المقالات من المجلة | المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني

مقالة خاصة: توقعات عالية في العالم حول المؤتمر الوطني لأكبر حزب سياسي بالعالم

2017-10-20 11:02

بكين 19 أكتوبر 2017 (شينخوا) مع بدء المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني في بكين يوم الأربعاء ، فقد جذب اهتماما كبيرا وتوقعات عالية من مختلف أنحاء العالم.

يحضر هذا المؤتمر الوطني الذي يعقد كل خمس سنوات، أكثر من 2200 مندوب يمثلون أكثر من 89 مليون عضو بالحزب الشيوعي الصيني، وسينتخبون لجنة مركزية جديدة للحزب، وهيئة لمكافحة الفساد، ويضعون خطة جديدة للتنمية في أكبر بلد نام بالعالم، للسنوات الخمس المقبلة وما بعدها.

-- أهمية عالمية

يتحلى المؤتمر بأهمية عالمية ليس للحزب الشيوعي الصيني والصين فحسب، بل للعالم أيضا، لأن الصين تتمتع بتأثير عالمي متزايد.

وفي تصريح لـ((شينخوا)) قال كين أوغيمبو، وهو محاضر بالاقتصاد بجامعة كينياتا في كينيا "تتجسد الأهمية بالنسبة لنا خارج الصين في القرارات التي ستتخذ بالمؤتمر، لأن لها تأثيرا عالميا"، مضيفا "أن دور الصين في الشئون الدولية قد تعاظم بشكل أكبر مما يتوقعه العالم."

ووسط التعافي البطىء للاقتصاد العالمي وفي ظل بروز الحمائية والانعزالية وتحديات أخرى مثل الإرهاب ، تقوم الصين بدور عامل الاستقرار للاقتصاد العالمي، ولاعب مسئول يتمسك بتعاون مزدوج المنفعة في الشئون العالمية.

وصرح روني لينز، مدير مركز الصين - البرازيل للبحوث والأعمال ، لشينخوا قائلا "إن استقرار الصين مهم جدا للعالم، وقد أصبحت الصين فعلا ، قوة محركة للتنمية الاقتصادية العالمية."

وفي آخر تقرير له، رفع صندوق النقد الدولي توقعه للاقتصاد العالمي، وأحد الأسباب الهامة لذلك هو الأداء الأقوى من المتوقع للاقتصاد الصيني خلال النصف الأول من عام 2017، وسياسات الدعم المستمرة من الحكومة الصينية.

من جانبه، أشاد كايري تورك، البروفيسور في معهد ستيوارت للأعمال بمعهد إلينوي للتكنولوجيا في شيكاغو الأمريكية ، أشاد عاليا بإنجازات الصين خلال السنوات الخمس الماضية.

وأشار إلى أن الصين حافظت على خطوات رائعة للنمو الاقتصادي وحافظت على اليوان (العملة الصينية) مستقرا، وسط العديد من الصعوبات، وتمكنت من تقليل ديونها، وتبنت إستراتيجيات ابتكارية.

وفي نظر محمود ريا، مدير موقع "الصين في عيون العرب" الإخباري في لبنان، فإن وجود الصين على الساحة الدولية ليس محصورا بالاقتصاد فقط "لأن الصين موجودة أيضا في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والثقافية والاجتماعية."

ويضيف كايري تورك قائلا إن الحزب الشيوعي الصيني لعب دورا هاما جدا في تحقيق المنجزات الصينية، مؤكدا أن الحزب "قد هيأ وطرح الرؤية للبلاد ، وحول الرؤية إلى واقع".

في الحقيقة، الحزب الشيوعي الصيني له رؤية للعالم أيضا. فخلال حديثه في مقر الأمم المتحدة في جنيف في يناير، أوضح الرئيس الصيني شي جين بينغ، وهو أيضا السكرتير العام للجنة المركزية للحزب، رؤيته لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

ومن أجل تحقيق هذه الرؤية، حث شي أعضاء المجتمع الدولي على العمل معا لدفع الحوار والتشاور والتعاون والتبادلات العابرة للثقافات، وكذلك حماية البيئة.

قال ستيفن بيري، رئيس نادي مجموعة الـ48 البريطانية، وهي شبكة أعمال مستقلة، تسعى لدفع الروابط الإيجابية مع الصين "أنا واثق من أن الناس بدأوا يعرفون ما الذي تحدث عنه شي في دافوس".

وأضاف "إنه حول السماح للكل بالتنمية معا بطريقة مستدامة، وإيجاد تسوياتنا عبر طرق سلمية، بدلا من النزاعات."

-- توقعات عالية

بما أن المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني سيحدد اتجاه التنمية بالصين خلال السنوات الخمس المقبلة وما بعدها، تتعالى التوقعات حوله في أرجاء العالم.

قال تورك، من معهد إلينوي للتكنولوجيا، وهو أيضا خبير بشئون الصين "أتوقع أن البلاد ستتجه لمزيد من الانفتاح بالمستقبل. وهذا سيسمح بالمزيد من الاستثمارات الصينية المباشرة بالخارج، والاستثمارات الأجنبية متعددة الجنسيات في الصين نفسها."

أما باول شيرد، نائب الرئيس التنفيذي وكبير الاقتصاديين في مؤسسة ستاندرد آند بورز S&P الاقتصادية والتجارية العالمية الشهيرة، ومقرها نيويورك، فيتوقع أن الصين ستسرع الإصلاحات التى تحتاج إليها للحفاظ على نمو طويل الأمد ، حتى على حساب النمو قصير الأمد .

ويضيف الخبير البرازيلي لينز "يتعين على الصين مواصلة الإصلاحات العميقة، وتعزيز هيكلة وبناء النظام القانوني"، مضيفا أنه إلى جانب التقدم الاجتماعي ، ستواجه عملية تنفيذ الإصلاحات المزيد من الصعوبات، الأمر الذي يتطلب المزيد من العزم الراسخ.

وقال لينز "أرى أن الحزب الشيوعي الصيني يمتلك هذا العزم الراسخ".

ويأمل آخرون بأن تلعب الصين دورا أقوى في مواجهة التحديات العالمية، مثل تغير المناخ والحمائية التجارية.

لقد أثبت التاريخ أن العولمة الاقتصادية والسياسات الاقتصادية الحرة والمنفتحة ستجلب للدول خيرا كثيرا بدلا من الضرر البالغ، حسب رأي جيريشون إيكيارا، وهو أستاذ محاضر عالمي بعلم الاقتصاد بجامعة نيروبي.

وأضاف بأن حقيقة مشاركة الصين النشيطة في التعاون الاقتصادي العالمي ودعمها لتجارة عالمية منفتحة وحرة، وما حققه ذلك من فائدة لها ولدول أخرى عديدة في أنحاء العالم، يعتبر مثالا رائعا في هذا الصدد.

وتوقع إيكيارا بأن الصين ستواصل لعب دور ريادي في تشكيل النظام العالمي للترابط التجاري، مشيرا إلى أن هذا سيحفز النمو العالمي.

وبالنسبة ليوكيو هاتوياما، رئيس وزراء اليابان الأسبق ، فإن الموضوع الأهم والأكثر إلحاحا الذي يواجه العالم اليوم هو تغير المناخ، وحماية البيئة.

وقال "آمل بأن تلعب القيادة الصينية الجديدة دورا هاما في معالجة قضايا البيئة بالعالم.