رؤية سفراء الدول العربية لقمة الحزام والطريق

سفير تونس ضياء خالد

"الحزام والطريق" مبادرة هامّة تقدّم بها فخامة رئيس جمهورية الصّين الشعبية شي جين بينغ، بغرض بناء "مجتمع ذي مصالح مشتركة" يحقّق المنفعة المتبادلة والمشتركة لمختلف الدول المعنية بهذا المشروع الريادي من حيث المضمون والمحتوى.

 

تكمن أهمّية المبادرة في العدد الكبير من الدول التّي عبّرت عن رغبتها القوية للانضمام إليها، ومن بينها الجمهورية التونسية، وكذلك في المشاريع الضخمة التّي ستنفذ في إطارها والتّي ستشمل أكثر من 60 بلدا وهو ما يمثّل في حدّ ذاته إنجازا هاما.

 

وإضافة إلى الأهميّة التاريخية والحضارية لقمّة الحزام والطريق التّي ستجمع بين الشرق والغرب وبين دول وشعوب كانت تقع في الماضي على طول طريق الحرير القديم، فإنّه لا يفوتني أن أؤكّد على أهمّية القمّة على المستويين السياسي والاقتصادي والبشري، حيث ستمكّن المبادرة من دفع النموّ وتكريس الازدهار وتحقيق التكامل بين الدول المساهمة فيها.

 

ولا شكّ أنّ هذه المبادرة، التّي تعكس رغبة صينية قوية في تحقيق الاندماج على أوسع مستوى ممكن، ستحقّق فوائد كبيرة للدول الواقعة على طول الحزام والطريق وستدفع إلى تحسين البنية التحتية فيها وإلى دعم التعاون التجاري والاستثماري المشترك بينها.

 

ومن البديهي أن تكون تطلعاتنا لهذا الموعد مرتفعة؛ ذلك أنّ تونس التّي كانت تاريخيا طرفا أساسيا في طريق الحرير القديم ونقطة وصل هامّة للمبادلات التجارية والثقافية بين الصّين والقارة الأفريقية، تجدّد اليوم رغبتها في أن تكون جزءا مهما وطرفا فاعلا في طريق الحرير الجديد للقرن الحادي والعشرين.

 

 

 

سفير العراق أحمد تحسين برواري

 

مبادرة "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين"، التي تهدف إلى ربط قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا بشبكة تجارة وبنية تحتية ضخمة، تعود بالنفع على كافة الدول الواقعة على طول مساراتها.

إن موقع العراق الاستراتيجي، يجعله جزءا مهما من هذه المبادرة، بامتلاكه مصادر كبيرة للطاقة، بالإضافة إلى أن العراق دولة ذات حضارات قديمة ترجع إلى آلاف السنين، فيساهم بتواصل الأواصر الثقافية التي تربطه مع الدول التي تمر بها المبادرة.

يهتم العراق بهذه المبادرة ويدعمها، ويحاول بقدر المستطاع أن يندمج معها بما يخدم مصالحه كدولة في الشرق الأوسط وأن يكون جزءا فعالا فيها. وفي الوقت ذاته، ستخدم هذه المبادرة المصالح المشتركة بين الدول التي تقع على طول الحزام والطريق، وستعمل على تقوية الأواصر وتوسيع العلاقات الدولية بنمط التنمية والصداقة، مما سيكون له الدور الإيجابي في السلام الدولي.

وقد تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين العراق والصين عام 2015، حول التشارك في دفع بناء "الحزام والطريق"، إدراكا من جانبنا لما تحمله هذه المبادرة من تبادل التحاور والمنافع والتعاون على طول طريق الحرير.

تتطلع سفارة العراق بأن توفر هذه القمة للدول المشاركة التواصل وتبادل الآراء والأفكار للمضي قدما في تحقيق أهداف المبادرة، والتوصل إلى قرارات تخدم الدول كافة لتحقيق المنفعة المتبادلة للدول الواقعة على طول الطريق. كما نجد أن هذه القمة ستعمل على التشاور المشترك، مما سيحقق المنفعة المشتركة للجميع.

