عام 1793، بعثت الإمبراطورية البريطانية مبعوثها الخاص، ماكارتني، إلى الصين لتقديم التهنئة بعيد ميلاد الإمبراطور تشيان لونغ، في أول تبادل رسمي بين الصين والإمبراطورية البريطانية. وقد ظنت الحكومة الصينية، آنذاك، أن الوفد البريطاني جاء إلى الصين لتقديم الجزية للإمبراطورية بينما جاء بريطانيا لهدف تجاري فبدا واضحا الاختلاف بين الجانبين في المراسم والطقوس. في ذلك الوقت كانت بريطانيا قد حققت الثورة الصناعية وصارت القوة الأولى في الغرب، بينما كانت الصين المنعزلة مازالت تتباهى بالازدهار الاجتماعي الذي تحقق في عصر "كانغ وتشيان" متجاهلة العالم الخارجي.
يونيو عام 1840، شنت بريطانيا حرب الأفيون الأولى على الصين. وقبل ذلك، قد شرعت بريطانيا في تهريب كمية ضخمة من الأفيون إلى الصين، في عمل كان من شأنه تخريب النظام التجاري العادي وإلحاق ضرر جسيم بصحة الصينيين. وقد اضطرت الحكومة الصينية إلى اتخاذ إجراءات لمنع الأفيون، ولكن بريطانيا شنت حربا عدوانية على الصين بحجة ذلك. أيقظت حرب الأفيون الأولى السلطة الإقطاعية الصينية من سباتها. منذ ذلك الوقت ظلت الصين تتعرض لاعتداء القوى المختلقة لمدة مائة سنة تقريبا، فظل كابوس الإذلال والإهانة يطارد الصينيين.
عام 1911، قاد صون يات صن ثورة شينهاي التي أسقطت حكم أسرة تشينغ الإمبراطورية ووضعت حدا للسلطة الإقطاعية المستمرة منذ ألفي سنة وفتحت الطريق لإقامة جمهورية ديمقراطية في الصين. صون يات صن هو أول من طرح فكرة "النهوض بالأمة الصينية" التي ظلت تحفر أبناء الشعب الصيني للنضال من أحل تحقيق حلم نهضة أمتهم.
7 يونيو عام 1937، أطلقت القوات اليابانية النار على قوة دفاعية صينية بالقرب من جسر لوقو في بكين وقامت بقصف بلدة وانبينغ، فشن الجنش الياباني حربا عدوانية على الصين بشكل شامل، وبدأت في الصين حرب مقاومة العدوان الياباني. واصلت القوات اليابانية توسيع سيطرتها في شمالي الصين بعد هجومها على شمال شرقي الصين في الثامن عشر من سبتمبر سنة 1931، وطوقت بكين من الشمال والشرق والغرب.
في غرة أكتوبر عام 1949، تم إعلان قيام الحكومة المركزية لجمهورية الصين الشعبية. هذا النجاح الذي أنجزه الحزب الشيوعي الصيني بعد ثمانية وعشرين عاما من الكفاح والنضال أكد أن استقلال الأمة الذي حلم به الشعب الصيني منذ حرب الأفيون قد تحقق وأن الشعب الصيني صار سيد دولته، ودخلت الأمة الصينية مرحلة جديدة من التنمية. صارت الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد ستين عاما من البناء الاشتراكي وتطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح. والصين حاليا من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن للأمم المتحدة وعضو هام في منظمة التجارة العالمية وغيرها من المنظمات الدولية. ومازال الصينيون يبذلون جهودهم لتحقيق حلم نهضة أمتهم.
16 أكتوبر عام 1964، نجحت الصين في تفجير أول قنبلة نووية. وفي السنوات اللاحقة حققت الصين سلسلة من المنجزات الملموسة في مجال الدفاع الوطني والعلوم والتكنولوجيا، وفي مقدمتها النجاح في تفجير أول قنبلة هيدروجينية في عام 1967، والنجاح في إطلاق أول قمر اصطناعي في عام 1970، فارتفعت المكانة الدولية للصين بشكل كبير.
