أخيار متجددة | منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي

جسر عابر لآسيا وأوروبا

2017-02-28 14:42

في السابع من سبتمبر عام 2013، ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ كلمة في جامعة نزار باييف في كازاخستان استرجع خلالها ذكريات طريق الحرير القديم، وطرح مبادرة البناء المشترك لـ"الحزام الاقتصادي لطريق الحرير".

قال شي: "تقع بلدتي في مقاطعة شنشي في بداية طريق الحرير. عندما أقف هنا وأسترجع التاريخ، يبدو كأنني أسمع رنين أجراس قوافل الإبل بين الجبال وأرى تصاعد الدخان في الصحراء. كل ذلك يجعلني أشعر بكثير من المودة والحنين." اليوم، تحل أصوات صافرات القطارات وأزيز الطائرات محل رنين أجراس قوافل الإبل وتصاعد الدخان في هذا الطريق، الذي يسجل تاريخ تبادلات الحضارات البشرية ويربط بين آسيا وأوروبا. شيآن، حاضرة مقاطعة شنشي، باعتبارها بداية طريق الحرير القديم، تبذل جهودها في دفع الخدمات اللوجستية الدولية بين آسيا وأوروبا، بالتعاون مع المدن على طول طريق الحرير.

تقليل وقت النقل بنسبة الثلثين

في مارس 2016، انطلقت طائرة محملة بالسلع الأوروبية من أمستردام، وهبطت في مطار شيانيانغ الدولي بمدينة شيآن. هذا الخط الذي يربط بين قارتي آسيا وأوروبا، هو أول خط مباشر للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود عن طريق النقل البري والنقل الجوي. وفي نفس الشهر، بدأت مقاطعة شنشي تشغيل خط مباشر بين شيآن وألما آتا، وهو ممر جوي جديد يساهم في زيادة تعزيز التبادل والتعاون بين مقاطعة شنشي ومنطقة آسيا الوسطى.

تشن جيان مين، وهو مسؤول في شركة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود تتعامل مع السلع الأوروبية على هذا الخط المباشر، قال: "منتجات العناية بالبشرة والمواد الغذائية والمنتجات الإلكترونية وغيرها من السلع ذات القيمة العالية والتي يكون عامل الوقت هاما وحساسا بالنسبة لها، هي الأكثر احتياجا للنقل الجوي. قبل افتتاح الخط المباشر، كانت هذه السلع تصل إلى بكين أو قوانغتشو أو تشونغتشينغ أولا، قبل نقلها إلى شيآن، وهذه العملية تستغرق أكثر من ست وتسعين ساعة. نمط النقل الدولي المتمثل في "المخزن الخارجي+ النقل البري والجوي المشترك"؛ ونقل سلع الدول الأوروبية إلى هولندا بخط بري يستغرق عشر ساعات، ونقل السلع من هولندا إلى شيآن بخط جوي يستغرق 11 ساعة، ونقلها إلى أحواض السفن والقيام بإجراءات التخليص الجمركي يستغرق من ساعتين إلى ثلاث ساعات. وهكذا، تم اختصار وقت النقل من ست وتسعين ساعة إلى ثلاثين ساعة فقط."

 بفضل وجود ميناء جوي لوجيستي دولي في شيآن، سجل السيد تشن شركة التجارة الدولية في مركز الخدمات اللوجستية بجانب الميناء واستأجر مستودعا جمركيا مساحته خمسمائة متر مربع. قال: بهذه الطريقة  يوفر 30% من تكلفة العمل.

قال خه جيان، مدير لجنة إدارة الميناء اللوجستي الجوي الدولي في شيآن، إن هذا الميناء يتكون من خمس مناطق وظيفية: الحديقة اللوجستية المعفاة من الرسوم الجمركية، حديقة التجارة الإلكترونية لطريق الحرير، حديقة المستودع اللوجستي الجوي، منطقة توزيع السلع الجوية، منطقة خدمات الدعم التجاري، فضلا عن وجود ثلاث وعشرين شركة لوجستية تجارية، منها مؤسسة فونغشو ومؤسسة GLP. في السابع من يوليو 2016، أدرج الميناء اللوجستي الجوي الدولي في شيآن ضمن قائمة "الحدائق اللوجستية المثالية الوطنية" الأولى، وهذا يعني أن الميناء سوف يحصل على دعم وطني قوي في مجالات الاستثمار والتمويل واستخدام الأرض وغيرها.

قطارات الشحن عامرة ذهابا وإيابا

"منذ افتتاح خط الصين- أوروبا (آسيا)، تزداد السلع الصينية، وحاليا يبلغ عددها أكثر من خمسمائة نوع. ألما آتا مركز اقتصادي وثقافي في كازاخستان وهي أكبر مدينة في آسيا الوسطى. قالت يلينا، وهي صاحبة سوبر ماركت للسلع الصينية في ألما آتا: "الوجبات الخفيفة ومكسبات الطعم الصينية تنال إعجاب المحليين كثيرا، بجانب الشاي بالحليب وشاي أولونغ."

"خط الصين- أوروبا (آسيا الوسطى)"، تعمل عليه قطارات شحن سريعة من الصين إلى آسيا الوسطى وأوروبا، من أجل تعزيز التبادلات والترابط بين الدول على طول "الحزام والطريق" منذ إطلاق الصين مبادرة "الحزام والطريق" في عام 2013.

