أخبار متجددة | 砥砺奋进的五年

مساعدة الفقراء بأساليب مختلفة

2016-11-01 09:00

يسكن يوي فو مين وزوجته في كشك صغير بالقرب من الطريق  رقم G40 بين مقاطعة شانشي ومدينة شانغهاي. الكشك مكدس بلإغراض كثيرة، فلا يكاد يوجد فيه مكان لقدم، ناهيك عن ضجيج السيارات الذي يهز أركانه.

ظروف صعبة

يوي فو مين، البالغ من العمر خمسين عاما، واحد من أبناء مدينة شانغلوه في مقاطعة شنشي. شانغلوه هي مصدر مياه الخط الأوسط لمشروع "نقل مياه الجنوب إلى الشمال"، وبها موارد معدنية وغير معدنية كثيرة، ولكن تأخر تنميتها جعلها واحدة من المناطق الفقيرة في الصين، إذ يعيش فيها 1% من فقراء الصين.

قال تشانغ يونغ بينغ، مسؤول لجنة التنمية والإصلاح في مدينة شانغلوه: "تتكون شانغلوه من حي واحد وست محافظات، مصنفة كلها ضمن المناطق الفقيرة. التخلص من الفقر أمر جد صعب."

من المعروف أن "التخلص من الفقر على نحو شامل" هدف تسعى الصين لتحقيقه خلال الخمس سنوات المقبلة، ويعد المهمة الأصعب على طريق إنجاز بناء مجتمع الحياة الرغيدة بعد خمس سنوات. تحقيق هذا الهدف يعني أن تتخلص 665 محافظة فقيرة وسبعون مليون فرد من الفقر بحلول عام 2020.

قال تشانغ يونغ بينغ: "كلما تأخرنا أكثر زادت المصاعب."

كان يوي فو مين يعيش في قرية وانغجيان، قبل أن تُضم قريته في ديسمبر عام 2014، مع قرية أخرى إلى حي شيايوان التابع لبلدة يانغيويخه. يبلغ عدد السكان حي شيايوان 2154 نسمة.

في نهاية عام 2015، بدأت بلدة يانغيويخه إجراءات لحصر عدد الفقراء، وجمعت البيانات الأساسية لجميع الأسر في القرى التابعة لها، وأنشأت قاعدة بيانات، وأعلنت العدد الإجمالي للفقراء. وبناء على ذلك، تم تحديد أربع وأربعين أسرة كهدف للتخلص من الفقر.

قال يوي شيويه فنغ، أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني لحي شيايوان: "تختلف ظروف كل أسرة عن الأخرى، فبعض الأشخاص معاقون، وبعضهم مسنون غير قادرين على العمل. وبعض الأسر تعرضت لمصائب كبيرة، ومساعدتهم على التخلص من الفقر عمل شديد الصعوبة. وفقا للسياسات الوطنية، سوف نساعدهم في التخلص من الفقر خلال السنوات الثلاث المقبلة."

حتى نهاية عام 2015، حددت مدينة شانغلوه 701 قرية فقيرة و9ر161 ألف أسرة فقيرة و2ر490 ألف شخص فقير، الأمر الذي وضع أساسا راسخا لتنفيذ برنامج التخلص من الفقر بدقة. وفي المستقبل، سوف يتم التخلص من الفقر بأساليب ملموسة متنوعة، وسيجري تقييم دقيق لأعمال 885 فرقة معنية بالقضاء على الفقر، يتم إرسالها إلى القرى الفقيرة.

وسائل التخلص من الفقر حسب الظروف

في عام 2000، بدأ يوي فو مين، إقامة صوبات بلاستيكية لزراعة الخضراوات. قال: "يبلغ عائد كل مو (المو يساوي 667 مترا مربعا) خمسة آلاف يوان (الدولار الأمريكي يساوي 7ر6 يوانات) سنويا. بسبب نقص قنوات التوزيع، لم تكن منتجات الصوبات البلاستيكية تباع بسعر جيد."

يوي فو مين، الذي يعاني من التهاب شعبي ومرض في قدمه مما يجعله غير قادر على ممارسة الزراعة، يعول أسرة من خمسة أفراد، كما أنه مسؤول عن إعالة أمه البالغة من العمر 82 سنة. وفي ظل هذه الظروف، مازال ابنه الكبير يبحث عن عمل، وما زالت ابنته تدرس في الجامعة. يبلغ دخله السنوي عشرة آلاف يوان، ولكن هذا الدخل قليل جدا بالنسبة لأسرة من خمسة أفراد.

في عام 2015، وبمساعدة الحكومة المحلية، بدأ يوي فو مين يزرع أشجار الجوز. قالت زوجته: "سوف تثمر بعد سنتين، وهي أمل أسرتنا."

وبجانب ذلك، يوفر فريق التخلص من الفقر فرصة تدريب تأهيلي لابن يوي فو مين لمساعدته في الحصول على وظيفة.

قال يوي شيويه فنغ: "أسرة يوي فو مين واحدة من أربع وأربعين أسرة سوف نساعدها على التخلص من الفقر، بوسائل محددة حسب أحوالها الواقعية. لن نكتفي بمساعدتهم من الناحية المادية فحسب، وإنما أيضا سنساعدهم في استيعاب مهارات كسب الرزق أيضا."