 

 

سفير الأردن يحيى القرالة

قمة "الحزام والطريق" تأتي بعد جهود متواصلة من الصين ودعم مستمر من مختلف الدول منذ انطلاق مبادرة "الحزام والطريق" قبل أكثر من ثلاث سنوات. القمة ستكون بمثابة تتويج لتلك الجهود وستؤكد في نفس الوقت على الرغبة الجادة والمستمرة لكافة الدول، بما فيها الصين، في المضي قدما في تنفيذ المبادرة. إن الدول المشاركة أيضا في القمة ستسعى إلى الاتفاق على أطر وآليات لتفعيل المبادرة على أرض الواقع. ومن المعروف أن مبادرة "الحزام والطريق" هي مبادرة جماعية تشترك في تنفيذها كافة الدول الواقعة على طول الحزام والطريق، وسينتظر كثيرون النتائج التي ستتمخض عنها القمة لأنها سترسم ملامح التعاون بين تلك الدول.

بالنسبة لنا في الأردن، فمن المعروف أن الأردن يحظى بموقع جغرافي متميز على طريق الحرير لكونه يربط بين قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا، وقد بادر بتقديم الدعم للمبادرة منذ بدايتها، وهو ما نص عليها أيضا بيان الشراكة الاستراتيجية الموقع بين البلدين خلال زيارة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم إلى الصين في سبتمبر (أيلول) 2015. وبما أننا جزءاً مهماً من هذه المبادرة، فإننا نرحب بكافة الدول للاستثمار في مجالات البنية التحتية في الأردن ومستعدون لتقديم كافة التسهيلات المطلوبة.

أتمنى كل التوفيق والنجاح للقمة القادمة، ونؤكد حرص الجانب الأردني على المشاركة فيها بكل فعالية انطلاقا من إدراكنا العميق لأهمية المبادرة ودورها في تعزيز التنمية وتحقيق الربح المشترك لكافة الدول.

 

 

 

سفير البحرين أنور يوسف العبد الله

عندما طرح فخامة الرئيس شي جين بينغ مبادرة الحزام والطريق خلال جولته التي قام بها إلى عدد من الدول الآسيوية في الربع الأخير من عام 2013، لم تمض سوى أشهر معدودة على طرح المبادرة حتى سارعت الدول العربية، ومنها مملكة البحرين، بالإعلان عن ترحيبها ودعمها لهذا المشروع الرائد، وذلك في الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي- الصيني الذي عقد في بكين عام 2014. ومن وجهة نظري المتواضعة، تُعد هذه المبادرة نقلة نوعية متميزة تؤسس لمفهوم أن الفرص والمكاسب الاقتصادية ينبغي أن لا تستحوذ عليها أطراف محددة، وأن بناء الحزام والطريق يصب في تحقيق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك. وتأتي أهمية انعقاد القمة التي تستضيفها بكين في هذا الوقت، وبعد أن تبلورت أهداف هذا المشروع لتبدأ مرحلة جديدة تستند على التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف، وتحديد أولويات كل طرف، والشروع في تنفيذ البرامج المشتركة والمشاريع الجماعية في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها من المجالات التي تتماشى مع متطلبات الدول المعنية. إن الآمال والتطلعات المعقودة على هذه القمة كبيرة جداً، حيث من المُؤَمّل أن تساهم مخرجات هذا التجمع الكبير والهام، في تنسيق السياسات الخاصة بالتنمية الاقتصادية وتحسين البنى التحتية وإزالة الحواجز التجارية والاستثمارية، وتعميق الإصلاح والانفتاح على مختلف الثقافات والحضارات، خاصة بين الدول المعنية بالمبادرة، لما فيه خير وصالح شعوبها حاضراً ومستقبلاً. 

