قضايا ساخنة | 砥砺奋进的五年

لونغتان تكافح الفقر بالتجارة الإلكترونية

2016-11-01 09:00

لي شنغ رونغ، البالغ من العمر أربعة وخمسين عاما، واحد من أبناء قرية تساوتان بمحافظة تشنغ في مدينة لونغنان بمقاطعة قانسو، يعمل تاجر بيض، كان يخرج من بيته في الساعة الخامسة صباحا ولا يعود إليه قبل العاشرة مساءً، وإذا سقط المطر انقطعت الطرق الجبلية، كان لا يستطيع أبناء القرية الخروج خلال ثلاثة أيام على الأقل. قرية تساوتان، التي تبعد عن محافظة تشنغ بنحو ثمانين كيلو مترا، لم يكن بها طريق عام ولا الكهرباء ولم تكن شبكة الإنترنت تصل إليها ولا الخدمات البريدية. حاليا، يسوق لي شنغ رونغ بضاعته من بيض الدجاج عبر متجر إلكتروني على شبكة تاوباو، فزادت أرباحه كثيرا. في عام 2015، زاد دخله أربعة آلاف ومائة يوان. الخطة المستقبلية للسيد لي هي بيع البيض للمطاعم الفاخرة في المدن كبيرة.

 

تجربة تساوتان

الفضل في التغيرات الكبيرة التي شهدتها قرية تساوتان يرجع إلى سياسات الحكومة المحلية، التي تشجع التجارة الإلكترونية حيث استخدمت "الإنترنت+" لدعم الأعمال التجارية، واتخذت سلسلة من الإجراءات، مثل تعميم المعلومات التجارية وتقديم الدعم للمشروعات، وتقديم الخدمات اللوجستية وإنشاء المتاجر الإلكترونية، بحثا عن سبل للتخلص من الفقر وزيادة دخل المحليين من منتجاتهم الزراعية وتطوير المناطق الريفية.

في سبتمبر عام 2013، واستجابة لدعوة الحكومة لمسؤولي القرى من خريجي الجامعات لممارسة التجارة الالكترونية في المناطق الريفية، اشتركت تشانغ شيوان في دورة تدريبية للتجارة الإلكترونية. بعد انتهاء تلك الدورة، أنشأت متجرا إلكترونيا باسم "كنوز جبل جيفنغ" لمساعدة أبناء الريف على بيع المنتجات المحلية وتخليصهم من الفقر. فقد اقترضت مائة ألف يوان من أبويها لشراء مواد التغليف لحفظ البيض الطازج أثناء عمليات النقل.

في البداية، وبسبب عدم وعي أبناء الريف بأهمية الإنترنت والتجارة الإلكترونية، عزف القرويون عن تقديم إنتاجهم من البيض للآنسة تشانغ شيوان. فذهبت تشانغ شيوان إلى بيوت الفلاحين حاملة مواد التغليف لتشرح لهم طريقة استخدامها ولتوضح لهم أهمية التجارة الإلكترونية. وخلال تلك الزيارات، كانت تسجل في دفترها عدد وحجم إنتاج كل أسرة من الدجاج المحلي والعسل والبيض وغير ذلك.

برغم الصعوبات التي واجهتها في تجارتها الإلكترونية وعدم قدرتها على كسب ثقة الفلاحين، لم تفقد تشانغ شيوان ثقتها في مشروعها. فوضعت على حسابها في موقع الإنترنت صور المناظر الطبيعية الخلابة لقرية تساوتان بجانب المنتجات المحلية الممتازة. بفضل جهودها، استقبل متجرها الإلكتروني أول طلب توريد من مستخدم للإنترنت في شانغهاي.

 الجهود الدءوبة التي بذلتها تشانغ شيوان بدأت تؤتي ثمارها، وتحسنت حياة أبناء القرية. ارتفع سعر البيضة من نصف يوان إلى  يوانين (الدولار الأمريكي يساوي 7ر6 يوانات) وتجاوز سعر كيلو الدجاج المحلي أربعين يوانا. الآن، يستفيد الناس من الأرباح الحقيقية.

