دعوة القرن الجديد: إقامة علاقات دولية جديدة محورها التعاون والكسب المشترك

حاليا، يشهد المجتمع الدولي تطورات وتغيرات كبيرة، وتسارعا في إعادة صياغة النظام الدولي، وإتاحة فرص غير مسبوقة لكل دول العالم؛ بما فيها انخفاض حدة المواجهة بين الدول الكبرى والتقدم التكنولوجي وتنامي التعاون الإقليمي، وغيرها من القضايا.  وفي الوقت نفسه، تواجه دول العالم تحديات عالمية متزايدة، بما فيها الإرهاب، تغير المناخ، أمن الطاقة والموارد، إلخ.فالتعاون الدولي يواجه فرصا هامة وتحديات خطيرة في نفس الوقت. ما زال السلام والتنمية هما الاتجاه الرئيسي للعصر، ولكن في الفترة الأخيرة، خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عبر استفتاء عام؛ ووقعت أحداث عنف وإرهاب في فرنسا وألمانيا وغربي آسيا وبعض دول أفريقيا بصورة متكررة؛ وفي بحر الصين الجنوبي، قامت حكومة الفلبين السابقة بمهزلة اللجوء إلى "التحكيم الدولي" بسبب تحريض بعض القوى من خارج الحدود الإقليمية، الأمر الذي يثير الاضطرابات في الإقليم. هذه الأحداث المتسارعة والمتتالية تؤدي إلى تصاعد المخاطر الجيوسياسية وتصاعد التيار المضاد للعولمة" متمثلا في السياسات الحمائية والانعزالية. وفي الوقت نفسه، ما زال انتعاش الاقتصاد العالمي ضعيفا ولا تزال التجارة الدولية في حالة ركود، ومازال أمام أعمال تعزيز التعاون ودفع التنمية طريق طويل. مع تطور العولمة والتقدم السريع للثورة التكنولوجية، يزداد ترابط مصير البشرية بشكل وثيق يوما بعد يوم. ويتساءل المهتمون بمصير البشرية: كيف يجب أن تكون العلاقات الدولية في القرن الجديد؟

علاقات دولية جديدة محورها التعاون والكسب المشترك

خلال زيارة الرئيس شي إلى روسيا في مارس عام 2013، طرح لأول مرة مقترح دفع إقامة علاقات دولية جديدة تقوم على التعاون والكسب المشترك. ومنذ ذلك الحين، أكد الرئيس شي عدة مرات في مناسبات مختلفة أنه لا يمكن دخول الجسد إلى القرن الجديد مع بقاء التفكير في إطار عقلية الحرب الباردة ولعبة المحصلة الصفرية القديمة. يجب مواكبة تقدم العصر ودفع إقامة علاقات دولية جديدة تقوم على التعاون والكسب المشترك، وتجسيد هذا المفهوم في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية وغيرها من أوجه التعاون الخارجي. وفي سبتمبر عام 2015، خلال الاحتفال بمرور سبعين عاما على إنشاء الأمم المتحدة، أكد الرئيس شي من على منبر المنظمة الدولية على ضرورة توارث وتوسيع أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وإقامة علاقات دولية جديدة تقوم على التعاون والكسب المشترك، وتشكيل رابطة المصير المشترك للبشرية، وقد أصبحت تلك الرؤية فكرة مرشدة هامة للدبلوماسية الصينية، كما تحظى بموافقة وقبول العديد من الدول.

إن ما تدعو إليه الصين بإقامة علاقات دولية جديدة تقوم على التعاون والكسب المشترك هو استمرار لتقاليد دبلوماسية جمهورية الصين الشعبية، ويتفق مع مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة حول المساواة والسيادة وحل النزاعات الدولية عبر الوسائل السلمية ودفع التعاون الدولي، ويتفق مع تيار تطور العصر الحديث. فضلا عن أنه مساهمة مبتكرة لنظرية العلاقات الدولية التقليدية، ويتمتع بمفهوم نظري عميق وأهمية إرشادية كبيرة.