 

سفير فلسطين فريز مـــهداوي

 

مبادرة "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين" تفتح آفاقا لتبادل الطاقة الإنتاجية ذات الجودة العالية بين الصين والدول على طول طريق الحرير، وهو استثمار مشترك في الأعمال التجارية، وبناء البنية التحتية، وتقاسم ثمار التعاون، يهدف إلى ابتكار طريق جديد للنمو الاقتصادي العالمي بعد الأزمة المالية العالمية. وقد تبع هذه المبادرة إنشاء صندوق للمبادرة وأيضا إنشاء البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية لتمكين دول الحزام والطريق من دفع التنمية الاقتصادية من خلال تطوير البنى التحتية فيها وقدراتها الإنتاجية والصناعية.

 إن الصين مؤهلة  للعب دور أكبر وفاعل، ليس فقط على المستوى الاقتصادي. وقد لاحظنا في السنوات الأخيرة أدوارا مهمة للصين على المستوى الدولي، خاصة في منطقة الشرق الأوسط ودعم القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية. إن مبادرة الرئيس شي جين بينغ ذات الأربع نقاط لحل القضية الفلسطينية بشكل عادل، تضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية تعيش بجانب إسرائيل في سلام وأمن. وكذلك تدعم الصين بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية وتدعم التنمية الاقتصادية في فلسطين. وهنا نأمل أن ينتج عن هذه القمة إدماج فلسطين في المبادرة لدفع  التنمية الاقتصادية وإيجاد فرص عمل جديدة للفلسطينيين، وبالتالي بناء مؤسسات دولة عصرية تقوم على الشفافية والاقتصاد المنفتح، خاصة وأن فلسطين تتمتع بموقع استراتيجي مهم بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، وكذلك تمتلك فلسطين الكفاءات المهمة واليد العاملة الماهرة التي تؤهلها للعب دور أساسي في مبادرة "الحزام والطريق".

 

سفير الجزائر أحسن بوخالفة

الفكرة التي بادر بها فخامة الرئيس شي جين بينغ سنة 2013 القاضية بإنشاء "الحزام الاقتصادي لطريق الحريروطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين"، والتي دعا شخصيا الدول العربية، ومنها الجزائر، للتعاون مع الصين لتجسيدها على أرض الواقع، هي فكرة سامية المعاني وتحظى بدعم كامل من قبل الجزائر، فهي تتسق ومصالحها ومع أهداف منتدى التعاون العربي- الصيني.

قمة "الحزام والطريق" تشكل فرصة هامة من شأنها أن تسلط الضوء على الأبعاد السياسية والاقتصادية والتنموية والثقافية والأمنية لمبادرة "الحزام والطريق" وعلى النتائج المثمرة التي حققها التعاون بين الصين والدول المشاركة فيها منذ إعلانها سنة 2013.

  هذه القمة ستحقق نتائج هامة من شأنها أن تساهم في توسيع التوافق الدولي ودفع التعاون الإقليمي والانتعاش الاقتصادي العالمي إلى مستوى جديد، من خلال زيادة خلق فرص الاستثمارات وتجسيد مشاريع شبكة البنية التحتية في الدول الواقعة على طول طريق مبادرة "الحزام والطريق".  كما أنها ستساهم كذلك في تنمية العلاقات الثنائية بين الصين والدول المشاركة فيها، ومن بينها الجزائر، وستعزز الآفاق السياسية والاقتصادية المستقبلية للتعاون الإقليمي والدولي.

وبهذا الخصوص، يعتبر إنجاز أكبر ميناء تجاري في أفريقيا بمنطقة الوسط بالجزائر من طرف الشركات الصينية، من ضمن مشاريع البنية التحتية التي ستدعم التعاون الاقتصادي والتجاري والنقل البحري بين الصين والجزائر خاصة، وبين الصين وأفريقيا عامة وذلك في إطار مبادرة "الحزام والطريق".

