مال واقتصاد < الرئيسية

معرض الصين والدول العربية.. قوة محركة لدفع التعاون العملي الصيني- العربي

: مشاركة
2023-10-16 17:07:00 الصين اليوم:Source نان بي باو:Author

استضافت ينتشوان، حاضرة منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي، الدورة السادسة لمعرض الصين والدول العربية خلال الفترة من الحادي والعشرين إلى الرابع والعشرين من سبتمبر عام 2023. يصادف هذا العام الذكرى السنوية العاشرة لهذا المعرض ولمبادرة "الحزام الطريق". ومنذ إقامة القمة الصينية- العربية الأولى في السعودية في نهاية عام 2022، بدأ الجانبان الصيني والعربي يعملان في تنفيذ المشروعات التي تم الاتفاق عليها في القمة لتعزيز التعاون بينهما. شارك عدد كبير من التجار وممثلي الحكومات والمؤسسات التجارية من الصين والدول العربية، وحتى الدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق"، في هذا المعرض للبحث عن فرص تعاون جديدة.

ساحة واسعة للتعاون الاقتصادي التجاري الصيني- العربي

ركز الموضوع الرئيسي لهذه الدورة من معرض الصين والدول العربية، على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق"، حيث عقد مؤتمر الاستثمار والجلسات الفرعية خلال المعرض، والتي جذبت مجموعة كبيرة من دوائر الأعمال وممثلي الحكومات لعرض مشروعاتهم وبيئة الأعمال التجارية. هكذا، قدم معرض الصين والدول العربية لهم منصة مهمة لتبادل المعلومات، الأمر الذي يساعد على دفع علاقات التعاون بين الصين والدول العربية والارتقاء بها إلى مستوى أعلى.

من ناحية، شاركت أجهزة حكومية وشركات كثيرة في كافة الصناعات من المقاطعات والمناطق الصينية في هذا المعرض للبحث عن فرص تعاون جديدة. على سبيل المثال، استعرض ممثلو وفد منطقة نينغشيا تطور الصناعات في ينتشوان وتشونغوي وقويوان وغيرها من المدن المحلية، وذلك في اجتماع التعاون بين نينغشيا والشركات الأجنبية. وألقى ممثل وفد مقاطعة قوانغدونغ الضوء على مسيرة تطور حي نانشا بمدينة قوانغتشو وإنجازاتها في صناعة السيارات وبناء السفن. وقدم ممثل وفد مقاطعة فوجيان الصناعات الرئيسية لمدينة جينجيانغ؛ بينما استعرض ممثل بنك الاتصالات الصيني بالتفصيل خدمات صرف العملات الأجنبية للشركة في الشرق الأوسط، مثل الدرهم الإماراتي والريال السعودي. واستعرض مسؤول من شركة زوملين الصينية لتصنيع معدات البناء، التطور السريع لعملية إنشاء فرع الشركة في السعودية.

ومن ناحية أخرى، شاركت في المعرض أجهزة حكومية ومؤسسات مالية وتجارية عديدة من الدول العربية، لتقديم برامجها الاستثمارية.

السعودية كانت ضيف الشرف لدورة المعرض هذا العام، وقد أرسلت وفدا كبيرا ضم موظفين من وزارة الصناعة والثروة المعدنية، وزارة الخارجية، وزارة الاستثمار، وزارة الطاقة وهيئة تنمية الصادرات وغيرها من الأجهزة الحكومية، ومسؤولين وممثلين لثماني عشرة شركة سعودية، وذلك ضمن برنامج "صنع في السعودية"، لعرض مشروعاتها التنافسية. في مؤتمر ترويج الاستثمار بالمناطق الصناعية لـ"الحزام والطريق" خارج الصين ومنطقة الصين- السعودية ‏‏(جازان) الصناعية‏، شرح نواف حسن آل شري الوادعي، مدير الإدارة العامة لتطوير الاستثمار في مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، خطط وتصميمات المنطقة والسياسات المالية والضريبية التفضيلية للشركات الصينية التي تسعى لإنشاء المصانع والاستثمار هناك.

بفضل التبادلات المباشرة والمناقشات الدقيقة، تم توقيع سلسلة من اتفاقيات التعاون بين الصين والدول العربية، مما يعزز تعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين إلى حد كبير. وعلى سبيل المثال، في مؤتمر ترويج الاستثمار والتجارة بين الصين والسعودية، وقعت الرابطة الصينية الدولية للمقاولين ومجلس الأعمال السعودي- الصيني وشركة أبناء عبد العزيز العجلان للاستثمار التجاري والعقاري وشركة الاتصالات والبناء في نينغشيا وشركة الصين لهندسة الموانئ وشركة ييلي الصينية ومجموعة عجلان وإخوانه القابضة وغيرها من 14 شركة صينية وسعودية، تسع اتفاقيات في مجالات الطاقة النظيفة والبنية التحتية والمنتجات الزراعية وغيرها، بقيمة إجمالية 5ر11 مليار يوان (الدولار الأمريكي يساوي 3ر7 يوانات تقريبا حاليا).

دفع التبادلات التكنولوجية

يعد مؤتمر التعاون الصيني- العربي لنقل التكنولوجيا والابتكار من أهم النشاطات في معرض الصين والدول العربية، حيث تبادل المشاركون آخر المعلومات التكنولوجية وعرضوا المنتجات الجديدة، من أجل تعميق التعاون الصيني- العربي في مجال الصناعات التكنولوجية.

على هامش المؤتمر، تم رسميا إطلاق ثلاثمائة تقنية متقدمة متعلقة بحماية البيئة واستخدام الموارد والطاقة ومكافحة التلوث، لتلبية احتياجات الدول العربية. ووقع المركز الصيني- العربي لنقل التكنولوجيا والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري وغيرهما من المؤسسات التكنولوجية الصينية والعربية اتفاقيات تعاون لثمانية مشروعات مهمة، وذلك من أجل تنفيذ "الأعمال الثمانية المشتركة" للقمة الصينية- العربية الأولى.

