أخبار متجددة | 砥砺奋进的五年

بادينغ تتخلص من الفقر بالعلوم والتكنولوجيا

2016-11-01 09:00

بادينغ قرية تابعة لناحية تسشيو في محافظة سجيا بمدينة شيكاتسي في منطقة التبت الذاتية الحكم. قبل خمس سنوات، كان أهل بادينغ يعانون من عدم وجود الكهرباء ومياه الشرب والصرف الصحي، فضلا عن سوء الطرق وصعوبة المواصلات والاتصالات. حاليا، تضاء شوارع القرية الواسعة الممهدة بالأسمنت بمصابيح تعمل بالطاقة الشمسية، وتتمتع بشبكة إنترنت عالية السرعة. لم تعد الكهرباء والمياه مشكلة لأهل القرية.

هذا التغير الشامل الذي تحقق خلال خمس سنوات فقط، يرجع الفضل فيه إلى فريق خاص  من مديرية العلوم والتقنية بمنطقة التبت.

 

مساعدة الفقراء بالعلوم والتكنولوجيا

بادينغ واحدة من النقاط التجريبية لأعمال مساعدة الفقراء التي تقوم بها مديرية العلوم والتقنية لمنطقة التبت في مدينة شيكاتسي. وبالمقارنة مع نقطتين أخريين في قرية ناي وقرية شنغما، كانت بادينغ هي الأكثر تخلفا وبُعدا، والقرية الوحيدة التي لم تدخلها الكهرباء في ناحية تسشيو.

كانت المعضلة الرئيسية التي واجهها فريق مساعدة الفقراء هي البنية التحتية المهترئة. وكان أبناء القرية يعتمدون في حياتهم على الزراعة وتربية المواشي. كانت المهمة الأولى لفريق العمل هي سد المتطلبات الأساسية لأبناء القرية. وبعد تحقيقات ودراسات ميدانية للتعرف على احتياجاتهم الحقيقية، حدد الفريق خمسة أهداف لمساعدة أبناء القرية في التخلص من الفقر. هذه الأهداف هي: "تحسين التنظيم القاعدي لبناء وحدات قاعدية قوية؛ المحافظة على الاستقرار الاجتماعي بشكل أفضل؛ البحث عن سبل لإثراء أبناء القرية؛ توعية أبناء القرية بكيفية العرفان بالجميل؛ وأخيرا حل المشكلات الواقعية". اتفق أعضاء الفريق على أن الحل الجذري لمشكلات القرية يكمن في تحسين البيئة المعيشية، وزيادة دخل أبنائها، وتحويل نمط التنمية فيها. وبناء على ذلك، وضع الفريق "خطة تنمية ثلاثية" و"خطة تنمية خمسية" لقرية بادينغ.

وعلى أساس الدراسات الجادة، أتم الفريق توصيل الكهرباء والاتصالات السلكية واللاسلكية  للقرية، وتمهيد الطرق بالأسمنت، وحفر خزان مياه لري الحقول. بالإضافة إلى ذلك، شرع الفريق في إعداد أكفاء متخصصين في العلوم الزراعية والإدارة من أبناء القرية، وتشجيع أبناء القرية على المشاركة في تدريبات تؤهلهم للحصول على رخصة قيادة المركبات، وأنشأ جمعية تعاونية للقرية.

رئيس فريق العمل تشميتسرن، وهو أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني في القرية، قال: "بفضل دعم مديرية العلوم والتقنية، أنشأ الفريق أربع صوبات زراعية، وزرع خمسين مو (الهكتار يساو 15 مو) من نبات الفصة (البرسيم الحجازي)، وأنشأ مصنعا لتصنيع المنتجات الزراعية ومعملا لتفريخ الكتاكيت، وتم حفر بئر لمياه الشرب وإقامة عيادة طبية. هذه المرافق حسنت معيشة أبناء القرية كثيرا، وحظيت أعمال الفريق بتقدير أبناء القرية."

أضاف تشميتسرن: "في السابق، لم يكن أبناء القرية يأكلون من الخضراوات غير الجزر والبطاطس، أما الآن، فتتوفر لهم كل أنواع الخضراوات بفضل وجود الصوبات الزراعية. كما يوجد بالقرية مطاحن الدقيق ومَعَاصِرُ الزيت. لم يعد أهل القرية مضطرين لقطع مسافات طويلة لشراء هذه اللوازم، كما أن أسعارها هنا أقل من الأماكن الأخرى."

