مقالات من المجلة | قمة بريكس في شيامن

الوقوف على المستوى الاستراتيجي والتاريخي لإسهام قوة بريكس في حوكمة العالم- قراءة شخصيات مشهورة للخطاب الرئيسي في منتدى دول بريكس للصناعة والتجارة

2017-09-05 12:41

  افتتح في الثالث من سبتمبر 2017، منتدي دول بريكس للصناعة والتجارة في مدينة شيامن، والقى فيه الرئيس الصيني شي جين بين الخطاب الرئيسي الذي أثار اهتماما وساع النطاق في جميع أنحاء العالم. نقدم هنا لقراءة شخصيات مشهورة متخصصة لها باع طويل في مجال دراسات بريكس، لنساعد القراء على فهم خطاب الرئيس شي من منظور مختلف.

إصلاح وإبتكار، تسامح وتعاون واستقبال حار لـ"العقد الثاني الذهبي" لدول بريكس

خه وي ون

كبير الباحثين بمجموعة مستشاري العولمة والصين، وكبير الباحثين بأكاديمية تشونيانغ للاقتصاد والمال بجامعة رنمين الصينية

  ألقى الرئيس الصيني شي جين بين خطابا في افتتاح منتدي دول بريكس للصناعة والتجارة، طرح فيه أفكارا هامة لدول بريكس لتبحث معا في مجالات الإصلاح والإبتكار والتنمية، وللسعي إلي تطور أكبر في "العقد الثاني الذهبي" من خلال التعاون والتسامح والانفتاح.

  في السنوات الأخيرة، ومع الصعوبات التي واجهتها ثلاث دول من مجموعة بريكس، هي روسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا، تحدثت وسائل إعلام غربية عن "تلاشى بريكيس". بيد أن الصعوبات وتباطؤ النمو أمر مؤقت، فقوة التنمية لدول بريكس لم تتغير.

الحقيقة أن دول بريكس الخمس تحتاج كلها إلى مواكبة الأوضاع والاتجاهات الجديدة للاقتصاد العالمي، والتمسك بالإصلاح والابتكار وتنمية الصناعات الذكية وشبكة الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات، وغيرها من التقنيات والمنتجات الجديدة. ينبغي لدول بريكس أن تنسق فيما بينها في السياسات الكلية والتعاون والتقدم المشترك، الأمر الذي يجعل دول بريكس الخمس تحقق تطورا أكبر.

وفي ظل التيارات المناهضة للعولمة والسياسات الحمائية التي ظهرت في العالم حاليا، يتعين على دول بريكس أن تنسق مواقفها المختلفة وأن تحافظ بثبات على نظام التجارة المتعدد الأطراف والعولمة.

يجب على دول بريكس أن تخطو خطوة كبيرة على طريق البحث المشترك في سبل جديدة للعولمة مع الدول النامية والمتقدمة. العولمة التي نقصدها هنا تعني التسامح وومعرفة الفروق والاهتمام بالكفاءة والعدالة، والعمل على تقليل فجوة الدخل بين الدول المختلفة وفي داخل الدولة ذاتها. في هذا الصدد، ستلعب آليات بريكس دورا تاريخيا هاما للغاية. لذلك، يتعين على دول بريكس أن تغتنم الفرصة التي يتيحها نمط "بريكس+" وتجذب المزيد من الدول النامية والاقتصادات الناشئة للمشاركة فيها، وتتعاون مع المزيد من القوى، وتعكس مصالحها ومتطلباتها على خير وجه، حتى تكون منصة عالمية في حوكمة الاقتصاد العالمي.

إجابة صائبة للتساؤلات والشواغل، وارتفاع ثقة العالم في بريكس

وانغ ون

الرئيس التنفيذي لأكاديمية تشونغيانغ بجامعة رنمين الصينية

  قدم خطاب الرئيس شي جين بينغ شرحا رائعا حول دول بريكس. العبارة التي أعجبتني كثيرا أن مجموعة دول بريكس لا تريد تحريك قطعة الجبن الخاصة بالآخرين، وإنما تتطلع إلى العمل معا لصنع كعكة أكبر للعالم.

