قضايا ساخنة | المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني

القائم بأعمال بعثة جامعة الدول العربية لدى الصين: أتمنى استفادة الأحزاب السياسية العربية من تجربة الحزب الشيوعي الصيني

2017-10-18 11:17

بكين 17 أكتوبر 2017 ( شينخوا ) "أتمنى من كل قلبي أن تستفيد الأحزاب السياسية العربية من تجربة الحزب الشيوعي الصيني الرائدة في إدارة الدولة وفي التخطيط والتنفيذ للتنمية الاقتصادية والمجتمعية، بل وحتى الخبرة في إدارة ملفات الشؤون الخارجية". هذه الكلمات كانت ضمن اللقاء الخاص للقائم بأعمال بعثة جامعة الدول العربية لدى الصين الدكتور محمد عبد علي الشافعي مع وكالة أنباء شينخوا.

وأشاد الدكتور الشافعي بما حققته الصين من الانجازات في شتى المجالات تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني قائلا "عندما أتجول في المقاطعات الصينية وأزور المدن القاصية والقرى النائية وأرى بأم عيني المستوى العالي من الإنجازات في مجال البنية التحتية من طرق سريعة وخطوط السكك الحديد فائقة السرعة التي باتت تغطي كل خارطة الصين، وأرى البنايات الجديدة على الطراز الحديث وأرى المستوى المعيشي للشعب الصيني ومستوى التعليم والإدراك والتقدم، أدرك تماما عظمة القيادة الصينية، حيث لا يمكن للشعوب أن تتقدم ولا للبلدان أن تنمو بدون قيادة حكيمة ونزيهة وواعية".

وأضاف أن انجازات الحزب الشيوعي الصيني لا تعد ولا تحصى، فتحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني نمت وتقدمت الصين من دولة تعاني من الفقر والجوع إلى دولة تنافس على المركز الأول اقتصاديا ولها ثقلها السياسي الدولي بالإضافة إلى الميزات الأخرى التي تتمتع بها من تاريخ وحضارة عريقتين جعلتها إحدى أعظم دول العالم إن لم تكن الأعظم فعلا .

وأعرب الشافعي عن ثقته بقدرة الصين على تحقيق كل الخطط المرسومة تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني بما في ذلك القضاء على الفقر وبناء مجتمع رغيد الحياة.

وتابع "أعتقد أن المحافظة على النجاح مهمة أصعب من النجاح نفسه، وقد حافظ الحزب الشيوعي الصيني على نمط معتدل ومتزن ومستقر من النجاح لعشرات السنين، ولا أشك في قدرات الحزب الشيوعي الصيني على تحقيق النجاحات والانجازات على جميع المستويات."

ونوه الشافعي بأن العلاقات بين الأحزاب السياسية العربية مع الحزب الشيوعي الصيني هي علاقات وثيقة وتاريخية، متمنيا أن تستفيد الأحزاب السياسية العربية من تجربة الحزب الشيوعي الصيني الرائدة في إدارة الدولة.

وفي معرض تعليقه على التبادل العربي الصيني، قال الشافعي إن العلاقات العربية الصينية نمت في السنوات الخمس الماضية بشكل ملفت للنظر خاصة بفضل اهتمام الرئيس الصيني شي جين بينغ بتطوير هذه العلاقات ، حيث أصدرت الصين وللمرة الأولى في تاريخها وثيقة سياسة تجاه الدول العربية لوضع خارطة طريق للعلاقات مع العالم العربي ورؤية الصين لهذه العلاقات للمدى البعيد في يناير 2016.

كما أشار الشافعي ضمن لقائه إلى زيارة الرئيس شي لكل من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية حيث ألقى خطابا تاريخيا في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية عبر فيه عن عمق علاقات الصداقة والتعاون بين الجانبين وعن الرغبة الصادقة في دفع هذه العلاقات إلى الأمام ولا سيما في إطار مبادرة الحزام والطريق.

وعلى صعيد متصل، أعرب الدكتور الشافعي عن تفاؤله تجاه أفق التعاون الصيني العربي في بناء الحزام والطريق قائلا "تقع الدول العربية في تقاطع طريقي الحرير البري والبحري، وهذا الموقع الجغرافي المتميز يجعلها جزءا أساسيا من مبادرة الحزام والطريق، وحلقة وصل بين الصين والعالم الخارجي".

ولفت إلى أن هناك العشرات بل المئات من المشاريع التي سيتم تنفيذها بين الصين والدول العربية في إطار مبادرة الحزام والطريق، نظرا لأنها تتسم بالشمولية والتي تعبر الحدود القطرية إلى الأفاق الدولية، حيث أن التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق لا يقتصر على الجوانب الاقتصادية فحسب بل يتعداه إلى التعاون في المجالات الثقافية والسياسية كذلك.

واستطرد قائلا : "إن الاقتصادين العربي والصيني يكملان بعضهما بعضا، فالعرب يملكون مصادر الطاقة من البترول وغيرها من المواد الأولية في الوقت نفسه تمتلك الصين الموارد البشرية والتكنولوجيا التي يمكن من خلالها استثمار موارد الطاقة العربية وتحويلها إلى صناعات تحويلية تستفيد منها شعوب الجانبين".

وعلى الجانب الأخرى ، أشاد الشافعي بمساهمة الصين على الصعيد الدولي قائلا: "في قمة مجموعة العشرين التي عقدت في هانغتشو هذا العام، شرحت الصين رؤية الحوكمة العالمية بصورة شاملة لأول مرة، وقدمت برنامج حلول لتحسين حوكمة الاقتصاد العالمي، ودشنت مرحلة جديدة لإصلاح الحوكمة العالمية، وكسبت تأييد وتقدير ودعم المجتمع العالمي الذي بات يعتقد ويؤمن بحكمة الصين في الحوكمة العالمية."

ولفت إلى أن في اجتماع الجمعية العامة للانتربول المنعقد في بكين مؤخرا دعت الصين إلى حوكمة أمنية عالمية أقوى، من خلال الالتزام بالإصلاح والابتكار وسيادة القانون والمنفعة المشتركة من أجل تعزيز التعاون العالمي في القضية الأمنية من أجل بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

وفيما يخص المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني الذي تبدأ أعماله يوم 18 أكتوبر الجاري، قال الشافعي "نعلق نحن العرب آمالا كبيرة على المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني، لأن هذا المؤتمر سيضع خطة عمل للصين لمرحلة تاريخية قادمة، ونحن نتطلع لأن نكون جزء من هذه المرحلة، لأن التاريخ الطويل الذي يشهد على مستوى العلاقات العربية الصينية هو نفسه الأساس الذي يجب ان ننطلق منه في تأسيس المرحلة المقبلة من العلاقات بين الجانبين."