صور الأخبار | المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني

المؤتمر الوطني الـ19 للحزب يهتم بمصالح الجماهير

2017-10-11 10:05

بقلم: يحيى مصطفى

29 أغسطس 2017/ شبكة الصين/ تترقب الأوساط السياسية والإعلامية وفي العواصم العالمية الكبرى قرب حلول موعد أهم الأحداث السياسية التي تشهدها العاصمة الصينية بكين في تاريخ لم يُحدد بعد في النصف الثاني من هذا العام، وهو المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني، الحدث الذي يتكرر مرة كل خمس سنوات.

ويكتسب هذا المؤتمر أهمية خاصة لأنه يأتي في وقت ارتفع فيه موقف الصين الدولي باعتبارها دولة كبرى وثاني أكبر اقتصاد حجماً في العالم، وبالتالي تداخلت وتشابكت القضايا المحلية والدولية وباتت الصين تؤثر وتتأثر بما يجري في الساحة الدولية سياسياً واقتصادياً. وينعقد هذا المؤتمر في ظل تحديات محلية غير مسبوقة ووضع دولي معقد وحساس، وعليه فمن المتوقع أن تزدحم أجندة المؤتمر بعدد كبير من القضايا والملفات التي تحتاج لبحث ومداولات معمقة والخروج بقرارات مهمة لإعداد خارطة طريق وبرنامج الحزبالمرحلة المقبلة.

ومن المنتظر أن يتم انتخاب أجهزة الحزب التي ستقود العمل خلالالسنوات الخمس المقبلةوالمتمثلة فياللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني التي ستنتخب بدورها مكتبها السياسي والأخير سينتخبلجنته الدائمة التي تشكلالقيادة الجماعية المركزية للحزبوهي قمة هرم السلطة السياسية.

وكانت أولى الخطوات العملية للتحضير للمؤتمر الوطني الـ19 للحزب هي تنظيمحلقة نقاش حضرها مسؤولون على المستوى الوزاري ومستوى المقاطعات يومي 26 و27 يوليو الماضي حث خلالها الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني والرئيس الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية شي جين بينغ على رفع راية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية عالياً فى الطريق نحو تحقيق النصر في بناء مجتمع مزدهر وكذا تحقيق الحلم الصيني الخاص بالإحياء العظيم للأمة.

وأكد شي على الثقة الكبيرة في طريق ونظرية ونظام وثقافة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية التي وصفها بأنها "منهج كافة نظريات الحزب وممارساته" منذ بدء حملة الإصلاح والانفتاح قبل نحو 40 عاماً.وأوضح أن الإنجازات العظيمة في الاشتراكية ذات الخصائص الصينية لا تعني أن الاشتراكية اكتسبت حيوية قوية في الصين فحسب، بل أنها ساعدت فى توسيع الطريق نحو العصرنة بالنسبة للدول النامية في أنحاء العالم.

ودعا شي جين بينغ أعضاء الحزب على طرح أفكار واستراتيجيات وإجراءات جديدة على أساس مراحل وملامح التنمية الصينية ورغبة الشعب في تحقيق حياة أفضل ومواصلة بذل الجهود لتبني منهج شامل لتعزيز التطور الاقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي والبيئي وكذا تعزيز التنمية المنسقة لـ"الشوامل الأربع" وهي استراتيجية كاملة ذات أربعة محاور تهدف إلى بناء مجتمع مزدهر باعتدال بشكل شامل وتعميق الإصلاح وتعزيز حكم القانون وتقوية الحوكمة الصارمة للحزب.

وترى قيادة الحزب أن مناقشة الخطوط الارشادية الاستراتيجية الشاملة والمستقبلية خلال المؤتمر أمر يتعلق بتنمية قضيتي الحزب والأمة وبمصير الاشتراكية ذات الخصائص الصينية وبالمصالح الأساسية للغالبية العظمى من الشعب الصيني ويجب على الحزب إعلان الراية التى سيرفعها والطريق التي سيسير فيها والعقلية التي سينفذ بها مهمته والمهمة التاريخية التي سيتحملها والهدف الذي سيحققه، وإجراء تحليل كامل وتقييم دقيق للظروف الوطنية والدولية، والظروف الخاصة بالحزب، في ظل الأوضاع الراهنة.