العلاقات الدولية الجديدة التي نطمح لها تعتبر رابطة المصير المشترك هدفا مشتركا للتعامل مع العلاقات الدولية. ومن خلال استعراض الخمسمائة سنة المنصرمة، يتضح أن كلا من الاستعمار والإمبريالية والهيمنة تأتي بالمواجهة والانقسام، وتؤدي إلى النزاعات والاضطرابات، وتكلف المجتمع البشري ثمنا باهظا. إن فكرة إقامة علاقات دولية جديدة محورها التعاون والكسب المشترك، تضع خطة ومسارا عاما لبناء رابطة المصير المشترك للبشرية، بعد دراسة الوضع الدولي وهيكل النظام العالمي، والتفكير المستقبلي في اتجاه التقدم الاجتماعي، وتدعو إلى مبادئ "بناء شراكات تتعامل فيها الدول مع بعضها البعض على أساس المساواة والانخراط في المشاورات وإبداء الفهم المتبادل، وإقامة هيكل أمني يتسم بالعدالة والإنصاف والمصالح المشتركة، والسعي إلى تحقيق تطلعاتنا للتنمية المتصفة بالانفتاح والإبداع والتسامح والمنفعة المتبادلة، وتعزيز التبادل بين الحضارات على أساس تحقيق الوئام واحترام الاختلاف وأن يتعلم كل منا من الآخر، وإقامة نظام إيكولوجي يعطي الأولوية للطبيعة والتنمية الخضراء. إن فكرة "خمسة في واحد" العظيمة هذه تجسد شعور وتحمل الصين لمسؤوليتها المتمثلة في المشاركة في السراء والضراء والمصير المشترك مع الدول الأخرى، لا شك أنها سوف تفتح آفاقا جديدة لتحقيق السلام المستدام والازدهار المشترك للمجتمع الدولي.

ينبغي اتخاذ المصالح المشتركة أساسا هاما للتعامل في العلاقات الدولية. فدول العالم تترابط بشكل وثيق، ويستند بعضها على بعض، ويتعمق اندماج المصالح باستمرار، وتتعزز المطالب الواقعية والآمال السياسية لخلق بيئة سلمية مستقرة وتحقيق التنمية والازدهار المشترك معا. فكرة إقامة علاقات دولية جديدة محورها التعاون والكسب المشترك تتعامل مع العلاقات الدولية برؤية شاملة بدلا من الرؤية المجزأة؛ وتدعو دول العالم إلى اعتبار ضمان ودفع المصالح المشتركة للبشرية نقطة انطلاق هامة للتعامل مع العلاقات الدولية، عندما تحمي مصالحها؛ تدعو الدول المختلفة إلى الاحترام المتبادل، التعامل المتساوي، وتوسيع المصالح المشتركة، وتحقيق التعايش السلمي المتناغم بين الدول ذات النظم الاجتماعية المختلفة وطرق التنمية المختلفة والتقاليد الثقافية المتباينة، على أساس البحث عن النقاط المشتركة وترك نقاط الخلاف جانبا، الأمر الذي يضع أساسا ثابتا لتحقيق تطور العلاقات الدولية بشكل مستقر وصحي وطويل الأجل.

فكرة إقامة علاقات دولية جديدة محورها التعاون والكسب المشترك تتجاوز الحد المرسوم للمفاهيم القديمة، بما فيها لعبة المحصلة الصفرية وفكرة الحرب الباردة. عند التعامل مع الدول الأخرى، تدعو إلى احترام الاختيارات الذاتية للدول بشأن نظمها الاجتماعية وطرق تنميتها، والتمسك بوجهة النظر الصائبة تجاه الأخلاق والمصالح، والنظر معا إلى مصالح الأطراف المعنية عندما تحمي مصالحها الذاتية، ودفع التنمية المشتركة مع بذل الجهود لدفع تنميتها الذاتية، والسعي إلى الفوز الثنائي وفوز الأطراف المعنية والفوز المشترك. إنها تتفق مع الأمل العام للمجتمع الدولي وتقدم فكرة جديدة لدفع النظام الدولي إلى اتجاه أكثر عدالة وعقلانية. وفي ذات الوقت، ينبغي أن يكون التعاون وسيلة رئيسية في تبادلات العلاقات الدولية. التصرفات الأحادية لا يمكنها ضمان الأمن الذاتي، فتصريف مياه حقل على حقل مجاور، والمجابهة عبر التحالفات، ستكون مسدودة الأفق، والتمتع بالفرص ومواجهة التحديات معا في نفس القارب هو الاختيار الصحيح الوحيد. فكرة إقامة علاقات دولية جديدة تقوم على التعاون والكسب المشترك، وتنظر في العلاقات الدولية على مستوى سلام وتنمية العالم، وتبادر إلى التشاور بدلا من التناقض، والتعاون بدلا من المجابهة، وتدعو إلى مواجهة التحديات العالمية المتزايدة بصورة فعالة وحل القضايا المتعلقة بتنمية العالم وتقدم البشرية عن طريق توسيع تعاون المنفعة المتبادلة. إنها تشير إلى الطريق الصحيح لتطور العلاقات الدولية في ظل الوضع الدولي الجديد، وتصب قوة محركة قوية للمجتمع الدولي من حيث توسيع التعاون والاتصالات، وتفادي النزاعات.

