| | | | |

"القلق الوظيفي" يصيب الجامعيين

ليو تشيونغ

ملتقى للتوظيف أقيم بجامعة شيامن

تمثيل كاراتيه لجذب اهتمام وحدات التوظيف في ملتقى للتوظيف.

ملف سيرة ذاتية من طلاب التوظيف في أحد ملتقى التوظيف بتشنغدو

كان تشه شينغ لاى، الذي سينهي في يونيو هذا العام دراسة الدكتوراه في الفيزياء بجامعة تشينغهوا، يهمهم وهو خارج من ملتقى للتوظيف أقيم في القاعة الرياضية الثانية لجامعة بكين مترددا: "لم أجد شيئا". لا يختلف حال تشه عن معظم الخريجين الذين يدورون بين ملتقيات ومعارض التوظيف منذ بداية هذه السنة الدراسية.

أمنية تشه شينغ لاى أن يعمل بالتدريس في جامعة، وقد نال بالفعل بغيته، حيث قبلته جامعة في مدينة تشينهوانغدوا بمقاطعة خبي، ولكن لأن صديقته تعمل في بكين يأمل الشاب أن يكون مكان العمل قريبا الصديقة، لهذا لم يتوقف عن الذهاب إلى ملتقيات التوظيف. قال تشه: "في السابق، لم يكن عسيرا على من ينال الدكتوراه من جامعة بكين أن يعمل بالتدريس في جامعة بالعاصمة. ولكن جامعات بكين إما ألغت أو قللت خطط قبول أعضاء هيئة تدريس جدد هذا العام. وعلى أية حال فإن التحلي بالصبر والمثابرة أمر مهم لكل خريج يبحث عن عمل في موسم شتاء التوظيف الحالي".

خريجون كثيرون ووظائف قليلة

المنافسة على العمل في الشركات والمؤسسات أكثر شراسة من المنافسة على وظائف التدريس بالجامعات، والسبب الرئيسي هو الأزمة المالية العالمية، التي تؤثر على اقتصاد كافة الدول. وفقا للأرقام المعلنة في نهاية عام 2008، ألغت كثير من الشركات، أو قللت، خطط التوظيف لها، فشركات الأوراق المالية أوقفت التوظيف تقريبا لسنة 2009. والوضع في شركات منتجات التصدير لا يبعث على التفاؤل، فالشركات الخاصة بمنطقة دلتا نهر اليانغتسى ودلتا نهر اللؤلؤ وغيرها من المناطق المتقدمة اقتصاديا، التي وظفت 2ر34% من خريجي الجامعات سنة 2007، ألغت أو قللت خطط التوظيف، والسبب مرة أخرى هو تداعيات الأزمة المالية العالمية على صناعات التصدير الصينية بصورة كبيرة.

في الفترة الصباحية لملتقى التوظيف بجامعة بكين، الذي أشرنا إليه سابقا، تلقت تشاى جينغ ينغ، مديرة الموارد البشرية بشركة تشيوي للتكنولوجيا، أكثر من ثمانين طلبا. قالت إنها شاركت في عملية قبول الموظفين بالشركة خلال العامين الفائتين، ولكنها تشعر أن الأمر هذا السنة جد مختلف. ولاحظت أن شروط خريجي هذا العام في العمل أقل كثيرا، ومن ذلك الراتب، ولعل ذلك نتيجة إدراكهم للتداعيات السلبية للأزمة المالية العالمية. وقد وجدت دراسة حول توظيف خريجي الجامعات أجرتها شركة تنسنت Tencent على عينة من عشرين ألف خريج، أن الراتب الذي يطلبه الخريج يتراوح بين ألف وألفي يوان (الدولار الأمريكي يساوي 8ر6 يوان) شهريا. ووفقا لأرقام وزارة الموارد البشرية والضمان الاجتماعي الصيني، سيبلغ عدد خريجي الجامعات الصينية سنة 2009 ستة ملايين فرد، فإذا أضيف إليهم خريجو السنوات السابقة الذين لم يجدوا وظائف، وهم 8ر4 ملايين فرد، فإن إجمالي من يبحثون عن وظائف سنة 2009 يبلغ نحو عشرة ملايين فرد، في ظل تراجع فرص العمل نتيجة الأزمة المالية العالمية.

