أخيار متجددة | منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي

صفحة جديدة لـ "الحزام والطريق"

2017-05-16 10:06

 

وانغ ون

في الرابع عشر من مايو 2017، افتتح منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في بكين، حيث ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ الكلمة الرئيسية في حفل الافتتاح، الأمر الذي لفت أنظار العالم.

مبادرة "الحزام والطريق" مبادرة جديدة للتعاون طرحتها القيادة الصينية في وقت يشهد فيه النظام الدولي تغيرات عميقة ومعقدة. المبادئ التي تقوم عليها مبادرة "الحزام والطريق" هي التشاور المشترك والبناء المشترك والاستفادة المشتركة، وهي مبادرة تتفق مع دفع العولمة، والتعددية القطبية في العالم، والرقمنة الاجتماعية، والتنوع الثقافي، والتيار العصري المتمثل في الترابط والتواصل، والتكاتف والتكامل، والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك بين مختلف الدول، لتوفير القوة الصينية والمنصة الصينية والحكمة الصينية لحل مشكلات وتحديات التنمية  العالمية، انطلاقا من خبرات الصين.

 منذ أن طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة "الحزام والطريق" في خريف عام 2013، حقق بناء "الحزام والطريق" ثمارا وافرة بفضل الجهودالمبذولة من قبل كافة الأطراف المشاركة. لذا، سوف يسجل منتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي صفحة جديدة لبناء "الحزام والطريق".

روح طريق الحرير تزيل "العجز" في الواقع

في الكلمة الرئيسية للمنتدى، أشار الرئيس شي جين بينغ إلى المغزى التاريخي والواقعي لروح طريق الحرير ومبادرة "الحزام والطريق". إن روح طريق الحرير التي تتمحور حول التعاون السلمي، والانفتاح والسامح، والتعلم المتبادل، والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك، كانت تاريخيا مصدرا هاما للتعاون بين الشرق والغرب والاندماج الحضاري والثقافي والتعلم المتبادل في المجال الفكري والازدهار والتنمية، كما أنها القاعدة الفكرية لهذا العصر المتسم بالتنمية الكبيرة والتغير الكبير.

قال الرئيس شي جين بينغ إنه في عالم اليوم الذي تنقصه القوة المحركة الجديدة للتنمية الاقتصادية، وتشتد فيه الاضطرابات الإقليمية، وينتشر الإرهاب، هناك هوة واسعة بين العجز في السلام والتنمية والحوكمة، وما يسود التاريخ طريق الحرير من التعاون والفوز المشترك والامتزاج الحضاري والتعايش العرقي والتعلم المتبادل في مجال الفكري والتنمية والازدهار.

 لذا، من أجل مواجهة هذه التحديات، على مختلف الدول استلهام الحكمة من روح طريق الحرير والتعاون في بناء "الحزام والطريق".

"الترابط في خمسة مجالات" يسد  ثغرة التنمية

من خلال روح "التعاون السلمي"، و"الانفتاح والتسامح"، و"التعلم المتبادل"، و"المنفعة المتبادلة والفوز المشترك"، يحقق بناء الحزام والطريق ثمارا مرحلية في تحقيق "الترابط في خمسة مجالات" هي: السياسات، ومرافق البنية التحتية، والتجارة، ورأس المال، وقلوب الشعوب، لتحويل النظرية إلى واقع ودخول مرحلة جديدة للتعاون الواقعي.

الترابط في السياسات ضمان هام لبناء "الحزام والطريق". يساعد في زيادة الثقة المتبادلة وبناء آليات التنسيق. أشار الرئيس شي جين بينغ إلى أن الصين تعمل على دفع التكامل بين استراتيجيات التنمية بين الدول على طول "الحزام والطريق".

ترابط مرافق البنية التحتية هو مجال ذو أولوية في بناء "الحزام والطريق". تعاني بعض الدول على مسار "الحزام والطريق" من نقص مرافق البنية التحتية، أو تقادم تلك المرافق، الأمر الذي لا يناسب إجراءات التعاون في البناء بين الصين وهذه الدول. تسعى الصين في التعاون مع هذه الدول لبناء شبكة بنية تحتية عابرة لحدود الدول، وقد حققت ثمارا أولية، تخدم شعوب هذه الدول.

الترابط في التجارة مضمون هام في بناء "الحزام والطريق". تعمل الصين على دفع تسهيل التجارة والاستثمار، وإزالة الحواجز التجارية والجمركية، لخلق بيئة تجارية مؤاتية للتعاون الاقتصادي في بناء "الحزام والطريق".

