صور الأخبار | قمة بريكس في شيامن

السفير المصري لـشبكة الصين: مصر تتطلع للانضمام إلى بريكس

2017-09-01 12:33

 

28 أغسطس 2017/ شبكة الصين/ قال السفير المصري لدى بكين إن بلاده من الدول ذات الثقل بين الدول النامية وفي منطقة الشرق الأوسط، وتسعي للانضمام إلى المجموعة في المستقبل خاصة وأنها تري أن أهداف تكتل بريكس تلعب دوراً كبيراً في تعزيز الشراكة والتعاون بين دول الجنوب وتحسين الحوكمة العالمية وأن يكون للدول النامية صوت أكبر على المستوى الدولي.

وأكد أسامة المجدوب خلال لقاء خاص مع موقع /شبكة الصين/ الإخباري على أن مصر تحرص على الانضمام إلى التجمعات الإقليمية والدولية التي تهدف إلى إعطاء صوت أكبر وإتاحة فرصة مشاركة أوسع للدول النامية وإصلاح الاقتصاد العالمي وجعله أكثر عدالة. مشيرا إلى أنه لتحقيق هذا الهدف اتخذت مصر خطوات واضحة لإصلاح اقتصادها وفق خطة علمية مدروسة، منها الرفع التدريجي للدعم عن الوقود والكهرباء وضريبة القيمة المضافة التي كان لها أثر إيجابي على الموازنة العامة للدولة، والتي ستُوجه للإنفاق على التعليم وبرامج الحماية الاجتماعية، مما يضع أسسا قوية للنمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي في نفس الوقت، إضافة إلى إصدار قانون الاستثمار الجديد الذي يهدف إلى جذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر وتيسير خطوات إقامة المشروعات الاستثمارية. كما تهتم مصر كذلك بوضع الأسس القوية للنمو الاقتصادي مثل مشروعات البنية التحتية التي تتعاون فيها مع الجانب الصيني بشكل واضح. وتعمل علي زيادة مصادر الدخل الحالية مثل قناة السويس والسياحة وخلق مصادر جديدة من خلال تشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية وتشجيع إقامة المشروعات خاصة الصغيرة والمتوسطة.

وذكر المجدوب أن تكتل بريكس نجح في تحقيق العديد من أهدافه منذ نشأته في عام2006، حيث زاد إسهام دول بريكس في نمو الاقتصاد العالمي لقراب 50%، كما أصبح لمجموعة بريكس صوت مسموع في المؤسسات المالية الدولية وصندوق النقد الدولي، ويساعد التنسيق بين دول المجموعة في الأمم المتحدة ومجموعة العشرين على دعم دور الدول النامية في هذه المحافل. كما أنشأت دول المجموعة"بنك التنمية الجديد" لتمويل مشروعات التنمية في دول المجموعة برأس مال مبدئي50 مليون دولار لدعم التنمية في دول المجموعة، وقال"هذه النجاحات التي تحققت دفعت الصين للتفكير في توسيع المجموعة مستقبلاً وضم المزيد من الدول النامية إليها وإنشاء"بريكس بلس". ولا شك أن كل هذه النجاحات التي تحققت منذ نشأة المجموعة توسع دورها وتزيد من حرص مصر على توثيق التعاون معها، والمشاركة المصرية على هامش القمة الحالية قد تكون خطوة تمهيدية لانضمام مصر إلى دول المجموعة مستقبلاً.

وأشار المجدوب إلى أن مصر حريصة على المشاركة في اجتماع القمة المرتقبة في مدينة شيامن، لأهميتها في تعميق التعاون بينها وبين دول المجموعة وأيضاً التعاون من أجل تحقيق الأهداف الإنمائية لخطة التنمية المستدامة2030 التي وضعتها الأمم المتحدة، وقال"من ناحية التنمية الاقتصادية الداخلية، ففي الوقت الذي تسعي فيه مصر إلى إنعاش اقتصادها ودفع عملية التنمية وجذب الاستثمارات وإصلاح الميزان التجاري من خلال تشجيع التصدير، فإن تعميق تعاونها مع دول الكتلة سيساعدها على تحقيق هذه الأهداف كما يساعدها علي تنفيذ (رؤية مصر2030) وأيضاً طرح الفرص الاستثمارية والتنموية في مصر على دول المجموعة. وعلى صعيد العلاقات مع دولة الصين الصديقة، فإن مشاركتها في هذه القمة تسهم في توطيد الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي بدأت بين البلدين منذ عام2014 خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الصين، كما سيعزز تواجد حضور مصر للقمة الحالية التعاون القائم بالفعل بين مصر والصين في إطار مبادرة الحزام والطريق". منوها إلى أن مصر تربطها بجميع الدول الأعضاء في مجموعة البريكس علاقات صداقة وتعاون قوية ومصالح مشتركة عديدة، وتشارك معها في السعي لتحقيق نفس الأهداف مثل العمل على أن يكون للدول النامية تمثيل أكبر وصوت مسموع في المحافل الدولية وإنعاش الاقتصاد العالمي ومكافحة التوجهات الحمائية والتعاون في مكافحة الإرهاب.

