قضايا ساخنة | 砥砺奋进的五年

ليو ون كوي: للمنظمات غير الحكومية مجال واسع للعمل على القضاء على الفقر

2016-11-01 09:00

الصين هي أول دولة حققت الأهداف الإنمائية للألفية للأمم المتحدة، وقدمت مساهمات عظيمة في قضية تخفيف الفقر في العالم. وتتبنى الحكومة الصينية حاليا سياسات لمساعدة الفقراء وتخليصهم من الفقر بشكل دقيق وهادف، من أجل القضاء على الفقر في المناطق الريفية بحلول عام 2020، وفقا للمعايير الراهنة. منذ وقت طويل، تلعب المنظمات غير الحكومية دورا هاما في دفع مشاركة الجماهير في القضايا العامة. للتعرف على دور المنظمات غير الحكومية في تشجيع المزيد من الناس على الاهتمام بمساعدة الفقراء، أجرينا هذا الحوار مع ليو ون كوي الأمين العام لصندوق الصين لمساعدة الفقراء. وإلى تفاصل الحوار.

قوى غير حكومية للتخلص من الفقر

* ما هو الدور الذي تلعبه المنظمات غير الحكومية في مكافحة الفقر؟ وما هي المواصفات المطلوبة في تلك المنظمات للمشاركة في أعمال مساعدة الفقراء؟

ليو ون كوي: في كلمته أمام مؤتمر المجتمع المدني لمجموعة العشرين لعام 2016، أشار الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ، إلى أن المنظمات الاجتماعية والأهلية قوة هامة لتشجيع جماهير الشعب على المشاركة في الشؤون العامة ودفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية. إن تشجيع وتنظيم القوى غير الحكومية للمشاركة في مساعدة الفقراء موضوع هام لأعمال مساعدة الفقراء في الصين. وفقا للإحصاءات، خلال فترة تنفيذ ((خطة الدولة للقضاء على الفقر بحزم وعزم، 1994- 2000))، بلغت قيمة الأموال والمواد التي جمعتها المنظمات غير الحكومية والقوى الاجتماعية الأخرى لمساعدة الفقراء أكثر من خمسين مليار يوان (الدولار الأمريكي يساوي 7ر6 يوانات)، أي 28% من إجمالي أموال مساعدة الفقراء في الصين، و35% من نسبة المساهمات في تخفيف الفقر. بعد دخول القرن الحادي والعشرين، بفضل تشجيع ودعم الحكومة، تواصل المنظمات غير الحكومية إبداع أنماط جديدة في مجالات دفع المساواة في التعليم وتحسين ظروف الصحة وتقديم المساعدات الإنسانية في المناطق الفقيرة في الوقت المناسب، وتعزيز تطور التجمعات الفقيرة في الأرياف وغيرها.

إن خبرات مساعدة الفقراء لنحو ثلاثين سنة تجعلنا ندرك أن المنظمات الاجتماعية لها دور كبير في مكافحة الفقر، لأسباب عديدة. أولا، مشاركة المنظمات غير الحكومية في مساعدة الفقراء تعالج عيوب أعمال الحكومة في مساعدة الفقراء. ثانيا، أن المنظمات الاجتماعية يمكن أن تبدع أنماطا متنوعة من الآليات لمساعدة الفقراء. ثالثا، أن مشاركة المنظمات غير الحكومية في مساعدة الفقراء بأنحاء العالم تتيح الفرصة لتبادل الخبرات والتعاون بين مختلف الدول لتخفيف الفقر والبحث المشترك لقضية الفقر على نطاق العالم.

* الآن، تركز أعمال أجهزة مساعدة الفقراء في الصين على تنفيذ سياسة مساعدة الفقراء بشكل دقيق وهادف. كيف تعمل المنظمات غير الحكومية لمساعدة الفقراء بشكل دقيق وهادف؟

ليو ون كوي: مساعدة الفقراء بشكل دقيق وهادف، يعني: أولا، الدقة في استهداف الفئات الفقيرة. وثانيا، الاهتمام بتأثير أعمال مساعدة الفقراء. من أجل تحقيق مساعدة الفقراء بشكل دقيق وهادف، يجب على المنظمات المعنية بالقضايا العامة أن تركز أعمالها في ثلاثة جوانب، هي: أولا، تعبئة الموارد واستنهاض عناصر التفوق لاستنفار شركائها والأطراف المتعاونة للاهتمام بالمناطق الفقيرة؛ ثانيا، استهداف الفئات الفقيرة بدقة، أي الاهتمام بنتيجة المشروعات التي يتم وضعها لمساعدة الفقراء، والاهتمام بالمناطق التي تواجه مشكلات في تنفيذ المشروعات؛ ثالثا، الاهتمام بتأثير البحوث والابتكارات، أي مساعدة الفقراء على رفع دخولهم والتخلص من حالة الفقر ورفع قدرتهم من خلال أعمالنا. إذا أنجزت المنظمات المعنية بالقضايا العامة هذه الثلاثة جوانب من الأعمال، ستلعب دورا أفضل في مساعدة الفقراء بشكل دقيق وهادف.

