الباركود ثنائي الأبعاد
ظاهرة واقعية غيرت أساليب الحياة بمفهوم عصري

ماهو الباركود ثنائي الأبعاد؟

هذا الرمز ببساطة هو أحد أنواع الباركود ويسمى الباركود ثنائي الأبعاد أو كود الـ QR. وتوجد عدة أنواع من الباركود أو ما يسمى بالشفرة الخيطية؛ فهناك الباركود أحادي الأبعاد وهو التقليدي الذي اعتدنا رؤيته في المحلات التجارية لترميز الأصناف، وهو على شكل خطوط متوازية ذات عرض ومسافات معينة، ويتكون من سلسلة من الخطوط السوداء تتخللها أعمدة بيضاء متجانبة ويوجد تحتها أرقام. وهناك الباركود ثنائي الأبعاد، وهو الأحدث، وتتكون شفرة المنتج فيه من خطوط ونقاط وتعرجات مختلفة على شكل مربعات أو نقاط أو أشكال سداسية وهندسية أخرى. وبالرغم من أن الشفرة ثنائية الأبعاد تستخدم الرموز أكثر، فإنها تسمى أحياناً بالشفرات الخيطية أيضا. هذا النوع لديه إمكانية لترميز بيانات أكثر من النوع الأول، ويدعى "كيو آر كود QR Code = Quick Response Code"، وهو طريقة من طرق الترميز تستخدم عملية تشفير المعلومات بطريقة يسـهل التعامل معها. ولا تعد هذه الطريقة من الطرق الحديثة جداً، حيث أن عددا من الجهات والشركات قد استخدمها لتسهيل إجراءات متابعة مراحل أعمالها ومنتجاتها. ولعل أبرز مثال على هذه الشركات هي شركة تويوتا التي استخدمت هذا الترميز الذكي منذ أكثر من عقدين لمتابعة السيارات خلال مراحل عملية التصنيع.

أول استخدام للباركود كان لوضع علامات على عربات القطار، لكنها لم تنجح تجاريّا، حتى تم استغلالها في أتمتة أنظمة المبيعات. هناك العديد من الاستخدامات للباركود، أشهرها المحلات التجارية وإدارة المستندات وعمل فهارس للوثائق وإدارة وترتيب البريد، وكذلك تذاكر القطارات والسينما والمسارح والمباريات، الخ. والآن، يتم استخدامها في كثير من البلدان، حيث تشير الإحصائيات إلى أن عدد مستخدميها تجاوز أربعة عشر مليونا في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها. وفي مصر يتم استخدامها بما يخدم قطاع السياحة، بحيث يمكن للسائحين الحصول على كافة البيانات والصور الخاصة بالقطع الأثرية والمعابد والمخطوطات عن طريق تخصيص باركود لكل قطعة أثرية. أما في الصين واليابان، فأصبح بإمكان الأشخاص أن يستعلموا عن ثمن أي سلعة بواسطة أجهزة الهاتف النقال عن طريق الباركود. ولكثرة انتشار هذه التقنية فقد أصبح بإمكان أي شخص في العالم أن يصمم كوداً خاصاً به يحتوي على معلوماته ويعرضه في أي مكان.

انتشار حثيث

حاليا، يمكننا أن نرى أشخاصا يستخدمون هواتفهم الذكية في الشوارع والمقاهي والمطاعم ومترو الأنفاق وأي مكان، حتى أطلق عليهم البعض "حزب خافضي الرؤوس". ومع ظهور حزب خافضي الرؤوس، انتشر استخدام الباركود ثنائي الأبعاد تدريجيا، وأصبح استخدام الهاتف لمسح الأكواد ثنائية الأبعاد لشراء السلع موضة شائعة شيئا فشيئا. فإذا فحصت بدقة أكياس تغليف السلع والمجلات والنشرات الدعائية في الأسواق ستجد بها ظل الباركود ثنائي الأبعاد. ويرى العديد من خبراء التسويق، أن الباركود ثنائي الأبعاد أشبه بأداة تمتلك قوى غامضة، لأنه يشمل جميع المعلومات التي يود الزبائن معرفتها، ما جعل أعدادا متزايدة من الناس تقبل على استخدام هذه التقنية في التسوق والترفيه. وقد أظهرت استطلاعات أن جميع الشركات الصينية الكبرى المعروفة تواصل تطبيق الباركود ثنائي الأبعاد للتسويق.

راحة ومتعة

مع التقدم المتزايد في تقنية الباركود ثنائي الأبعاد وانتشار الهواتف الذكية، زادت الراحة والسهولة التي يجلبها الباركود ثنائي الأبعاد أكثر فأكثر، لذلك بدأ عدد أكبر من الناس استخدام الباركود، وزادت شعبيته شيئًا فشيئًا. وقامت العديد من الشركات بتضمين الألعاب وروابط التوصيل في الباركود ثنائي الأبعاد، ثم فتح الألعاب من خلال المسح الضوئي لبرنامج التواصل الصيني ويتشات. فمن خلال هاتفك النقال أو حاسوبك المحمول، يمكنك استخدام الباركود ثنائي الأبعاد لإتمام جميع تجارب الترفيه والتسوق. إذا كنت تريد أن تذهب لحضور حفلة للمطرب تشو جيه لون، في السابق كان يتعين عليك الانتظار في طوابير طويلة لشراء التذاكر، أما الآن فكل ما تحتاجه هو مسح الباركود ومن ثم شراء التذاكر، ما يقطع الطريق أمام "السماسرة" الذين يستغلون الزبائن.

