ما لونغ
قناص كل البطولات الكبرى

بفوزه بميدالية فردي الرجال لتنس الطاولة في أولمبياد ريو، في الثاني عشر من  أغسطس 2016، حقق اللاعب الصيني ما لونغ حلمه بالفوز بالبطولات الأربع الكبرى "غراند سلام" لهذه اللعبة، وهي الأولمبياد، بطولة العالم، كأس العالم، التصفيات النهائية لمنافسات الاتحاد الدولي لتنس الطاولة، وأصبح خامس لاعب يحقق هذا الإنجاز في تاريخ هذه اللعبة.

يحمل ما لونغ، حتى الآن، أربعة وعشرين لقبا لبطولات تنس الطاولة العالمية، وهي: ثلاث ميداليات ذهبية أولمبية، ثماني ميداليات ذهبية لبطولة العالم، سبع ميداليات ذهبية لكأس العالم، وست ميداليات ذهبية للتصفيات النهائية لمنافسات الاتحاد الدولي لتنس الطاولة. وحسب التصنيف العالمي للاتحاد الدولي لتنس الطاولة، يتصدر ما لونغ قائمة التصنيف منذ مارس 2015. في التاسع من ديسمبر 2016، أقام الاتحاد الدولي لتنس الطاولة الحفلة السنوية لتوزيع الجوائز في الدوحة بقطر، حيث تم منح ما لونغ جائزة أفضل لاعب تنس طاولة لعام 2016، بعد منحه هذه الجائزة الكبيرة عام 2015.

مسيرة نجاح

في العشرين من أكتوبر سنة 1988، استقبلت مدينة آنشان بمقاطعة لياونينغ وليدا اسمه ما لونغ، رأى أبواه أن يتدرب على لعب تنس الطاولة وهو في الخامسة من عمره، أملا في أن تحميه الرياضة البدنية من الإصابة بالأمراض. في عام 1999، التحق ما لونغ بالمدرسة الرياضية في مقاطعة لياونينغ. وفي عام 2003، تم ضمه للفريق الوطني لتنس الطاولة، بعد سلسلة من المباريات التأهيلية، وتولى تدريبه تشين تشي جيان.

يستخدم ما لونغ قبضة المصافحة، ويمثل جيلا جديدا من لاعبي قبضة المصافحة، وواحدا من أفضل اللاعب الذين يجيدون الضربات الدائرية الأمامية والخلفية معا في تاريخ تنس الطاولة. يقوم بالهجوم والدفاع من مسافة متوسطة أو بعيدة على جانبي الطاولة، بنفس الطريقة التي يجيدها اللاعبون الأوروبيون تقليديا، مع الهجوم والدفاع من مسافة قريبة من الطاولة، بالطريقة التي يتقنها اللاعبون الآسيويون تقليديا. تتيح حرية حركة الرسغ الكبيرة لقبضة ما لونغ على المضرب ضرب الكرة بطريقة لولبية أمامية شديدة.

في عام 2004، فاز ما لونغ بالميدالية الذهبية لفردي الرجال في بطولة آسيا وبطولة العالم للناشئين. في عام 2006، فاز بالمركز الأول للفرق في بطولة العالم لتنس الطاولة في ربيمن بألمانيا مع منتخب الصين لتنس الطاولة، ليصبح أصغر بطل عالمي، إذ كان عمره سبع عشرة سنة. وفي نفس العام، فاز ما لونغ مع منتخب الصين لتنس الطاولة بالمركز الأول للفرق في دورة الألعاب الآسيوية بالدوحة.

في الثاني والعشرين من فبراير 2007، فاز ما لونغ على مواطنه ما لين في المباراة النهائية وفاز بالميدالية الذهبية لفردي الرجال في بطولة الكويت المفتوحة لتنس الطاولة، ليحصل على أول لقب له في منافسات الاتحاد الدولي لتنس الطاولة. وفي الثامن عشر من نوفمبر نفس السنة، فاز بالميدالية الذهبية لزوجي الرجال في بطولة السويد المفتوحة لتنس الطاولة مع زميله وانغ هاو.

في الحادي والثلاثين من مارس 2008، فاز ما لونغ بالميدالية الذهبية لفردي الرجال في كأس آسيا لتنس الطاولة، بعد تغلبه على مواطنه تشن تشي بنتيجة 4-2 في المباراة النهائية.

في الخامس والعشرين من أكتوبر 2009، واجه المنتخب الصيني لتنس الطاولة نظيره من جمهورية كوريا في المباراة النهائية، وتغلب ما لونغ على منافسه في مباراة فردي الرجال، فساعد المنتخب الصيني في الفوز بكأس العالم لتنس الطاولة بعد تغلبه على منتخب جمهورية كوريا بنتيجة 3-0. في شهر نوفمبر نفس السنة، فاز ما لونغ بالميدالية الذهبية لفردي الرجال في الدورة التاسعة عشرة لبطولة العالم لتنس الطاولة، وفاز بالميدالية الذهبية لزوجي الرجال مع زميله شيوي شين، وفاز بالميدالية الذهبية للزوجي المختلط مع زميلته لي شياو شيا، وفاز بالميدالية الذهبية للفرق مع المنتخب الصيني، وأصبح ثاني لاعب صيني يحصد أربع ميداليات ذهبية في بطولة واحدة لتنس الطاولة بعد اللاعب الصيني شيه كه لي، الذي حقق هذا الإنجاز في عام 1984.