وشهدت الأعوام الخمسة الماضية منذ عُقد المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني، تطورات استثنائية في تنفيذ المفهوم الجديد للتنمية وتعميق الاصلاحات وتعزيز حكم القانون وتعزيز دور الحزب فيما يتعلق بالعمل الأيديولوجي، وكذا تعزيز بناء حضارة بيئية ودفع تحديث الدفاع الوطني والجيش والمضي قدماً فى دبلوماسية الدولة الكبيرة التى تتخذها الصين.وعملالحزب أيضاً على تعزيز الانضباط، واكتسبت الحرب على الفساد قوة دفع هائلة.

وعلى الرغم من تحسن مستويات معيشة الشعب، فقد نبه الزعيم الصيني إلى أن رغبة الشعب في حياة أفضل تتنامي باستمرار: من تحسين التعليم إلى زيادة الدخول، ومن وظائف أكثر استقراراً إلى ضمان اجتماعي يمكن الاعتماد عليه على نحو أكبر، وخدمات طبية أرقى، وظروف معيشية أفضل، وبيئة أكثر جمالاً، وحياة ثقافية أكثر ثراءً. ويتعين على الحزب بكامله مواجهة أكبر الحقائق وهي أن الصين لا زالت في المرحلة الأولى من الاشتراكية، وتعمل بدقة على الإمساك بخصائص المرحلة والتمسك بالخط الأساسي للحزب الشيوعي الصيني. وتقف التنمية الصينية في نقطة بداية تاريخية جديدة، وأن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية قد دخلت إلى مرحلة جديدة من التنمية.

وتشير مخرجات حلقة النقاش وتصريحات القادة الصينيين إلى أن المؤتمر الوطني المقبل للحزب سيعطي زخماً ودفعة قوية لمبادرة "الحزام والطريق"وهي خطة طموحة اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013 لتحسين التعاون مع الدول في آسيا وأوروبا وأفريقيا من خلال إنشاء مشروعات وشبكات بنية تحتية مشتركة لتعزيز الترابط. وسيدفع المؤتمر أيضاً "حلم الصين" وهو برنامج سياسي واقتصادي اجتماعي لتحسين معيشة الشعب.ويمنح الجميع فرصةً لتحقيق التنمية الذاتية والإسهام في المجتمع.ويكفل حق الناس في المشاركة والتطور علي قدم المساواة، ويكفل العدالة الاجتماعية والإنصاف، ويضمن إفادة نتائج التنمية كلَ فرد، ويسهم في إحراز تقدم مطرد نحو الرخاء المشترك.

ومن المتوقع أن يجدد المؤتمر الوطني للحزب الالتزام بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها.لأن الصين حققت على مدى 40 عاماً ماضية إنجازات لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية. وترى القيادة الصينية ضرورة اتباع هذا الطريق، والاستمرار في مواكبة العصر، وتوسيع طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية،وتمثل الأخيرة وحدة جدلية بين المنطق النظري للاشتراكية العلمية والمنطق التاريخي للتنمية الاجتماعية. والاشتراكية العلمية متجذرة في الصين، وتعكس إرادة الشعب الصيني وتتكيف مع متطلبات التنمية والتقدم الوطنيين. وعلاوة علي ذلك، فإنها السبيل الوحيد لبناء مجتمع رغيد الحياة بشكل شامل، وتعزيز التحديث الاشتراكي، وتحقيق التجديد الوطني.

وأخلص إلى أن هذا المؤتمر سيُعقد في ظل ظروف محلية ودولية مغايرة للتي التأم في ظلها المؤتمر الوطني الـ18 للحزب لذلك سيخرج هذا المؤتمر بقرارات استثنائية ترسم ملامح خطة عمل الحزب والدولة خلال السنوات الخمس المقبلة وسيكون لها انعكاستها على الصعيد الدولي لأن اقتصاد الصين صار أكثر ارتباطاً بالاقتصاد العالمي في ظل العولمة وتحرير التجارة العالمية رغم تنامي نزعة الحمائية، كما أن دور الصين بات مطلوباً للإسهام في إيجاد حلول لعدد من القضايا الساخنة في الساحة الدولية نظراً لما تجده من قبول واسع في العالم.

-----------------------------------------------

 الآراء الواردة في المقال تعكس آراء الكاتب فحسب، و ليس الشبكة