"قوه تشينغ"
بين الوطن والمواطن

الأول من أكتوبر هو العيد الوطني لجمهورية الصين الشعبية. يحتفل الصينيون هذا العام، 2016، بالذكرى السنوية السابعة بعد الستين لتأسيس الصين الجديدة، التي أشرقت شمسها في عام 1949. بمناسبة هذه الذكرى نعيش مع مجموعة من أبناء الصين يحملون اسم العيد الوطني، الذي يعني بالصينية "قوه تشينغ"، يصل عددهم وفقا لآخر الإحصاءات إلى أربعمائة وواحد وعشرين ألفا وثلاثمائة فرد. هؤلاء الناس، الذين يعيشون في بقاع متفرقة من البلاد ويمارسون أعمالا مختلفة، ارتبطت حياتهم بتأسيس الصين الجديدة وتجمع بينهم الرغبة في بذل الجهود لبناء الوطن وتحقيق حلم الصين.

الخزّاف تشنغ قوه تشينغ

وُلد الخزّاف تشنغ قوه تشينغ في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1963، أي قبل العيد الوطني بيومين. في طفولته، كان كلما حل يوم العيد الوطني ويوم عيد ميلاده يشاهد الزينة والزخارف في الشوارع، بينما تعد أمه كثيرا من الأطعمة اللذيذة للاحتفال بعيد الوطن وعيد ميلاد ابنها. شاهد تشانغ قوه تشينغ عاما بعد عام التغييرات الكبيرة في الصين.

بعد أن بدأ العمل، فهم تشانغ قوه تشينغ العلاقة الوثيقة بينه وتطور الدولة، فالمرء لا ينجح في عمله بدون اقتصاد متطور وثقافة مزدهرة. في نهاية ثمانينات القرن العشرين، وبفضل عشق للخزف الأسود، بدأ تشانغ قوه تشينغ العمل في صناعة أواني الخزف الأسود لتطوير الثقافة التقليدية في بلدته ونشر الحضارة الصينية إلى أنحاء العالم. يعمل تشانغ قوه تشينغ في مجال منتجات الخزف الأسود منذ ثمانية وعشرين عاما. خلال هذه االسنوات، نقل مسكنه سبع مرات وبنى بيته سبع مرات، لكنه لم يترك قطعة واحدة من الخزف الأسود. بعد نحو ثلاثين سنة في مجال تصنيع أواني الخزف الأسود، صار تشانغ قوه تشنغ من أشهر فناني الخزف في مقاطعة شاندونغ الصينية، وأحد ورثة التراث الثقافي غير المادي للخزف الأسود في الصين ورئيس مركز تشنغ تسي يا لبحوث الخزف الأسود، والرئيس العام لشركة تشنغ تسي يا المحدودة لأواني الخزف الأسود. من أشهر منتجاته الخزفية السوداء إبريق قشر البيض، الذي لا يتجاوز سمك جداره عُشر مليمتر في بعض الأجزاء، في حين يبلغ طوله أكثر من ثمانين سنتيمترا. شارك تشانغ قوه تشيغ في معرض إكسبو شانغهاي عام 2010، وفي مهرجان التراث غير المادي في منطقة ماكاو الصينية في عام2011، وفازت إحدى إبداعاته بجائزة العرض في مسابقة الفنون الشعبية العالمية لعام 2016.

باعتباره أحد ورثة تراث الثقافة الصينية الرائعة، عرف تشانغ قوه تشينغ العلاقة الحميمة بينه والصين وثقافتها. لهذا السبب، كلما يقوم بعرض منتجاته من الخزف الأسود خارج الصين يشتد حبه لبلاده وثقافتها. قال: "الوطن هو أساس الأسرة والصين الجديدة أم كل الصينيين."

 

مقاتل التجارة الإلكترونية لي قوه تشينغ

وُلِد لي قوه تشينغ في الأول من أكتوبر عام 1964. بفضل هذا الاسم الذي يبعث على التفاؤل، صار لي قوه تشينغ رجلا شجاعا حكيما، لا يهاب المصاعب والتحديات.