25 أكتوبر عام 1971، استعادت الصين مقعدها وحقوقها الشرعية في الأمم المتحدة بفضل تقدمها الملحوظ وتأييد الدول النامية الأخرى لها، مما أرسى أساسا قويا لحفظ السلم والأمن الدوليين وتعزيز التعاون الدولي وضمان تقدم المجتمع الإنساني.
عام 1975، طرح رئيس مجلس الدولة الصيني الراحل شو آن لاي هدف تعزيز قوة الصين من خلال تحديث الصناعة والزراعة والدفاع والعلوم والتكنولوجيا مرة ثانية، وواصلت الحكومات اللاحقة تنفيذ هذا الهدف بطريقة براغماتية. في عام 2012، أعلنت الحكومة الصينية الجديدة أن الصين تسعى إلى تحقيق تصنيع من نوع جديد ودفع تكنولوجيا المعلومات وحث مسيرة التحول الحضري وتحديث الزراعة.
ديسمبر عام 1978، عقدت الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الحادية عشرة للحزب الشيوعي الصيني التي أقرت انتقال مركز العمل إلى البناء الحديث ووضع سياسة الإصلاح والانفتاح الجديدة، فمهدت بذلك الطريق الصحيح لتطور الصين.
في غرة يناير عام 1979، تم الإعلان عن إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، مما كان له تأثير عميق على الأوضاع الدولية والمعادلات الدولية.
في غزة يوليو عام 1997، استعادت الحكومة الصينية سيادتها على هونغ كونغ. كانت الحكومة الصينية التي خرجت مهزومة في حرب الأفيون الأولى قد اضطرت للتنازل عن جزيرة هونغ كونغ. وكانت عودة هونغ كونغ إلى أحضان الوطن الأم بعد مائة عام أمرا أسعد الصينيين جميعا وجعل الحلم الصيني أكثر بروزا.
20 ديسمبر عام 1999، استعادت الحكومة الصينية سيادتها على ماكو. استمر الحكم الاستعماري البرتغالي لماكاو أكثر من أربعمائة سنة. كانت عودة ماكو إلى أحضان الوطن الأم إشارة إلى تخلص الصين تماما من كل أثر تركته القوى الإمبريالية على أراضيها.
14 نوفمبر 2000، الرئيس الصيني الأسبق جيانغ تسه مين، ألقى خطابا في احتفال بمناسبة الذكرى السنوية العشرين لتأسيس منطقة شنتشن الاقتصادية الخاصة. وقال إن نجاح المناطق الاقتصادية الخاصة ومنطقة بودونغ الجديدة هو تجسيد وشاهد على إنجازات الصين التي حققتها خلال مرحلة تحولها التاريخية.
29 من إبريل عام 2005، التقى في بكين الرئيس الصيني، السابق، هو جين تاو مع ليان تشان رئيس حزب الكومنتانغ، الأمر الذي وضع حدا لانقطاع التبادل بين الحزب الشيوعي وحزب الكومنتانغ لمدة ستين عاما.
8 أغسطس عام 2008، افتتحت الدورة التاسعة والعشرين للألعاب الأولمبية في استاد عش الطيور في بكين بحفل افتتاح أسطوري.
في الفترة من أول مايو حتى نهاية أكتوبر عام 2010، استضافت مدينة شانغهاي الدورة الحادية والأربعين لمعرض الإكسبو العالمي. كانت هذه أول مرة تستضيف الصين فيها معرضا عالميا مسجلا، حيث بحث العارضون من 246 دولة ومنظمة عالمية آفاق تطور المدن في المستقبل من خلال العرض وإقامة الندوات وفقا لمفهوم الإكسبو المتمثل في "التفاهم والتبادل والتجمع والتعاون".
2012، فاز الأديب الصيني مو يان بجائزة نوبل في الآداب.
2012 و2013، شرح السيد شي جين بينغ معنى الحلم الصيني من زوايا مختلفة في عدة مناسبات بعد توليه منصب الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني ثم رئيس الصين. قال السيد شي جين بينغ إن الحلم الصيني حلم للتعاون والتنمية والسلام والفوز المشترك ويهدف إلى تحقيق ازدهار الوطن ونهضة الأمة وسعادة الشعب الصيني، مثل ما تحلم به كل شعوب العالم.