ينتهج برنامج التخلص من الفقر آلية المشروعات، بمعنى إقامة مشروعات تتناسب مع ظروف كل أسرة. يتولى فانغ شيو شن، مسجل البيانات في القرية، مساعدة كل أسرة فقيرة على اختيار وكتابة تفاصيل المشروع المناسب لها. قال: "بعضهم لا يعرف القراءة والكتابة، ولا يعرف اختيار أي مشروع. مهمتنا هي إرشادهم إلى الطريق السليم وفقا لأحوالهم الواقعية."

أوضح فانغ شيو شن أن أشجار الجوز التي زرعها يوي فو مين واحدة من "القطاعات الثمانية المميزة الكبيرة" في خطة حكومة شانغلوه للتنمية الزراعية المميزة، وتولي اهتماما كبيرا لتطويرها. سيتم تسويق المنتجات في أنحاء الصين عن طريق منصات التجارة الإلكترونية، وبذلك يمكن توسيع قنوات تسويق منتجات الفقراء وضمان عوائد لهم في المستقبل."

خلال "الدورتين" (دورة المجلس الوطني لنواب الشعب ودورة المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني) عام 2016، أشار رئيس مقاطعة شنشي، لو تشين جيان، إلى زيادة قدرة التخلص من الفقر عن طريق المعلوماتية. الحقيقة أن مدينة شانغلوه تتخذ خطوات حثيثة لبناء منظومة لوجستية متطورة ودعم شركات التجارة الإلكترونية وتوسيع أسواق القرى وبناء منصات إلكترونية على الإنترنت، لتعزيز تسويق المنتجات الزراعية من المناطق الفقيرة، بما يجعل المناطق الريفية تستفيد من تطور الإنترنت.

مكافحة الفقر من خلال التنمية

قال تشانغ يونغ بينغ. "مدينة شانغلوه من المناطق الفقيرة في مقاطعة شنشي، والصعوبة الأكبر هي أن الفقراء فيها لا يقومون بالإنتاج الصناعي، ولابد من التخلص من الفقر في ظل هذه الصعوبات." اقتصاد السوق يقوم على التنافس، ما يؤدي إلى ظهور مجموعات ضعيفة، ويصعب على الأسر الفقيرة دخول السوق والمنافسة بقوة. هذا هو السبب المباشر للفقر. أسرة فانغ تشنغ مين، البالغ من العمر 66 سنة، واحدة من الأسر الفقيرة في حي شيايوان. يكسب السيد فانغ قوت أسرته من بيع الذرة والتنقيب في القمامة عن الفضلات، ودخله السنوي بضعة آلاف يوانات فقط. تعاني زوجته من مرض القلب الذي كلفه أربعين ألف يوان في عام 2015، الأمر الذي زاد أعباء الأسرة.

قال فانغ تشنغ مين: "الجمعية الطبية التعاونية الريفية ساعدتني بستة عشر ألف يوان، وهي الحد الأدنى للضمان الاجتماعي، وتقدم لي الحكومة المحلية بعض المعونات المالية."

بالنسبة لشخص مسن مثل فانغ تشنغ مين، لا يملك مهارة كسب الرزق ويعاني أحد أفراد عائلته من مرض خطير، فإن ابنيه هما الأمل الوحيد له. ابنه الكبير يعمل في تصليح المعدات الكهربائية ويبلغ دخله ألفي يوان شهريا، وابنه الصغير يعمل في حديقة BYD الصناعية ودخله الشهري ألفا يوان أيضا.

استثمرت شركة BYD في مدينة شانغلوه، حيث يعمل ابن فانغ تشنغ مين الصغير في حديقة شانغدان الصناعية للاقتصاد الدوري، منذ عام 2009. تعمل الحديقة في مجال الخلايا الشمسية ومحطات الطاقة الشمسية، ودراسة وإنتاج وتسويق قطع غيار السيارات. باعتبارها أول حديقة صناعية دورية على مستوى المقاطعة، تهتم شانغدان بخمس مجموعات صناعية: المواد الجديدة والطاقة الجديدة والطب البيولوجي والأغذية الخضراء والخدمات الحديثة. اليوم، يوجد 78 شركة في هذه الحديقة، منها شركتان من بين أقوى خمسمائة شركة في العالم (Top500 )، وست شركات من بين أقوى خمسمائة  شركة في الصين.

في الحديقة، يوجد بجانب المصانع مساكن للعمال، منها شقق صغيرة للأزواج الجدد.

قال تشانغ يونغ بينغ إن مفتاح التخلص من الفقر هو تنمية الاقتصاد المحلي، بجانب الاهتمام بالخضرة والتناغم والانفتاح والاستدامة. لذلك، تركز حكومة مدينة شانغلوه على تطوير صناعة الطاقات الجديدة والاقتصاد الدوري.

باعتبارها من المشروعات الهامة للطاقة الجديدة، تعتزم حديقة BYD الصناعية للبطاريات استثمار 5ر1 مليار يوان خلال الخطة "الخمسية الثالثة عشرة"، وإقامة مشروعات أخرى مثل: مشروع خط الإنتاج الشامل لحافلات YUDER الكهربائية، مشروع الحديقة الصناعية الصينية- الألمانية للسيارات، مشروعات المساعدة لسيارات الطاقة الجديدة.

بناء حدائق الاقتصاد الدوري استراتيجية حكومية للتنمية المستدامة، ووجود شركة BYD التي استثمرت 370 مليون يوان في الحديقة، يساعد على تحول الصناعة وارتقائها وتطورها في مدينة شانغلوه.  وهي لا تساهم في دفع تنمية الاقتصاد المحلي فحسب، وإنما أيضا توفر كثيرا من فرص العمل والتوظيف للمحليين.