محتويات العدد 2 فبراير (شباط) 2004
الذين تتراو عندما يشرب الصينيون القهوة!الذين تتراو

مارك غودفري

 

شاربو القهوة في الصين يحملون على أكتافهم الكثير من التوقعات، فالقهوة هي آخر منتج تدفعه الشركات الدولية والمشروعات المشتركة إلى المستهلك الصيني. القهوة في السوق الدولية تحتل المركز الثاني بعد زيت الطعام، من حيث القيمة النقدية، غير أن مزارعي البن عاشوا أوقاتا صعبة مؤخرا بعد أن أدت زيادة المنتج في السوق الدولية إلى انخفاض الأسعار برقم قياسي. ولكن الأسعار التي هبطت إلى القاع لم تنتقل إلى خبراء القهوة في بكين. الأسعار بقيت ثابتة، بل  زادت في  العديد من المتاجر. الذين تتراو    

من غير المعرف أن الصين تنتج القهوة، وهو الذي يفترض أن يكون منطقيا باعتبار الجو الحار في جنوب وشرق هذه البلاد الشاسعة. فيتنام المجاورة للصين أصبحت ثاني أكبر منتج للبن في العالم بعد البرازيل، ويلوم كثيرون الدولة الواقعة في جنوب شرقي آسيا على أنها تغرق السوق وتقلل الأسعار. معظم حقول البن في الصين موجودة في مقاطعة يوننان، على حدود فيتنام. الذين تتراو    

افتتح أول مصنع للقهوة في الصين بشانغهاي عام 1935. وحتى ثمانينات القرن العشرين لم يكن الصينيون قد تذوقوا القهوة المعبأة، التي تحمل العلامة التجارية لشركة كرافت فوودز ماكسويل هاوس. حاليا فقدت ماكسويل هاوس احتكارها وسيطرتها في الصين لصالح نستله، التي تنتجها أكبر شركة للأغذية في العالم، نستله السويسرية العملاقة. وكلا الشركتين تنتجان القهوة في يوننان. في عام 2002 حققت مبيعات القهوة في الصين 90 مليار دولار أمريكي، ولكن الصين تمثل أكثر قليلا من واحد بالمائة من الاستهلاك العالمي للقهوة. تجار القهوة لديهم أمل كبير، فالمبيعات تقفز من خمسين إلى مائة بالمائة سنويا. الذين تتراو    

إن جعل الصينيين يحتسون القهوة لن يكون سهلا في أرض غرست فنون شرب الشاي. ولكن شباب الصين والطبقة الوسطى في المناطق الحضرية قد أغريت.  في مدرسة متوسطة زارها المراسل بمقاطعة فوجيان، جنوبي الصين، الطلاب يأخذون معهم إلى المدرسة أكياس القهوة السريعة التجهيز. معظم القهوة السريعة التجهيز تباع في الصين معبأة  كمشروب جاهز للاستخدام، مع إضافة الحليب  والسكر. والمحليون يشربون القهوة محلاة بالسكر، وهذا يساعد الصغار في فوجيان على شرب فنجان قهوة في المتوسط يوميا. هؤلاء التلاميذ هم أطفال الطلع الأول للمتخصصين العاملين في الشركات وقد تذوقوا القهوة من خلال ذهابهم إلى المقاهي برفقة الآباء. الذين تتراو    

مقاطعة قوانغدونغ المجاورة لفوجيان مفتوحة أكثر من معظم المناطق الصينية على التأثيرات الغربية. شاربو القهوة في شنتشن، التي هي الدينامو الصناعي للمقاطعة، لديهم  أكثر من عشرة أنواع من القهوة يختارون من بينها. سلسلة مقاهي كوزمو، الأقل شهرة جاءت عبر الحدود من هونغ كونغ لتنافس سلسلة مقاهي ستاربكس الأمريكية. الشركة تسوق نفسها على أنها  مقهى ذات توجه صحي، فتقدم العصائر والأكلات الخفيفة الصحية مع تشكيلة كبيرة من القهوة.  ولكن كوزمو في أسعارها وأنواع قهوتها مشابهة لمنافستها ستاربكس، التي فتحت إلى الآن منفذا واحدا في المدينة. الذين تتراو    

 وتخطط السلسلة الأمريكية العملاقة  للكثير ولكنها تتحرك بحذر لتكرر النجاح الذي حققته في بكين وشانغهاي. وفقا لمدير ستاربكس الإقليمي، تايغر لي، سر نجاح الشركة التي مقرها سياتل الأمريكية، في الصين هو البيئة التي تقدمها. يقول لي "ستاربكس تخلق تجربة فريدة  لا يمكن محاكاتها. لقد حاول كثيرون تقليدها ولكنهم فشلوا جميعا. نحن نركز على  المناطق التجارية المزدهرة مثل البنايات الإدارية، مولات التسوق والمواقع السياحية المشهورة. نحن نختار الأحياء التجارية المتقدمة، مراكز التسوق والأماكن السياحية." الذين تتراو    

يوجد حاليا 40 منفذا لستاربكس في بكين، المدينة التي يعيش فيها أكثر من 14 مليون نسمة. في سياتل، موطن ستاربكس، الشركة لها أكثر من 400 منفذ تتصارع مع  ما يزيد على 100  من المقاهي الأخرى في مدينة يسكنها مليونان فقط. يقول لي "من حيث عدد السكان، السوق في بكين شاسعة، ولكن إذا نحسب متوسط عدد فناجين القهوة التي يشربها الفرد كل يوم، السوق في بكين أصغر كثيرا من سياتل." الذين تتراو    

يقول لي إنه عند اختيار أماكن المقاهي "نحن ننظر إلى عدد من يمكن أن يصبحوا زبائن لنا، على سبيل المثال اخترنا أن نفتتح منفذنا الرئيسي في حي شونيي، القليل الكثافة السكانية إلى حد ما.  فقط آلاف قليلة من الناس يترددون على هذه المنطقة، ولكن كل واحد منهم زبون محتمل. هذا لا يقارن مع  حشود الناس في تشيانمن، ولكن ربما ألف أو ألفان فقط من هذه الآلاف  يشربون القهوة. الذين تتراو    

الأسعار تحجم  زيادة عدد شاربي القهوة في بكين؛ فمعظم البكينيين لا يستطيعون دفع 12 يوانا (5ر1 دولار أمريكي)، ثمنا لأرخص فنجان قهوة في ستاربكس. يقول تشن يوان يوان، وهو مدرس ثانوي " أذهب إلى ستاربكس مرة واحدة على الأكثر في الشهر. الجو هناك خاص جدا ولكنني غير معتاد على شرب القهوة، وأعتقد أن الأسعار غالية جدا أيضا." وربما المناسب أكثر  للمحليين العاديين مطاعم الوجبات السريعة التي تقدم القهوة أيضا. مكدونالدز وكنتاكي  يبيعان قهوة نستله، بينما صبواي وسلاسل  إقليمية مثل ديكوس وتشاينيز برغر هووم تقدم القهوة بأسعار أقل كثيرا من الأماكن المخصصة لتقديم القهوة فقط. بالطبع الجودة تختلف. كاتب المقال زار ما يزيد على عشرة منافذ للوجبات السريعة واكتشف اختلافا كبيرا في النوعية بين المنافذ والشركات. الذين تتراو    

معظم البارات تقلد الأذواق الغربية وتقدم القهوة. معظمها يقدم  نوعا واحدا والجودة غالبا  ما بين المتوسط والسيئ.  هناك عدد من المقاهي  المستقلة افتتحت في المدينة وتعمل بشكل جيد. بالقرب من شيانغشان (جبل العطر)، المنتجع الشهير، الواقع بحي هايديان شمال غربي المدينة،  يقدم مقهى هناك بيئة منعشة. بالقرب من حي البارات في هوهاي  يوجد قاعة عرض للصور الفوتوغرافية تقدم القهوة في عدة غرف، تطلب فيها القهوة في جو من الحميمية على مقاعد وثيرة مريحة، وإلى جوارك أرفف من الكتب بالإنجليزية. وتتوقع معظم المدن الصينية سلاسل المقاهي والمقاهي المستقلة. القهوة البرازيلية التي تفقد الساحة  لمنافسيها الأرخص سعرا من جنوب شرقي آسيا، يسعى صانعوها إلى التغلب على القهوة الفيتنامية في فنائها الخلفي بالبيع  مباشرة للمستهلك الصيني من خلال شبكة من المتاجر المسلسلة تتبع وزارة الزراعة البرازيلية. وتنوي جمعية مصدري القهوة الخضراء البرازيلية أن تدخل هذه السوق ذات الإمكانيات الكامنة الكبيرة،  للتغلب على ستاربكس والشركات الأخرى في خطوة لتسوق منتجات مزارعيها لشاربي القهوة الصينيين. الذين تتراو    

المنافسة قد تصبح ضارية إذا لم يشرب مزيد من الصينيين القهوة. الثلاثي  التايواني كوهيكان، يو بي سي ودانته، يركز على المقاطعات الجنوبية ولكن قد تحول انتباهها قريبا إلى الشمال.. القادم الجديد، باريستا، وهي أيضا من تايوان، ومانابه اليابانية ليس لهما تأثير كبير إلى الآن. وقد افتتحت سلسلة تاستي تاست، من هونغ كونغ، منفذا رئيسيا في بكين. بعيدا عن المقاهي تبيع المتاجر الصينية الكثير من القهوة السريعة التجهيز مع توجه المزيد من الصينيين إلى شراء ماكينات عمل القهوة، حيث الماكينات الإيطالية الصنع هي الأكثر مبيعا في المتاجر بالمدن الصينية بينما المتاجر الكبيرة في المدن تبيع تشكيلة من فناجين وأباريق القهوة. الذين تتراو    

يقول لو ليان، وهو أستاذ الثقافة الغربية بجامعة فودان "الصينيون لديهم الآن معرفة أساسية بالقهوة  وقبلها كثيرون كجزء من الحياة اليومية". وقد كشفت دراسة أجريت عام 2002 ونشرتها صحيفة قوانغتشو اليومية عن أن 24% من الذين تتراوح أعمارهم بين 41 و50 سنة، و18% من الذين بين 20 و30 سنة، يشربون القهوة. الذين تتراو    

--+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-+-

 

 

 

 


 

 

قصة في صورة
موضوع تسجلي

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@263.net
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.