 

الوظيفة الحكومية

الحقيقة أن ضراوة المنافسة في سوق التوظيف ظهرت في السنوات الأخيرة، والسبب المباشر هو الزيادة المتواصلة في عدد خريجي الجامعات منذ عام 2003، حيث بلغ في سنة 2006 خمسة أضعاف العدد سنة 1999. ولكن وضع التوظيف في 2009 هو الأسوأ بالصين منذ انتهاجها سياسة الإصلاح والانفتاح سنة 1978، فنتيجة للأزمة المالية العالمية، قللت كثير من الشركات الأجنبية لدى الصين عدد العاملين بها أو خفضت رواتبهم أو حتى استغنت عنهم تماما. في الوقت ذاته صار العمل في الوحدات الحكومية هو الأكثر تفضيلا. وكما قال تانغ يوان، التي تدرس المالية في جامعة رنمين الصينية: "وضع توظيف خريجي تخصص المالية حاليا غير جيد. ربما يكون راتب الوظيفة الحكومية ليس كبيرا بالمقارنة مع المؤسسات الأجنبية، ولكنه ثابت نسبيا." تانغ يوان شاركت بالفعل في امتحانين للعمل في وزارة المالية وبنك الشعب الصيني لعام 2009.

أصدرت شركة شانغهاى المحدودة للخدمات الخارجية تقريرا حول التوظيف في الصين سنة 2008، جاء فيه أن العمل في الوحدات الحكومية هو أفضل عمل للخريجين الصينيين. وتصديقا لما جاء في التقرير، سجل نحو مليون وأربعين ألف فرد أسماءهم للمشاركة في الامتحان الوطني للعمل في الحكومة لعام 2009، ولكن عدد فرص العمل المتاحة هو 13566 وظيفة، بما يعني أن كل 78 فردا يتنافسون على وظيفة واحدة، مقارنة مع ستين فردا فقط سنة 2008. ليس غريبا إذن أن يصف مستخدمو الإنترنت في الصين التنافس في امتحان هذا العام بأنه الأكثر ضراوة في تاريخ البلاد.

 

دعوة إلى التفاؤل

ينصح لي جيون كاى، نائبة مدير مركز التوظيف بجامعة بكين، الخريجين بإدراك الصعوبة الحالية للتوظيف بصورة صحيحة وموضوعية، وتنصحهم بتحويل الضغط الواقع عليهم إلى قوة محركة، وتخفيض سقف توقعاتهم الوظيفية وتعزيز تدريبهم المهني والتوجه إلى العمل بالوحدات القاعدية، التي يقصد بها الأرياف. تحث لي جيون كاى الخريجين على عدم التشاؤم، وتعتقد أن بوسعهم الحصول على أعمال مناسبة، مشيرا إلى أن قطاعات معينة، مثل الاتصالات والطيران تقبل مزيدا من الموظفين مواكبة للاحتياجات الاستراتيجية للدولة. وتقول إنه مع توقعات النمو المتواصل للاقتصاد الصيني بمعدلات عالية، فقد تطلب بعض المؤسسات المتعددة الجنسيات التي لها استثمارات في الصين مزيدا من العاملين، خاصة أن هذه المؤسسات تعمل في مجالات تتأثر قليلا بالأزمة المالية العالمية، مثل قطاع الاستهلاك والخدمات الخ.

خلال جولة له في جامعة بكين للطيران والفضاء سنة 2008، قال رئيس مجلس الدولة ون جيا باو، إن الحكومة الصينية ستنفذ قريبا سلسلة من الإجراءات المشجعة لتوظيف خريجي الجامعات، من بينها تهيئة الظروف التي تمكن المؤسسات الكبيرة وخاصة مؤسسات الابتكار الذاتي من توظيف عدد أكبر من خريجي الجامعات، وتشجيع أجهزة ومشروعات البحوث الكبيرة على زيادة فرص العمل لخريجي الجامعات، إضافة إلى حفز خريجي الجامعات للعمل في الوحدات القاعدية، وتوفير التدريب المهني وفرص الدراسات العليا لهم.

في هذا الإطار، بدأت وزارة التربية والتعليم الصينية بالتعاون مع وزارة السكك الحديدية ووزارة التجارة الصينية وغيرها من عشر وزارات من نوفمبر عام 2008 ترتيب ملتقيات توظيف على الإنترنت، سيصل عددها 13 حتى يونيو عام 2009، للمساعدة في توظيف خريجي الجامعات. وقال تشانغ شياو جيان، نائب وزير الموارد البشرية والضمان الاجتماعي إن الوزارة ستنظم ملتقيات توظيف في الجامعات وعلى شبكة الانترنت، وكذلك أنشطة متنوعة لخريجي الجامعات، مثل الإرشادات المهنية والخدمات الاستشارية وخدمات تأسيس المشروعات الذاتية الخ، وتقديم مساعدات للخريجين من الأسر الفقيرة ومناطق المنكوبة بزلزال ونتشوان الخ، من أجل المساعدة على التوظيف بشكل مرن وإيجابي.

 

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)

  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني:
kailuofenshe@yaoo.com.cn