مر
الذي
من يتحكم في مصير العراق ؟ الأمر
الذي
 |
 |
 |
ما
زال العراقيون يبتسمون برغم كل شيء
|
أطفال
العراق يلعبون بكرة القدم في الظروف الصعبة |
صورة
لصدام حسين بعد القبض عليه في أحد شوارع بغداد |
وانغ
جينغ ليه.. باحث بمعهد غربي آسيا وأفريقيا بالأكاديمية
الصينية للعلوم الاجتماعية الأمر
الذي
أعلنت
القوات الأمريكية في الرابع عشر من ديسمبر العام الماضي
إلقاء القبض على صدام حسين، فيما اعتبر نهاية عصر صدام،
ولكن هل هذا يضع نهاية للضربات التي تتعرض لها القوات
الأمريكية في العراق؟ وهل ستنقل القوات الأمريكية السلطة
لشعب العراق في أسرع وقت ممكن؟ الأمر
الذي
إن
مستقبل العراق مشحون بالتغيرات، فالأكراد يريدون
"درجة عالية من الحكم الذاتي"، والشيعة يقيمون
"حكومة جديدة" في جنوب العراق، فماذا ينتظر
مستقبل هذا البلد؟ إن هذا يعتمد على أربعة تناقضات
رئيسية وخطر كامن. الأمر
الذي
الأمر
الذي -- التناقض القومي
الأمريكي العراقي المتزايد الأمر
الذي
قبل
حرب العراق، قررت الولايات المتحدة أن تتولى مجموعة على
رأسها الجنرال المتقاعد غاي غارنر شؤون العراق بعد الحرب،
ثم جاءت بول بريمر ليكون مسؤولا عن شؤون العراق في ظل
المأزق الحرج. غير أن تغيير "القائد" لم يخفف
التناقض بين قوة الاحتلال الأمريكية والعراق المحتل. بدون
حل هذا التناقض سيصاب جورج بوش بجروح نجلاء إذا أدار شؤون
العراق بنفسه في العراق. لا أحد ينكر أن الولايات المتحدة
حققت انتصارا عسكريا في الحرب على العراق، بينما يرى العالم
عزلتها السياسية وورطتها بعد الحرب. لا يقبل شعب العراق
ذو الحضارة الباهرة والتاريخ العريق بل لا يمكنه أن يقبل
حكما واستبدادا أمريكيا. منذ انتهاء حرب العراق، لم تتوقف
الهجمات ضد القوات الأمريكية في العراق، بل إنها في تزايد.
حيث يقترب عدد القتلى من القوات الأمريكية من خمسمائة،
ويقترب عدد الجرحى من ثمانية آلاف، وتجاوز عدد القتلى
منهم بعد انتهاء الحرب عدد القتلى أثناء الحرب. تجاه مقاومة
شعب العراق، تشن القوات الأمريكية أنواعا مختلفة من عمليات
الضرب والقمع مثل "عقرب الصحراء" و"أم
الجرس الصحراوية" و"عملية المضرب الحديدي"
و"زوبعة سينينسيس"، لا تستخدم فيها الدبابات
والطائرات المقاتلة المتقدمة فقط ، بل القنابل الموجهة
بالقمر الصناعي التي يزن كل منها 2000 رطل. لكن تعرض القوات
الأمريكية للهجوم لا يقل بل يزداد مع توسع نطاقه، الأمر
الذي يدل على اشتداد التناقض القومي بين الولايات المتحدة
والعراق، واحتمال زيادة تعرض القوات الأمريكية لكثير من
الهجمات في المستقبل.
الأمر
الذي --
التناقضات بين القوى العراقية الأمر
الذي
توجد
في العراق أربع قوى رئيسية حاليا، هي: المسلمون السنة،
والمسلمون الشيعة، الأكراد، وبقايا نظام صدام حسين وحزب
البعث. والتنظيمات السياسة الرئيسية هي: المؤتمر الوطني
العراقي، المجلس الأعلى للثورة الإسلامية العراقية، الاتحاد
الوطني الكردستاني، الحزب الديمقراطي الكردستاني، الملكية
الدستورية العراقية، وحركة الوفاق الوطني العراقي،
حركة
الدعوة الإسلامية، حركة عراق المستقل الخ. تكوين هذه التنظيمات
السياسية معقد، فهي تشمل الأصوليين الإسلاميين والبعثيين
والليبراليين والديمقراطيين والموالين لإيران وسورية ودعاة
الملكية.
