شريان للكهرباء في دوشانبي

المرحلة الثانية لمحطة الطاقة الحرارية رقم 2 في ضاحية العاصمة الطاجيكية دوشانبي، التي قد تم إنجاز بنائها في نهاية عام 2016، ستوفر الكهرباء للمدينة بأكملها، وستكون "شريان الحياة" لدوشانبي. هذه المحطة هي أكبر محطة كهرباء حرارية في طاجيكستان، وإحدى ثمار التعاون الصيني- الطاجيكي في القدرة الإنتاجية الدولية.

نقص الطاقة الكهربائية مشكلة دائمة في طاجيكستان، على الرغم من وفرة الموارد الطبيعية فيها. كان توليد الكهرباء في طاجيكستان يعتمد رئيسيا على المحطات الكهرومائية، التي لا تستطيع أن تسد الحاجة للكهرباء في موسم الشتاء الجاف، مما يسبب انقطاع الكهرباء كثيرا ويعرقل التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. فأصبح بناء المزيد من محطات توليد الكهرباء مهمة ملحة للحكومة الطاجيكية.

سد 60% من نقص الكهرباء

بدعم مباشر من الحكومتين الصينية والطاجيكية، وقعت وزارة الطاقة الطاجيكية مع شركة تبيان المحدودة للأجهزة الكهربائية، وهي شركة صينية تنتج محولات الكهرباء، عقدا لبناء محطة الطاقة الحرارية رقم 2 في مدينة دوشانبي،. وقد بدأ العمل في أكتوبر عام 2012.

شركة تبيان لها علاقة تعاون وثيقة ومتميزة مع الجانب الطاجيكي، وقد نفذت في طاجيكستان مشروع نقل وتحويل خمسمائة كيلو فولت للكهرباء ذات الجهد العالي وغيره من المشروعات الهامة.

من أجل إنجاز مشروع بناء محطة الطاقة الحرارية رقم 2 في أسرع وقت ممكن، تغلب أكثر من ألف فني وعامل صيني على ظروف شاقة مختلفة. وقد بدأ التشغيل الناجح لوحدتي توليد الكهرباء للمرحلة الأولى، في بداية ومنتصف عام 2014 على التوالي، قبل ستة أشهر من الموعد المحدد، ما ساهم في تحسين إمدادات الكهرباء لسكان دوشانبي.

في ديسمبر عام 2016، تم بناء المرحلة الثانية لمحطة الطاقة الحرارية رقم 2، التي تبلغ قدرة التوليد الإجمالية لها 2ر2 مليارات كيلو وات/ ساعة سنويا، تسد 60% من نقص الكهرباء في طاجيكستان وتوفر التدفئة لأربعة ملايين وثلاثمائة ألف متر مربع، أي 70% من مساحة التدفئة في دوشانبي.

أشار شياو تشي، مسؤول للمشروع الكهربائي في تبيان، إلى صف من الأجهزة بجانب الطريق، قائلا: "استخدمت الشركة خلال عملية بناء المشروع، تقنية الكيس الكهربائي لجمع الغبار، بحيث يمكن جمع 95ر99% من الأغبرة، وتقنيةإزالة الكبريت الرطب، التي يمكن بها التخلص من 95% من الكبريت، وغيرها من التقنيات المتقدمة التي تتفق مع المعايير الدولية، كما يقوم الجانب الصيني بمراقبة انبعاث المواد الملوثة في الوقت الحقيقي، الأمر الذي يحمي البيئة المحلية بشكل فعال.

تستخدم محطة الطاقة الحرارية خط مزدوج بسعة 220 كيلو فولت للدائرة خلال نقل الكهرباء، الأمر الذي يساعد على الحد من فقدان الطاقة الكهربائية خلال عملية النقل. علاوة على ذلك، يتم تدوير مخلفات الخبث والرماد وإعادة استخدامها، بما يحقق فوائد اقتصادية إضافية للمحطة.

مشروع تعاون عملي نموذجي

في الثالث عشر من سبتمبر عام 2014، حضر الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الطاجيكي إمام علي رحمانوف مراسم اختتام المرحلة الأولى وإطلاق أعمال المرحلة الثانية لمحطة الطاقة الحرارية رقم 2 في العاصمة الطاجيكية دوشانبي. في كلمته التي ألقاها خلال المراسم، قال الرئيس شي إن محطة الطاقة الحرارية رقم 2 تعد مشروعا رمزيا للتعاون العملي والصداقة بين الصين وطاجيكستان. ومن جانبه، قال الرئيس رحمانوف في الكلمة التي ألقاها إن المشروع يرفع قدرة طاجيكستان على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة، ويعد نموذجا للتعاون الصيني- الطاجيكي الرفيع المستوى.

كما أعرب السكان المحليون أيضا عن امتنانهم لهذا المشروع. قاسيموف، وهو خبير طاجيكي في الطاقة الكهربائية عمل سابقا في وزارة الطاقة الطاجيكية، انضم لفريق العمل في فرع تبيان بطاجيكستان. قال إن الجانب الصيني بعث، خلال بناء المشروع، دفعات من الموظفين الطاجيك إلى الصين للحصول على التدريب المهني في مدينة شيآن. وقال إنه سعيد لرؤية هؤلاء الموظفين وقد صاروا أكفاء متخصصين في الطاقة الكهربائية، وسيصبحون الدعامة الأساسية لمحطات توليد الكهرباء في المستقبل. كما قال قاسيموف: "شهدت أنا وزملائي الصينيون إتمام بناء هذا المشروع.  المستويات المهنية العالية التي أبداها زملائي الصينيون، ومستوى تطور المعدات المستخدمة في محطة الطاقة الحرارية، تركت انطباعا عميقا في ذهني ونالت إعجابا كبيرا من سكان دوشانبي."

وقال وانغ جيان، مدير فرع تبيان في طاجيكستان: "أشعر أنا وزملائي بارتياح كبير، إذ حظيت محطة الطاقة الحرارية رقم 2 بإعجاب ودعم من السكان المحليين." وقال إنه شرف كبير له أن يساهم في بناء "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" وفي تعاون القدرة الإنتاجية العالمية.

 

شيه يا هونغ: مراسل صحيفة ((الشعب اليومية)) الصينية في طاجيكستان.