 

الإنترنت يغير الواقع

محافظة تشنغ، الواقعة في شمال غربي الصين، صغيرة، كانت فقيرة مجهولة. لي شيانغ، أمين لجنة الحزب لمحافظة تشنغ، حقق شهرة واسعة بمشروع دعم أبناء الريف من خلال بيع الجوز عبر الإنترنت. غير لي شيانغ صورة المحافظة وجعلها رائدة التجارة الإلكترونية في منطقة لونغنان. حاليا، فقد أنشأت حكومة مدينة لونغنان ألفين وتسعمائة حساب على موقع ويبوه، و370 منصة في ويتشات للترويج والدعاية لسياستها.

بعد أن أصدر مجلس الدولة الصيني في عام 2015، قراره حول التخلص من الفقر، أدرجت سياسة تشجيع التجارة الإلكترونية ضمن مشروع التخلص من الفقر وأطلقت الحكومة المركزية والحكومات المحلية والمؤسسات الإلكترونية والمؤسسات الاجتماعية حركات لتشجيع التجارة الإلكترونية. مدينة لونغنان، باعتبارها أول مدينة تجريبية في الصين تستخدم التجارة الإلكترونية للتخلص من الفقر، شكلت نمطا متميزا للتخلص من الفقر يقوم على التعاون بين أبناء الريف والزبائن وزيادة الدخل والعقل في نفس الوقت. بفضل هذه السياسة، وجد ستة وخمسون ألف شخص فرص عمل ثابتة وزاد متوسط دخل الفرد، لستمائة وأربعين ألف شخص فقير، أربعمائة وثلاثين يوانا. وتم إنشاء سبعمائة وخمسة وثلاثين متجرا إلكترونيا تجريبيا في أربعمائة وخمسين قرية فقيرة لتشجيع جهود التخلص من الفقر بالتجارة الإلكترونية. بلغ الحجم الإجمالي لمبيعات المتاجر الإلكترونية التجريبية مائتين وثلاثة وخمسين مليون يوان. فضلا عن ذلك، تم تشكيل آلية عمل متميزة بدفع التجارة الإلكترونية بين الحكومة واتحادات الأعمال وفرق العمل المقيمة في الريف. في عام 2016، زادت مبيعات التجارة الإلكترونية في مدينة لونغنان سبعمائة وواحد وأربعين مليون يوان (مائتان وستة وثمانون مليون يوان بالتجارة الإلكترونية وأربعمائة وخمسة وخمسون مليون يوان بالتجارة التقليدية). وقد تم إنشاء ثلاث وثمانين منصة عرض وإمداد لستمائة وتسعة وعشرين نوعا من المنتجات للبيع عبر الإنترنت. بالإضافة إلى ذلك، بعثت الحكومة مائة وثمانية وعشرين خريجا جامعيا كانوا يبحثون عن عمل إلى شركات تعمل في التجارة الإلكترونية بمقاطعة تشجيانغ للاشتراك في دورة تدريب مهني مدتها ستة شهور.

تغيرتأفكارالمسؤولينالحكوميينوأبناءالريفبفضلسياسةتشجيعالتجارةالإلكترونية. الآن،تحسنتالبنيةالتحتيةوجودةالطريقالعامونسبةتغطيةشبكةالإنترنتفيمدينةلونغنان،وتسارعارتقاءوتحولهيكلتطورالصناعاتذاتالسماتالخاصة. بلغتمساحة حدائق المنتجات المحليةذاتالسماتالخاصةفيمدينةلونغنانأحدعشرمليونمو (الهكتاريسواي 15 مو). بفضلهذهالسياسة،تغيرأسلوبحياةأبناءالريف،وانتشرتبينهمتطبيقاتالإنترنت،مثلتاوباو،ويبوه،ويتشات،والتمويلالجماعيوالتجارةالإلكترونيةبينأبناءالريف.

أشار سون شيويه تاو، أمين لجنة الحزب في مدينة لونغنان إلى أن تجربة "نمط لونغنان" تتميز بمشاركة الحكومة في تشجيع التجارة الإلكترونية بالمساعدة والمراقبة، وبالحيوية الناتجة من عمل السوق ودور المؤسسات التجارية الرئيسي، وبمشاركة الجماهير بالابتكار، ومشاركة الاتحادات التجارية بتقديم الخدمات المعنية، ومشاركة وسائل الإعلام بالدعاية للمنتجات الخضراء.