الصين رائدة العلاقات الدولية الجديدة

الصين ليست رائدة العلاقات الدولية الجديدة فحسب، وإنما أيضا تمارسها بشكل إيجابي. في مجال السياسة، الصين تستكشف طريقا جديدا للمعاملات بين الدول المختلفة. الصين هي أول دولة، من بين الدول الكبرى الرئيسية، تضع بناء الشراكة كمبدأ توجيهي للتعامل مع الدول الأخرى، وتتمسك بـ" التشاور بدلا من المجابهة، والترافق بدلا من التحالف"، وقد قامت ببناء شراكات مختلفة الشكل مع ثمانين دولة ومنطقة ومنظمة إقليمية، وأسست شبكة شراكات عالمية. الشراكة لا تحدد عدوا وهميا وليست موجهة ضد طرف ثالث، وتجسد السلام والمساواة والشمول. الدبلوماسية الصينية تسعى إلى بناء إطار الاستقرار العام والتطور المتوازن لعلاقات الدول الكبرى، وتطبق مفهوم الدبلوماسية المتمثل في الصداقة والإخلاص والمنفعة المتبادلة والشمول، وتبني رابطة المصير المشترك الآسيوي مع الدول الإقليمية، وتقيم التعاون الشامل معها على كل المستويات وفي كل المجالات، مما يزيد تعميق اندماج المصالح بشكل متواصل؛ وتطبق وجهة النظر الصحيحة إلى الأخلاق والمصالح بشكل إيجابي، وتبذل جهودها في تعزيز التعاون والوحدة مع الدول النامية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وتحقق التغطية الشاملة لإطار التعاون مع الدول النامية والمناطق كي تدفع تعاونها مع الدول النامية إلى مستوى جديد.

وفي مجال الاقتصاد، الصين تدفع تأسيس هيكل شامل جديد للتنمية. رغم تموج الاقتصاد الصيني، ما زال يتجه إلى الاستقرار والتحسن. الاقتصاد الصيني هو "مرساة استقرار" الاقتصاد العالمي، فحل قضايا الصين المعنية يساهم في دفع التنمية بالعالم. الصين تشارك في النقاشات والتعاون حول التنمية المستدامة وغيرها من القضايا الأخرى في إطار الأمم المتحدة بشكل شامل، وتدفع إيجابيا وضع جدول أعمال التنمية المستدامة 2030. وتتمسك بمبادئ التشاور المشترك والبناء المشترك والمصالح المشتركة، وتدفع بناء "الحزام والطريق"، وتعزز الترابط باستراتيجيات التنمية للدول على طول الحزام والطريق كي تصب قوة محركة قوية ومؤثرة لتطور قارتي آسيا وأوروبا وكل العالم. الصين تدفع بناء الاتصالات والترابط المتبادل إيجابيا، وتعزز إجراء مشروعات تعاون المنفعة المتبادلة في إطار "الحزام والطريق" وتحقق إنجازات مبكرة هامة؛ وتعمق التعاون الدولي في مجال الطاقة الإنتاجية، وتشكل من حيث الأساس صيغة للتعاون الدولي في مجال الطاقة الإنتاجية تغطي آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية كي تجعل الإنجازات تحقق المصالح الإقليمية بشكل أوسع. ودعت الصين إلى إنشاء البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وصندوق طريق الحرير وبنك التنمية الجديد لدول بريكس (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب أفريقيا)، وتدفع إصلاح وتحسين آلية إدارة الاقتصاد الدولي. إلى جانب ذلك، فإن عقد قمة مجموعة العشرين في هانغتشو يمثل فرصة جيدة، تطمح الصين من خلالها إلى  توجيه أعضاء مجموعة العشرين إلى تعميق الإصلاح وتعزيز الابتكار وزيادة التناسق، مما يقدم مساهمات هامة في دفع تشكيل نظام الاقتصاد الدولي المبتكر والحيوي والمترابط والشامل.

