يزرع الصينيون القمح منذ قديم الزمان، ويصنعون منه أطعمة يحبونها مثل المعكرونة والخبز المطهو على البخار (مانتو). حول زراعة القمح وعلاقة ذلك بنوعية معيشة الشعب، أجرينا مقابلة مع خه تشونغ خو، أحد مندوبي الحزب في المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني وباحث في معهد علوم المحاصيل بالأكاديمة الصينية للعلوم الزراعية ومدير المركز الصيني لتحسين القمح.
قال خه تشونغ خو، إن انتخابه مندوبا في هذا المؤتمر يعكس اهتماما من الحزب بالباحثين الذين يعملون في الجبهة الأولى، وتقديرا لفريقه المكون من أجيال من الباحثين في مجال تحسين القمح.
ولد خه تشونغ خو في أسرة تعمل بالزراعة في مدينة بوتشنغ بمقاطعة شنشي. في طفولته، كان الناس يعانون دائما من شح الغذاء. كان يحلم وهو طفل صغير بأن يستطيع تناول أطعمة مصنوعة من القمح كل يوم. لعل هذا هو السبب الذي دفعه للالتحاق بجامعة بكين للزراعة في عام 1980، واختيار تخصص "تربية القمح وجيناته الوراثية" في مرحلة الدراسات العليا، قبل أن يحصل على درجة الدكتوراه في عام 1989.
في بداية تسعينات القرن العشرين، كان السؤال الذي يُطرَح عليه دائما من قبل المتخصصين في المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية يتعلق بمستوى جودة القمح الصيني.
قبل منتصف ثمانينات القرن العشرين، كانت البحوث عن المعكرونة الصينية (النودلز) والخبز المطهو على البخار وغيرهما من الأطعمة التقليدية الصينية قليلة. ولم يكن هناك نظام تقني لفحص وتقييم مواد تربية القمح في المختبرات. وكان الباحثون الصينيون تنقصهم المعلومات حول آليات الوراثة الجينية للون ودرجة اللمعان، وتقنية تحديد جزيئات الغلوتين في المرحلة الأولية. كانت الفجوة بين الصين والولايات المتحدة كبيرة في هذا المجال.
انكب خه تشونغ خو على دراسة تربية أصناف القمح المحسن، كهدف بحثي له، وكان السؤال هو: "ما هي صفات أنواع القمح المحسن؟" في مايو عام 1993، بدأ خه تشونغ خو عمله في معهد علوم المحاصيل بالأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية، وبدأ رحلته مع بحوث جودة القمح. عبر جهود استمرت عشرين سنة، اكتشف مع فريقه 11 موقعا جينيا وراثيا تؤثر على لون ولمعان الطعام المصنوع من القمح، بما يشكل 60% من الجينات الوراثية المحددة لجودة القمح في العالم؛ وعن طريق التجارب الكثيرة في الحقول والمختبرات فحص واختار تسعة بدائل جينية يمكن أن تحسن اللون واللمعان؛ واكتشف 48 علامة خاصة بجينات التربية، بما يشكل 70% من أعدادها المعروفة في العالم؛ وأبدع تقنيات علامات خاصة بالجينات تستطيع تمييز الغلوتين المنخفض الجزيئات بدقة وسرعة، وأكد أربع وحدات فرعية تستطيع تحسين الغلوتين كثيرا، وحل مشكلات في مجال الغلوتين المنخفض الجزيئات.
على أساس بحوث تقنية علامات تحديد الجينات العامة، أسس خه تشونغ خو وفريقه نظاما تقنيا لتقييم نوعية أصناف القمح الصيني، بما فيها أكثر من 150 مؤشرا. حسب احتياج التربية، خلق طريقة الصنع والتقييم في المختبر لقياس النودلز بالصين، يستخدم هذه الطريقة أكثر من 30 جهازا صينيا، وتُستخدم في تحديد وإصلاح 4 مقاييس وطنية صينية.
بعد انتخابه مندوبا في مؤتمر الحزب، تضاعفت جهود خه تشونغ خو في مجال البحوث. قال: "سوف أبذل جهودي مع فريقي من أجل ضمان نوعية القمح الصيني وفي الحفاظ على الأمن الغذائي."
خه تشونغ خو، الذي يُكِن مشاعر عميقة تجاه الفلاحين، لا يزال إخوته وأخواته يعملون بالزراعة في مسقط رأسه. قال: "لن أنسى جذوري، فأنا ابن فلاح. زيادة الإنتاج وتحسين معيشة الفلاحين أكبر شرف لي." ترأس خه وشارك في تربية 18 صنفا جديدا حاز على الموافقة والتصديق على مستوى الوطن والمقاطعة، وتم تعميم 4 أصناف رئيسية في أكثر من 50 مليون مو (الهكتار يساوي 15 موا)، وحسب تقييم الفلاحين، فإنها سهلة في الزراعة والإدارة الحقلية وجيدة المذاق.
قال خه تشونغ خو: "بفضل سياسة التحفيز الزراعية، تغير مسقط رأسي كثيرا، ويزداد دخل الفلاحين تدريجيا. أنا أفكر في كيفية تعزيز الابتكار التقني وتعميم الأصناف من أجل زيادة القوة الدافعة لتعميق الإصلاح الهيكلي في جانب العرض في مجال الزراعة."
---
تشانغ لي جيوان: صحفي في مجلة ((الأنباء الصينية))
