فترة هونغ وو (1380) على يد رجل اسمه حسن. وفي العام الثاني من فترة جيا جينغ (1523) أعاد بناءه التاجر ما تسونغ داو والإمام أمين.المصدر السابق

ومسجد هواجيويه، ويقع في زقاق هواجيويه في مدينة شيآن، ويسمى الجامع الشرقي أو الجامع الإسلامي أيضا، وقد بني في عهد سونغ، ثم أقيمت له أعمال توسعية في عهود يوان ومينغ وتشينغ حتى يشهد أبعادها الآن، ونقش النصب الذي أقيم فيه يفيد أنه قد سبق له أطلق عليه اسم "دار الصلاة" (أي المصلَّى) أول ما بني في سونغ، ثم تبدل اسمه بـ"مسجد تشينغشيو" (مسجد الاختلاء بالتعبد) بعد ما أعيد بناؤه في فترة وان لى من عهد مينغ، ومبانيه بما فيها مبنى المسجد ذاته وجوسق العنقاء ومبنى الخلوة ومبنى تشيشيو والمبنى الخماسي كلها تقع على خط المحور من موقع المسجد باتجاه الجنوب بلا استثناء، فتشكل زخرفة هندسية جميلة. ومبنى تشيشيو هو ما تم تشييده بأمر من مؤسس أسرة مينغ الإمبراطور تاى تسو، وهو يشتهر بما فيه من ((نصب الهلال)) الذي عليه نقوش تتناول الظواهر الفلكية.المصدر السابق

ومسجد فنغهوانغ (مسجد العنقاء)، ويقع في جنوب حي ونجينغفانغ، ويصل بين بوابة المسجد وشارع صون يات صن طريق مباشر. ولهذا المسجد أسماء أخرى مثل (Libaisi) أي المسجد، و(Zhenjiaosi) أي مسجد الدين الحق، وقاعة هوى هوى، وقد بدأ يدعى مسجد فنغهوانغ في أواخر عهد أسرة تشينغ، أما تاريخ إنشائه فقد اختلفت فيه الآراء، لكن على الغالب أنه أنشئ في عهد أسرة سونغ. ومباني هذا المسجد جميلة، ومئذنته التي تدعى (Wangyuelou) (مرصاد الهلال)، تطل على مدينة هانغتشو من جميع أطرافها. وكان في هذا المسجد أنصاب من مختلف العهود، لكن معظمها اندثر. والنصب الذي تم إنشاؤه في العام السادس من فترة هونغ تشى في عهد أسرة مينغ (1493) يعتبر أقدم أنصابها المتبقية التي تحمل نقوشا عربية أو فارسية أو أردية، وقد نقش عليه أن علاء الدين القادم من المناطق الغربية بنى هذا المسجد في العام الأول من فترة تشى يوان في عهد أسرة يوان (1264) (11).المصدر السابق

ق  (البقية في العدد القادم)  ا         

ملاحظات:المصدر السابق

(1) اقتباس من مقالة باللغة الصينية لباى شو يى تحت عنوان ((حديث في حملة طرّاز وأقدم المعلومات حول الإسلام))، راجع عمل باى شو يى تحت عنوان ((مخطوطات تاريخ الإسلام في الصين))، دار الشعب للنشر بنينغشيا، ينتشوان، 1982.المصدر السابق

(2) ((كتاب تانغ الجديد سجلات البلدان الجنوبية)).المصدر السابق

(3) ((الحملة الشرقية في فترة دا خه من عهد أسرة تانغ))، ص 68.المصدر السابق

(4) نقلا عن ((ملاحة العرب في المحيط الهندي في العصور القديمة وأوائل العصور الوسطي))، ص 63. المصدر السابق        

(5) ((أخبار الصين والهند))، الطبعة الصينية، ص 7.المصدر السابق

(6) ((أحاديث بينغتشو))، جـ 2.المصدر السابق

(7) نفس المصدر السابق.المصدر السابق

(8) (Shesilian) لفظة مقابلة للفظة "شيخ الإسلام"، أي إمام المسلمين.المصدر السابق

(9) ((سجل منطقة تشيوانتشو))، طبعة تشيان لونغ، جـ 75 ، ((استدراكات))، مادة الشيخ برهان الدين.

(10) ((رحلة إبن بطوطة))، جـ 2، ص 253.المصدر السابق

(11) نقلا عن تشانغ بى لون: ((مسجد فنغهوانغ))، المنشورة في ((المسلمون في الصين))، عام 1982، عدد 2. المصدر السابق

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

كلنا شرق
Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.