                                        

 

سفير عُمان عبد الله بن صالح السعدي

 

 

ستكون هذه القمة الحدث الدبلوماسي الأكبر للصين خلال 2017. وإنني على ثقة بأن لها أهمية كبرى، لأنها تأتي في إطار تعزيز وتدعيم العلاقات بين الصين ومختلف البلدان الواقعة على طول "الحزام والطريق"، وتبرز الفرص المتاحة للتعاون والتبادل في مختلف المجالات. لقد حظيت مبادرة "الحزام والطريق" بردود فعل إيجابية من قبل العديد من الدول، لأنها تنطوي على عدد من الخصائص التي تميزها جوهريا عن نمط المبادرات والمشروعات التي طرحتها الدول الغربية خلال العقود السابقة، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي.

وأنا شخصيا أتطلع إلى أن تثمر هذه القمة عن نتائج ملموسة، وأن تشجع دول المنطقة على مزيد من الانخراط بصورة أنشط. ففي عالم اليوم، وقبل الانضمام إلى أي آليات، يجب أن تقيم الدول المنافع المتبادلة فيما بينها أولا. لذلك أعتقد أن هذه القمة ستنجح في توصيل مضمونها، ليس إلى السياسيين ورجال الأعمال فحسب، وإنما أيضا للمواطن العادي الذي بات يعقد آمالا عليها. في الختام، أرى أنه يجب التأكيد على التشارك الاقتصادي من أجل أن تستفيد كافة الأطراف وتتحقق النتائج المربحة للجميع، ولا يجب أن تكون المشروعات شكلية، بل يجب أن تحقق فوائد عملية وفعالة ومتوازنة جيدا للمحليين أيضا، كما آمل أن تساعد هذه القمة على ازدهار السمعة الوطنية للصين في العالم أجمع، لاسيما في سياق تصاعد الحمائية التجارية.

 

سفير مصر أسامة المجدوب

من المهم الإشارة إلى أن قمة "الحزام والطريق" تهدف إلى خلق منصة متعددة الأطراف وبناء آلية متعددة المستويات بين دول مبادرة "الحزام والطريق"، لتبادل الأراء ووجهات النظر بشأن السياسات الاقتصادية الكلية التي تتخذها، وتوسيع المصالح المشتركة بينها، وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة، وإزالة العوائق أمام التجارة، وربط المرافق، والتكامل المالي، والتوصل إلى توافق جديد للتعاون فيما يتعلق باستراتيجيات التنمية الاقتصادية، وتقديم دعم مشترك نحو تنفيذ السياسات والمشروعات المشتركة، وتعزيز التبادل والتعاون الثقافي بين الشعوب وعلى مستوى مراكز الفكر والأبحاث.

في ضوء العلاقات التاريخية بين مصر والصين والروابط الثقافية العميقة التي تربط حضارتين من أعرق الحضارات في العالم، وفي إطار العلاقات الاستراتيجية القوية بين البلدين، والتي تم رفعها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة خلال زيارة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الصين في ديسمبر 2014، فإن مصر تنظر إلى قمة "الحزام والطريق" ليس فقط باعتبارها ضيفاً يتطلع نحو المشاركة بقوة في فعاليات القمة، وإنما أيضا باعتبارها شريكاً استراتيجياً وتاريخياً للصين في مبادرة "الحزام والطريق". وبالتالي، فإن مصر تأمل وتعمل على نجاح القمة، وتدعم هدف المبادرة الخاص بتطوير مرافق البنية التحتية عبر دول طريق الحرير، وهو ما تقوم به من خلال إنشاء قناة السويس الجديدة التي تم افتتاحها في أغسطس 2015، بالإضافة إلى تطوير المنطقة الاقتصادية بقناة السويس، بما يسهم في تعزيز حركة التجارة وتكامل شبكة المرافق بين دول طريق الحرير.