الترابط في رأس المال هو الدعم الثابت لبناء "الحزام والطريق".  تعمل الصين على دفع التعاون بين الهيئات المالية لتشكيل شبكة تعاون مالي وتوفير بيئة مالية جيدة لبناء "الحزام والطريق".

الترابط بين قلوب الشعوب هو الأساس الإنساني لبناء "الحزام والطريق". يحتاج بناء "الحزام والطريق" إلى الدعم والفهم الكامل من شعوب الدول والمناطق. وكما أشار الرئيس شي جين بينغ، فقد بنت الصين مع مختلف الدول منصات للتبادل والاندماج بشكل أولي من خلال إجراء الفعاليات والتعاون في التجارة والثقافة والتعليم والتكنولوجيا والسياحة والصحة وغيرها من المجالات.

 التصميم العظيم في خمسة مجالات

في الكلمة الرئيسية، أكد الرئيس شي جين بينغ على ضرورة بناء طريق السلام، وطريق الازدهار، وطريق الانفتاح، وطريق الابتكار، وطريق الحضارة، وطرح خمسة اقتراحات لبناء "الحزام والطريق".ومن أجل تنفيذ هذه الاقتراحات الخمسة، علينا بذل الجهود في خمسة مجالات لتعميق التعاون والبحث عن الفوز المشترك.

يعد الترابط في البنية التحتية أساسا للتنمية، لذا، يجب بناء البنية التحتية أولا، لتحقيق الارتباط والتواصل بدون عوائق مع العالم.ويعد التعاون المالي ضمانا لتحقيق التنمية، فيجب تعزيز التعاون المالي وبناء شبكة مالية عبر الحدود.ويعد التعاون التجاري قوة دفع للتنمية.ينبغي الارتقاء بمستوى التبادل التجاري، لتوفير مزيد من التسهيلات للتبادل التجاري ودفع التنمية التجارية والاقتصادية الكبيرة. ويعد التعاون الابتكاري محركا للتنمية، فيتعين إعداد الأكفاء الممتازين، لإضافة قوة محركة جديدة للتنمية الابتكارية في بناء "الحزام والطريق". ويعد التعاون الإنساني "زيت التشحيم" للتنمية. فيجب تعزيز التعاون في مجالات التعليم والثقافة، والتكنولوجيا، والسياحة، والصحة، والإغاثة من الكوارث، ومساعدة الفقراء وغيرها من المجالات الإنسانية.

آفاق واسعة في التطبيقات الدولية

تهدف الصين إلى تقاسم ما جاءت به تنميتها من الفرص الواسعة مع العالم، من خلال طرح مبادرة "الحزام والطريق"، التي تواكب تيار العصر، وقواعد التنمية، وتتفق مع مصالح شعوب العالم، فتتمتع بآفاق واسعة.

. وعلى أساس الآليات الحالية، سوف تظهر الصين مثابرتها على المبادرة من خلال الأفعال الواقعية.

على أساس "المبادئ الخمسة للتعايش السلمي"، أعلنت الصين أمام العالم أنها "لن تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ولن تصدر النظام الاجتماعي ونمط تنميتها، ولن تسير في طريق اللعبة الجيوسياسية القديم، ولن تشكل كتلة صغيرة تضر بالاستقرار".

وفي المستقبل، سوف تعمل الصين على تعميق آليات التعاون لبناء "الحزام والطريق"، وتعزيز التعاون الواقعي، بما فيها التعاون في مجالات النقل والمواصلات، والبنية التحتية، والطاقة، والاتصالات، والجمارك، والتجارة، والصناعات الإلكترونية، والبحار، والاقتصاد الأخضر وغيرها.

التعاون والتنمية لخلق مستقبل أفضل  

تتفق مبادرة "الحزام والطريق" مع متطلبات العصر واحتياجات التنمية لمختلف الدول، والتنمية والتعاون هما مضمونها الرئيسي.فمن جانب، تتحمل الصين المسؤولية كدولة كبيرة، وتبحث عن حلول للمشاكل العالمية والإقليمية.ومن جانب آخر، تجمع مبادرة "الحزام والطريق"، بصفتها منصة مفتوحة وتكاتفية وتشاركية، القوة من مختلف الدول معا، لإيجاد نمط جديد للتنمية والتعاون، وتحقيق الازدهار المشترك.

في الوقت الحالي، تتوسع "دائرة الأصدقاء" لمبادرة "الحزام والطريق"، ويزداد الإجماع الدولي حولها. فلا يمكن مواجهة التحديات وتحقيق التنمية، وخلق العالم الجديد المزدهر إلا بالجهود المشتركة من مختلف الأطراف.

--

 وانغ ون، الرئيس التنفيذي لمعهد تشونغيانغ للدراسات المالية في جامعة رنمين الصينية