أخيار متجددة | منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي

التفاح يقود التعاون الزراعي الصيني- الكازاخي

2017-02-28 14:42

في مزرعة للتفاح بمحافظة تشيانيانغ في مقاطعة شنشي، كنا نتابع بشغف السيد هو لينغ يون، أحد الفنيين المتخصصين في مجموعة هايشنغ بهذه المقاطعة الصينية، وهو يقوم بنثر مبيد حشري على أشجار قزم التفاح. السيد هو قال إن شنشي بها واحدة من عشر مزارع صداقة صينية- كازاخية للتفاح. وبفضل الميكنة والتقنيات الزراعية العالية، يقوم بضعة عشر فردا فقط بكل الأعمال في تلك المزرعة النموذجية، التي بها بساتين تفاح على مساحة حوالي ألف مو (الهكتار يساوي 15 مو)، وحاضنات البذور، فضلا عن خطوط تخزين للفاكهة ووحدات للتخزين المبرد.

 بالإضافة إلى هو لينغ يون، البالغ من العمر سبعة وعشرين عاما والحاصل على الماجستير في تخصص البستنة، يعمل في هذه المزرعة واحد وثلاثون طالبا جامعيا، منهم سبعة عشر طالب ماجستير.

التبادلات الزراعية وتجارة المنتجات الزراعية كانت من الأنشطة الاقتصادية الهامة على طريق الحرير القديم في العصور الغابرة. اليوم، ومع تطور التعاون الزراعي بين الصين والدول الأخرى، يتقدم التعاون الزراعي التقليدي، الذي تعد مزرعة الصداقة الصينية- الكازاخية للتفاح نموذجا له، إلى ذروته مرة أخرى.

 

صداقة تحت شجر التفاح

في سبتمبر عام 2013، خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى كازاخستان، قدم الرئيسان الصيني والكازاخي نور سلطان أبيشولي نزارباييف تعريفا بالتفاح الذي يُزرع في مسقط رأس كل منهما. وفي نفس الشهر، على هامش المنتدى الاقتصادي الأوروبي- الآسيوي الذي عقد في شيآن حاضرة مقاطعة شنشي، طرح رئيس الوزراء الكازاخي السابق ورئيس صندوق التكامل الدولي لكازاخستان سيرغي تيريشنكو مبادرة إنشاء مزرعة الصداقة الصينية- الكازاخية للتفاح في شنشي، وهي مسقط رأس الرئيس الصيني، وأخرى في ألما-آتا، وهي مسقط رأس الرئيس الكازاخي.

في أكتوبر عام 2016، عقدت الدورة الأولى للمؤتمر العالمي للتفاح في مقاطعة شنشي الصينية، حيث وقعت مجموعة هايشنغ بشنشي ومجموعة CITIC الصينية وصندوق التكامل الدولي لكازاخستان مذكرة تفاهم حول مشروع إنشاء مزرعة تفاح الصداقة الصينية الكازاخية، على أن يتم إنجاز مزرعة التفاح النموذجية على مساحة ألف مو في كازاخستان بحلول عام 2017.

تقع مزرعة تفاح الصداقة الصينية- الكازاخية في بلدة كاسكلين، مسقط الرأس للرئيس الكازاخي نور سلطان نزارباييف. تتميز المزرعة بسلسلة صناعية حديثة في الزراعة والمشاتل ومستودعات التخزين المبرد وتخزين الفاكهة.

يهتم الجانب الكازاخي بالتكنولوجيا العالية والتجارب الوافرة لمقاطعة شنشي في زراعة التفاح. تشتهر منطقة ويبي بمقاطعة شنشي بزراعة التفاح في العالم كله. تتجاوز مساحة مزارع التفاح بها عشرة ملايين مو، وكل سبع تفاحات في العالم من بينها واحدة من إنتاج شنشي. ومع تطبيق الصين مبادرة "الحزام والطريق"، تبذل مقاطعة شنشي أقصى جهودها لتعزيز التعاون والتبادل مع الدول الواقعة على طول "الحزام والطريق". وتشير البيانات من مصلحة الفحص والحجر الصحي بمقاطعة شنشي إلى أنه في الفترة من أول يناير حتى نهاية نوفمبر 2016، صدرت مقاطعة شنشي 2ر287 ألف طن تفاح قيمتها 283 مليون دولار أمريكي إلى أربع وستين دولة ومنطقة في العالم.

 

تضاعف إنتاج القمح

شنشي هي أكبر مقاطعة صينية منتجة للفواكه. إضافة إلى التفاح، تنتج شنشي ثلث إنتاج العالم من فاكهة الكيوي في العالم، وهي واحدة من أربع مناطق منتجة لنبتة "أبو صافية" في الصين، وتحتل المرتبة الرابعة في زراعة التمور الحمراء بالصين. وعلاوة عن ذلك، تشتهر مقاطعة شنشي بإنتاج وتصدير بقلة الماش والحنطة السوداء، وغيرهما من الأغذية التقليدية. تتمتع شنشي بتجارب وافرة وتقنيات حديثة في زراعة الفواكه، مما يتيح فرصة التعاون بينها وبين الدول الأجنبية.