في التاسع عشر من مارس 2011، انطلق أول قطار شحن على خط الصين- أوروبا (آسيا الوسطى) من تشونغتشينغ إلى مدن آسيا الوسطى وأوروبا،  ثم وبدأت قطارات الشحن رحلاتها على نفس الخط من بتشنغدو وتشنغتشو ووهان وسوتشو وإيوو وشيآن وغيرها من ست عشرة مدينة صينية أخرى. حسب الإحصاءات، في عام 2016، بلغ عدد قطارات الشحن من الصين إلى آسيا الوسطى وأوروبا 1702، وبلغ عدد قطارات الشحن منآسيا الوسطى وأوروبا إلى الصين 572 قطارا.

قطار الشحن الذي ينطلق من شيآن على هذا الخط يحمل اسم "تشانغآنهاو"، وقام بأول رحلة له في الثامن والعشرين من سبتمبر 2013 من شيآن، ومر بمدن باوجى وأورومتشي وألاشانكو، ووصل إلى ألما آتا. هذا الخط يتكون من ستة قطاعات: شيآن- ألما آتا، شيآن- زم (كازاخستان)، شيآن- روتردام، شيآن- وارسو، شيآن- هامبورغ، شيآن- موسكو. السلع تحتوي على ست فئات: المواد الخام والآلات والمعدات وقطع الغيار الصناعية ومواد البناء والمواد الغذائية والمنتجات الصناعية الخفيفة، وهي مائتان وستة أصناف. في البداية، كان قطار الشحن ينطلق كل شهر، اليوم، ينطلق قطاران إلى ثلاثة قطارات كل أسبوع، تعمل في الاتجاهين.

في السادس والعشرين من مارس عام 2016، استوردت مؤسسة آيجيوي بمدينة شيآن ألفين وثلاثمائة طن من زيت بذور اللفت وزيت عباد الشمس من دوستكه (Duositeke) بكازاخستان، وعاد  قطار "تشانغآنهاو" محملا بالبضائع لأول مرة.

قال خه تشنغ، مدير مكتب شيآن لصندوق التكامل الدولي بكازاخستان: "في السابق، بسبب عدم التوازن بين الطلب والعرض، كان قطار " تشانغآنهاو" بعد أن ينقل السلع إلى الدول على طول طريق الحرير، يعود بسلع قليلة. لكن في الحقيقة، القمح وزيت الطعام والقطن والعسل والمواد المعدنية وغيرها من المنتجات العالية الجودة في منطقة آسيا الوسطى تتمتع بتفوق كبير في السعر والتنافس السوقي.

قالت ليو دونغ منغ، نائب مدير عام مؤسسة آيجيوي: "يبلغ سُمك التربة السوداء في كازاخستان 1ر2 متر، لذا فإن محاصيلها عالية الجودة. سوف تنشئ مؤسسة آيجيوي تعاونية زراعية مشتركة مع حكومة ولاية شمال كازاخستان خلال عام 2017، وسوف تزرع أنواعا جيدة من القمح واللفت على مساحة 5ر1 مليون مو(الهكتار يساوي 15 موا)، بحيث تتم زراعة المواد الخام والتصنيع الأولي في الخارج، ويتم التصنيع العميق في الصين." وأضافت: "انتهينا من بناء حديقة تصنيع المحاصيل الزراعية في كازاخستان، وبدأ تشغيلها. وقد رحبت حكومة ولاية شمال كازاخستان بهذا المشروع كثيرا. وقام رئيس الحكومة بضغط زر التشغيل بنفسه في حفل الافتتاح."

دفع تطور الأعمال اللوجستية بين آسيا وأوروبا

قال لو شان بينغ، نائب الرئيس التنفيذي لأكاديمية طريق الحرير بجامعة شمال غربي الصين: "مقاطعة شنشي تتمتع بأساس جيد لصناعة الطيران. مطار شيانيانغ في شيآن هو أحد أكبر  ثمانية مطارات في الصين. وبجانب ذلك، تقع شيآن في نقطة البداية لـ"الحزام والطريق"، شيآن تتوفر لديها ظروف ناضجة كثيرة لكي تكون "ممفيس" الصين. مدينة "ممفيس" تقع في جنوب شرقي الولايات المتحدة، وموقعها الممتاز يجعلها المركز اللوجستي لأمريكا الشمالية.

 قال ساكن، وهو مندوب مكتب بكين لهيئة تشجيع الصادرات والاستثمار بكازاخستان: "كان قد بلغ حجم التبادل التجاري الصيني- الكازاخي 25 مليار يوان (الدولار الأمريكي يساوي 9ر6 يوانات) في السنة، وهذا ليس الحد الأقصى، ويمكن زيادته أكثر. خط الصين- أوروبا (آسيا الوسطى) سوف يدفع ازدهار اقتصاد الدول والتعاون الاقتصاد الإقليمي على طول طريق الحرير، وسيعزز التعلم المتبادل بين الحضارات المختلفة، وهو شأن عظيم يأتي بالسعادة والرخاء لشعوب العالم."

قال ماسيموف كازيمو بيكام، نائب رئيس أكاديمية العلوم والمعلومات الدولية للأمم المتحدة لدى كازاخستان: "تقع مقاطعة شنشي في نقطة الترابط للجسر القاري الأوراسي. نمط الترابط بين الميناء البري والميناء الجوي يدفع التجارة الخارجية الصينية وتطور المدن الصينية." السيد بيكام متفائل جدا بدور ميناء الترابط الدولي في التجارة الدولية.

من أجل دفع تطور "الترابط بين الميناء البري والميناء الجوي"، يلعب كل من الميناء البري والميناء الجوي في شيآن دوره المميز على أساس التنمية المتناسقة والفوز المشترك، ويبحث عن اختراق جديد في المنافسة وسوق داخل آسيا وأوروبا، كي يبني منصة مشتركة جديدة للاقتصاد المنفتح.