 

سفير دولة الكويت سميح عيسى جوهر

أكد سفير الكويت لدى الصين، أن رؤية حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، بشأن تحويل الكويت إلى مركز تجاري عبر إنشاء ميناء دولي في شمال الخليج العربي بغرض إحياء مشروع طريق الحرير، تتركز على الربط القاري بين الدول عن طريق إنشاء ميناء دولي في شمال الخليج العربي، وجعل دولة الكويت محطة رئيسية لتوصيل البضائع والسلع من الصين وجمهوريات آسيا الوسطى إلى أوروبا ودول القرن الأفريقي وبالعكس. لذا، ترى دولة الكويت وجود توافق هام وتلاق جوهري بين رؤية حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الاستراتيجية ومبادرة "الحزام والطريق"، إذ نرى أن حرص صاحب السمو أمير دولة الكويت، على تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري وخدمي عالمي وإنشاء ميناء دولي يكون من أكبر الموانيء الحيوية في المنطقة، يتوافق كليا مع أهداف قمة "الحزام والطريق"، والتي ستعزز وترسخ رؤيتنا الاستراتيجية في إحياء مشروع طريق الحرير الذي يعكس تاريخ الكويت التي كانت تعتمد في الماضي على تجارة الترانزيت، ويهدف من جهتنا إلى عدم اعتماد الكويت على مصدر واحد للدخل وهو النفط. إن الكويت هي أول دولة عربية بادرت بالتوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون مع الصين في مبادرة "الحزام والطريق"، وقام معالي وزير الديوان الأميري في دولة الكويت الشيخ ناصر صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله، بزيارة ناجحة للصين في إبريل ٢٠١٤ لهذا الأمر الهام.

 

 

سفير ليبيا صلاح الدين محمد البشاري

تعد مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحها فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013،  أهم وأكبر المبادرات في القرن الحادي والعشرين، التي تهدف إلى رفع مستوى التعاون الدولي في شتي المجالات الحياتية، وتضم في الوقت الحالي نحو 65 دولة، يبلغ عدد سكانها 4ر4 مليارات نسمة، ويبلغ حجم الناتج المحلي الإجمالي لهذه الدول نحو 21 تريليون دولار أمريكي، أي ما يعادل 29% من الناتج المحلي العالمي.

إن اغتنام فخامة الرئيس شي جين بينغ فرصة مشاركته الأولى في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي خلال شهر يناير 2017، للإعلان عن إقامة قمة "منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي" بالعاصمة بكين في  مايو 2017، يؤكد أن المنتدى سيقوم على أسس التكامل والتعاون والمساهمة في القضاء على الإرهاب والفقر، من خلال الازدهار الاقتصادي الذي يحقق الاستقرار والسلام العالميين.

ومما يعزز أهمية هذه القمة أن أكثر من عشرين رئيس دولة وحكومة وأكثر من خمسين من قادة المنظمات الدولية وأكثر من مائة مسؤول على المستوى الوزاري، إلى جانب ألف ومائتي مندوب من مختلف البلدان والمناطق سيشاركون في المنتدى.

وإذ تؤكد دولة ليبيا على أهمية هذه الفعاليات ومشاركتها فيها، وبالرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها، فإنها تشدد على أنها بحكم خصوصية موقعها الجغرافي المميز ضمن دول المبادرة وإرثها التاريخي واتصالها وتواصلها العربي والأفريقي والأوروبي والآسيوي، ستكون داعما لهذه الفعاليات وستصل إلى ما تصبو إليه منها.