رغم
اعتقال القوات الأمريكية صدام حسين، ليس من الممكن تصفية
بقايا نظام صدام وحزب البعث في فترة قصيرة. لا يزال بعض مسؤولي نظام صدام حسين الكبار
الذين على قائمة المطلوبين لا يعرف أين هم حاليا. لقد
حكم البعث العراق أكثر من ثلاثين عاما، وأسس منظومة نظرية
أيديولوجية، وانتشرت أجهزته ومنظماته في الأجهزة الحكومية
على مختلف المستويات والقاعدة الاجتماعية، وتجاوز عدد
أعضائه 5ر1 مليون. كما أنه أسس "ثقافة البعث"
التي تتخذ الثقافة العربية الإسلامية قاعدة لها في مجال
الثقافة الاجتماعية. فإذا استطاعت الولايات المتحدة أن
تقضي على نظام البعث فإنها لا تستطيع في فترة قصيرة أن
تمحو "ثقافة البعث" التي ترسبت في المجتمع العراقي.
وحيث أن نظام صدام أسقط بقوة خارجية، مما سبب فراغا في
السلطة، فإن كافة القوى بالعراق قد نشطت. وعلينا أن نشير
هنا إلى أنه من الصعب تجنب "الصراع بين النمور والتنانين"
في تقاسم السلطة في المستقبل، لكن كل هذه القوى تعارض
بدون استثناء السيطرة الأمريكية على العراق.
إلى
جانب ذلك هناك قوى معارضة دخلت العراق من خارج حدوده،
منها القوى المعارضة للولايات المتحدة التي تكن مشاعر
قومية ودينية قوية، وبقية قوة تنظيم القاعدة، لا يمكن
إهمال تأثيرها في وضع العراق.
الأمر
الذي -- التناقض حول
إعمار العراق الأمر
الذي
إعمار
العراق يواجه تحديات قاسية سواء في الإعمار سياسيا أو
اقتصاديا.
فيما
يتعلق بالإعمار سياسيا، تحاول الولايات المتحدة إقامة نظام موالي لها،
لترويج القيم الأمريكية والأيديولوجية الأمريكية، ولإصلاح
العراق حتى يصبح نموذجا يمثل القيم الأمريكية في الشرق
الأوسط. بينما الشعب العراقي يرفض أي سلطة موالية لأمريكا،
إذن إلى من يسلم الأمريكيون السلطة؟ هم يرفضون
أن يسيطر الشيعة على العراق (لأن ذلك يعزز النفوذ الإيراني)،
ولا يثقون بالسنة (نظرا للعلاقات القديمة مع نظام صدام).
في ظل هذه الظروف الأرجح أن تنقل أمريكا السلطة
المحدودة إلى"حكومة مشتركة" ضعيفة تمثل مختلف
القوى، مع مواصلة احتفاظها بوجودها العسكري في العراق.
فيما يتعلق بإصلاح العراق، يمكن للولايات المتحدة الأمريكية
أن تطيح بنظام صدام بسهولة، ولن لا يمكنها أن تصلح حضارة.
فيما
يتعلق بإعادة الإعمار اقتصاديا، العراق الذي عانى من الحصار أكثر من عشر سنوات
بعد حرب الخليج يحتاج نهضة شاملة منذ سنوات طويلة، وقد
أضافت الحرب جروحا جديدة لجسد العراق الدامي، فقد دمرت
تقريبا كل مرافق البنية الأساسية المدنية والمرافق الطبية
وغيرها، ومن هنا فإن العراقي الذي عانى ويلات الحرب يتطلع
إلى سرعة الإعمار ونهوض العراق لينعم بالحياة المستقرة
في بيته. إن الولايات المتحدة عندما شنت الحرب لم تكن
تستهدف تحقيق مصالحها النفطية والتجارية فحسب وإنما مصالحها
الجيوبولوتيكية، وهو الأمر الذي يشكل التناقض والنزاع
الأساسي بين الحكومة الأمريكية والشعب العراقي فيما يتعلق
بإعمار العراق. لقد وضعت الولايات المتحدة قبل
انتهاء حرب العراق خطة للتحكم في تصدير بترول العراق والدخل
منه، ومنحت شركات المقاولات الأمريكية الجزء الأكبر من"كعكة"
الإعمار منذ فترة طويلة.