خلال دراسته في جامعة بكين، اشتهر لي قوه تشينغ بين زملائه بمواهبه الأدبية وذكائه الواضح. بعد تخرجه بتفوق في الجامعة، عمل في وظيفة حكومية ثم تركها وأنشأ في عام 1999 مع زوجته شركة "دانغدانغ"، وهي متجر لبيع الكتب على الإنترنت، وولج إلى ساحة معركة التجارة الإلكترونية الرابحة في الصين آنذك. في البداية، حقق لي قوه تشينغ نجاحا ملحوظا بفضل جديته واتصالاته الواسعة، فأصبح نجما بارزا في قطاع التجارة الاإكترونية الصينية.

لم تكن مسيرة لي قوه تشينغ في قطاع التجارة الإلكترونية خالية من العوائق والمنعطفات. في نهاية القرن العشرين، عانى كثير من شركات التجارة الإلكترونية من الركود، وقرر بعضها الانسحاب من السوق في هذه الظروف الصعبة. كان لي قوه تشينغ وزوجته لهما رأي آخر: سيأتي ربيع التجارة الإلكترونية سريعا بعد هذا الشتاء البارد. في عام 2003، حققت شركة "دانغدانغ" توازنا بين الربح والخسارة، وفي عام 2004، اقترب حجم مبيعات "دانغدانغ" من حجم مبيعات متجر شيدان الكبير، وهو أحد متاجر بيع الكتب المشهورة في بكين.

توسعت مجالات "دانغدانغ" لتشمل أعمالا كثيرة، منها خدمات تسويق الملابس والأجهزة الإلكترونية، وصارت شركة شاملة وحديثة تحت قيادة لي قوه تشينغ. 

بعد سنوات من النجاح والفشل في التجارة الإلكترونية، فهم لي قوه تشينغ المغزى العميق لاسمه "قوه تشينغ"، وادرك أن الصينيين لم يؤسسوا جمهورية الصين الشعبية ويحتفلوا بعيدهم الوطني (قوه تشينغ) إلا بعد مجابهات شرسة ومقاومة شديدة. تأثر لي قوه تشينغ بصبر وعزيمة جيش التحرير الشعبي الصيني، فامتلك القدرة على النجاح في المنافسات الضارية للتجارة الإلكترونية.

 

مطرب الجيش تساي قوه تشينغ

تساي قوه تشنغ مطرب عسكري مشهور في أنحاء الصين، من أعماله المعروفة "الأغنية المشتركة" و"356 بركة" و"تاج الجندي" و"الجندي الوسيم" وغيرها. مثل تشانغ قوه تشينغ ولي قوه تشينغ، تساي قوه تشينغ لديه قصة مع العيد الوطني.

كانت أسرته تتوقع أن يولد في الأول من أكتوبر، فمنحت الوليد القادم اسم العيد الوطني "قوه تشينغ"، ولكنه خرج إلى الحياة قبل العيد الوطني بيوم واحد فلم تغير الأسرة اسمه.

 في طفولته، كان يرى اسمه "قوه تشينغ" مكتوبا في أماكن كثيرة وفي الشوارع الكبيرة والصغيرة فيشعر أنه مختلف عن الأطفال الآخرين. ترعرع الفتى في كنف "العيد الوطني" وفهم معنى اسمه المتميز تدريجيا فأصبح مطربا عسكريا يقدم أغنياته للجنود في معسكراتهم خلال الأعياد. لهذا السبب، قدم تساي قوه تشينغ أغينة خلال العيد الوطني بعنوان "مطرب العيد الوطني". ترهقه الرحلات المتواصلة أحيانا، ولكن تعبه يزول عندما يتذكر الجنود الذين يبذلون كل الجهود لحماية الوطن. ذات يوم، أصيب بألم حاد في الظهر، ووجد صعوبة بالغة في الوقوف على قدميه والسير، لكنه كابد ألمه وظل يغني للجنود والمشاهدين، ولم يكتشف أحد الألم الذي عانى منه.

جاء حب تساي قوه تشينغ للجندي والوطن من فهمه لمغزى اسمه، وعرف أن من واجبه أن يبذل كل الجهود لتحقيق أمنياته ولتحقيق أحلام الوطن.

هناك آلاف الأشخاص الذين يحملون اسم "قوه تشينغ"، يجتهودن جميعهم في أعمالهم لتحقيق أمنياتهم الشخصية ولتحقيق نهضة الأمة الصينية العظيمة. بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني، نقول بكل فخر إننا جميعا "قوه تشينغ".