الإبداع في أنماط مساعدة الفقراء ومشاركة الجماهير

* كيف يمكن تعبئة الجماهير للمشاركة في القضايا الخيرية بشكل فعال؟

ليو ون كوي: يجب على المنظمات المعنية بالقضايا العامة أن تنطلق من احتياجات جماهير الشعب، وان تواصل إبداع آليات تعبئة الجماهير للمشاركة، من أجل تشجيع المزيد من الناس على المشاركة في القضايا العامة ودفع المشروعات الجديدة لمساعدة الفقراء. الآليات التي كانت تعمل بها المنظمات الاجتماعية في السابق لم تكن كافية لتعبئة القوى الاجتماعية، يجب أن نضع آليات وطرقا وقنوات جديدة من خلال إبداع بناء منصة مشاركة للمنظمات الاجتماعية.

والحقيقة أن المنظمات غير الحكومية تعكف على استكشاف سبل دفع الجماهير للمشاركة في القضايا العامة خلال السنوات الأخيرة. على سبيل المثال، لا تكتفي تلك المنظمات بتقديم الأموال والبضائع للفقراء مباشرة، بل تعمل على تعميم مفهوم القضايا العامة وممارسة نشاطات القضايا العامة أيضا. وفي مجال التنمية المدفوعة بالإبداع، قام صندوق الصين لمساعدة الفقراء بالاستكشاف أيضا، هدفا إلى دعوة كل الناس للمشاركة في القضايا العامة ومساعدة الفقراء؛ فاستخدم الإنترنت لجمع التبرعات عبر تطبيق ويتشات وآليباي (alipay) من ناحية، ومن ناحية أخرى، استفاد من أنماط الأعمال الخيرية المنتشرة في العالم لإبداع أشكال جديدة لمساعدة الفقراء لإحداث صدى بين الجماهير.

مساعدة الفقراء في عصر "الإنترنت +"

* مع تطور العلوم والتكنولوجيا، غيرت شبكة "الإنترنت +" كل شيء. ما هي الفرص التي أتاحتها الشبكةللمنظمات المعنية بالقضايا العامة للرعاية الاجتماعية والمصلحة العامة في مساعدتها للفقراء؟

ليو ون كوي: تطور الإنترنت يضيف إمكانات جديدة لأعمال مساعدة الفقراء. إن أكبر مشكلة أمام الفلاحين في المناطق الفقيرة هي عدم الاعتراف بمنتجاتهم وعدم تمتعها بقدرة تنافسية في السوق بسببارتفاع تكلفة النقل لمسافات بعيدة والافتقار إلى خبرة التسويق. الآن، يمكن حل كل هذه المشكلات، وصارت التجارة الإلكترونية نمطا هامالمساعدة الفقراء، فأتيحت فرصة جديدة لأعمال مساعدة الفقراء.

* نرجو أن تعرض لنا خبرات مساعدة الفقراء عبر التجارة الإلكترونية.

ليو ون كوي: تطور التجارة الإلكترونية أدى إلى تقليل تكلفة إنتاج وتداول المنتجات الزراعية. بعد تخفيض التكلفة، لا بد أن يحصل الفلاحون على نصيب أكبر من الأرباح لتظل آلية السوق هذه مستدامة وسليمة. الهدف الأساسي لمساعدة الفقراء عبر التجارة الإلكترونية هو تحقيق الاستفادة الحقيقية للفلاحين منها. أولا، تنظيم الفلاحين عبر أسلوب ما لتشكيل الإنتاج الحجمي ورفع الفعالية؛ ثانيا، استخدام التقنيات وأساليب التنظيم الحديثة لجعل الفلاحين بناء يشكلون رابطة مصلحة مشتركة، وجعلهم يحققون الأرباح من خلال إنتاج منتجات جيدة، فمع ارتفاع جودة المنتجات تزيد الأرباح. وإذا أنتج الفلاحون منتجات ذات جودة عالية، من الطبيعي أن يرغب المستهلكون في شرائها، فيحصل الفلاحون على دخل معقول.

 

 وي بوه، صحفي في شبكة الصين.