 

 

سفير السودان عمر عيسى أحمد

بعد النجاحات التي حققتها الصين في التنمية خلال العقود الماضية، أصبح للصين مكانة مرموقة ودور بارز كقوة اقتصادية وسياسية مؤثرة على مستوي العالم. ومبادرة "الحزام والطريق" تعتبر منظومة متكاملة من السياسات في مختلف المجالات، تهدف الصين من خلال تطبيقها إلى تقديم نموذج اقتصادي متفرد يضمن كسر الاحتكار وتعزيز التنافسية، بجانب تعزيز التواصل الإنساني بين الدول الواقعة في مسار "الحزام والطريق"، مما يجعل المبادرة جاذبة لدول العالم بالمقارنة مع نماذج التعاون الاقتصادي الدولي الأخرى التي أثبتت فشلها وعدم اكتراثها بتحقيق المنفعة المتبادلة، والاسهام في ترقية الروابط الإنسانية والثقافية بين قارات العالم المختلفة.

ستمثل قمة "الحزام والطريق" مرحلة جديدة في تاريخ التعاون بين الدول، وهي تتويج لجهود الصين في التبشير بالمبادرة التي قدمها الرئيس شي جين بينغ في عام 2013، وبلورة حقيقية لها عبر تحديد المسار العملي وشكل الشراكات المستقبلية مع دول "الحزام  والطريق". ويُتوقع أن يتم خلال القمة، التي ستجمع عدداً من رؤساء الدول والحكومات، تعزيز الثقة السياسية بين شركاء "الحزام والطريق" والمساهمة في إثراء مقومات التعاون العملي وإيجاد أرضيه مشتركة للدول في مسيرتها نحو النهضة، بما يخدم المصالح المشتركة لهذه الدول والصين. هذه المنظومة تحتاج لتنسيق الجهود الدولية لصالح تهدئة الأوضاع في محيطها الإقليمي وتغليب المصالح المشتركة بين دولها وبقية دول العالم، وتحييَّد عناصر التوتر التي تغذيها بعض القوى الدولية النافذة، والذهاب إلى مبادرة رائدة وجاذبة على شاكلة مبادرة "الحزام والطريق".

 

 

 

   سفير اليمن محمد عثمان المخلافي

تنعقد قمة "الحزام والطريق" بعد مرور أكثر من  ثلاث سنوات على إعلان مبادرة "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين".

ومن المنتظر أن يتم خلال هذه القمة بحث ومناقشة آليات وأولويات التعاون بين الصين والدول الأخرى المطلة على "الحزام والطريق"، من أجل تعزيز التعاون والترابط الإقليمي والدولي، والعمل على خلق مستقبل أفضل لهذه العلاقات.

ونعتقد أن هذه المبادرة لم تأت لأبعاد سياسية، وإنما تدعو إلى إنشاء روابط  اقتصادية وتنموية وتجارية، مما يعني أنها تنطوي على مكاسب اقتصادية وتنموية محتملة وهامة للدول النامية والدول الأقل نموا، إضافة إلى تسهيل التجارة بين الصين والدول الواقعة على طول "الحزام والطريق"، بما فيها الدول العربية ومن ضمنها الجمهورية اليمنية والتي بدورها تعمل على تهيئة الظروف المناسبة في بنيتها  التحتية والتنموية وغير ذلك.

أتطلع إلى نجاح هذه القمة، نظرا للإعداد الجيد لها من الجهات الصينية المعنية وحرصها على الخروج بنتائج إيجابية، ولأن القمة تبحث قضايا تتعلق بالتعاون الاقتصادي والتجاري والتنموي. 

وأود الإشارة هنا إلى الأوضاع الصعبة التي تعيشها الجمهورية اليمنية في الوقت الحالي، والجهود الكبيرة التي تقوم بها الحكومة الشرعية بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لإنهاء الانقلاب وإعادة السلام والاستقرار، ومن ثم الشروع في إعادة الإعمار وبناء اليمن الاتحادي الجديد. إننا نؤكد أن الصين ستكون لها الأولوية في المساهمة في إعادة الإعمار ونتطلع أن تأخذ قمة "الحزام والطريق" هذا الوضع بعين الاعتبار، وأن تكون الجمهورية اليمنية حاضرة في مقرراتها وأولوياتها.