تشانغ هوا

 

في الدورة الثانية للمجلس الوطني الحادي عشر لنواب الشعب الصيني والمؤتمر الاستشاري السياسي الحادي عشر للشعب الصيني، أو ما يسمى بالمؤتمرين، صارت قضية توظيف الخريجين الجامعيين، التي تأثرت بالأزمة المالية العالمية، موضوعا ساخنا.

العمل في القواعد الأساسية

قال خه يي تشنغ، النائب بمجلس نواب الشعب الصيني عن منطقة ماكاو الإدارية الخاصة، "شاهدت في التلفزيون ذات يوم مقابلة مع أحد خريجي جامعة بكين، حيث قال إنه يطلب فرصة عمل براتب لا يقل عن خمسة آلاف يوان شهريا إضافة إلى إقامة دائمة مسجلة. أظن أنه من الأحسن أن يكون متواضعا في  التوظيف، لأن متوسط الالتحاق بالجامعات في الصين حاليا وصل أكثر من 20%-30%، وسيكون التعليم الجامعي تعليما أساسيا مع تقدم المجتمع. فيجب على كل الخريجين الجامعيين إدراك هذه النقطة وفهم أن وضعهم في سوق التوظيف لم يعد كما كان في السابق.

وقال إن الشركات في ماكاو ستقدم للخريجين من بر الصين الرئيسي فرص عمل أكثر بقدر الإمكان. وعبر عن أمله في أن ينخرط الطلاب الجامعيون في المجتمع لاكتساب قدرات مهنية وتشكيل رؤية صحيحة لطلب العمل، مشيرا إلى  وجود كثير من خريجي تخصصات القانون بجامعات بكين لا يجدون عملا، ومع ذلك يرغب عدد قليل منهم فقط العمل بمدن مناطق غربي الصين، التي تحتاج بشدة إلى محامين وقضاة.

وقال خه إن العمل في القواعد الأساسية يرفع القدرة على العمل، غير أن بعض خريجي الجامعات من أبناء الأسر الميسورة الذين يفشلون في إيجاد وظيفة ممتازة، يفضلون البقاء في البيت على العمل في القواعد الأساسية. السبب الرئيسي هو افتقارهم إلى المفهوم الصحيح في طلب العمل، فيجب على وسائل الإعلام أن ترشدهم في تغيير المفهوم القديم.

 

 فحص مشاكل التعليم

قال خه يي تشنغ، إن عدم وجود فرص عمل لخريجي الجامعات يكشف مشكلة هيكل التعليم. مضيفا بأن الصين بها أكثر من ألفي جامعة، معظم الكليات بها متشابهة وتفتقر إلى التميز، مع ندرة في خريجي التخصصات الفنية التي تحتاجها المؤسسات والشركات بشدة. كثير من التخصصات مثل تخصص التعليم لا يقبل عليها الطلاب، في حين هناك إقبال كبير على بعض التخصصات الساخنة. هذا الوضع ظهر بقوة في ظل الأزمة المالية، لذا يجب أن نفحص مشاكل هيكل التعليم.

أما عن تجربة ماكاو في التعليم، فقال خه "إن إقامة التخصصات في جامعات ماكاو يكون حسب احتياجات سوق العمل. مثلا يوجد في ماكاو قطاع القمار، فأنشأت جامعة ماكاو كلية للقمار لإعداد متخصصين في أعمال القمار، إذ أن قطاع القمار مثل قطاع الفنادق يحتاج إلى موظفين إداريين. لذا إذا كانت التخصصات وفقا لحاجة سوق العمل، لن تظهر مشكلة التوظيف".

وقد اتفق لوه وي، نائب مجلس نواب الشعب الصيني ورئيس إدارة التعليم لمقاطعة قوانغدونغ مع السيد خه، قائلا "لا شك أن هذه الأزمة المالية ستجبر قطاع التعليم على تعديل هيكل التخصصات. فيجب على كافة الجامعات أن تجري إعادة تنظيم في هيكل التخصصات والمواد الدراسية حسب التنمية الاجتماعية وتعديل الهيكل الصناعي وتأسيس النظام الصناعي الجديد، وإعداد متخصصين ذوي مهارات فنية يلبون احتياجات التنمية الاجتماعية".

 

تقليل شروط التوظيف

عبر هوانغ يوى شان، نائب مجلس نواب الشعب الصيني ونائب رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا بمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، عن قلقه تجاه مستقبل التوظيف لخريجي جامعات هونغ كونغ، مضيفا بأن جامعته  قد اتخذت كثيرا من الإجراءات لمساعدتهم على طلب العمل، من بينها قيام بعض هيئات البحوث بالجامعة بتوظيف بعض الخريجين، كما وضعت الجامعة كثيرا من المواد التدريبية للخريجين الذين لا يجدون عملا وتقترح عليهم تقليل شروطهم عند التوظيف.

لي يي هو، نائب مجلس نواب الشعب الصيني والأستاذ بمعهد العلاقات الدولية ببكين، يقسم خريجي الجامعات إلى ثلاثة أنواع، الأول الذين يؤسسون مشروعات خاصة بهم، والثاني  الذين يتقدمون لطلب وظائف، والثالث الذين يشتركون في التدريب المهني لانتظار فرصة العمل. في هذا الشأن، اقترح لي يي هو على خريجي الجامعات تقليل متطلباتهم في الوظائف لكي يجدوا أعمالا مناسبة، والحل الآخر أن يقيموا مشروعات خاصة بهم.

 

"تجربة قوانغدونغ"

قال لوه وي "إن معدل توظيف خريجي جامعات مقاطعة قوانغدونغ ظل أكثر من 95% في السنوات الأخيرة، ولكن بسبب تأثير الأزمة المالية الدولية، قلت الوظائف نحو 20% في عام ‏2009‏‏، وهذا يفرض تحديا كبيرا على الخريجين". لحل هذه المشكلة، قام لوه وي مع زملائه بكثير من التجارب والمحاولات، مثل ترتيب مشاورات بين الجامعات ومؤسسات التوظيف وتنظيم عشرات الملتقيات المجانية للتوظيف من أجل إيجاد منصة توفر للخريجين معلومات عن التوظيف. بالإضافة إلى ذلك، يشجع لوه خريجي الجامعات على تغيير مفهومهم بشأن الوظيفة والعمل في القواعد الأساسية، ومن ذلك أن حكومة قوانغدونغ طرحت سنة 2008 مشروعا لتشجيع خريجي الجامعة على العمل في القواعد الأساسية، وذلك بإعادة رسوم الدراسة الجامعية لسنة واحدة، أي ستة آلاف يوان، إلى الخريج الذي يختار العمل في القواعد الأساسية لسنة واحدة، ورسوم سنتين إذا عمل لمدة عامين، ورسوم أربع سنوات لمن يعمل أربعة أعوام. بعد تنفيذ هذا المشروع حظي بترحيب كبير من خريجي الجامعات.

وفقا للإحصاء، نجح في عام 2008 نحو 8800 خريج جامعي بمقاطعة قوانغدونغ في الحصول على فرص عمل في القواعد الأساسية، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى نحو12500 في عام 2009.