مع دخول تنمية الاقتصاد الصيني إلى الوضع الطبيعي الجديد، يجب على الصين حل تناقضات التوظيف الهيكلية. وقد أوضحت الحكومة الصينية أن "التوظيف هو أساس معيشة الشعب"، وتثابر على تطبيق استراتيجية أولوية التوظيف وسياسات التوظيف الأكثر نشاطا، وتواصل دفع تبسيط الإدارة وتفويض الصلاحية إلى المستويات الدنيا وتحسين إصلاحات الخدمات، وتطور التعليم المهني وتدريبات المهارات المهنية، وتسرع في بناء نظام الضمان الاجتماعي. ومن خلال تحقيق النمو المتوسط- العالي، والتقدم إلى المستوى المتوسط- العالي، تحقق توسيع حجم التوظيف وتحسين هيكله. ترغب الحكومة الصينية في تعزيز التعاون مع المجتمع الدولي لكي تلعب دورا أكبر في تحقيق النمو الشامل ومساعدة الناس في التمتع بالأعمال اللائقة.

وفي الوقت نفسه، ما زالت بيئة الاقتصاد الدولي متشابكة ومعقدة، وتزداد العناصر غير المؤكدة والعوامل غير المستقرة، والصين تواجه صعوبات وتحديات أيضا خلال عملية تنميتها، وأساس عملية الاقتصاد المستقر ليس متينا، وضغط التراجع الاقتصادي مستمر. لكن باعتبارها أكبر دولة نامية، تمتاز الصين بإمكانيات كبيرة وتفوقات كثيرة وحيز واسع لتنمية الاقتصاد ولها مستقبل مشرق. الصين هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر دولة مصنعة ودولة كبرى من حيث تجارة السلع وتجارة الخدمات وجذب الاستثمارات والاستثمار الخارجي في العالم. الصين تتمتع بموارد هائلة وكفاءات وموارد بشرية، وبوفرة من الباحثين التكنولوجيين، وبإمكانيات النمو لأكبر سوق ناشئة. سوف تعزز الصين الانفتاح والإصلاح بشكل راسخ ووطيد، وتعمق الإصلاح الهيكلي خاصة في جانب العرض، ولها ثقة وقدرة على تحقيق المهمة الرئيسية لأهداف التنمية في العام الجاري، وتحافظ على النمو المتوسط- العالي وتخطو تنمية اقتصادها إلى المستوى المتوسط- العالي.

ومن أجل مواجهة القضايا الساخنة الإقليمية والدولية التي تزداد وتيرتها في بعض المناطق وتقل في مناطق أخرى، والتحديات الدولية المعقدة المتنوعة، طرحت الصين فكرة جديدة لضمان الأمن الإقليمي والعالمي، ودعت إلى مفهوم الأمن والتعاون المشترك والشامل والمستدام، ودفع حل القضايا الساخنة عن طريق الوسائل السياسية، وتساهم مساهمة هامة وفعالة في الحل السياسي للقضية النووية الإيرانية والقضية السورية وقضية جنوب السودان وقضية أفغانستان والقضية النووية في شبه الجزيرة الكورية. تبادر الصين إلى حل قضية بحر الصين الجنوبي عبر فكرة "المسار المزدوج"، فهي تتمسك بضمان سيادة الأراضي والمصالح والحقوق في البحر بشكل راسخ ووطيد، وفي الوقت نفسه، تسعى إلى حماية سلام واستقرار بحر الصين الجنوبي مع الدول الإقليمية. وهي أيضا تنشط في التعاون للتصدي للإرهاب الدولي ومكافحته، وتدعو إلى حل قضية الإرهاب من الجذور والمظهر، وتعارض المعايير المزدوجة. تشارك الصين في عمليات حفظ السلام للأمم المتحدة بشكل عميق، وهي أكثر دولة مرسلة لقوات حفظ السلام بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، وهي ثاني أكبر  مساهم في نفقات حفظ السلام بين أعضاء الأمم المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، تشارك الصين الأمم المتحدة في آلية قدرة الاستعداد لحفظ السلام، ولديها 8000 جندي ضمن قوات الاستعداد لحفظ السلام وفريق قوات حفظ السلام الدائم. تواصل السفن الحربية الصينية القيام بمهام الحراسة في خليج عدن والمياه الصومالية منذ سبع سنوات مضت، ووفرت الحماية والأمن لأكثر من ستة آلاف سفينة صينية وأجنبية. وبالإضافة إلى ذلك، الجانب الصيني يدفع إيجابيا التعاون الدولي في مجالي أمن الأنترنت ومواجهة تغير المناخ، ويقدم المزيد من المنتجات العامة لحفظ سلام العالم وأمنه، الأمر الذي يجسد تحمل الصين لمسؤولياتها كدولة كبرى.