الأمر
الذي --
التناقض بين الدول الكبرى الرئيسية والولايات المتحدة
الأمر
الذي
شنت
أمريكا الحرب بحجة امتلاك العراق أسلحة دمار شامل بيولوجية
وكيماوية، بدون تفويض من الأمم المتحدة، لذلك لم تكن حربا
عادلة أو مشروعة. قبل اندلاع الحرب، شهد العالم كله بما
فيه الولايات المتحدة عديدا من المظاهرات الضخمة
لمعارضة الحرب. لقد أنفقت الولايات المتحدة كل حيلها قبل
الحرب في محاولة لحصول على دعم الأمم المتحدة. لكن الدول
الكبرى الرئيسية لم تستجب لرغبتها، ولم تعطها الأمم المتحدة
الضوء الأخضر. وقرار الأمم المتحدة حول إعمار العراق الذي
أجيز في 16 أكتوبر، يحتوي على عناصر الصراع بين الدول
الكبرى وتوصلها إلى الاتفاق، والتعاطف الإنساني مع مصير
الشعب العراقي الذي يرثى له، لكنه لم يعترف بشرعية حرب
العراق لاحقا. اختلافا عن حرب الخليج عام 1991، الحرب
التي شنتها أمريكا ضد العراق لم تكن فقط منعزلة سياسيا،
بل كانت "حلف المتطوعين" الذي نظمته اسميا أيضا،
لأن بريطانيا فقط هي التي شاركتها في الحرب. ولا تزال
روسيا وفرنسا وألمانيا وغيرها من الدول الكبرى ترفض إرسال
قوات إلى العراق. شن الحرب وإعادة الإعمار بعد الحرب يعكسان
التناقض الخطير بين الولايات المتحدة والدول الكبرى الأخرى
والأمم المتحدة من حيث الدعاية لنزعة "الانفرادية"
و"حماية آلية الأمن الجماعي" وحماية مبادئ العلاقات
الدولية. اليوم لا يزال التناقض بين الدول الكبرى الرئيسية
والأمم المتحدة وبين الولايات المتحدة حول مسألة
العراق كما هو، الأمر الذي سيؤثر في مستقبل العراق
بلا ريب.الأمر الذي
الأمر
الذي -- خطر تقسيم العراق
الأمر الذي
يواجه
العراق بعد الحرب عديدا من التناقضات وعدم اليقين، ولعل
أخطرها هو "بلقنة العراق"، أي خطر تقسيم العراق.
تعداد سكان العراق نحو 23 مليونا، معظمهم مسلمون، 5ر53%
منهم شيعة، والباقون سنة. ومنذ فترة طويلة، توجد في العراق
ثلاث قوى سياسية رئيسية هي الأكراد (نحو 6ر21%) والمسلمون
الشيعة والمسلمون السنة. بعد استقلال العراق، تولى السنة
السلطة وأبعد الشيعة، أما الأكراد، الذين يتصفون بالإقدام
ولهم تاريخ حضاري عريق فقد ناضلوا في سبيل تحقيق مزيد
من الحكم الذاتي. بعد ولادة جمهورية العراق كان الصراع
بين هذه القوى السياسية الثلاث مشكلة كبيرة واجهها تضامن
البلاد. بعد حرب الخليج ولمزيد من إضعاف نظام صدام، أقامت
الولايات المتحدة وبريطانيا "منطقة أمنية" لحماية
الأكراد في شمال العراق، وأقامتا "منطقة الحظر"
في جنوب العراق، فضعفت سلطة الحكومة المركزية لمدة طويلة
بينما ازدادت قوة الأكراد والشيعة بدرجات متفاوتة. بعد
الإطاحة بنظام صدام، تشكلت واقعيا ثلاث مناطق سلطة للقوى
الثلاث في شمال العراق ووسطه وجنوبه. تاريخيا كان الاستعمار
يرسم الحدود، ثم اصطنع كثيرا من المشاكل عند انسحابه مجبرا
من الشرق الأوسط؛ مثل مشكلة الأكراد ومشكلة لبنان الخ،
ولم يكن أمام الدول التي استقلت إلا أن تقبل آسفة "التراث
الاستعماري"، فوقعت في نزاعات وصراعات لا نهاية لها.
في المستقبل إذا لم تستطع الولايات المتحدة السيطرة على
العراق، هناك احتمالات كبيرة أن تقسم العراق، ربما ليس
تقسيما صريحا وإنما مقنع (جعل العراق اتحادا
سياسيا مفككا) وهذا يعني مصيبة كامنة للاستقرار السياسي
في المستقبل ، الأمر الذي سيزيد وضع الشرق الأوسط تعقيدا
واضطرابا. الأمر الذي