منذ عام 2015، وبفضل مركز التعاون الزراعي الدولي في يانغلينغ، تعزز شنشي التعاون والتبادل مع الدول على امتداد "الحزام والطريق"، فأبرمت اتفاقات توأمة مع مقاطعة تشوي في قرغيزستان، تضمنت إنشاء أول مزرعة نموذجية للتعاون بين دول آسيا الوسطى، ووقعت الاتفاقية مع صندوق التكامل الدولي لكازاخستان حول المشاركة في بناء مزرعة نموذجية في كازاخستان.

قال رئيس جامعة سيفولين الكازاخية للتقنيات الزراعية، قوريش باييف: "بالنظر إلى الظروف الطبيعية لكازاخستان، نحتاج إلى زراعة محاصيل الحبوب التي تتحمل الجفاف وذات الإنتاجية العالية والتقنيات الحديثة الموفرة للماء والطاقة. لذا، نأمل توسع التعاون مع مقاطعة شنشي في الزراعة والعلوم الزراعية لإضافة قوة جديدة للزراعة الكازاخية."

وقال مدير مكتب صندوق التكامل الدولي لكازاخستان في شيآن، خه تشنغ، إن المزرعة النموذجية الحديثة في ألما- آتا التي بدأ بناؤها في عام 2015، حققت إنجازات أولية في عام واحد، حيث وصل إنتاج المو الواحد من القمح الشتوي رقم5   المقاوم للجفاف والصدأ إلى 319 كيلوغراما، بزيادة قدرها 28ر82% مقارنة مع المحاصل الزراعية المحلية في كازاخستان، فلقي هذا الصنف من القمح قبولا واسعا في كازاخستان.

المزرعة النموذجية الحديثة الصينية- الكازاخية التي تبلغ مساحتها مائتي هكتار، تتميز بنمط "المزرعة الواحدة والقواعد المتعددة". تقوم المزرعة بإدخال واختبار وتعميم وتسويق المنتجات الجديدة في مجالات المنشآت الزراعية وطرق الري الموفر للمياه وزراعة الحبوب الغذائية والفواكه والأشجار والزهور، وغير ذلك.

 

 

شاب قرغيزي ينقل البذور والتقنيات الصينية إلى بلاده 

يعمل الشاب القرغيزي بكيرمايركوفا في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة. اشترك بكيرمايركوفا في برامج تدريب المساعدات الخارجية في الصين عام 2015. أثناء جولة تفقدية له في إحدى المقاطعات الصينية الداخلية، قال بتأثر عميق إن مسقط رأسه منطقة داخلية وجافة وتنقصها الخضراوات الطازجة، راجيا أن ينقل التقنيات المتقدمة وبذور الخضراوات الطازجة إلى قرغيزستان.

معظم الدول الواقعة على طول "الحزام والطريق" تنتمي إلى الدول النامية، وتتطلع إلى تحسين منشآت الري بها ورفع قدرة الإنتاج الزراعي ومستوى التقنيات الزراعية. وفي نفس الوقت، تتمتع الصين بحضارة مزدهرة وتجارب وافرة في الزراعة وتربية المواشي في ظروف مناخية مختلفة، وخاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة. لذلك، تحتاج الدول الواقعة على امتداد "الحزام والطريق" إلى دراسة التقنيات الصينية الحديثة في المعدات الزراعية والصوبة الزراعية وطرق الحجر الصحي للمنتجات الحيوانية والنباتية، مما يوسع مجالات التعاون بين الصين وتلك الدول.

خلال الثلاث سنوات المنصرمة، أقامت شنشي أكثر من مائة وثلاثين فعالية تعاونية دولية في منطقة بيانغلينغ النموذجية، واستقبلت مائة وخمسين وفدا للاستطلاع والاستثمار، ضمت ألفا وخمسمائة شخص، منها أكثر من أربعين وفدا أجنبيا على مستوى الوزير فما فوق، مثل وفد رئيس ميانمار ثين سين، ووفد النائب الأول لرئيس الوزراء الكازاخي باكيتزان ساجينتاييف ساغينتاييف، وأكثر من خمسين وفدا زراعيا للشركات العالمية وأكثر من ستين وفدا دوليا للتعاون التقني.

بالاضافة إلى الإنجازات المذكورة أعلاه، تقوم منطقة يانغلينغ النموذجية للزراعة، باعتبارها قاعة تدريب المساعدات الخارجية في التقنيات الزراعية للمناطق الجافة، بتوسيع برنامج المساعدات الخارجية في البلدان النامية الأخرى، مثل برنامج السيطرة على بيئة الإنتاج الزراعي وبرنامج تقنيات الري في المناطق الجافة وبرنامج إدارة الاقتصاد الزراعي وبرنامج بناء المدينة الصديقة للبيئة، وغيرها من خمسة وأربعين برنامجا. وقد تم إنشاء مزرعة نموذجية بين الصين ومصر ومزرعة نموذجية بين الصين وفيجي ومزرعة للزراعة في المناطق الجافة بين الصين وبنين، وتجري الأعمال في هذه المزارع بصورة جيدة.