بالنسبة لإعداد الأكفاء المتخصصين في مجال العلوم الزراعية، اختار الفريق شخصين من أبناء القرية ونظم لهما دورات تدريبية في مجال العلوم والتقنيات الزراعية كل سنة لتأهيلهما ومساعدتهما في نشر العلوم الزراعية. كما زود الفريق القرية بأجهزة الحاسوب النقالة التي توفر للفريق معلومات مرئية وسمعية وفيرة باللغة التبتية.

القرية بها حاليا مائة وعشرون طالبا وطالبة، منهم سبعة جامعيين. وبالتعاون مع أكاديمية الدراسات المعلوماتية في منطقة التبت، أنشأ فريق العمل "صندوق دعم التعليم في قرية بادينغ"، وتواصل مع الهيئات الخيرية الاجتماعية، وحصل منها على ملابس شتوية لأبناء القرية قيمتها حوالي سبعة عشر ألف يوان (الدولار الأمريكي يساوي 7ر6 يوانات)، وأدوات دراسية قيمتها ثلاثة آلاف يوان. ويساهم الفريق سنويا بعشرة آلاف يوان لشراء ملابس وأغطية لكل فرد تجاوز عمره ستين عاما.

عمل شاق للقضاء على الفقر

خلال فترة الخمس سنوات، عمل في بادينغ خمس دفعات من أعضاء فريق العمل، استطاعوا بجهودهم الدؤوبة تغيير ملامح القرية تماما. حاليا، لا يتجاوز عدد الأسر الفقيرة في القرية عشرين أسرة من بين اثنتين وخمسين أسرة، أي بنسبة أربعين في المائة تقريبا. وفرت المشروعات الكبيرة نسبيا، مثل رصف الطرق وبناء خزان المياه، فرص عمل لأبناء القرية في محيط بيوتهم. في عام 2015، وصل دخل القرية الإجمالي أكثر من مائتي ألف يوان، وشهد مستوى معيشة أبناء القرية ارتفاعا ملحوظا بفضل تحسن البنية التحتية والبيئة المعيشية.

قال تشميتسرن:"التغيرات في قرية بادينغ تجعلنا نشعر بالسعادة. غايتنا هي تحقيق الحياة الرغيدة في القرية بحلول عام 2020، مع أبناء كل أنحاء الصين."

الخطة الخمسية الثالثة عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصين، التي يجري تنفيذها حاليا، تهدف إلى تحقيق بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل بحلول عام 2020، وهي أول خطة خمسية بعد دخول الصين مرحلة الوضع الاقتصادي الجديد. في الثالث عشر من ديسمبر عام 2015، تمت الموافقة على ((اقتراحات بشأن وضع خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمنطقة التبت الذاتية الحكم في مرحلة الخطة الخمسية الثالثة عشرة))، أثناء الدورة الكاملة الثامنة للجنة الثامنة للحزب الشيوعي الصيني في منطقة التبت الذاتية الحكم، حيث تهدف الحكومة إلى تخليص 690 ألف فرد من الفقر، والقضاء على الفقر في المناطق الريفية، وحل مشكلة الفقر الإقليمي بشكل شامل، وتخفيض نسبة الفقراء من بين عدد سكان المنطقة  إلى أقل من 5%، وزيادة الدخل السنوي القابل للصرف للفقراء بنسبة 16%.

ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، تعمل الهيئات الحكومية في التبت على تنفيذ مشروعات مساعدة الفقراء بكل استطاعتها، وتنفذ بدقة سياسات مساعدة الفقراء والتخلص من الفقر.

نائب رئيس فريق العمل، لوه سانغجيانغ تسون، قال في ندوة أقامتها حكومة منطقة التبت ومكتب مكافحة الفقر لمجلس الدولة الصيني: "علينا أن نبحث وندرس أسلوبا ذا خصائص إقليمية تبتية لتحقيق التنمية ومكافحة الفقر في التبت، من أجل القضاء على الفقر في هذه المنطقة وبناء مجتمع الحياة الرغيدة بحلول عام 2020. "