في أكتوبر عام 2010، هزم ما لونغ نظيره من جمهورية كوريا في المباراة النهائية لكأس العالم، وساعد منتخب بلاده في الفوز بكأس العالم لتنس الطاولة بعد تغلبه على منتخب جمهورية كوريا في المباراة النهائية. في العشرين من نوفمبر نفس السنة، فاز ما لونغ بالميدالية الذهبية لفردي الرجال في المباراة النهائية لتنس الطاولة لدورة الألعاب الآسيوية في قوانغتشو، بعد تغلبه على مواطنه وانغ هاو بنتيجة 4-2.

واحد وخمسون انتصارا متتاليا

منذ فوزه بمباراته في بطولة الصين المفتوحة لتنس الطاولة في أغسطس 2011، وحتى آخر مباراة فاز بها في بطولة سلوفينيا المفتوحة لتنس الطاولة في يناير 2012، حقق ما لونغ واحدا وخمسين فوزا على التوالي خلال فترة امتدت مائتين وأربعة وعشرين يوما، ومحطما الرقم القياسي له في تاريخ الاتحاد الدولي لتنس الطاولة.

بفضل أدائه الممتاز في المنافسات من عام 2010 حتى عام 2012، حصل ما لونغ على فرصة تمثيل الصين في منافسات الفرق لدورة الألعاب الأولمبية 2012، وفي المباراة النهائية بين منتخبي الصين وجمهورية كوريا، هزم ما لونغ نظيره الكوري ريو سونغ مين بنتيجة 3-1 في أول سباق بالمباراة النهائية، ممهدا الطريق لفوز الصين بالسباق، فضلا عن فوزه بأول ميدالية ذهبية أولمبية.

في يوليو عام 2014، فاز ما لونغ بالميدالية الذهبية لفردي الرجال في بطولة آسيا لتنس الطاولة، لتكون رابع بطولة يفوز بها على التوالي، ويصبح أول لاعب يحقق هذا الإنجاز العظيم في تاريخ بطولة آسيا.

في عام 2015، هيمن ما لونغ على البطولات العالمية لتنس الطاولة. في يناير، فاز بكأس العالم للفرق؛ وفي الثالث من مايو فاز بأول ميدالية ذهبية فردية له في بطولة العالم لتنس الطاولة التي أقيمت في سوتشو؛ وفي التاسع عشر من أكتوبر، فاز بالميدالية الذهبية لفردي الرجال في كأس العالم لتنس الطاولة في هالمستاد بالسويد؛ وفي الرابع عشر من ديسمبر فاز بذهبية فردي الرجال في التصفيات النهائية لمنافسات الاتحاد الدولي لتنس الطاولة في لشبونة بالبرتغال، ليصبح ما لونغ أول لاعب في تاريخ هذه اللعبة يفوز بثلاث بطولات عالمية في سنة واحدة.

الحلم الأولمبي

في فبراير 2016، فاز ما لونغ بذهبية فردي الرجال لبطولة ألمانيا المفتوحة لتنس الطاولة، بعد تغلبه على نظيره البيلاروسي فلاديمير سامسونوف بنتيجة 4-1 في المباراة النهائية، ليضيف إلى حصيلته اللقب الخامس والعشرين في منافسات فردي الرجال للاتحاد الدولي لتنس الطاولة، متجاوزا مواطنه وانغ لي تشين، الفائز بأربعة وعشرين لقبا فرديا في منافسات الاتحاد الدولي لتنس الطاولة. في مارس عام 2016، شارك ما لونغ في بطولة العالم للفرق فيكوالالمبور بماليزيا، وساعد منتخب بلاده في الفوز بثامن بطولة متتالية في تاريخ بطولة العالم للفرق. شارك ما لونغ في ثماني عشرة مباراة خلال ثلاث دورات لبطولة العالم للفرق ضمن منتخب الصين، ولم يخسر شوطا واحدا في مبارياته، التي فاز فيها جميعا بنتيجة 3-0.

في الثاني عشر من أغسطس 2016، تغلب ما لونغ على مواطنه تشانغ جي كه بنتيجة 4-0 ليحرز أول ذهبية أولمبية له في فردى الرجال، وذلك في أولمبياد ريو، وحقق حلمه بالفوز بكل بطولات "غراند سلام". فاز ما لونغ أيضا، مع منتخب بلاده، بذهبية الفرق لتنس الطاولة في أولمبياد ريو، وهذه هي المرة الثالثة على التوالي التي يحصل فيها المنتخب الصيني على ميداليتين ذهبيتين في دورة أولمبية.

بعد فوزه بآخر شوط في المباراة النهائية، قال ما لونغ: "اليوم قدمت أعلى أداء لي في المباراة النهائية. لم يكن ممكنا أن أفوز إلا بتقديم أعلى أداء لي. في الواقع، تشانغ وأنا يألف كل منا الآخر، ولم يكن هناك ترتيب تكتيكي مبكر، باستثناء الاستعدادات النفسية. بالنسبة لي قبل هذه المباراة، لم أكن  قد فزت بذهبية فردي الرجال في الأولمبياد، لذلك اجتهدت للفوز بها. وبعد فوزي اليوم أصبحت هادئا للغاية، وأشعر بأنني حققت تقدما على أي حال."