الصين وألمانيا تتعهدان برفع العلاقات الثنائية إلى مستويات أعلى

برلين 5 يوليو 2017 ( شينخوا) اتفق الرئيس الصينى الزائر شى جين بينغ والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل هنا اليوم (الأربعاء) على رفع العلاقات بين الصين وألمانيا إلى مستويات جديدة وأعلى.

وخلال محادثاتهما ،اتفق الزعيمان على رسم مخطط جديد ووضع أهداف جديدة وتحديد معالم طرق جديدة للتنمية المستقبلية للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وألمانيا.

كما اتفق الزعيمان على تعميق الثقة السياسية المتبادلة وتعزيز التعاون البراجماتى ودفع التبادلات الثقافية والشعبية وتعزيز تنسيق أوثق على المستوى متعدد الأطراف .

وخلال زيارة الدولة الأولى التى قام بها شى إلى ألمانيا في عام 2014، رفعت الصين وألمانيا علاقاتهما إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة.

وأشاد شى بتطور العلاقات بين الصين وألمانيا منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية الثنائية قبل 45 عاما ووصف ذلك بأنه " قصة نجاح " حققت منافع حقيقية للشعبين .

وحيث إن العام الحالى يوافق الذكرى ال 45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والمانيا ،فقد قال شى ان الصين على استعداد للانضمام الى ألمانيا فى توطيد الثقة المتبادلة وبناء المزيد من التوافق وتعزيز التعاون والترابط الثنائى من أجل ضمان تنمية دائمة للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين .

وقال شي " حاليا، يمر العالم بتغييرات عميقة وتعديلات كبرى وأصبح متقلبا على نحو متزايد".

ووفق تلك الأحوال، فإن الشىء الأساسى الأهم هو التمسك تماما بالاتجاه الحتمي نحو تعدد الأقطاب والعولمة الاقتصادية، والتطلعات المشتركة للشعوب حول العالم نحو السلام والتنمية، واتباع طريق التعاون القائم على الربح للجميع ،وفقا لما قال شى.

واستطرد شى أن الصين ثاني أكبر اقتصاد فى العالم وألمانيا رابع أكبر اقتصاد فى العالم ، كما أنهما تشكلان قوتين للاستقرار ويتمتعان بنفوذ كبير في آسيا وأوروبا.

وأوضح ان شراكة إستراتيجية شاملة أقوى بين الصين وألمانيا تخدم المصالح الأساسية لكلا البلدين، ويمكن ان تساعد في تشجيع تنمية العلاقات الصينية الأوروبية وتضيف المزيد من الاستقرار والقدرة على التنبوء للعالم.

ومن أجل تعزيز العلاقات على نحو أفضل، دعا الرئيس الصينى لإقامة تبادلات أوثق عالية المستوى مع المانيا والاستفادة الكاملة من آليات الحوار الثنائى وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة .

وقال انه ينبغي أن يرعى كل من الجانبين المصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية للجانب الآخر ، مع السعى نحو إيجاد مساحة اتفاق مشتركة مع استبقاء الخلافات، والتعامل المناسب مع خلافاتهما على أساس الاحترام المتبادل والمساواة، كما دعا شي إلى تعاون أوثق في مجالات مثل مكافحة الإرهاب والجرائم العابرة للحدود ومطاردة المسئولين الفاسدين الهاربين.

ومن ناحية اخرى اقترح شي أن الصين وألمانيا بحاجة إلى اتباع مسار منفتح وابتكارى ومربح للجانبين وتنفيذ تعاون استراتيجى وتعزيز مصالحهما المشتركة سويا.

وقال ان الجانبين يتعين عليهما ان يدعما شركاتهما في التضافر بين خطة " صنع في الصين 2025" وخطة ألمانيا " الصناعة 4.0 "من أجل إطلاق طاقات الابتكار التى تتحقق عندما تجتمع نقاط القوة التصنيعية للبلدين مع الانترنت.

وحث شى الجانبين على الاستفادة الكاملة من آلية الحوار عالية المستوى التى أطلقت حديثا بشأن التبادلات الشعبية من أجل تعميق تعاونهما فى التعليم والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والأحزاب السياسية ومراكز الفكر والإعلام .

وأضاف أن بكين وبرلين بحاجة ايضا إلى تعزيز التنسيق والتعاون الثنائى على المستوى الصينى الأوروبى وفى إطار الأجهزة الدولية والأطر متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة ومجموعة العشرين .

وحث شي البلدين على الحفاظ على التواصل بشأن القضايا الساخنة ذات الصلة بالأمن الدولي والإقليمي من أجل صون السلم والاستقرار العالمي، وتشجيع التنمية الاقتصادية العالمية الصحيحة، والمساهمة في بناء مجتمع بمستقبل مشترك للجنس البشري.

واوضح ان الصين تقدر استمرار التزام المانيا بالتوافق الذي تم التوصل اليه في قمة العشرين في هانغتشو العام الماضي، واستمرارها في إعطاء الاولوية لأجندة 2030 للتنمية المستدامة والتعاون مع افريقيا في قمة العام الجاري.

وقال الزعيم الصينى " إن آلية مجموعة العشرين لاتخص فقط أعضاءها ولكنها تخص أيضا العالم كله "،مضيفا أن بكين تدعم برلين فى إنجاح قمة مجموعة العشرين المقبلة وفى ضمان نتائج إيجابية من الاجتماع سويا .

من جانبها قالت ميركل انها قرأت مقالة الرئيس شي المنشورة في صحيفة (داى فيلت) الألمانية، وأنها توافق على أن تعاون ألمانيا مع الصين فى السياسة والاقتصاد والثقافة والتبادلات بين الشعبين، يلائم مصالح كلا الجانبين وينطوى على إمكانات أعظم .

وقالت إن الحكومة الألمانية سوف تتمسك بتصميم بسياسة الصين الواحدة وترغب فى العمل مع الصين لتعزيز التعاون فى الاقتصاد والتجارة والترابط فى ظل مبادرة الحزام و الطريق ، وتقوية التبادلات في مجالات التعليم والثقافة وكرة القدم والشباب والمدن المتآخية في البلدين.

وأوضحت ميركل انه في ظل الظروف الدولية المعقدة والمتقلبة، فإن ألمانيا والصين في حاجة للعمل سويا من اجل تعزيز النمو الاقتصادي العالمي، ورفع تعاونهما في الأمم المتحدة ومجموعة العشرين والأطر الأخرى متعددة الأطراف، والتنسيق والتواصل فيما بينهما بشأن القضايا الدولية والإقليمية الكبرى، وفي مجال التعاون الدولي والتنمية من أجل حماية السلم والاستقرار والازدهار في العالم.

واضافت ان ألمانيا ستواصل دفع المفاوضات بشأن معاهدة الاستثمار بين الصين واوروبا، متعهدة بمواصلة الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون بين الصين وأوروبا.

وفي اعقاب تلك المحادثات، شهد زعيما البلدين توقيع سلسلة من اتفاقات التعاون الثنائي في مجالات تتراوح من التصنيع الذكي والإنترنت الصناعى إلى الرقمنة والأبحاث عن الباندا.

وكان شى قد وصل الى برلين بعد ظهر أمس الثلاثاء فى زيارة دولة الى ألمانيا حيث يتوجه ايضا الى مدينة هامبورج الساحلية لحضور قمة مجموعة العشرين فى وقت لاحق من هذا الأسبوع .