والباركود ثنائي الأبعاد يعني للمؤسسات والشركات، مبيعات أكبر وزبائن أكثر ووسائل بيع أكثر راحة وسهولة وتكاليف أقل وتأثير أكبر للعلامات التجارية. مع الحياة الرقمية والزيادة المستمرة لمستخدمي الهواتف الذكية يوما بعد يوم، تستطيع المؤسسات إقامة موارد تسويقية مثالية بالباركود ثنائي الأبعاد، ومن ثم تقديم خدمات أكثر حميمية وملائمة للزبائن.

دور الباركود ثنائي الأبعاد في حياتنا الرقمية

منذ قيام نظام الاسم الحقيقي للباركود بالكشف عن الهويات، شعر الناس أن الباركود ثنائي الأبعاد يواجه أزمة من حيث أمن المعلومات، وساورتهم الشكوك هل سيكشف الباركود ثنائي الأبعاد عن المعلومات الخاصة؟ في الحقيقة ليس الأمر هكذا، إن السبب الرئيسي وراء كشف خصوصية الكود ثنائي الأبعاد في السكك الحديدية هو أن طرق المعالجة الأمنية في شركات السكك الحديد قد تكون ذات برمجيات معلوماتية غير آمنة وغير دقيقة. ويمكن للشركات المعنية أن تحسن من الجوانب التالية: أولا، يمكنها تشفير البيانات؛ ثانيا، يمكنها استخدام أكواد ثنائية الأبعاد غير مفتوحة، أو تجري تعديلا لشكل رمز الاستجابة السريعة؛ ثالثًا يمكنها تخزين البيانات خارج الشبكة.

بدأ جميع الشركات تقريبا التسويق من خلال الباركود ثنائي الأبعاد في الهواتف النقالة. يتمتع الباركود ثنائي الأبعاد في الهواتف النقالة بثراء محتوى المعلومات الرقمية، وقدرة تفاعلية قوية، ومعلومات متجددة وغيرها من الخصائص.

ارتبط التمييز الرقمي للباركود ثنائي الأبعاد بالتعرف على الهوية ارتباطا وثيقا. ويعتبر هذا الشكل المجمع بسيطًا للغاية. حيث يقوم الجانب المنظم للأنشطة المعنية بإنشاء صورة لباركود ثنائي الأبعاد لكل ضيف، ومن خلال إرسال رسائل الوسائط المتعددة إلى هواتف الضيوف، وبعدها يمكن التحقق منها من خلال قراءتها عن طريق القارئ الإلكتروني.

وقد حاول العديد من المؤسسات أن يربط بين الباركود ثنائي الأبعاد والنشر الرقمي، من أجل البحث عن نماذج ربحية جديدة. وكان أحد النماذج الأكثر قابلية للتطبيق إلى حد ما هو مصادر المنشورات المجمعة، خاصة بعض مجلات الدعاية المباشرة، ثم القيام ببعض عمليات الشراء لسلع حيوية تناسب مضمون المنشورات في الصفحات، وبعد التقاط الباركود تنتهي عملية الشراء، ويعتبر هذا النموذج أكثر النماذج قابلية للتطبيق.

مستقبل الباركود ثنائي الأبعاد

يبدو أن الباركود ثنائي الأبعاد جذب حقا أنظار الجمهور على مدى عقود، ويكمن السر في الاتصال مع شبكات الأندرويد، وفي الوقت ذاته تمكين أجهزة الأندرويد من وظائف القراءة والاعتماد الإلكتروني. ومع انتشار الهواتف الذكية وتكنولوجيا اتصالات الجيل الرابع، أصبح نطاق استخدام الباركود ثنائي الأبعاد أكثر رحابة، ليتضمن الضرائب والمصارف والتأمين والبريد وغيرها من القطاعات.

على الصعيد العالمي، لا تزال التنمية الشاملة للباركود ثنائي الأبعاد تحتاج إلى وقت. على الرغم من أن تكنولوجيا الباركود ثنائي الأبعاد قد نضجت وتقدمت، فإنها ما تزال تحتاج أيضا إلى معالجة، فالصين بعد عامها الأول من تطبيق الجيل الرابع تدريجيا، سوف تنهض بعملية تطوير الباركود ثنائي الأبعاد.

يستطيع الباركود ثنائي الأبعاد أن يجلب لحياة الناس راحة كبيرة. وقد انتشر وحظي بترحيب حار في المدن الكبيرة، ولكن تطويره في المدن المتوسطة والصغيرة صعب إلى حد ما. فعلى الرغم من أن الباركود ثنائي الأبعاد غيّر الطريقة التي نعيش بها بالفعل ، فإن الباركود ثنائي الأبعاد في الهواتف لا يزال أمامه طريق طويل.

--

أمنية محمد شاهين، مترجمة وباحثة من مصر.

 

 

 

 

 

 

صورة الباركود ثنائي الأبعاد