قدم شي جين بينغ إجابة للعالم، خاصة وأن الدول الغربية  لديها قلق وشكوك من أن دول بريكس مازالت ذات طابع ثوري يقير اضطرابات ويسعى لإسقاط النظام الدولي الذي قام بعد الحرب العالمية الثانية.

وبمعنى ما، فإن الإجابة الصائبة للرئيس شي سترفع ثقة العالم في دول بريكس أكثرمما يساعد على تنمية مستقبل دول بريكس.

الرئيس شي جين بينغ، وضع أيضا أساس التعاون لدول بريكس، وإطار البناء الكامل لها. واقعيا، هذا يعني أن بحث نمط  "بريكس+" بدأ ينضح.

في هذه القمة، وجهت الدعوة لزعماء خمس دول، هي: مصر وغينيا والمكسيك وطاجيكستان وتايلاند لحضور اجتماعات القمة. وهكذا، تظهر الصين بالأعمال الواقعية أن آلية "بريكس+" تقدم منصة للتعاون المنفتح مع الكثير من الدول النامية، وتدفع تحقيق مصالح التنمية المشتركة.

الأهم هو أن الرئيس شي دحض نظرية "تلاشى بريكس".من هذا المنظور، فإن خطاب الرئيس شي يجعل قمة شيامن لقاء تاريخيا، مما يدفع دول بريكس إلى المزيد من التطور.

شروح جديدة لروح بريكس

فانغ تشين هوي

نائب رئيس المجموعة الصينية للنشر الدولي

  استمعتُ جيدا للخطاب الرئيسي الذي ألقاه الرئيس شي جين بينغ في منتدي دول بريكس للصناعة والتجارة، فتأثرت به تأثرا عميقا في الجوانب الثلاثة التالية:

أولا: مسؤولية الدولة الكبيرة

  يتمتع الرئيس شي برؤية عميقة للمشاكل التي تواجه العالم ودول بريكس، كما تجلى ذلك في خطابه، فهو يواجه المشاكل ويسعى إلى حلها، وتلك مسؤولية جديدة، تجمع بين حل المشكلات الذاتية ومشكلات دول بريكس والعالم كله. إن هذا مفيد للصين والعالم أجمع، ويبرز مسؤولية الدولة الكبيرة جدي، ويختلف عن بعض الدول التي تسعى لمصالحها الذاتية فقط.

  في خطابه، أكد الرئيس شي على أن سلام وأمن العالم "مسؤولية دول بريكس". إن هذا الوعي من دولة كبيرة مثل الثين يدفع تطور بريكس مستقبلا إلى مستويات عالية جديدة.

ثانيا:رؤية العالم كله

  أشار الرئيس شي في خطابه إلى أن منظور تطور تعاون دول بريكس لهبعدان مهمان، وأن روح بريكس لها ثلاثة جوانب هامة. وعبر الرئيس شي عن آمال أربعة في خلق "العقد الثاني الذهبي" لتعاون بريكس. وقد شعرتُ عميقا برؤية الرئيس شي الواسعة للعالم من خلال خطابه هذا.

  هذه الرؤية العاقلة للعالم، وهي أساس نظرية "المصير المشترك للبشرية" التي يدعو إليها الرئيس شي، لا تلعب دورا كبيرا في تنمية تعاون دول بريكس فحسب، وإنما أيضا تفيد نظرية حوكمة العالم وتطبيقها.

ثالثا: الإحساس بحياة الشعب

  يعكس خطاب الرئيس شي إحساسه العميق بحياة الشعب، وهو لا يحمل في قلبه سعادة الشعب الصيني فحسب، وإنما أيضا سعادة كل شعوب العالم.

  في منتدي دول بريكس للصناعة والتجارة، ذكر الرئيس شي معاناة الشعب غير مرة، فاهتزت مشاعري. وأنا على ثقة من أن كل من سمع خطاب الرئيس شي تأثر به تاثرا بالغا.

اختتم الرئيس شي خطابه بعبارة: "لنجعل إنجازات تعاوننا في مصلحة شعوب دول بريكس الخمس، ولنجعل سعادة وسلام العالم والتنمية لمصلحة شعوب كافة الدول. إن إحساس الرئيس شي بحياة الشعب يجلب السعادة للشعب الصيني ولشعوب العالم كافة.