الدعوة إلى الاحترام المتبادل بين الحضارات المختلفة ودفع التعلم والاتصالات المتبادلة محتويان هامان للدبلوماسية الصينية. تتنوع وتتوسع الحضارة بفضل الاتصالات والتعلم المتبادل. الصين تدعو إلى ضمان تنوع الحضارات وتبادر إلى احترام النظام الاجتماعي وطرق التنمية التي تختارها الدول بنفسها، وتدفع الاتصالات والتعلم المتبادل لتحل محل النزاعات وتصادم الحضارات، وتعزز التبادلات والاتصالات والتعلم المتبادل بين الأمم والثقافات والأديان المختلفة، وتسعى إلى البحث عن النقاط المشتركة وترك نقاط الخلاف جانبا.

مستقبل مشرق لتعاون الصين مع غربي آسيا وأفريقيا

إن تمسك الصين بفكرة إقامة علاقات دولية جديدة محورها التعاون والكسب المشترك يتوافق مع دفع تقدم مختلف الدول إلى الاتجاه المشترك وتقدم البشرية. الدول العربية والأفريقية تحتل مكانا هاما في الدبلوماسية الصينية، وهما شريكان استراتيجيان لـ" التعاون الشامل والتنمية المشتركة". نرى أنه في ظل مفهوم الفوز المشترك، سيحقق التعاون الصيني- العربي كثيرا من الإنجازات الهامة بما يدفع التطور الشامل للعلاقة الصينية- العربية. حاليا، وقعت خمس دول عربية اتفاقيات تعاون حول "الحزام والطريق" مع الصين، وأعلنت سبع دول عربية مشاركتها وأصبحت أعضاء مؤسسين في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذي دعت الصين إلى تأسيسه، وأقامت ثماني دول عربية علاقات شراكة استراتيجية مع الصين، والصين هي أكبر شريك تجاري لعشر دول عربية. بجانب  ذلك، يزداد عدد الطلبة العرب الوافدين إلى الصين بسرعة، حيث بلغ عددهم أربعة عشر ألف طالب، ويبلغ عدد الرحلات الجوية بين الصين والدول العربية حوالي مائتي رحلة كل أسبوع. هذه كلها إنجازات تحققها الصين والدول العربية عبر جهودها، والعلاقات الصينية- العربية القائمة على الاحترام المتبادل والفوز المشترك والتعاون، لها مستقبل مشرق.

أفريقيا قارة ذات حيوية كبيرة، وترتفع مكانتها وتأثيرها في العالم باستمرار. التعاون الصيني- الأفريقي جزء هام من التعاون الدولي- الأفريقي. في ديسمبر عام 2015، حققت قمة جوهانسبرغ لمنتدى التعاون الصيني- الأفريقي نجاحا كبيرا. وشرح الرئيس شي جين بينغ فكرة الصين ومفهومها الجديد تجاه أفريقيا بصورة شاملة ونظامية، وأعلن رفع العلاقات الصينية- الأفريقية إلى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وطرح خطة ضخمة لبدء عشرة مشروعات تعاون كبيرة يتم تنفيذها خلال الثلاث سنوات المقبلة، وخصصت لها ستين مليار دولار أمريكي. بالجهود المشتركة، يجري تنفيذ إنجازات القمة بنجاح، الأمر الذي يصب في مصلحة الشعب الصيني والشعب الأفريقي. إن تنفيذ إنجازات القمة لا يدفع التنمية المشتركة للصين وأفريقيا فحسب، وإنما أيضا يخلق ظروفا أفضل للتعاون الدولي مع أفريقيا.

الصين ترغب في تطبيق مفهوم التعاون والفوز المشترك، وتكتب فصلا جديدا للعلاقات الدولية في القرن الحادي والعشرين، وتخلق مستقبلا مشرقا تتمتع فيه شعوب العالم بالاحترام والإنجازات التنموية والأمن، بالعمل معا مع الدول العربية والدول الأفريقية ودول العالم.