فضلا عن ذلك، عرض الخبراء والعلماء الصينيون الإنجازات التكنولوجية الجديدة في المجالات المتخلفة. في اجتماع ترويج نتائج مكافحة التصحر، قدم عالم من الأكاديمية الصينية لعلوم الغابات، التقنية الخضراء لمكافحة الرمال، وقال إنها لا تساعد على تقليل انبعاثات الكربون فحسب، وإنما أيضا تتميز بمدة الاستخدام الطويلة وقلة التكلفة نسبيا. وفي اجتماع تبادل النتائج التكنولوجية الخضراء والابتكارية، قدم ممثل لبرنامج الدعم التقني ببنك التنمية الآسيوي، قاعدة بيانات التكنولوجيا المتقدمة ونظام مؤشرات التقييم لمواجهة تغير المناخ وتطبيقها المرن في الدول العربية؛ وشرح عالم من قسم جوز الهند في الأكاديمية الصينية لعلوم الزراعة الإستوائية، كيفية مراقبة السوس البني المحمر. حظيت هذه الإنجازات التكنولوجية الصينية بتقدير عال من المشاركين العرب الذين رأوا أنها مفيدة للغاية للدول العربية للتغلب على تغير المناخ، وتحقيق التنمية المستدامة.

وفي قاعة العرض الكبيرة، قدمت الشركات الصينية منتجات متقدمة أيضا، جذبت عددا هائلا من الزوار لتجربتها. في جناح الاقتصاد الرقمي، ارتدى الزوار نظارات الواقع الافتراضي والملابس الخاصة ولوحة الألعاب لتجربة الكبسولة الفضائية؛ واستطاعوا مشاهدة ترويج البضائع من خلال البث المباشر باستخدام المذيع الافتراضي. وفي جناح الرعاية الصحية، عرض طبيب صيني عملية فحص وعلاج مرضى مقيمين في أفريقيا، بواسطة الأجهزة التكنولوجية المتقدمة.

 تعزيز الصداقة بين الشبان الصينيين والعرب

في مدخل معرض الصين والدول العربية، اصطف موظفون من الأجهزة الحكومية وممثلون من شركات مختلفة. وفي نفس الوقت، كان هناك كثير من الشبان الصينيين والعرب المنهمكين في أعمالهم بجدية.

تعمل الباتول نجاوي، وهي شابة مغربية مولعة بالثقافة الصينية منذ صغرها، في نينغشيا كمترجمة منذ خمس سنوات بعد تخرجها في جامعة هانغتشو للمعلمين.

قامت الباتول بترجمة المسلسل الصيني ((شانهاي تشينغ)) أي "الهجرة إلى السعادة" إلى اللغة العربية. ترى أن منطقة شمال غربي الصين وبعض الدول العربية تواجه تحديات مشتركة، مثل مكافحة التصحر والجفاف. يمكن للعرب أن يحصلوا على خبرات من خلال هذا المسلسل.

من أجل التغلب على الصعوبات الناجمة عن الحواجز الثقافية واللغوية، بدأت الباتول تعلم اللهجة المحلية وزارت القرى المحلية، لتجرب الحياة الحقيقية ولزيادة معرفتها بالمجتمع الصيني. بعد عدة أشهر من العمل الدؤوب، تم بث النسخة العربية من مسلسل ((شانهاي تشينغ)) رسميا على شاشة التلفزيون المصري قبيل القمة الصينية- العربية الأولى في ديسمبر عام 2022، وثم بثه في السودان والعراق والجزائر وغيرها من الدول العربية، وحظي بإقبال كبير.

قدمت الباتول قصتها الرائعة مع الصين في منتدى التنمية والابتكار للشبان الصينيين والعرب، وعملت كمترجمة للضيوف العرب في قاعة العرض خلال هذا المعرض. قالت الباتول: "كانت الأعمال كثيرة، لكن أشعر بالسعادة والفخر في الصين."

 أما عدنان عبد الله علي القاسم، فهو طالب يمني يدرس في الصين منذ خمس سنوات. بعد سماع اقتراح صديقه الذي يعمل في إيوو بمقاطعة تشجيانغ، سافر عدنان إلى شنيانغ بمقاطعة لياونغنينغ لدراسة هندسة البرمجيات في جامعة دونغبي. بعد حصوله على شهادة الماجستير، واصل الدراسة في تخصص العلوم التقنية والإلكترونية في جامعة شيآن للتكنولوجيا الإلكترونية. قال إنه رأى تغيرات الصين الكبيرة خلال إقامته هنا في هذه السنوات. على سبيل المثال، حققت الصين اختراقا مذهلا في التواصل الكمي. وعن خطة عمله، قال عدنان إنه زار عدة شركات تكنولوجية صينية خلال المعرض. لذا، يريد العمل في الصين لإتقان المزيد من التقنيات الجديدة والمساهمة في تعزيز التبادلات بين الصين واليمن وبين الصين والدول العربية كلها.

في هذه الدورة من معرض الصين والدول العربية، تم توقيع 403 اتفاقيات تعاون، وبلغت قيمة الاستثمار والتجارة المتوقعة 97ر170 مليار يوان. بعد مرور عشر سنوات، يفتح المعرض صحفة جديدة للتعاون الصيني- العربي ومن المتوقع أن يقدم مساهمات أكبر في تعزيز الصداقة بين الصين والدول العربية في المستقبل.

 

©China Today. All Rights Reserved.

24 Baiwanzhuang Road, Beijing, China. 100037

京ICP备10041721号-4