وحول اهتمام الصين بالدول النامية، قال المجدوب إن الصين تهتم في القمم التي تستضيفها أو ترأسها بتوسيع مشاركة الدول النامية في مختلف التجمعات الإقليمية والدولية كما في قمة العشرين العام الماضي عندما وجهت الدعوة إلى العديد من الدول النامية للمشاركة فيها. مؤكدا على أن مصر تولي أهمية كبيرة لمشاركتها في حوار اقتصاديات الأسواق البازغة والدول النامية المنعقد على هامش قمة"بريكس".

منوها إلى أن توجيه الدعوة إلى مصر للمشاركة في القمة الحالية هو أيضاً بمثابة تقدير للخطوات الجادة التي تتخذها مصر على صعيد الإصلاح الاقتصادي. والصين تحرص دائماً على توجيه الدعوة لمصر في العديد من المؤتمرات التي ترأسها أو تستضيفها للمشاركة سواء على المستوي الرئاسي أو الوزاري وأيضاً على مستوي الخبراء وكبار المسؤولين. وهذا يرجع إلى المستوي غير المسبوق من التقارب الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة، كما تقدر الصين أهمية مصر كدولة محورية في إفريقيا والشرق الأوسط خاصة مع وجود قناة السويس ذات الأهمية الكبيرة للتجارة العالمية، وأهميتها أيضاً بالنسبة لمبادرة الحزام والطريق التي رحبت مصر بالانضمام إليها منذ طرح فكرتها.

وحول أهمية موقع مصر في الربط بين"الحزام والطريق" من جهة، وبين توسيع آليات تعاونها مع الدول الأعضاء في مجموعة بريكس، قال المجدوب إن مصر تتميز بموقعها على المسارين البري والبحري لاستراتيجية الحزام والطريق، حيث توجد بها قناة السويس الشريان المهم للتجارة الدولية والصين هي أكبر مستخدم للقناة، كما أن مصر بوابة إفريقيا سواء من الناحية الجغرافية أو من ناحية التجارة والاستثمار فمصر عضو في التجمعات التجارية الإفريقية مثل الكوميسا والساداك الأمر الذي ييسر دخول المنتجات المصرية والسلع المنتجة في مصر إلى أسواق هذه الدول، ما يعطي ميزة مهمة للاستثمارات في مصر. مشيرا إلى أنه من خلال التعاون مع مصر، يمكن لدول بريكس أن تعمق تعاونها مع الدول العربية والدول الإفريقية.

وفيما يخص التعاون بين مصر والصين، شدد السفير المصري على مواصلة تعميقه بفضل إدراك البلدين لأهمية هذا التعاون في تحقيق مصالحهما المشتركة والكسب المشترك لكليهما وهو ما ينعكس إيجاباً على المحيط الإقليمي أيضاً. مشيرا إلى آليات التعاون على مستويات عديدة بين مصر والصين، وقال"على المستوى الثنائي تم توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الصين عام2014، وهناك آليات تعاون على المستوى الإقليمي مثل منتدى التعاون الصيني العربي والذي يتم في إطاره تنظيم معرض الصين والدول العربية في مقاطعة نينغشيا كل عامين ومصر هي ضيف الشرف للمعرض في دورته الحالية. أما على المستوي الإفريقي فهناك منتدى التعاون الصيني الإفريقي، والتعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق، كما تحرص الدولتان على التعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك مثل مكافحة الإرهاب". مؤكدا على أن المشاركة المصرية في القمة الحالية ستساعد على تعميق هذا التعاون.

واختتم السفير المصري أسامة المجدوب حديثه لشبكة الصين بالتأكيد على أن استضافة الصين خلال عام واحد لقمة البريكس ومنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي يؤكد حرصها على تعميق تعاون المنفعة والكسب المشترك ضمن جهوده الحثيثة في مواجهة التحديات الجديدة التي يواجها عالم اليوم. كما أن رئاسة الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، للدورة الحالية لقمة دول بريكس تحت شعار"بريكس: شراكة أقوى لمستقبل أفضل"، تعطي المجموعة زخماً قوياً وقوة دفع واضحة لمعالجة العديد من المشكلات، حيث أصبحت مجموعة البريكس تكتلاً اقتصادياً مهماً له ثقله في الاقتصاد العالمي ومن أهم محركاته التي ساعدته على التخلص من الركود الذي أعقب الأزمة المالية العالمية.