الدخن الهجين الصيني في أفريقيا

"أبوالدخن الهجين"، هو اللقب الذي يحمله العالم الصيني المشهور تشاو تشي هاي، صاحب الرقم القياسي العالمي لإنتاجية الدخن باستخدام تقنية تهجين بذور الدخن، وقد ذاعت شهرته، مثل شهرة العالم الصيني يوان لونغ بينغ، في مجال التقنيات الزراعية الصينية. في السنوات الأخيرة، يواصل تشاو تشي هاي وفريقه البحثي في الأكاديمية الزراعية في مدينة تشانغجياكو بمقاطعة خبي أعمالهم في نشر النوع الجديد من الدخن الهجين بعد نجاحهم في تهجينه، ليس في أرجاء الصين فحسب، وإنما أيضا في كل العالم، بما في ذلك قارة أفريقيا.

من المعروف أن أفريقية تكثر فيها دول تعاني من نقص الغذاء، بينما يتميز الدخن الهجين الصيني بالإنتاجية العالية وتحمل الجفاف والقابلية للزراعة في الأرض الجدباء. هذا النوع من الدخن الهجين الذي يحمل اسم "دخن تشانغ الهجين"، وهو اسم مأخوذ من المقطع الأول لاسم مدينة تشانغجياكو، يصل إنتاج المو (الهكتار يساوي 15 مو) الأعلى منه إلى 810 كيلوغرامات. هذا يعني، وحسبما أكدت مؤسسات دولية، أن الدخن الهجين الصيني اختيار جيد لزيادة إنتاج الغذاء ومواجهة مشكلة الأمن الغذائي للدول الإفريقية. في عام 2009، قام جاك ضيوف المدير العام (حينذاك) لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) بزيارة مدينة تشانغجياكو وتعرف على دخن تشانغ الهجين، وقال إن الفاو سوف تتخذ هذا الدخن جزءا هاما في إطار المشروعات التعاونية مع الحكومة الصينية وستعممه في أنحاء العالم، كما اقترح تأسيس مركز تدريب لنشر تقنية زراعة هذا النوع من الدخن.

في عام 2008، بدأت الحكومة الصينية أعمال نشر دخن تشانغ الهجين في دول أفريقيا، وحتى الآن، نجح الخبراء الصينيون لزراعة الدخن في السودان وأثيوبيا، وأوغندا، ومالاوي، ونيجيريا، وناميبيا، ومالي وغيرها من دول القارة. وفي التاسع عشر من يونيو عام 2016، وقعت الأكاديمية الزراعية بمدينة تشانغجياكو وجمعية تعميم الأنواع الجديدة للأغذية في جنوب أفريقيا على اتفاقية لنقل الدخن إلى جمهورية جنوب إفريقيا.

قال تشاو تشي هاي: "النوع الذي طورناه من الدخن يتميز بالإنتاجية العالية وتحمل الجفاف للزراعة بالأرض الجدباء. في أفريقيا، يحتاج الدخن من يوم زراعته حتى حصاده إلى شهرين أو ثلاثة شهور، في حين تحتاج الذرة إلى فترة من خمسة إلى سبعة شهور." وأضاف: "نقص البنية التحتية للري من أهم المشكلات التي تواجه دخول الزراعة الصينية إلى أفريقيا، لكن زراعة دخن تشانغ الهجين لا تحتاج إلى كمية كبيرة من المياه. فهو ليس محصولا عالي الإنتاجية فحسب، وإنما أيضا يقلل تكلفة إنشاء البنية التحتية للري." لذا، حظي دخن تشانغ الهجين بالترحيب من قبل المسؤولين والفلاحين الأفارقة.

في عام 2015، أقامت الأكاديمية الزراعية في مدينة تشانغجياكو تعاونا مع شركة تشونغدي للزراعة الخارجية "المركز الأفريقي (أثيوبيا) لدراسة الدخن الهجين" و"المركز الأفريقي (نيجيريا) لدراسة الدخن الهجين"، مما شكل خطوة كبيرة في مسيرة تعميم الدخن الهجين الصيني في أفريقيا.