وتشير البيانات المعنية إلى أن وزارة المالية ووزارة التجارة تدعمان أعمال التجارة الإلكترونية للتخلص من الفقر. حددت وزارة المالية ووزارة التجارة ومكتب التخلص من الفقر والتنمية التابع لمجلس الدولة أربعمائة وست وتسعين محافظة مشاركة، منها مائتان وواحد وستون محافظة فقيرة. اتفقت الجهات الثلاث على بذل الجهود لمدة ثلاث سنوات متتالية لتفعيل التجارة الإلكترونية في المحافظات الفقيرة المناسبة.

قال تشيوي تيان جيون، المفتش بإدارة التخلص من الفقر والتعاون الدولي في مكتب التخلص من الفقر والتنمية التابع لمجلس الدولة، إن مناطق شمال غربي الصين يمكنها أن تحقق أرباحا بفضل مواردها الزراعية الوافرة رغم صعوبة مواصلاتها بسبب موقعها الجغرافي. يمكن للمناطق الفقيرة أن تحقق معجزة التجارة الإلكترونية في ظل التخطيط والتصميم المناسب.

صعوبات التنمية

قال يانغ تسي شينغ، نائب رئيس مقاطعة قانسو إن قانسو، التي تعتبر من المقاطعات الأكثر فقرا في الصين، ومتوسط دخل الفرد بمناطقها الريفية أقل مقارنة مع المقاطعات الأخرى، تواجه مشاكل وصعوبات في التنمية. من هذه الصعوبات، عدم وصول تغطية الإنترنت إلى المناطق النائية وضعف الخدمات اللوجستية والافتقار إلى معايير جودة للمنتجات الزراعية وقلة المتخصصين في مجال التجارة الإلكترونية.

مشروع التخلص من الفقر عبر تشجيع التجارة الإلكترونية في مدينة لونغنان يواجه صعوبات أيضا. قال وي يان آن، مدير إدارة الصناعة والزراعة بمقاطعة شنشي، إن لونغنان تحتاج إلى التغلب على مشكلة صعوبات المواصلات في منطقتها، وتعزيز تأثير العلامات التجارية وتطور المؤسسات التجارية الرائدة، وذلك من أجل تحويل التخلص من الفقر بتشجيع التجارة الإلكترونية الفردية إلى تطوير التجارة الإلكترونية الإقليمية ليتشكل اقتصاد التجارة الإلكترونية الجديد. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الحكومة المحلية أن تهتم بتدريب الموارد البشرية على المستويات المختلفة والجمع بين ابتكار الجمهور وتحويل هيكل التطور للمؤسسات التجارية مما يجعلها مركزا إقليميا للتجارة الإلكترونية.

أثبتت تجارب التجارة الإلكترونية في مدينة لونغنان أن مشروع التخلص من الفقر بتشجيع التجارة الإلكترونية منظومة تشمل جزءا متقدما هو نظام صفقات التجارة الإلكترونية مثل إنشاء المنصات والمتاجر الإلكترونية، وجزءا متوسطا وهو نظام خدمات التجارة الإلكترونية مثل متاجر الخدمات ومنصات الدفع المالي والأعمال اللوجستية وحدائق التجارة الإلكترونية، وجزءا خلفيا وهو نظام الدعم مثل المؤسسات التجارية الرائدة والمزارع الأسرية والتعاونيات التخصصية. فنظام صفقات التجارة الإلكترونية هو مظهر خارجي من التجارة الإلكترونية. بعبارة أخرى، تشبه التجارة الإلكترونية جبل الجليد في المحيط، تُسعه فوق الماء والباقي تحت الماء لدعم وإسناد الجزء فوق الماء. هذا مثل نظام التجارة الإلكترونية، فلا يمكن تحقيق نظام التجارة الإلكترونية في مدينة لونغنان إلا بوجود نظام الخدمات والدعم.

جياو منغ: صحفية بموقع بوابة تنمية الصين، ومسؤولة في بوابة النمو الشامل للحد من الفقر العالمي.