تعميق الإصلاحات لاستكشاف إمكانيات التنمية

الاجتماعان السنويان للمجلس الوطني لنواب الشعب والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، معروفان باسم "الدورتين". توفر "الدورتان" اللتان تعقدان في شهر مارس من كل عام نافذة للعالم لمعرفة المزيد عن الصين. إن توجهات التنمية التي تجلت في دورتي هذا العام تعتبر حاسمة لتطور الصين في المستقبل. ومن المتوقع أن ترشد الخطة الخمسية الثالثة عشرة، التي أجيزت في الدورة الرابعة للمجلس الوطني الثاني عشر لنواب الشعب، تنمية كافة الصناعات والقطاعات، وأن تكون مبادرات الإصلاح التي تضمنها تقرير عمل الحكومة مؤشرا لوجهة تقدم الصين.

إن الصين ملتزمة ببناء حكومة أساسها القانون ومبتكرة وخدمية تلبي احتياجات مواطنيها. وتتعهد الصين بتقييد تدخل الحكومة وتوسيع دور السوق واتخاذ إجراءات لتحسين مستوى الخدمات الحكومية. تدعو الحكومة إلى عدم التسامح مطلقا مع الأخطاء وبناء آليات لتصويب الأخطاء. وستشجع المسؤولين على الابتكار والإبداع كي تحفز حماستهم لتنفيذ الإصلاحات وإيلاء اهتمام جاد للوقاية من المخاطر.

إن إطلاق منصة خدمات الإنترنت+ الحكومية سيقود إلى عمل حكومي أكثر ذكاء وكفاءة، ومقترح "الإجراء في الوقت المناسب" الذي تم طرحه مؤخرا من شأنه أن يجعل اقتصاد البلاد يسير على طريق أكثر مرونة، وخاصة فيما يتعلق بمسألة العملات والسندات وفرض الضرائب.

لقد صارت التقنيات الجديدة والصناعات الجديدة والأشكال الجديدة للأعمال، أهم محركات للنمو الاقتصادي. ومن بينها، تبزغ وتتوسع قطاعات السيارات التي تعمل بالطاقة الجديدة، صناعة البيئة الإيكولوجية، البيانات الكبيرة، إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، وأصبحت نقاط نمو جديدة لاقتصاد الصين. وفي ذات الوقت، تتغلغل التقنيات الجديدة في الصناعات التقليدية. ستبني الصين منصات تصنيع إبداعي تقوم على الإنترنت لإجراء عدد كبير من برامج التصنيع الذكية، وإطلاق مشروعات تقوي تنمية الصناعة وتعزز التصنيع الأخضر، وتطور المعدات العالية الجودة. إن هذه الإجراءات سوف تعزز جودة عمليات الإنتاج والمنتجات وتعزز معرفة المصنعين المحليين بالسوق العالمية. وسوف تحل الصين كذلك مشكلة قدرة الإنتاج الفائضة ومشكلة ما يُسمى بالمشروعات الميتة في قطاعي الفحم والصلب. إن سياسات الموازنة والمالية المحسنة وغيرها من السياسات سوف تدعم هذا العمل، ومن ثم تجنب خسائر الأصول المملوكة للدولة، وتحقق أيضا إعادة التوظيف الرشيد للعمال المسرحين وإعادة الهيكلة الفعالة للأصول.

إن روح الحرفي كانت ملمحا بارزا آخر لتقرير عمل الحكومة، الذي دعا المؤسسات إلى التركيز على القطاعات الأنسب لخبراتها والسعي باجتهاد إلى الإتقان. إن كبار العمال المسلحين بالمهارات الفريدة قوة دافعة لمسيرة التصنيع المحلي المرنة التي تمهد الطريق نحو الإصلاح الهيكلي لجانب العرض.

تهدف التنمية الاقتصادية إلى تحقيق مستوى معيشة أفضل للشعب. وقد شهدت الحياة المعاصرة في الصين تحسنات في كافة المجالات. على سبيل المثال، تتعاظم قدرة المزيد من الصينيين على السفر والسياحة وتدخل الصين حاليا "العصر الجديد للسياحة بأعداد ضخمة". صارت شبكات الاتصالات بالألياف الضوئية أيضا متوفرة لعدد متزايد من الأسر الصينية، وصارت سرعة الإنترنت أعلى. وقد حدد تقرير عمل الحكومة تطوير شبكات الاتصالات بالألياف الضوئية في عدد من المدن كمهمة رئيسية هذا العام.

في الجولة الجديدة للانفتاح النوعي، ستواصل الصين تطوير مبادرة الحزام والطريق، وستحقق تعاونا أكبر مع الدول الأخرى في مجال قدرة الإنتاج، وستطبق الإبداع في تعزيز تجارتها الخارجية، وستحسن استخدام الاستثمارات الخارجية، وستسرع في تطبيق استراتيجية مناطق التجارة الحرة. في عام 2016، ستوسع الصين المشروعات التجريبية للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود وستدعم المؤسسات لإقامة مخازن لها في الخارج لتخزين بضائع التصدير. إن شحن الصادرات الصينية بكميات ضخمة إلى المخازن في الخارج، سيضمن بيعها وتسليمها مباشرة إلى مقاصدها في تلك البلدان.

هذه هي السنة الأولى في المرحلة الحاسمة لإكمال بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل. وهي أيضا سنة حاسمة لتنفيذ الإصلاح الهيكلي. النمو المستهدف لسنة 2016 يتراوح بين 5ر6% و7%. بفضل سنوات من النمو السريع، وضعت الصين أساسا متينا لاقتصاد مرن فيه مجال كبير وقدرات عظيمة للنمو. وفي ذات الوقت، أضاف الإصلاح والانفتاح حافزا جديدا للنمو الاقتصادي، وتم اكتساب خبرة ثرية في تطوير أنماط جديدة للتنظيم الكلي. فضلا عن أننا لدينا إرشاد الحزب الشيوعي الصيني وخبرته الوطنية الثرية في الحكم والإدارة. إننا، بالجهود المتواصلة، سوف ننجز مهام التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذا العام، وسنبدأ بداية طيبة للمرحلة الحاسمة في إتمام بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل.