ليو تشيونغ

مع تمدد تداعيات الأزمة المالية العالمية، ومن أجل الحفاظ على التنمية المطردة يتحتم على الحكومة الصينية توسيع الطلب الداخلي. السؤال هو كيف يمكن توسيع الطلب الداخلي. في مؤتمر صحفي في العاشر من مارس، قال وزير المالية تشن مينغ ده إن هناك إمكانيات كامنة كبيرة للاستهلاك في الصين، وإذا اتخذت الحكومة سياسات مناسبة، سوف يزداد حجم الاستهلاك بدرجة كبيرة في المناطق الحضرية والريفية.

وأوضح الوزير أن الاستهلاك يؤثر على التجارة والتجارة تؤثر على الإنتاج، وبدون زيادة حجم الاستهلاك بشكل مستقر، لا يمكن أن ينمو الاقتصاد، مشيرا إلى أن إجمالي حجم الاستهلاك في الصين ارتفع بشكل مستقر، خاصة في يناير وفبراير 2009، ولكن بمعدلات زيادة أقل.

وحول حجم الإمكانات الكامنة للاستهلاك في الصين قال تشن ده مينغ إن متوسط نصيب الفرد الصيني من إجمالي الناتج المحلي أكثر من 3000 دولار أمريكي فقط، أي في المرتبة العاشرة بعد المائة في العالم، ومن ثم فإن طريقا طويلا مازال أمام الصينيين ليصبحوا أثرياء، بيد أن عدد سكان الصين مليار وثلاثمائة مليون نسمة، ولهذا فإن إجمالي الناتج المحلي للصين ضخمة، وهذا يعني أن السوق الصينية ضخمة وذات إمكانات كامنة كبيرة، خاصة في المناطق الريفية التي يقطنها ما يربو على ثمانمائة مليون فرد وتمر حاليا بعملية تغير هيكلية من شأنها خلق سوق كبيرة في الريف.

ويعتقد وزير مالية الصين أن ثمة مجالات معينة تؤثر على حجم الاستهلاك، ومن ذلك  أولا استكمال نظام الضمان الاجتماعي ، ثانيا زيادة دخل الفرد قابل للإنفاق، ثالثا تأثير الثقافة التقليدية والعادات القومية على الاستهلاك.

وقال الوزير إن الحكومة تعكف حاليا على وضع سياسات لحفز الاستهلاك حسب هذه القطاعات، في إطار خطتها لتحسين نظام الضمان الاجتماعي واتخاذ إجراءات لحفز الاستهلاك، مثل زيادة الاستثمار والإصلاح التكنولوجي لزيادة فرص العمل وزيادة دخول المواطنين. كما أن تنمية صناعة الخدمات في الحضر والريف ستؤدي إلى زيادة الاستهلاك في الصين بسرعة مدهشة.

يربو عدد القرى في الصين على 600 ألف، لا توجد متاجر سوبر ماركت إلا في ثلثها تقريبا، وتخطط الحكومة أن يكون في كل قرية سوبر ماركت واحد على الأقل خلال السنوات الخمس القادمة، وأن تحل مشكلة تسويق المنتجات الزراعية للفلاحين. وفي المناطق الحضرية تسعى الحكومة إلى تطوير صناعة الخدمات، بحيث يمكن لكل فرد أن يحصل وهو في بيته على كافة الخدمات التي يحتاجها. لكل هذا يتوقع تشن ده مينغ أن يزداد الاستهلاك الداخلي بمعدلات سريعة في الفترة القادمة.